الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

صعوبات تعلم القراءة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • Font Size
    #1

    صعوبات تعلم القراءة

    يعاني بعض الأطفال من صعوبات تحول دون متابعتهم لزملائهم أثناء تعلمهم القراءة، وهذه المشكلة تحظى باهتمام البيت والمدرسة، نظراً لأهمية اللغة التي تعتبر من الأدوات المهمة التي لا يستطيع الطفل الاستغناء عنها، ولا تستقيم حياته بدونها؛ فهي وعاء الفكر الذي يستقي منه نموّه العقلي والاجتماعي، وهي أداة التفكير التي يتعامل بها مع قضايا الحياة، وبها يبني الفرد علاقاته الاجتماعية مع أقرانه والمحيطين به، وهي بالتالي تترك آثاراً سلبية على سلوك من يعجز عن تعلمها، فقد يتولد لديه سلوك عدواني، فيمارس أعمالا تخريبية، أو يميل إلى السلبية والانطواء على الذات، فتقل ثقته بنفسه، ويتراجع تقديره لذاته. فما هي الأسباب الكامنة وراء هذه المشكلة ؟ وما أساليب تشخيصها وعلاجها ؟.
    مفهومها: يرجع المعنى اللغوي لصعوبات تعلم القراءة إلى كلمة إغريقية قديمة هي dyslexia والتي تعني مرض الكلمات، ويطلق البعض على هذه الظاهرة "العمى اللفظي " Aphasiaويترتب على هذا العَرَض أن يجد المصابون به صعوبة في التعرف على الحروف المكونة للكلمة، وبالتالي صعوبة في فهم معناها، رغم أنهم لا يقلّون ذكاء عن أقرانهم المتساوين معهم بالعمر الزمني .
    وعسر القراءة كما يرى الزيات (2002) " عَرَض ذو أساس عصبي نيورولوجي، أسري النزعة، يؤدي إلى اضطراب أو خلل أو قصور في اكتساب وتجهيز معالجة اللغة، ويتباين في درجة حدته أو شدته من الخفيف إلى الشديد، ويعبّر عن نفسه في:
    أ- صعوبات في استقبال اللغة والتعبير عنها.
    ب- صعوبات في التجهيز والمعالجة الفونولوجية أو الصوتية للقراءة والكتابة والتهجي والكتابة اليدوية وأحياناً الحساب".

    وقد عرفه فروست وأميري1995 Frost & Ameery بأنه:" خلل عصبي إدراكي يرتبط تحديداً بالقراءة والتهجئة، فالطالب ذو الصعوبات القرائية هو طالب عادي أو أفضل من العادي في ذكائه، ولكن مشكلته تبرز في اضطراب النظام الصوتي لديه.
    أما طومسون Tomson 1990 فيرى أن عسر القراءة" صعوبة حادة في شكل اللغة المكتوبة لا تعتمد على الذكاء، ولا ترجع إلى أسباب ثقافية وانفعالية، وتتصف باكتساب لمستوى القراءة والكتابة والتهجئة يقع تحت المستوى المتوقع نسبة إلى مستوى ذكاء الطفل وعمره الزمني، وهي ذات طبيعة معرفية تؤثر على المهارات اللغوية التي تتصل بالشكل الكتابي، وبخاصة الرموز البصرية اللفظية والذاكرة القصيرة ونظام الإدراك والتتابع .
    وبناء على ما سبقفإنه يمكن النظر إلى عسر القراءة على أنه :مشكلة نمائية ترجع إلى خلل عصبي ، وفي معظم الأحيان يكون لها جذور وراثية ، تقلل من قدرة الطفل على مجاراة أقرانه في عملية تعلم القراءة خلال الموقف الصفي العادي .
    وقد أشارت دراسة قام بها لايون Lyon 1997 إلى أن هذه الآفة تتفشى في المجتمعات المدرسية بنسبة قد تصل إلى 15 % حيث إن كل طفل يقل مستوى إتقانه لمهارة القراءة عن متوسط مستوى زملائه المساوين له في العمر الزمني بصورة ملموسة هو طفل يعاني من صعوبات في تعلم القراءة. كما أشار البيان الختامي للندوة الإقليمية لصعوبات التعلم إلى أن هذه المشكلة متفشية بين طلاب المدارس بنسبة تتراوح بين 10-15% ، وهي أكثر انتشاراً بين الذكور عنها بين الإناث بنسبة 3 : 1 بين الأقارب.

    أسباب عسر القراءة:
    يستشف من التراث السيكولوجي أن أسباب هذه المشكلة نمائية، وغالباً ما تكون وراثية المنشأ، وترجع إلى المخ ووظائفه الأساسية التي تتحكم في الذاكرة العاملة، وإلى خلل في بنية الدماغ shaywitz & shaywitz .
    وقد أشار هايند hynd 1992 إلى أن الباحثين التربويين وعلماء النفس يتفقون على أن صعوبات تعلم القراءة تتمحور حول أربع نقاط أساسية هي :
    1- اضطرابات عصبية خلقية يولد بها الطفل، فهي مشكلة وراثية تختص بها أسر بعينها ، ويتوارثها الأقارب جيلاً بعد جيل . كذلك فقد ثبت أثر الجينات الوراثية في تشابه التوائم التي تعاني من صعوبات في القراءة حتى ولو نشآ في بيئتين مختلفتين. Pennington 1995
    2- عجز قرائي ذو أبعاد إدراكية ومعرفية ولغوية.
    3- عجز عن القراءة في مرحلة الطفولة ويستمر مع الطفل حتى مرحلة المراهقة.
    4- عجز قرائي يترتب عليه صعوبات في العديد من المجالات الحياتية، وتتزامن مع نمو الفرد.

    وقد أثبتت دراسات تشريحية عديدة أن مخ الشخص الذي يعاني من عسر في القراءة يختلف عن مخ زميله الذي لا يواجه هذه الصعوبة ، ففي حين يكون النصفان الكرويان للمخ عند أرباب الصعوبات متساويين، فإنهما يكونان مختلفين عند الأصحاء ، حيث يكون النصف الأيسر أكبر من النصف الأيمن.
    وقد توصلت البحوث التربوية الحديثة إلى تحديد عدد من الفرضيات التي توضّح الأسباب المؤدية إلى صعوبات في القراءة ومن هذه الفرضيات ما يأتي : ( الوقفي 2003):
    أ- فرضية الخلل الصوتي ، والتي تشير إلى أن اختلال مهارات الوعي الصوتي الناجم عن تلف في منطقة اللغة في الدماغ يؤدي إلى ضعف في القدرة على إدراك العلاقة المتبادلة بين الصوت والصورة ، والتي تشكل الأساس الذي يقوم عليه تعلم الطفل للقراءة.
    ب- فرضية خلل المغنطة الخلوية ؛ حيث يكون الطفل أقل حساسية بالأمواج الضوئية فيترتب على ذلك صعوبات في القدرة على القراءة.
    ج- فرضية الخلل المضاعف ؛حيث إن الخلل الصوتي وخلل السرعة في التنمية يقودان إلى صعوبة في القراءة.
    د- فرضية الخلل المخيخي ؛ حيث يؤدي وجود خلل في المخيخ إلى ضعف في اكتساب مهارات القراءة.

    كما توصل باحثون بريطانيون في الآونة الأخيرة إلى أن عسر القراءة لدى الأطفال ينجم عن خلل وراثي ، وأن الاختبارات التي قاموا بها تمخضت عن عزل الجينات المسئولة عن هذا الخلل.
    وذكرت صحيفة اندبندنت البريطانية : " أن فريقاً من العلماء في مختبر الفيزيولوجيا التابع لجامعة أوكسفورد أجروا أبحاثاً على عينات من الحمض النووي، أُخذت من دم أطفال يعانون هذا الخلل ومن دم ذويهم، وشاركت في هذه الأبحاث تسعون عائلة. وأكد الفريق أنه نجح في عزل ثلاث جينات لها علاقة بهذا الخلل قريبة من الجينات التي تتحكّم بنظام المناعة في الجسم البشري، وخلص أولئك الباحثون إلى أن عسر القراءة والفهم مرتبطان بخلل في آلية حماية الجسم، وناتجان عن نشاط بعض الأجسام المضادة. وأوضح رئيس الفريق البروفسور جون ستاين أن هذا الاكتشاف يثبت أن عسر القراءة والفهم وراثي. وأشار ستاين إلى أن الباحثين يدرسون في الوقت الراهن علاجاً لهذا الخلل، وقال إن العديد من المصابين بهذا الخلل يعالجون بطريقة سيئة جداً ، لكننا بتنا نعرف الآن أن في الإمكان تجنيبهم الكثير من المشكلات بواسطة العلاج المبكر. وأفاد أولئك الخبراء كذلك إلى أن ما بين خمسة وعشرة في المائة من الأطفال يعانون من هذا الخلل" .

    ومن الأسباب التي توقف عندها علماء النفس:
    - قسوة الوالدين والتي يترتب عليها شعور الطفل بالنقص أو هربه من البيت.
    - التدليل الزائد والذي قد يفقد الطفل سمة الاعتماد على النفس.
    - كثرة المشاحنات بين الزوجين قد تسبب للطفل تشتتاً ذهنياً.
    - عدم وجود رقابة على الطفل فيهمل دروسه.
    - كثرة المغريات وتعدد وسائل وأماكن اللهو.
    - رفاق السوء من الأصدقاء وأبناء الجيران.
    - انخفاض المستوى الثقافي للأسرة ، والذي يترتب عليه إهمال مراقبة الطفل.
    - البيئة المدرسية الطاردة وازدحام اليوم المدرسي بالحصص النظرية.
    - قسوة المعلم الزائدة التي قد تنفر الطفل من المدرسة.
    - أساليب التدريس الخطأ قد تؤدي إلى تخلف دراسي.

    الخصائص المميزة لذوي صعوبات القراءة :
    - صعوبة التحكم في الحركات عند تعلم المشي.
    - بطء الكلمات وضعف السيطرة على مخارج الحروف أثناء تعلم الكلام، إضافة إلى عدم القدرة على لفظ الكلمات ذات الحروف الكثيرة.
    - صعوبة التعرف على الكلمات المقروءة وفهمها عند البدء في تعلم القراءة.
    - قلة الرغبة في الإقبال على القراءة، مما يترتب عليه عدم نمو مهارة القراءة لديه.
    - صعوبة التحكم في شكل الحرف وحجمه أثناء محاولته تعلم الكتابة.
    - ضعف مهارة الكتابة.
    - عدم القدرة على تركيب الحروف لبناء كلمة واحدة.
    - ضعف الذاكرة، حيث يعجز عن تذكر صور الحروف والكلمات بينما تؤثر الذاكرة التسلسلية الصورية في نظام تتابع الحروف في الكلمة الواحدة وتتابع الكلمة في الجملة.
    - قلب الحروف والكلمات أثناء كتابتها .
    - العجز عن تحليل الكلمة إلى الحروف المكونة لها .
    -قلة الاستيعاب.
    - ضعف الذاكرة القصيرة.
    - عدم القدرة على ربط المعلومات ببعضها.
    - صعوبة التعبير عن الأفكار شفوياً.
    - صعوبة التعامل مع الأعداد.
    - صعوبة تكوين صور ثابتة للأشياء والرموز.
    - صعوبة تتبع الأشياء وتلقي الأجسام المقذوفة.
    - صعوبة تثبيت الصور المرئية والخلط بينها.
    - ضعف المهارات الأساسية في الرياضيات كالضرب والجمع والقسمة والطرح.

    كما تمخضت الاختبارات التي أُجريت حول سلوك الأطفال عن تحديد الخصائص السلوكية المميزة لهذه الفئة من المتعلمين وأبرزها:
    - تشتت الانتباه وضعف القدرة على التركيز.
    - ضعف القدرة على تهجي الكلمات المكتوبة.
    - ضعف القدرة على تنفيذ التوجيهات والنصائح.
    - ضعف القدرة على تركيب الجمل وقراءتها.
    - ضعف محتمل في الذاكرة السمعية والبصرية والتتابعية .
    - ضعف القدرة على استرجاع الكلمات والأرقام.
    - ضعف القدرة على السلسلة وترتيب الأشياء والأسماء تصاعدياً أو تنازلياً.
    كيفية التعامل مع الأطفال الذين يعانون من صعوبات قرائية .

    هناك مجموع من الأدوار المتكاملة التي ينهض بها كل من البيت والمدرسة للتعامل مع هذه المشكلة يمكن إيجازها كالآتي:
    دور البيت:
    تحرص الأسرة الواعية على مراقبة النمو المعرفي لأطفالها، فإذا لاحظت أن طفلاً يعاني من عجز في مجال من المجالات التعليمية، وتأكدت من أن طفلها يواجه صعوبة قرائية، فإنها تسارع بتسجيل هذه الملاحظة ومتابعتها علمياً، وذلك من أجل سبر أغوارها واقتلاع المشكلة من جذورها، لأنها تدرك أن التشخيص المبكر للمشكلة يسهل سبل إيجاد الحلول الملائمة لها، وأول الإجراءات العلمية التي ينبغي اتباعها في مثل هذه الحالة:
    - عرض الطفل على اختصاصي لتقييم الحالة المرضية ، فإذا ثبت بأن هناك مشكلة تستحق العلاج، فإن الخطوة التالية تتمثل في توفير بيئة منزلية مريحة وجاذبة يشعر فيها الطفل بالأمان والاطمئنان.
    - تكثيف التواصل مع المدرسة حيث إنها هي التي ترعى العملية التعليمية التعلمية.
    - تشجيع ممارسة الطفل لهواياته المختلفة.
    - تعزيز النجاحات التي يحرزها الطفل معنوياً ومادياً.
    - الاستماع إليه ومناقشته بهمومه ومشاكله وتطلعاته برحابة صدر مع الأخذ بعين الاعتبار حالته.
    - العمل على إشباع حاجاته الأساسية وخاصة حاجته إلى الحب والحماية وتحقيق الذات.
    - متابعة تحضيره لدروسه وقيامه بواجباته البيتية ومساعدته حين يستدعي الأمر تقديم مساعدة.

    دور المدرسة:
    تلعب البيئة المدرسية السليمة دوراً مهماً في التقليل من الآثار السلبية الناجمة عن عسر القراءة ، وذلك بتفهم مشاعر المصابين. وتقوم المرشدة الاجتماعية بالترويح عنهم والتخفيف من معاناتهم، في حين أن البيئة المدرسية المغلقة تهيء الظروف الملائمة لتسربهم من المدرسة وانسحابهم من مواصلة الدراسة، وإذا لم يحصل الانسحاب فإن المصاب قد يعمد إلى تعويض النقص الذي يشعر به بممارسة أعمال عنف وعداء وخروج على النظام ؛ وذلك ليستر بها عجزه وفشله الدراسي.
    وعندما يذهب الطفل الذي يعاني من صعوبات في القراءة إلى المدرسة يحظى بعناية خاصة حيث:
    - يخصص له دفتر متابعة يوضّح مراحل تطور حالته، ويتاح لولي الأمر أن يطلع عليه باستمرار.
    - تقوم الإدارة المدرسية بشرح حالته لمعلميه ؛ ليكون تواصلهم معه مدروساً بعناية.
    - يقوم المعلمون بتنويع الأساليب لمراعاة الفروق الفردية بين جميع المستويات مع الأخذ بعين الاعتبار أن هؤلاء الأطفال أقل تركيزاً وصبراً.
    - الحرص على معاملة هذه الفئة بطريقة محترمة لا تشعرهم بأنهم دون غيرهم ذكاء أو مقدرة، واجتناب مختلف أساليب اللوم والسخرية والتأنيب.
    - تحديد مواضع القوة لدى الطفل وتعزيزها ومواضع الضعف ومعالجتها.
    - مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين وأخذها بعين الاعتبار.

    أساليب وأدوات العلاج :
    يتوقف نجاح العلاج على دقة التشخيص،وعلى تحديد الأسباب ، ويستطيع القائمون على العملية العلاجية اتباع الأساليب الآتية:
    أ- خفض الصف الدراسي ووضع الطفل الذي يعاني من عسر قراءة في الصف الذي يتناسب وعمره اللغوي، وهذا الإجراء يترتب عليه عدم شعور الطفل بالنقص ، فيتقدم حسب إمكاناته دون أن يشعر أنه دون زملائه، فتزداد ثقته بنفسه مدفوعاً بالنجاح الذي حققه.
    ب- تحديد جوانب القوة لدى المتعلم وتعزيزها بالوسائل الملائمة، وتشخيص نقاط الضعف وعلاجها، ويستطيع المعلم أو المرشد الاجتماعي إعادة تدريب الطفل على المهارات التي لم يتقنها، وتصحيح الأخطاء التي يتكرر وقوعه فيها، فيشعر بتحقيق ذاته نظراً للنجاح الذي أحرزه ، ويتعزز أداؤه بسبب تقدير معلمه وزملائه له.
    ج- حصر مواضع الضعف وتصنيفها والتركيز عليها، بهدف تخليص المتعلم منها.
    د- علاج عسر القراءة طبياً بضبط إفراز الهرمونات التي تساعد على نمو النصف الأيسر من المخ الذي يؤدي ضعفه إلى خلل وظيفة النظام اللغوي، مع الأخذ بعين الاعتبار أن استخدام الهرمونات قد يترتب عليه آثار جانبية تؤثر سلباً على وظائف المخ الأخرى.
    هـ- فهم طبيعة عسر القراءة ، وتحسين بيئة التعلم والعادات الضارة التي سببت العجز القرائي ، وتنويع الأساليب في التعامل معها.

    ومن الأساليب التي يمكن أن يعتمدها المعلم أو ولي الأمر ما يأتي:
    - تدريب الطفل على ملاحظة التشابه والاختلاف بين صورة الحرف ونطقه.
    - تدريب الطفل على التمييز بين شكل الحرف في أول الكلمة ووسطها وآخرها.
    - تدريب الطفل على التحليل اللغوي للحروف بالصوت والرسم.
    - تجسيم الحروف بواسطة المكعبات.
    - تدريب الطفل على تركيب كلمات من خلال توظيف حروف ملونة وقراءتها كلمة كلمة.
    - تدريب الطفل على القراءة الآلية للكلمات المكونة للجملة الواحدة.

    وحيث إن التفوق العلمي يعتبر مظهراً من مظاهر الصحة السوية المتكاملة، لذلك فإن الاختصاصين النفسيين وأولياء الأمور المتفتحين يعتبرون التخلف العلمي مظهراً من مظاهر الاعتلال الجسمي أو العقلي أو النفسي، لذلك فقد أبدعوا العديد من الطرائق التي من شأنها تخليص الطفل من صعوبات التعلم على وجه العموم، ومن العسر القرائي على وجه الخصوص. و تعد طريقة الحواس المتعددة من أبرز هذه الطرق التي تستخدم لعلاج الأطفال الذين يعانون من عسر في القراءة ، حيث يقوم المعلم بتوجيه المتعلم لتوظيف أربع حواس في تحسين أدائه ، وهذه الحواس هي البصر والسمع واللمس إضافة إلى الحاسة الحسحركية. ولتوظيف هذه الطريقة يقوم المعلم بالإشارة إلى الكلمة التي يريد من الطفل قراءتها، ويمرر إصبعه على حروفها ليلمسها، وهو ينطق بهذه الحروف ليسمعها، ويطلب من الطفل أن ينطق بها، حيث يتم التدخل المبكر لمساعدة الأطفال الذين يعانون من ضعف قرائي شديد بمساعدة معلمة قديرة، وهناك طرق أخرى مفيدة مثل: طريقة القراءة العلاجية، وطريقة فرنالد ، وطريقة أورتون-جلنهام ، وقد قام هذا الأخير بتطوير هذه الطريقة التي تعتمد على الحواس بالتعاون مع ستلمان stillman.

    خاتمة:
    وحيث إن اللغة هي هوية الأمة ، والوعاء الناقل لفكرها وتراثها وحضارتها، لذلك فإن الأمم الناهضة تحرص على لغتها فتوليها عناية خاصة في مناهجها التربوية ، وتعمل بكل الوسائل والأساليب المتاحة على تطويرها ورفعة شأنها ، وعلى تخليص أطفالها مما قد يعترض نموهم المعرفي والاجتماعي والانفعالي من صعوبات في تعلم القراءة التي هي مشكلة عالمية لا تقتصر على شعب دون آخر،كما أنها نمائية المنشأ ، وتبرز لدى الذكور أكثر منها لدى الإناث، لذلك فإن التصدي لها يعتبر أمراً في غاية الأهمية، ويتعاون على تحقيق هذه الغاية، وتذليل هذه المشكلة، كل الجهات التي تهتم بأمر الجيل، وفي مقدمتها الأسرة والمدرسة.
Loading...


يعمل...
X