ثانياً
: اضطرابات النطق:
وهناك أربعة مظاهر أو أنواع لاضطرابات النطق والكلام تشمل الحذف، والإبدال والتشويه، والإضافة. وسوف نستعرض هذه الأنواع بشىء من الإيجاز فيما يلى:
أ- الحذفOmission
يتضمن الحذف نطق الكلمة ناقصة حرفاً أو أكثر، أو حذف أصوات ومقاطع صوتية معينة، وغالباً يتم حذف الحروف الأخيرة من الكلمة، مما يؤدى إلى صعوبة فهم كلام الطفل. وقد يميل الطفل إلى حذف أصوات أو مقاطع صوتية معينة. وقد أوضحت الدراسات أن الأطفال يميلون إلى حذف بعض الأصوات الساكنة من الكلمات (خاصة فى نهايتها)، وذلك لمزيد من تبسيط الكلام [هودسون Hodson 1980، شريبرج Shriberg 1980] وقد تمتد عملية التبسيط هذه لدى بعض الأطفال إلى حذف مقاطع صوتية تشمل مجموعة من الأصوات (مثال نطق الطفل مك بدلاً من سمكة ، كت مك – بدلاً من أكلت سمك).
و يعد الحذف اضطراباً شديداً فى النطق نظراً لصعوبة فهم كلام الطفل خاصة إذا تكرر الحذف فى كلامه. وغالباً يستطيع الوالدان والمقربون من الطفل فهم كلامه نتيجة ألفتهم به، فضلاً عن معرفة الإشارات والإيماءات وحركات الجسم المصاحبة لكلام الطفل.
و بصورة عامة يتصف الأطفال الذين يعانون من الحذف بما يلى:
أن كلامهم يتميز بعدم النضج أو الكلام الطفلى Childsh وتشير نتائج الدراسات إلى أن الحذف يعد من اضطرابات النطق الحادة سواء بالنسبة لفهم الكلام، أو التشخيص، وكلما زاد الحذف فى كلام الطفل صعب فهمه.
غالباً يقل الحذف فى كلام الطفل مع تقدمه فى السن، ومع ذلك فقد يظهر لدى الكبار ممن يعانون من خلل فى أجهزة النطق، أو اضطرابات فى الجهاز العصبى، وكذلك الأطفال الذين يعانون من التوتر الشديد، أو أولئك الذين يتحدثون بسرعة كبيرة.
غالباً يميل الأطفال إلى حذف بعض أصوات الحروف بمعدل أكبر من الحروف الأخرى، فضل أن الحذف غالباً يحدث فى مواضع معينة من الكلمات، فقد يحذف الأطفال أصوامت ج، ش، فى، وإذا أتت فى أول الكلمة أو فى آخرها، بينما ينطقها إذا أتت فى وسط الكلمة.
ب- التحريف / التشويهDistortion:
يتضمن التحريف نطق الصوت بطريقة تقربه من الصوت العادى بيد أنه لا يماثله تماماً .. أى يتضمن بعض الأخطاء. وينتشر التحريف بين الصغار والكبار، وغالباً يظهر فى أصوات معينة مثل س، ش ؛ حيث ينطق صوت س مصحوباً بصفير طويل، أو ينطق صوت ش من جانب الفم أو اللسان.
و يستخدم البعض مصطلح ثأثأة (لثغة) Lisping للإشارة إلى هذا النوع من اضطرابات النطق.
مثال: مدرسة – تنطق – مدرثة.
ضابط – تنطق - ذابط
و قد يحدث ذلك نتيجة تساقط الأسنان، أو عدم وضع اللسان فى موضعه الصحيح أثناء النطق، أو انحراف وضع الأسنان أو تساقط الأسنان على جانبى الفك السفلى، مما يجعل الهواء يذهب إلى جانبى الفك وبالتالى يتعذر على الطفل نطق أصوات مثل س، ز .
و لتوضيح هذا الاضطراب يمكن وضع اللسان خلف الأسنان الأمامية
– إلى أعلى – دون أن يلمسها، ثم محاولة نطق بعض الكلمات التى تتضمن أصوات س، ز مثل: سامى، سهران، زهران، ساهر، زاهر، زايد.
ج- الإبدالSubstitution
يتضمن الإبدال نطق صوت بدلاً من آخر عند الكلام. وفى كثير من الحالات يكون الصوت غير الصحيح مشابهاً بدرجة كبيرة للصوت الصحيح؛ من حيث المكان، وطريقة النطق وخصائص الصوت. (مثال: أحط بيها بدلاً من أحط فيها، تلت سمك بدلاً من كلت سمك، لاجل بدلاً، رجل؛ دبنه بدلاً من جبنة، ساى بدلاً من شاى).
وهكذا يكثر الإبدال بين أزواج أصوات من قبيل؛ س ؛ ث ؛ ل، ر؛ ذ، ظ ؛ ق، د ؛ ... إلخ. وقد يحدث الإبدال نتيجة تحرك نقطة المخرج، مثل
نطق د بدلاً من ج حيث يتحرك المخرج إلى طرف اللسان بدلاً من وسطه.
و(أ) بدلاً من (ق).
و ينتشر الإبدال بين الصغار خلال أعوامهم الأولى، حيث ينطقون الصوت الذى يمكنهم نطقه بدلاً من الصوت الصحيح الذى لا يستطيعون نطقه بعد فعلى سبيل المثال قد يصعب على بعض الأطفال نطق حرف (ر) حتى السادسة وأحياناً السابعة من العمر، وهنا يتم إبداله بحرف (ل) باستمرار.. وقد يحدث الإبدال بصورة متعمدة حيث يمارسه الطفل لجذب انتباه الكبار، أو لاستدرار العطف، أو للمداعبة .. إلخ. ويعد الإبدال من أكثر اضطرابات النطق شيوعاً بين الأطفال الذين يعانون من اضطرابات نفسية نمائية (بون وبلانت، 1993، ص157).
د- الإضافةAddition
يتضمن هذا الاضطراب إضافة صوت زائد إلى الكلمة، وقد يسمع الصوت الواحد وكأنه يتكرر. مثال سصباح الخير، سسلام عليكم، قطات...
* خصائص اضطرابات النطق:
تنتشر هذه الاضطرابات بين الأطفال الصغار فى مرحلة الطفولة المبكرة .
تختلف الاضطرابات الخاصة بالحرف المختلفة من عمر زمنى إلى آخر.
يشيع الإبدال بين الأطفال أكثر من أى اضطرابات أخرى.
إذا بلغ الطفل السابعة واستمر يعانى من هذه الاضطرابات فهو يحتاج إلى علاج.
تتفاوت اضطرابات النطق فى درجتها، أو حدتها من طفل إلى آخر ومن مرحلة عمرية إلى أخرى، ومن موقف إلى آخر...
كلما استمرت اضطرابات النطق مع الطفل رغم تقدمه فى السن كلما كانت أكثر رسوخاً، وأصعب فى العلاج.
يفضل علاج اضطرابات النطق فى المرحلة المبكرة، وذلك بتعليم الطفل كيفية نطق أصوات الحروف بطريقة سليمة، وتدريبه على ذلك منذ الصغر.
تحدث اضطرابات الحذف على المستوى الطفلى أكثر من عيوب الابدال أوالتحريف.
عند اختبار الطفل ومعرفة إمكانية نطقه لأصوات الحروف بصورة سليمة، فإن ذلك يدل على إمكانية علاجه بسهولة.
تعليق