في بداية العام الدراسي 1997م، وكنت وقتها في الصف الثالث من المرحلة المتوسطة ، أخذت أتصفح كتبي الدراسية الجديدة واحداً واحد كعادتي في كل عام ولازلت أطلت التصفح ، بل وبدأت أقرأ بتمعن في إحدى وحدات كتاب العلوم ، فقد لفتت انتباهي لاحتوائها على عناوين عريضة لأشياء أعرفها لكونها قريبة مني وفي أمرٍ يهمني وأشياء أخرى أجهلها لأنها تمر علي لأول مرة وتربط بين هذه الأشياء وتشرحها وتفسرها ( جينات – امراض وراثية- ... الخ) المهم وبين السطور وجدت شيئ اسمه ( متلازمة داون ) ذكر كمثال لا أذكر على ماذا ..
بحثت هنا وهناك بعد هذا المصطلح الذي ذكر كمثال قبله بعده عن ماذا يعني هذا المرض فلم أجد ذلك وانتهى تصفحي عند هذا الحد لعلى وعسى أجد الإجابة من معلمة المادة عندما نصل إلى هذا الدرس ، المهم مرت الأسابيع أو الأيام إلى أن جاء ذلك اليوم الذي كان الدرس الذي يحوي ذلك المثال ، في الفصل الدراسي الأول ، أم الثاني لا أذكر تحديداً لسببين أولهما لأننا بدأنا بالوحدة نفسها التي أعنيها في بداية العام مع أنها الوحدة الثالثة أو الرابعة من وحدات الكتاب ، ثم طلب منا الرجوع للوحدة الأولى وأن ماسبق دراسته سيتم إعادته في الفصل الدراسي الثاني لأن المنهج قد تغير ، أما السبب الثاني فلأنه شاء الله أن أزور المستشفى التخصصي وأمكث فيه لفترة وتطلب الوضع مني كثرة الغياب مما ترتب عليه تأجيل امتحانات مهمة وغيرها ، وهذا الأخير شغل جل تفكيري لدرجة أني لم يعد يهمني إلا أن ينتهي العام على خير ..
نعود إلى موضوعنا الرئيس، في ذلك اليوم بدأ الشرح بطريقة عادية وتحدثت المعلمة عن الموضوع جينات أو وراثة وذكرت المثال كما هو عندها بدأ الشرح وليتها لم تشرح !!
هل تعلمون ماذا قالت ؟!
تخلف عقلي !! ولم تزد حتى بعد أن تم سؤالها بعد الدرس عنه
كان ماسبق هو الفصل الأول من القصة ، أو بداية سماعي عن شيء اسمه متلازمة داون .
بعد ذلك دخلت المرحلة الثانوية ، ثم الجامعة ، وفي عام 2003 كنت وقتها بالسنة الثالثة كانت هناك فعالية بالجامعة وزعت من خلالها عدة مطويات وبروشورات وكتيبات خاصة بمراكز وجهات منها الدعائية والتجارية كالمعاهد ومنها الخاص بالجمعيات ومراكز رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة ، وغالباً أسعى للحصول على مثل هذه المطويات أو البروشورات والكتيبات، لأنها قد تكون بسيطة لكنها تحمل معلومات مهمة ، خاصة إذا كانت تتحدث عن مرض معين أو صادرة عن جهة معينة ، وازداد حرصي على ذلك بعد دخولي للمجال الصحافي فمثل هذه المشار إليها أبداً لاتخلوا من رقم هاتف مباشر يسهل علي أمور مهمة في عملي ، المهم كان مما وقع في يدي منها نشرة تعريفية عن أحد مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة لا زلت محتفظة بها حتى الآن ، تحتوي على قصتين الأولى تم علاجها في نفس المركز عن سيدة أصيبت بجلطة فقدت معها النطق والقدرة على الحركة ثم تحسنت ولا زالت في تحسن ، والقصة الثانية وهي الأهم كانت عما أبحث عنه ، لكن للأسف الشديد رغم أنها كانت تتحدث بشكل مؤثر عن سيدة رزقت بطفل مصاب بمتلازمة داون إلا انه لم يكن تستخدم هذا المصطلح ، بل كانت تستخدم مصطلح ( منغولي ) ورغم اني وجدت إجابة السؤال الذي أبحث عنه قبل عن ما ذا يعني هذا المرض ، إلا أن سؤالا ً آخر بدأ حائراً لدي لماذا يسمون منغوليون ؟!
إلا أنه لانشغالي خصوصاً أن الامتحانات كانت على الأبواب قررت تأجيل البحث عن الإجابة ، لكن انتظاري وتأجيلي لم يطل طويلاً جداً مثل الأول ؛ جاء عام 2004 وكان العام الدراسي الأخير لي ، وكان من ضمن الخطة الدراسية مادة اسمها التدريب العملي عبارة عن جزء نظري وآخر عملي يتطلب أن نختار مستشفى أو مدرسة أو جمعية نتدرب بها لمدة ستة أسابيع ، وقد تغير ذلك في هذا العام وأصبح النظام عبارة عن فصل كامل نظري والفصل الذي يليه كاملاً يشمل العملي ... نعود لموضوعنا اخترت أحد المستشفيات ليكون جهة التدريب ، وفيه عرفت على أرض الواقع لأول مرة حالة مصابة بمتلازمة داون ..
كانت لطفل اسمه عبد الرحمن يبلغ من العمر ثمان سنوات .. لن أدخل في تفاصيل دقيقة المهم منها هو أني سمعت هذا المصطلح وشرح معناه بكل تفصيل ، لكن الذي أود قوله والاستفهام عنه في نهاية هذه الرحلة أن هذا الطفل كان بشكل مرتب وأنيق وهادئ ، وذكرت والدته أنه يدرس في الصف الثاني الابتدائي وليس في مدرسة خاصة ، بل في مدرسة حكومية تطبق نظام الدمج ، وذكرت أنه عند سماعه للأذان يقوم بإيقاظ إخوته وإخبارهم من تلقاء نفسه دون أن يطلب منه أحد ذلك فكيف للمصابين بهذا المرض أن يطلق عليهم متخلفون عقلياً ؟؟!!..
بحثت هنا وهناك بعد هذا المصطلح الذي ذكر كمثال قبله بعده عن ماذا يعني هذا المرض فلم أجد ذلك وانتهى تصفحي عند هذا الحد لعلى وعسى أجد الإجابة من معلمة المادة عندما نصل إلى هذا الدرس ، المهم مرت الأسابيع أو الأيام إلى أن جاء ذلك اليوم الذي كان الدرس الذي يحوي ذلك المثال ، في الفصل الدراسي الأول ، أم الثاني لا أذكر تحديداً لسببين أولهما لأننا بدأنا بالوحدة نفسها التي أعنيها في بداية العام مع أنها الوحدة الثالثة أو الرابعة من وحدات الكتاب ، ثم طلب منا الرجوع للوحدة الأولى وأن ماسبق دراسته سيتم إعادته في الفصل الدراسي الثاني لأن المنهج قد تغير ، أما السبب الثاني فلأنه شاء الله أن أزور المستشفى التخصصي وأمكث فيه لفترة وتطلب الوضع مني كثرة الغياب مما ترتب عليه تأجيل امتحانات مهمة وغيرها ، وهذا الأخير شغل جل تفكيري لدرجة أني لم يعد يهمني إلا أن ينتهي العام على خير ..
نعود إلى موضوعنا الرئيس، في ذلك اليوم بدأ الشرح بطريقة عادية وتحدثت المعلمة عن الموضوع جينات أو وراثة وذكرت المثال كما هو عندها بدأ الشرح وليتها لم تشرح !!
هل تعلمون ماذا قالت ؟!
تخلف عقلي !! ولم تزد حتى بعد أن تم سؤالها بعد الدرس عنه
كان ماسبق هو الفصل الأول من القصة ، أو بداية سماعي عن شيء اسمه متلازمة داون .
بعد ذلك دخلت المرحلة الثانوية ، ثم الجامعة ، وفي عام 2003 كنت وقتها بالسنة الثالثة كانت هناك فعالية بالجامعة وزعت من خلالها عدة مطويات وبروشورات وكتيبات خاصة بمراكز وجهات منها الدعائية والتجارية كالمعاهد ومنها الخاص بالجمعيات ومراكز رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة ، وغالباً أسعى للحصول على مثل هذه المطويات أو البروشورات والكتيبات، لأنها قد تكون بسيطة لكنها تحمل معلومات مهمة ، خاصة إذا كانت تتحدث عن مرض معين أو صادرة عن جهة معينة ، وازداد حرصي على ذلك بعد دخولي للمجال الصحافي فمثل هذه المشار إليها أبداً لاتخلوا من رقم هاتف مباشر يسهل علي أمور مهمة في عملي ، المهم كان مما وقع في يدي منها نشرة تعريفية عن أحد مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة لا زلت محتفظة بها حتى الآن ، تحتوي على قصتين الأولى تم علاجها في نفس المركز عن سيدة أصيبت بجلطة فقدت معها النطق والقدرة على الحركة ثم تحسنت ولا زالت في تحسن ، والقصة الثانية وهي الأهم كانت عما أبحث عنه ، لكن للأسف الشديد رغم أنها كانت تتحدث بشكل مؤثر عن سيدة رزقت بطفل مصاب بمتلازمة داون إلا انه لم يكن تستخدم هذا المصطلح ، بل كانت تستخدم مصطلح ( منغولي ) ورغم اني وجدت إجابة السؤال الذي أبحث عنه قبل عن ما ذا يعني هذا المرض ، إلا أن سؤالا ً آخر بدأ حائراً لدي لماذا يسمون منغوليون ؟!
إلا أنه لانشغالي خصوصاً أن الامتحانات كانت على الأبواب قررت تأجيل البحث عن الإجابة ، لكن انتظاري وتأجيلي لم يطل طويلاً جداً مثل الأول ؛ جاء عام 2004 وكان العام الدراسي الأخير لي ، وكان من ضمن الخطة الدراسية مادة اسمها التدريب العملي عبارة عن جزء نظري وآخر عملي يتطلب أن نختار مستشفى أو مدرسة أو جمعية نتدرب بها لمدة ستة أسابيع ، وقد تغير ذلك في هذا العام وأصبح النظام عبارة عن فصل كامل نظري والفصل الذي يليه كاملاً يشمل العملي ... نعود لموضوعنا اخترت أحد المستشفيات ليكون جهة التدريب ، وفيه عرفت على أرض الواقع لأول مرة حالة مصابة بمتلازمة داون ..
كانت لطفل اسمه عبد الرحمن يبلغ من العمر ثمان سنوات .. لن أدخل في تفاصيل دقيقة المهم منها هو أني سمعت هذا المصطلح وشرح معناه بكل تفصيل ، لكن الذي أود قوله والاستفهام عنه في نهاية هذه الرحلة أن هذا الطفل كان بشكل مرتب وأنيق وهادئ ، وذكرت والدته أنه يدرس في الصف الثاني الابتدائي وليس في مدرسة خاصة ، بل في مدرسة حكومية تطبق نظام الدمج ، وذكرت أنه عند سماعه للأذان يقوم بإيقاظ إخوته وإخبارهم من تلقاء نفسه دون أن يطلب منه أحد ذلك فكيف للمصابين بهذا المرض أن يطلق عليهم متخلفون عقلياً ؟؟!!..
بقلم / مباركة الزبيدي
الثلاثاء 30جمادى الاخرة1430هـ الموافق 23 يونيو2009م
الثلاثاء 30جمادى الاخرة1430هـ الموافق 23 يونيو2009م
تعليق