الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة آلهة من الحلوى(2-20)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • Font Size
    #1

    سلسلة آلهة من الحلوى(2-20)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    هذه الحلقة الثانية من السلسلة


    الطّـفْـل

    إن الإنسان في هذا العصر ، يوجه اهتماماً متزائداً إلى الطفل ، فقد أصبحت دراسته ، والتفكير فيه ، والحديث عنه ، والإهتمام به في جميع الظروف والأحوال ، مظاهر تشغل حيزاً غير ضيق في الوقت ، وجانباً غير قليل من العناية ، وتستهلك قدراً ضخماً من الجهد ، وقسطاً وافراً من ميزانية الدولة ، بل لقد أصبح يخيل للإنسان الكبير ، أنه هو خالق الإنسان الصغير (الطفل ) فمن حقه أن يشكله بالشكل الذي يريده ، ومن واجبه أن يتولى شؤون سعادته وشقائه ، وشؤون غذائه ونمائه ، وشؤون إيجاده وإعدامه ، بل حتى تحديد العدد اللازم منه في الأرض .

    ولعل وزارة أو أكثر في كل دولة من دول العالم إنما تخصص للطفل ، فوزارة التربية مثلاً هي وزارة للأطفال ، وأهم أعمال وزارات الصحة الإجتماعية إنما تقدم للأطفال أو من أجل الأطفال ، ووزارات الشباب إنما هي وزارات يعود أغلب ما تقدم به إلى الطفل .

    وكل وزارات الدولة بل الدولة نفسها بما فيهتا من أجهزة وإمكانيات تجدها متهمة بالطفل في جميع الأحوال .

    الإهتمام بأمراض الورائة ، قضية الحمل ، معاملة الحامل ، الغذاء والدواء لها وله وهو في بطنها لم يخرج بعد ، الإستعداد لاستقبال مقدمه ، تنظيم مروره إلى الحياة بتحديد الحمل أو منعه، إذا اقتضى الأمر ، تحديد العديد بالنسبة لأفراد الأسرة ، فتح الباب أمام عدد محدد ومنع مجيء أطفال جدد إذا خيف أن يقلقوا راحة الموجودين بالفعل ، على اعتبار أن الأرض هي ملك للأحياء الموجودين عليها بالفعل ، وأن الذين لم يدخلوها بعد إنما هم دخلاء من حقنا أن لا نستقبلهم ولا نقوم بضيافتهم ، وما دامت الأرض لا تستوعب إلا عدداً معيناً في نظرنا فإنه من حقنا أن لا نسمع بالزيادة على ذلك العدد ، وما دام دخل البيت في نظرنا لا يكفي إلا لأربعة أفراد فإنه من حقنا أن لا نسمح بالزيادة عن ذلك العدد في ذلك البيت وهكذا .

    ثم الإهتمام بدور الطفولة والحضانة والمدارس والملاعب ومعسكرات الشباب ، كل تلك الأشياء داخلة في هذا الإهتمام بالطفل .

    والذي يلاحظ من بعيد ما يقال في هذا المجال وما ينبغي أن يعمل للطفل يجد أن الاسرة إنما هي عبارة عن ثلاثة أفراد ، أو لها طفل يحاط بيجميع مظاهر القداسة والعبادة ، وأم ساهرة على خدمة هذا الطفل ، أو الإله الصغير تقوم عليه بالخدمة الممتازة ، وتغدق عليه محبتها وتضفي عليه من أحاسيسها ومشاعرها وعاطفتها وتقدم إليه ما يحتاجه في هذه السن المبكرة ، أما الأب في الحقيقة فهو خادم أو عبد يؤمر فيطيع وعليه أن يحضر للطفل ما يحب له حسب ذوق أمه ورأي الجماعة ، وأن يكفل له ولها الغذاء المناسب واللباس والرعاية المناسبة ، إن الأب في هذه الحال ليس له حق وإنما عليه الواجب فقط ، عليه أن يتكفل بجميع ما يحتاج إليه الإثنان وأن يحضره ويعده لهما ، عليه أن يعمل ليوفر للإله الصغير القابع في مهده ولسادنة المعبد جميع ما تقتضيه طبيعة حياتهما وطبيعة حياته .

    وقد يبدو من جهة أخرى أن تفكير الانسان الكبير في تسيير الإنسان الصغير ( الطفل ) قد يختلف بعض الاختلاف في العصور القديمة والعصر الحديث ، بل ربما أن التخطيط فيهما يتجه اتجاهين متباعدين .

    فبينما كان الإنسان الكبير في القديم إنما ينظر إلى الطفل نظرة فردية باعتبار الطفل امتداداً الحياة أحد الأبوين ، يتمنى ذلك الأب أن يرث منه طفله جميع مواهبه وخصائصه وطباعة ، وفي كثير من الأحيان حتى وسائل معاشه ، وأساليب احترافه ، وإن كان يتمنى أن يكون ذلك منه بطريقة أفضل وأحسن وأعود بالكسب ، كانت الدولة إنما تقف ناظرة من بعيد في شبه سلبية تنتظر حتى يتجه إليها ذلك الفرد لينضم إلى قواها .

    بينما كان هذا الاسلوب هو الظاهر في القديم ، فإن أسلوب العصر الحاضر تغير تغيراً ملحوظاً ، فأصبحت الدولة تهتم بالطفل أكثر حتى من اهتمام الاسرة أو أفراد الأبوين ، ولذلك فهي تقدم له الرعاية في سنواته الأولى ، ثم لا تلبث أن تستلبه من أٍرته وتستأثر دونهما في تشكيله في الشكل الذي ترغبه وتريده ، ذلك أن الإنسان في هذا العصر قد تخلى عن التفكير الفردي وأصبح يعمل بروح المجموعة ، فهو يريد أن تسيّر المجموعات الصغيرة ، وأن المجموعات الصغيرة يجب عليها أن ترث كل الخصائص والمواهب والأفكار والسلوك من المجموعة الكبيرة ، وأن تسير حسب مخططاتها .


    تابعونا في الحلقة القادمة

  • Font Size
    #2
    بارك الله فيك اخي Black Magic
    اللهم يارب مسني وأهلي الضر وأنت أرحم الراحمين

    تعليق


    • Font Size
      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة تناهيد مشاهدة المشاركة
      بارك الله فيك اخي Black Magic
      آمين
      أشكرك أخي على مرورك
      غفر الله لك

      تعليق

      Loading...


      يعمل...
      X