أمي لاتحزني.. رسالة من طفل توحدي لامه .

[بلال عودة]

أبيات شعر ... أمي لاتحزني.. رسالة من طفل توحدي لامه .
تأليف بلال عودة. 2015/12/13
ورب دمعة في مقلتيك حارت بها اعيني
وحشرجة صوت توقف عندها الثغر المتكلم
وتنهيدت صدر ضاقت منها الصدر والمتسع
وشرود ذهن وتفكير غير منقطع
أمي ... ضميني لصدرك وليرحل ذلك الحزن المستعبد
وفكي قيد صمتي ببسمتك بها أبصر حلكت الليل الاسود ...
وأفتحي نافذة الامل برب رؤوف مقتدر ...
وخذي عني مفاتيح علتي :
دعوة لله وعلم وتدريب وتعاون فذلك السبيل والمخرج ...

[التونسية]

رد: أمي لاتحزني.. رسالة من طفل توحدي لامه .

مينو..مينو...مينو..اعرف هذا الاسم ..اجل اعرفه..طالما الكل يناديني به اكيد هم يدركون انه اسمي..لا شك في ذلك..اه منهم ليتهم يعلمون ان مناداتهم بشكل متواصل توترني...تصيبني بالانزعاج والقلق..الا يعلمون اني اسمع ما يسمعون..لم عن الصراخ لا يكفون...سأتركهم ينادون...انتهينا ..ها قداغلقت اذني...
تبا لعالمهم كيف لي ان اندمج معهم وهم هكذا يتصرفون...نظراتهم غريبة..وهم غريبون
حتى القريب بالنسبة لي غريب..لا تحاولوا اخراجي من عالمي ..من مدينتي الفاضلة..من دنياي..من موطني..حتى وان كنت المواطن الوحيد في هذا الوطن....
لحظة لحظة..هناك عينان مختلفتان...اراهما كل يوم..يحتويهما وجه مألوف...
هذا مضحك..انظروا كيف تتغير تعابير الوجه..يتقطب الجبين..تنهمر دمعة من العينين..تنتابني ضحكة هستيرية...
ترتسم على الوجه بسمة..تنفرج الأسارير..ينتابني بكاء يرافقه صراخ كثير
اعرف فيم تفكرون...انا غريب..متناقض..مختلف..لكني لست بمجنون...أتفهمون...انا فقط احساسي لا يدرك ما تحسون...انا مختلف وانتم عني مختلفون..انا منشغل عنكم وانتم عني منشغلون...
لكنني اعرف من تكون ..احدثكم عن صاحبة تلك العيون..تلك اللتي عشقتها انفاسي..تلك اللتي من دون ان انطق تفهم احساسي.. ..مذ عانقتني..روحها لازمتني..
قالت لي انا كلك وانت كلي..لكني قبل سنوات لم اسمعها تتحدث عني..كنت اراقبها..تكتفي برد موجز لو سألوها عني...ترى هل أمي تخجل من اخبار الناس عني..لم لا تستعرض ذكريات جميلة عني..عذرا أمي اعلم انه من اكبر همومك همي..لكن...
انا اراقب..اراقب عيونها حتى وهي لا تلتقي بعيوني...
تلك العيون دليلي لبر الامان
غفرت لك يا امي لما حضنتني وطلبتي السماح...
غفرت لك لما وعدتيني انك من اجلي ستبدأين الكفاح...
غفرت لك وانا اراقب...واراقب واعلم ان نطق حرف واحد هو بالنسبة لك اكبر نجاح
غفرت يا سادة لصاحبة تلك العيون ..الم تخبرني دائما اني كلها وهي كلي...
الم تخبرني انها ستكون سندي وترافقني مثل ظلي
لبيك يا امي...ابتسمي للحياة...الا تعلمين اني جنتك بعد الممات
لبيك يا امي...يسعدني ان اراقبك كل يوم وانت عني تدافعين وبحقي تطالبين
لبيك يا امي كم افتخر بك وانا اراك تقوين عزيمة ام ..ترفعين رأسها وتخبرينها..سيدتي هل بهذا الملاك تخجلين...
دعيني اخبرك سرا ...انا لدي قوة خارقة..مثل باتمان وسوبرمان..لا تساليني عن معنى الكلمات..هي همسات اخوتي التقطتها في مرة من المرات..كانت اصواتهم ترتد على جدار عالمي..تعود لتختفي..وتظهر من جديد لما تطلبين من اخي ان يعلمني ..ان يعيد ويعيد..كلك امل ..تعرفين انه من التكرار استفيد...تعلمين يا غالية انك تنحتين في الصخر فجرا جديد...
دعيني اخبرك سرا...انا اراقب اخوتي .ذلك المساء كانوا يلعبون لعبة الخيول..هذا يصول وذاك يجول..وانا يا امي بدأت احس ان هذا الجدار لم يعد بيني وبينهم يحول...يجرون..يضحكون..نحو كتبهم وكراساتهم واقلامهم يتجهون...وانا يا امي... يا صاحبة تلك العيون...اتفاعل وادرك ما يفعلون
اخذني الحلم بعيدا..غبت في لحظات من السكون..تخيلت نفسي احمل دفاتري...اتعلم ما يتعلمون...استيقظت... ادركت ان اجمل مافي الاحلام ذلك الجنون..ذلك الهروب من واقع كان بالخوف مسكون...
واقع صار بك يا امي املا ...
انا مطمئن يا صاحبة تلك العيون ...الم تقولي لي انني سندك سأكون
انا مختلف يا امي ...من حقي عليهم اختلافي يقبلون
انا طفل التوحد....من حقي في عالمكم ان اكون
وعدتني بلساني ستنطقين..وانا اراك تفعلين...اذا قولي لهم يا امي:
مهما حاولوا الغاء وجودي..ومهما حاولوا طمس ابسط حقوقي...
انا باق...باق ولن اعود لعالم فيه لا تكونون...
انا منكم...ولازلت اذكر وعد صاحبة العيون حين اخبرتني انها سندي ستكون
شكرا غاليتي..كفكفي دمعك...هم اكيد الان بعد قراءة قصتي مدركون...مستوعبون...انه من حقي ان اكون...
تفائلي غاليتي..يكفيكي انك تدركين انني جنتك اللتي تتمنين...
غفرت لك يا أمي...فهل لحملي المتعب تغفرين