لماذا يصاب الأولاد بالتوحد أكثر من البنات ؟
ليس من الصعب التأكد من أن المصابين بالتوحد من الأولاد أكثر من البنات. وقد كان الباحث هاتس اسبيرجر يعتقد أن البنات لا يصبن أصلاً بمتلازمة طيف التوحد التي وصفها في عام 1994م ولكن الأدلة الطبية التي ظهرت بعد ذلك جعلته يغير رأيه. وفي عام 1943م قام كانر Kanner بإجراء دراسة على مجموعة صغيرة من الأطفال من فئة التوحد ووجد أن عدد الأولاد المصابين بالتوحد يصل إلى أربعة أضعاف عدد البنات المصابات، كما تم إجراء دراسة موسعة لأعراض الأسبيرجر بالمدارس العامة في السويد عام 1993م وجاءت نفس النتائج وهي أن نسبة إصابات الذكور إلى إصابات الإناث بمعدل (1:4). أما حالياً فإن نسبة إصابات الذكور إلى الإناث فيما يتعلق بحالات التوحد التي ترعاها الجمعية الوطنية البريطانية للتوحد (NAS) فهي (1:3) تقريباً.
وفي عام 1981م وجدت ونج Wing الباحثة فيعلم الأوبئة أن نسبة الإصابات بين الذكور بالمقارنة إلى الإناث فيما يتعلق بحالاتالتوحد الحاد ومتلازمة الأسبيرجر تصل إلى (1:5). كما وجدت أن نسبة إعاقات التعلمبما فيها التوحد في الأولاد بالمقارنة إلى البنات (1:2) أو ما يقاربها وأن الإعاقاتفي البنات تكون في العادة أشد وأكثر حدة، ومن الصعب أن نجد تفسيراً لاختلاف الجنسين (الذكور والإناث) في الإعاقة (التوحد) .
وقد أشار كل من الباحثين أتوود (2000م)، إيثر وجليبيرج (1993م) ووينج (1981م) إلى أنهم يعتقدون بأن كثيراً منالبنات اللاتي يعانين من متلازمة أسبيرجر لا يراجعن الأطباء للتشخيص وبالتالي فإنهنلا يدخلن في حساب هذه النسبة. وربما يعود السبب إلى أن معايير تشخيص متلازمةالأسبيرجر تعتمد على الخصائص السلوكية التي تظهر بشكل أوضح لدى الأولاد منها لدىالبنات اللاتي يحاولن إخفاء مصاعبهن حتى يتكيفن مع أقرانهن وهذه في العادة أكثروضوحاً في المهارات الاجتماعية لدى البنات.
وهناك نظرية قامت بها ونج (Wing 1981) تقوم على شواهد عامة بين الناس وهي أن الإناث يتفوقن في المهارات الكلاميةبينما يتفوق الذكور في المهارات العملية (الملموسة) وقد يكون لهذا الاختلاف أسباباًعصبية بحيث يمكن تفسير حدة ونوع التوحد من خلال الاختلافات الطبيعية للجنسين. ولكنالعوامل البيئية والاجتماعية قد تلعب أيضاً دوراً في اختلاف قدرات الجنسين مما يعنيعدم إمكانية رسم علاقة مباشرة بين المهارات الكلامية الضعيفة لدى الأولاد ونسبةالتوحد العالية لديهم.
وفي عام 1964م أشار بيرنارد ريملاند إلى أن الذكور (بصفة عامة) أكثر تعرضاً وقابلية للإصابة بالضرر العضوي من الإناث سواء كان ذلك منخلال الأمراض الوراثية أو العدوى المكتسبة أو غيرها، وحيث يسود حالياً اعتقاد عامبوجود أسباب عضوية للتوحد وبالتالي فلن تكون هناك غرابة في إصابة الأولاد أكثر منالبنات بأعراض التوحد.
وفي السنوات الأخيرة طرح الباحثون أسباباً وشروحاًوراثية لهذا الاختلاف فقد ذهب الباحث إسكوز (Skuse 2000) إلى الجينات (المورثات) تقع على الكرومسومات إكس X (عوامل نقل الصفات الوراثية) وأن البنات يأخذنالكروموسومات إكس (X) من الأم والأب على السواء بينما يأخذ الأولاد كروموسوم إكس (X) واحد فقط من الأم. وتفترض نظرية إسكوز بأن الكروموسوم الذي ترثه البنت من الأبيحتوى على جين (مورث) منيع ومميز يحمي حامله من التوحد وبالتالي تصبح البنات أقلقابلية للإصابة بالتوحد من الأولاد. وقد استخدمت هذه النظرية لدعم رأي الباحثأسبيرجر الذي يقول بأن أعراض التوحد والأسبيرجر تأتي في النهاية الطرفية للطيفالسلوكي الذي يرتبط عادة بالذكورة. ومثل هذه السلوكيات يمكن أن تكون مفيدة جداً فيبعض نواحي الحياة مثل الهندسة والعلوم حيث تعتبر العناية بالتفاصيل والاتجاه الواحدللعقل أهم وأعلى قيمة من المهارات الاجتماعية الأخرى.
وقد أورد الباحثانلورد ولاسكويلر (1987م) عدة احتمالات لآلية انتقال التوحد وراثياً من خلالالكروموسوم (X) الناقل للمورثات وكذلك من خلال الانتقال التلقائي لبعض الكروموسوماتالأخرى التي ليس لها علاقة بصفات الجنسين. وعلى أية حال فإن ما ذكر مجرد نماذجلنظريات تم تداولها ولكن الحقيقة هي أن العلماء والباحثون لم يتمكنوا حتى الآن منتحديد مورثات (جينات) بعينها تتسبب في الإصابة بالتوحد. ويبدو أن هناك عدة مورثات (جينات) على عدة كروموسومات لها علاقة بحدوث التوحد وهذا يعني أن نظرية إسكوز Skuse التي تقوم على أساس أن العامل الوراثي (الكروموسوم X) وحده هو المسئول عن جيناتالتوحد غير صحيحة أو لا تمثل الصورة الكاملة.
لقد ظهرت عدة نظريات (وفرضيات) تحاول تفسير زيادة حالات التوحد والأسبيرجر لدى الأولاد عنها لدى البناتولكن الصورة الحقيقية لن تكتمل حتى يمكننا أن نفهم بشكل كامل أسباب التوحد وفيمايبدو أنه لا يمكن الحصول على تفسير صحيح لهذا الاختلاف حالياً.
ليس من الصعب التأكد من أن المصابين بالتوحد من الأولاد أكثر من البنات. وقد كان الباحث هاتس اسبيرجر يعتقد أن البنات لا يصبن أصلاً بمتلازمة طيف التوحد التي وصفها في عام 1994م ولكن الأدلة الطبية التي ظهرت بعد ذلك جعلته يغير رأيه. وفي عام 1943م قام كانر Kanner بإجراء دراسة على مجموعة صغيرة من الأطفال من فئة التوحد ووجد أن عدد الأولاد المصابين بالتوحد يصل إلى أربعة أضعاف عدد البنات المصابات، كما تم إجراء دراسة موسعة لأعراض الأسبيرجر بالمدارس العامة في السويد عام 1993م وجاءت نفس النتائج وهي أن نسبة إصابات الذكور إلى إصابات الإناث بمعدل (1:4). أما حالياً فإن نسبة إصابات الذكور إلى الإناث فيما يتعلق بحالات التوحد التي ترعاها الجمعية الوطنية البريطانية للتوحد (NAS) فهي (1:3) تقريباً.
وفي عام 1981م وجدت ونج Wing الباحثة فيعلم الأوبئة أن نسبة الإصابات بين الذكور بالمقارنة إلى الإناث فيما يتعلق بحالاتالتوحد الحاد ومتلازمة الأسبيرجر تصل إلى (1:5). كما وجدت أن نسبة إعاقات التعلمبما فيها التوحد في الأولاد بالمقارنة إلى البنات (1:2) أو ما يقاربها وأن الإعاقاتفي البنات تكون في العادة أشد وأكثر حدة، ومن الصعب أن نجد تفسيراً لاختلاف الجنسين (الذكور والإناث) في الإعاقة (التوحد) .
وقد أشار كل من الباحثين أتوود (2000م)، إيثر وجليبيرج (1993م) ووينج (1981م) إلى أنهم يعتقدون بأن كثيراً منالبنات اللاتي يعانين من متلازمة أسبيرجر لا يراجعن الأطباء للتشخيص وبالتالي فإنهنلا يدخلن في حساب هذه النسبة. وربما يعود السبب إلى أن معايير تشخيص متلازمةالأسبيرجر تعتمد على الخصائص السلوكية التي تظهر بشكل أوضح لدى الأولاد منها لدىالبنات اللاتي يحاولن إخفاء مصاعبهن حتى يتكيفن مع أقرانهن وهذه في العادة أكثروضوحاً في المهارات الاجتماعية لدى البنات.
وهناك نظرية قامت بها ونج (Wing 1981) تقوم على شواهد عامة بين الناس وهي أن الإناث يتفوقن في المهارات الكلاميةبينما يتفوق الذكور في المهارات العملية (الملموسة) وقد يكون لهذا الاختلاف أسباباًعصبية بحيث يمكن تفسير حدة ونوع التوحد من خلال الاختلافات الطبيعية للجنسين. ولكنالعوامل البيئية والاجتماعية قد تلعب أيضاً دوراً في اختلاف قدرات الجنسين مما يعنيعدم إمكانية رسم علاقة مباشرة بين المهارات الكلامية الضعيفة لدى الأولاد ونسبةالتوحد العالية لديهم.
وفي عام 1964م أشار بيرنارد ريملاند إلى أن الذكور (بصفة عامة) أكثر تعرضاً وقابلية للإصابة بالضرر العضوي من الإناث سواء كان ذلك منخلال الأمراض الوراثية أو العدوى المكتسبة أو غيرها، وحيث يسود حالياً اعتقاد عامبوجود أسباب عضوية للتوحد وبالتالي فلن تكون هناك غرابة في إصابة الأولاد أكثر منالبنات بأعراض التوحد.
وفي السنوات الأخيرة طرح الباحثون أسباباً وشروحاًوراثية لهذا الاختلاف فقد ذهب الباحث إسكوز (Skuse 2000) إلى الجينات (المورثات) تقع على الكرومسومات إكس X (عوامل نقل الصفات الوراثية) وأن البنات يأخذنالكروموسومات إكس (X) من الأم والأب على السواء بينما يأخذ الأولاد كروموسوم إكس (X) واحد فقط من الأم. وتفترض نظرية إسكوز بأن الكروموسوم الذي ترثه البنت من الأبيحتوى على جين (مورث) منيع ومميز يحمي حامله من التوحد وبالتالي تصبح البنات أقلقابلية للإصابة بالتوحد من الأولاد. وقد استخدمت هذه النظرية لدعم رأي الباحثأسبيرجر الذي يقول بأن أعراض التوحد والأسبيرجر تأتي في النهاية الطرفية للطيفالسلوكي الذي يرتبط عادة بالذكورة. ومثل هذه السلوكيات يمكن أن تكون مفيدة جداً فيبعض نواحي الحياة مثل الهندسة والعلوم حيث تعتبر العناية بالتفاصيل والاتجاه الواحدللعقل أهم وأعلى قيمة من المهارات الاجتماعية الأخرى.
وقد أورد الباحثانلورد ولاسكويلر (1987م) عدة احتمالات لآلية انتقال التوحد وراثياً من خلالالكروموسوم (X) الناقل للمورثات وكذلك من خلال الانتقال التلقائي لبعض الكروموسوماتالأخرى التي ليس لها علاقة بصفات الجنسين. وعلى أية حال فإن ما ذكر مجرد نماذجلنظريات تم تداولها ولكن الحقيقة هي أن العلماء والباحثون لم يتمكنوا حتى الآن منتحديد مورثات (جينات) بعينها تتسبب في الإصابة بالتوحد. ويبدو أن هناك عدة مورثات (جينات) على عدة كروموسومات لها علاقة بحدوث التوحد وهذا يعني أن نظرية إسكوز Skuse التي تقوم على أساس أن العامل الوراثي (الكروموسوم X) وحده هو المسئول عن جيناتالتوحد غير صحيحة أو لا تمثل الصورة الكاملة.
لقد ظهرت عدة نظريات (وفرضيات) تحاول تفسير زيادة حالات التوحد والأسبيرجر لدى الأولاد عنها لدى البناتولكن الصورة الحقيقية لن تكتمل حتى يمكننا أن نفهم بشكل كامل أسباب التوحد وفيمايبدو أنه لا يمكن الحصول على تفسير صحيح لهذا الاختلاف حالياً.
تعليق