: السؤال :
هل هذا الحديث صحيح
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إن اليتيم إذا بكى اهتز لبكائه عرش الرحمن ، فيقول الله تعالى لملائكته :
يا ملائكتي ! من ذا الذي أبكى هذا اليتيم الذي غيبت أباه في التراب ، فتقول الملائكة :
ربنا أنت أعلم . فيقول الله تعالى لملائكته : يا ملائكتي اشهدوا أن من أسكته وأرضاه أنا أرضيه يوم القيامة )
: الجواب :
الحمد لله
أولا :
الحديث الوارد في السؤال يُروى عن اثنين من الصحابة الكرام ، ولكن بأسانيد ضعيفة جدا :
الحديث الأول : عن الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إنّ اليتيم إذا بكى اهتز لبكائه عرش الرحمن، فيقول الله سبحانه لملائكته: يا ملائكتي! من أبكى هذا اليتيم الذي غيّب أباه في التراب؟ فيقول الملائكة: ربنا أنت أعلم، فيقول الله: يا ملائكتي! فإني أشهدكم أنّ لمن أسكته وأرضاه أن أرضيه يوم القيامة» فكان عمر إذا رأى يتيما مسح رأسه، وأعطاه شيئا )
قال الشيخ الألباني رحمه الله :
" هذا متن منكر جدا مع ضعف إسناده الشديد ، وفيه علل "
انتهى من " السلسلة الضعيفة "
الحديث الثاني : وقد روي الحديث أيضا عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إِذَا بَكَى الْيَتِيمُ وَقَعَتْ دُمُوعُهُ فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ تَعَالَى ، فَيَقُولُ : مَنْ أَبْكَى هَذَا الْيَتِيمَ الَّذِي وَارَيْتُ وَالِدَيْهِ تَحْتَ الثَّرَى ؟ مَنْ أَسْكَتَهُ فَلَهُ الْجَنَّةُ )
وقال الشيخ الألباني رحمه الله :
" كذب "
انتهى من " السلسلة الضعيفة "
ثانيا :
يكفي في هذا الباب قول الله عز وجل : ( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ) الضحى/9.
يقول العلامة السعدي رحمه الله :
" أي : لا تسيء معاملة اليتيم ، ولا يضق صدرك عليه ، ولا تنهره ،
بل أكرمه ، وأعطه ما تيسر ، واصنع به كما تحب أن يصنع بولدك من بعدك "
انتهى من " تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان "
ولكن ذلك لا يتعارض مع جواز ضرب اليتيم للتأديب من غير أذى ولا إذلال ، فقد نص العلماء على ذلك .
يقول ابن عابدين رحمه الله :
" وله ضرب اليتيم فيما يضرب ولده "
انتهى من " رد المحتار "
وجاء في " فتاوى اللجنة الدائمة " (14/250):
" يجوز ضرب اليتيم لتأديبه بغير إلحاق ضرر به أو أذى أو إذلال "
انتهى
عبد العزيز بن باز – عبد العزيز آل الشيخ – صالح بن فوزان – بكر أبو زيد.
والله أعلم
باختصار من
الإسلام سؤال وجواب
تعليق