سلام الله عليكم
لازلت في مفتتح الحضور بينكم . فأردت أن تكون مساهمتي الثانية مساهمةإسلامية .. شدني إليها الواقع المؤسف الذي يعيشه مجتمعنا الإسلامي ؛ ذلك
المجتمع التائه في متاهات الضمائر الخربة . ولي زاد من التشريف في ذكر
هذا الحديث وشرحه .. ولكم في الإصغاء أجرا عظيما .
صدق الذي لاينطق عن الهوى في قوله :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيهـــــــا
الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة
قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة)
" الرويبضة " : هو العاجز الذي ربض عن معالي الأمور وقعد عن
طلبها، والغالب أنه قيل للتافه من الناس لُِربُوضِه في بيته ، وقلـــــة
انبعاثه في الأمور الجسيمة.
يبين الرسول صلى الله عليه وسلم أموراً ستصير في مستقبل الأيام وهـي
جارية في واقعنا المعاصر، منها : أن يتمكن التافه من الكلام، وكأن الأصل
أن لا يتكلم إلا العاقل الحكيم ، ومما يزيد المشكلة عمقاً ومساحة أن يكــون
هذا وأمثاله ممن يتناول أمور الجماهير فيساهم في تضليل الرأي العــــــام،
وتوجيه العامة إلى مستوى طرحه كتافه قاعد متقاعس، أو على ضعفهـــم
فوُسِّد أمرهم لرويبضة.يصف الرسول صلى الله عليه وسلم الزمــــن الذي
يصول فيه الرويبضة بالسنوات الخدّاعات، ذلك لأن الأمور تسير خـــلاف
القاعدة، فالصادق يُكذَب والكاذب يُصدَّق، والأمين يُخَون والخائن يُؤتًمــن،
والصالح يُكمَّم والتافِهُ الرويبضة يُمكن ... ودمتم بخير .
ابن النيــــــــل
عبدالله عيسى
تعليق