عدت طفلا
الجنيد الطيب
ذهبتُ مبعثرا ورجعتُ طفلاً
تداعب مقلتيهِ يد الأماني
فيشرد خلف أحلامٍ حيارى
يفتش عن خيالهِ في الزمانِ
يطارد حلمهُ في كل كونٍ
ويبحث عن كيانهِ في كياني
ويصنع عالماً حلواً جميلاً
تزينهُ رياض الأقحوانِ
ويملؤه السلام ورود حبٍ
ليحيا الناس في حضن الأمانِ
وتبتسم البرآءة في هدوءٍ
لترسمَ مشهداً سِحرَ المعاني
وحين يرى الطفولةَ وهي تلهو
وقد أمنتْ مكايدة الزمانِ
فتيقظهُ من الأحلام بيتٌ
من الشعر المكلل بالأماني
فيبحر في أماني الشعر حينا
فتيقظهُ الحقائق عن لساني
سأبقى دائما طفلاً عجوزاً
أرافق لعبتي في كل آنِ
لماذا أهلك الأرواح حزنا
وأفني العمر في يأسي أعاني
أنا طفلٌ وإن شاختْ سنيني
سيبقى في طفولتِهِ جَناني
أيا أمي أنا طفلٌ صغيرٌ
وقد جارتْ عليهِ يد الزمانِ
أنا طفلٌ ولم أنفك شوقاً
أيا أمي أحن إلى الحنانِ
فضميني إليك فإنّ روحي
ستشعر فوق صدرك بالأمانِ
ألستُ أنا صغيرك يا حياتي
وطفلك ؟ قد أتيتكِ لاحتضاني
فصدرك شاطئي إن هاج بحري
وروضي حين أرحل عن كياني
أيا أمي أتيتُ إليك طفلاً
شقياً تاركاً مُقَلَ الغواني
في عينيك لي قدسٌ شريفٌ
وسحر قصيدةٍ عذب البيانِ
وفي عينيك لي كونٌ فسيحٌ
ولا تحوي فضاهُ العَالَمانِ
وفي عينيك لي أملٌ نديٌ
يزيد طراوةً في كل آنِ
فكلما زاد عمركِ زاد نوراً
ليشرق في سماءِ دجى جناني
الجنيد الطيب
لكل قلب طيب أرقه الحنين
(جبر الله قلبا حن فدعا) آميـن
تعليق