محاضرة: الحياة في عالم التوحد وبمحاذاته
المحاضر:البروفسور ستيفن شور
ولد عام 1961، شُخص بالتوحد في عمر سنتين ونصف. أنهى 3 درجات بكالوريوس في الجامعة ثم أكمل دراسته العليا في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة
المحاضرة:
مقدمة:
نسب التوحد مازالت في ارتفاع، فهي وفق آخر الاحصائيات الرسمية في أمريكا 1:110. من الصعب جدا تحديد أسباب زيادة أعداد مرضى التوحد، ومن تلك الأسباب:
- زيادة الوعي
- تحسن طرق التشخيص بحيث أصبح بالإمكان التفريق بين حالات التأخر العقلي وحالات التوحد
- أو أنها زيادة حقيقية راجعة لعوامل بيئية أو عوامل أخرى مجهولة
ملاحظة مهمة:
أتمنى من الجميع أن ينظروا إلى المصاب بالتوحد على أساس كونه مختلفا وحسب،بحيث ننظر إلى طبيعته كصفات مميزة وليس مجرد عيوب واضطرابات.
تلك الصفات المميزة تجعل المصاب بالتوحد يعاني صعوبات اجتماعية وصعوبات في التواصل، ومحدودية في الاهتمامات، وحساسيات حسية.
هذه الصعوبات مجتمعة تجعل الشخص المصاب بالتوحد لا يحصل إلا على 20% كحد أقصى مما يمكن أن يحصل عليه الشخص العادي من البيئة المحيطة.
إذا قمنا بتمثيل مجموعة المهارات التي يتمتع بها شخص طبيعي تمثيلا بيانيا، فإننا سنرى شكلا يشبه الموجة Sine wave. بحيث تكون لدى الشخص الطبيعي بعض المهارة الجيدة في أمر ما، والقليل من المهارة في أمر آخر، ومهارة ضعيفة أو منعدمة في أمر ثالث وهكذا. أما الشخص المصاب بالتوحد فإن التمثيل البياني لمهاراته سيبدو مختلفا تماما، حيث نرى أن مهارة ما تكون عالية بشكل لافت جدا، ومهارات أخرى منعدمة تماما!!!
تعليم ذوي التوحد:
عندما يأتي الأمر إلى تعليم ذوي التوحد، فإننا سننجح جيدا في العملية التعليمية إذا أخذنا النقاط السابقة بعين الاعتبار، أي كون التوحد صفات مميزة وليس عيوبا واضطرابات.
بسبب تخصصي في تعليم ذوي التوحد، حاولت المقارنة بين المناهج المتوفرة في هذا المجال بهدف تحديد أيها الطريقة الأمثل، ومن تلك الطرق:
Lovass (ABA) – TEACCH – Daily Life Therapy – Miller Method – DIR (Floor Time)
فلم أجد أية دراسات تقارن بين كل تلك الطرق. لكن بحكم عملي تمكنت من مقابلة 3 أشخاص من مبتكري مناهج تعليم ذوي التوحد، وما لاحظته هو أنه لا يتواجد تعريف واحد للتوحد بين جميع من يعمل في مجال تعليم ذوي التوحد. وهذا الأمر بحد ذاته يشكل عائقا للعملية التعليمية.
البروفسور ستيفن والتوحد:
تحدث البروفسور عن نفسه بعض الشيء في المحاضرة لتوضيح صورة التوحد لدى الحضور:
قال أنه ولد طفلا طبيعيا تماما، بل كان قوي البنية بدرجة غريبة، حيث أنه فاجأ أهله بالانقلاب على بطنه في عمر 8 أيام فقط!! استمر بالنمو الطبيعي تماما لعمر 18 شهر ثم بدأ معدل نموه بالتراجع ليتم تشخيصه بالتوحد في عمر سنتين ونصف. حيث بدأ منذ عمر السنة والنصف بالانسحاب من الحياة الطبيعية وأصبح غير مبالٍ بما حوله. كما أنه كانت تصيبه الكثير من نوبات الغضب الشديدة.
ذكر البروفسور أن أمه كان لها الفضل الأكبر في تطور حالته، بعكس والده الذي كان مشغولا بالعمل فقط كما كان معهودا في ذلك الوقت من الزمن. عندما شخصه الأطباء بالتوحد عرضوا على أهله فكرة تركه في مركز متخصص لذوي الإعاقات المشابهة لأنهم قد لا يتمكنون من التعامل معه، إلا أن أهله رفضوا الفكرة رفضا قاطعا. وذكر أمرا لافتا جدا، وهو أن أمه لم كن تعرف بداية ماذا تفعل معه، فكانت تتحدث معه كثيرا دون أن تعرف إن كان يهتم بذلك اصلا، ثم بدأت بتقليد حركاته، وقتها فقط بدأ يهتم لوجودها. كما أنها كانت مولعة بالموسيقا، ولاحظت أن الموسيقا كانت من ضمن الأمور القليلة جدا التي كان ستيفن الصغير يهتم لها نوعا ما. فقد لاحظت أمه مرارا أنه كان يحرك جسمه حركات إيقاعية متناسبة مع الموسيقا التي يسمعها.
ذكر البروفسور نقطة هامة جدا، هي أن الأطفال من ذوي التوحد لا يتجاهلون وجود الناس من حولهم، هم لا يعرفون بوجود هؤلاء الناس أصلا. ولهذا يجب أن نجد الطريقة التي تناسب كل طفل للفت انتباهه لوجود شخص ما معه.
ظلت والدته تحاول بشتى الوسائل إخراجه مما هو فيه، خاصة بعد أن رفضت المدارس العادية قبوله. وفي عمر 4 سنوات تم قبوله في مركز خاص لذوي الاحتياجات الخاصة. وقد أبدى الأخصائيين انبهارهم بتحسن حالته بعد المجهود الكبير الذي بذلته أمه معه في محاولاتها الحثيثة للدخول إلى عالمه عندما كان في المنزل فقط منتظرا دوره في مركز التدخل.
في عمر 4 سنوات بدأت اللغة بالعودة إليه، بداية على شكل صدى فقط. أي ترديد أي كلمات دون أن يوظفها بشكل صحيح. ومما يذكره البروفسور عن بدايات اللغة عنده عندما كان في مرحلة الروضة أنه كان يكره صوت حرف B كثيرا. وكان يعبر عن هذا الكره بترديد صوت B باستمرار. وقال أنه لا يعرف لماذا كان يردده كثيرا مع أنه كان يكرهه!!! كما أنه يذكر جيدا أنه كان يأكل طعاما مهروسا Baby Food إلى عمر 4 سنوات على الأقل. كما أنه في ذلك العمر بدأ ولعه بعالم المتحركات، أي مراقبة حركات الأشياء وخاصة الحركات الدورانية.
في عمر 6 سنوات تم قبوله في مرحلة الروضة، حيث عانى من صعوبات اجتماعية وصعوبات في التعليم، خاصة في مادة الرياضيات واللغة. واستمرت معه صعوبات التعلم لاحقا في المرحلة الابتدائية.
ففي عمر 10 سنوات، ومن ضمن صعوبات التعلم التي واجهها، وجد صعوبة كبيرة في تقبل فكرة إلزامية حذف حرف e من الكلمات التي ينتهي بها هذا الحرف عند إضافة مقطع مثل ing!!!!! وذكر البروفسور أن هذا الأمر كان غريبا جدا على المدرسة. واحتاجت المشكلة إلى علاج نفسي من الأخصائي الذي كان يشرف على حالته في ذلك الوقت. ذكر أنه كان كمن يتألم للاقتطاع حرف e وكأن لهذا الحرف مشاعر!!!! الأخصائي النفسي جرب معه أن يكتب كلمة نهايتها حرف e، ثم قام بقطع الحرف بمقص ورمى القطعة التي بها الحرف أرضا.... الذي حصل هو أن الطفل ستيفن لحق فورا بالورقة محاولا انقاذها. وقتها لم يكن يستطيع التعبير بشكل كامل عن مشاعره، لكنه حاليا يذكر تماما كيف كان يشعر!!!
كما ركز البروفسور على صعوبة فهم ما بين السطور في اللغة، ففهمه لها كان ولايزال مجردا. ذكر لنا أن صديقا له في المدرسة في عمر 10 سنوات قال له العبارة التالية: "I feel like Pizza"... هذه العبارة ترجمتها الحرفية للغة العربية هي "أشعر أنني قطعة بيتزا". لكن هذه العبارة مألوفة بين الأمريكان على أنها تعني أنه يشتهي أكل البيتزا ويريد تناولها. ذكر البروفسور أنه ناقش صديقه أنه لا يشبه البيتزا في شيء، فلماذا يشعر أنه قطعة بيتزا!!!!!!
خلال سنوات حياته مع أهله، عمل أهله وخاصة والدته على توفير كافة احتياجاته، وخاصة من خلال اهتمامهم بما يهتم. فهم كانوا يوظفون ما يهتم به في سبيل تعزيز ثقته بنفسه. مثال ذلك هوسه بالساعات. فقد كان يفتح كل ساعة تقع يديه عليها. بداية كان يتلف الساعات، ثم بدأ يعرف كيف يعيدها تماما كما كانت. انتقل هذا الهوس إلى أجهزة أخرى، وفي كل مرة كان أهله يتبعون ما يحب ويهتم. كما أن اهتمامه بالموسيقا، والذي بدأ منذ نعومة أظافره، كان مهما جدا في تطوره. وعندما كبر زاد اهتمامه بالموسيقا وحاليا يعتبرها جزءا مهما في تعليم ذوي التوحد.
ذكر البروفسور أنه كان يهتم بالآلات والأشياء أكثر من البشر. وقال أنه كان ينظر للدراجات الهوائية كثيرا بدلا من النظر لمن يركب الدراجة. إلا أنه في عمر 13 سنة بدأ يهتم بعض الشيء بالنظر لمن يركب الدراجة عوضا عن الدراجة نفسها فقط!!! كما أنه في سنوات المراهقة قام بالاشتراك في فريق موسيقي بسبب حبه للموسيقا، وهذه الفرقة أعطته فرصا جيدة لتحسين التواصل الاجتماعي مع أعضاء الفرقة من خلال الحديث عن أمور واهتمامات مشتركة.
في عمر 19 سنة، أي في سن الجامعة، أصبحت لدى البروفسور القدرة على تكوين صداقات لا بأس بها. وذكر في كتابه أن سنوات الدراسة في الجامعة كانت سنوات رائعة جدا، حيث كان الطلبة مستعجين لتقبل الأخشاص المختلفين عنهم بشكل أكبر. كما أنه وجد الكثير من الطلبة الذين لديهم هوايات غريبة، فقد كان يجد دائما من يرافقه في ركوب الدراجة حتى لو كان ذلك بعد منتصف الليل.
كما أنه التقى بزوجته الصينية أثناء دراسته في الجامعة وتزوجا منذ ما يقرب 21 سنة حاليا. وقال أنه سعيد في زواجه، لكنه علّق مازحا بكونه لا يعرف كيف تمضي الأمور مع زوجته، وقال أنه من الأفضل أن نسألها عن الأمر!!!!!
المحاضر:البروفسور ستيفن شور
ولد عام 1961، شُخص بالتوحد في عمر سنتين ونصف. أنهى 3 درجات بكالوريوس في الجامعة ثم أكمل دراسته العليا في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة
المحاضرة:
مقدمة:
نسب التوحد مازالت في ارتفاع، فهي وفق آخر الاحصائيات الرسمية في أمريكا 1:110. من الصعب جدا تحديد أسباب زيادة أعداد مرضى التوحد، ومن تلك الأسباب:
- زيادة الوعي
- تحسن طرق التشخيص بحيث أصبح بالإمكان التفريق بين حالات التأخر العقلي وحالات التوحد
- أو أنها زيادة حقيقية راجعة لعوامل بيئية أو عوامل أخرى مجهولة
ملاحظة مهمة:
أتمنى من الجميع أن ينظروا إلى المصاب بالتوحد على أساس كونه مختلفا وحسب،بحيث ننظر إلى طبيعته كصفات مميزة وليس مجرد عيوب واضطرابات.
تلك الصفات المميزة تجعل المصاب بالتوحد يعاني صعوبات اجتماعية وصعوبات في التواصل، ومحدودية في الاهتمامات، وحساسيات حسية.
هذه الصعوبات مجتمعة تجعل الشخص المصاب بالتوحد لا يحصل إلا على 20% كحد أقصى مما يمكن أن يحصل عليه الشخص العادي من البيئة المحيطة.
إذا قمنا بتمثيل مجموعة المهارات التي يتمتع بها شخص طبيعي تمثيلا بيانيا، فإننا سنرى شكلا يشبه الموجة Sine wave. بحيث تكون لدى الشخص الطبيعي بعض المهارة الجيدة في أمر ما، والقليل من المهارة في أمر آخر، ومهارة ضعيفة أو منعدمة في أمر ثالث وهكذا. أما الشخص المصاب بالتوحد فإن التمثيل البياني لمهاراته سيبدو مختلفا تماما، حيث نرى أن مهارة ما تكون عالية بشكل لافت جدا، ومهارات أخرى منعدمة تماما!!!
تعليم ذوي التوحد:
عندما يأتي الأمر إلى تعليم ذوي التوحد، فإننا سننجح جيدا في العملية التعليمية إذا أخذنا النقاط السابقة بعين الاعتبار، أي كون التوحد صفات مميزة وليس عيوبا واضطرابات.
بسبب تخصصي في تعليم ذوي التوحد، حاولت المقارنة بين المناهج المتوفرة في هذا المجال بهدف تحديد أيها الطريقة الأمثل، ومن تلك الطرق:
Lovass (ABA) – TEACCH – Daily Life Therapy – Miller Method – DIR (Floor Time)
فلم أجد أية دراسات تقارن بين كل تلك الطرق. لكن بحكم عملي تمكنت من مقابلة 3 أشخاص من مبتكري مناهج تعليم ذوي التوحد، وما لاحظته هو أنه لا يتواجد تعريف واحد للتوحد بين جميع من يعمل في مجال تعليم ذوي التوحد. وهذا الأمر بحد ذاته يشكل عائقا للعملية التعليمية.
البروفسور ستيفن والتوحد:
تحدث البروفسور عن نفسه بعض الشيء في المحاضرة لتوضيح صورة التوحد لدى الحضور:
قال أنه ولد طفلا طبيعيا تماما، بل كان قوي البنية بدرجة غريبة، حيث أنه فاجأ أهله بالانقلاب على بطنه في عمر 8 أيام فقط!! استمر بالنمو الطبيعي تماما لعمر 18 شهر ثم بدأ معدل نموه بالتراجع ليتم تشخيصه بالتوحد في عمر سنتين ونصف. حيث بدأ منذ عمر السنة والنصف بالانسحاب من الحياة الطبيعية وأصبح غير مبالٍ بما حوله. كما أنه كانت تصيبه الكثير من نوبات الغضب الشديدة.
ذكر البروفسور أن أمه كان لها الفضل الأكبر في تطور حالته، بعكس والده الذي كان مشغولا بالعمل فقط كما كان معهودا في ذلك الوقت من الزمن. عندما شخصه الأطباء بالتوحد عرضوا على أهله فكرة تركه في مركز متخصص لذوي الإعاقات المشابهة لأنهم قد لا يتمكنون من التعامل معه، إلا أن أهله رفضوا الفكرة رفضا قاطعا. وذكر أمرا لافتا جدا، وهو أن أمه لم كن تعرف بداية ماذا تفعل معه، فكانت تتحدث معه كثيرا دون أن تعرف إن كان يهتم بذلك اصلا، ثم بدأت بتقليد حركاته، وقتها فقط بدأ يهتم لوجودها. كما أنها كانت مولعة بالموسيقا، ولاحظت أن الموسيقا كانت من ضمن الأمور القليلة جدا التي كان ستيفن الصغير يهتم لها نوعا ما. فقد لاحظت أمه مرارا أنه كان يحرك جسمه حركات إيقاعية متناسبة مع الموسيقا التي يسمعها.
ذكر البروفسور نقطة هامة جدا، هي أن الأطفال من ذوي التوحد لا يتجاهلون وجود الناس من حولهم، هم لا يعرفون بوجود هؤلاء الناس أصلا. ولهذا يجب أن نجد الطريقة التي تناسب كل طفل للفت انتباهه لوجود شخص ما معه.
ظلت والدته تحاول بشتى الوسائل إخراجه مما هو فيه، خاصة بعد أن رفضت المدارس العادية قبوله. وفي عمر 4 سنوات تم قبوله في مركز خاص لذوي الاحتياجات الخاصة. وقد أبدى الأخصائيين انبهارهم بتحسن حالته بعد المجهود الكبير الذي بذلته أمه معه في محاولاتها الحثيثة للدخول إلى عالمه عندما كان في المنزل فقط منتظرا دوره في مركز التدخل.
في عمر 4 سنوات بدأت اللغة بالعودة إليه، بداية على شكل صدى فقط. أي ترديد أي كلمات دون أن يوظفها بشكل صحيح. ومما يذكره البروفسور عن بدايات اللغة عنده عندما كان في مرحلة الروضة أنه كان يكره صوت حرف B كثيرا. وكان يعبر عن هذا الكره بترديد صوت B باستمرار. وقال أنه لا يعرف لماذا كان يردده كثيرا مع أنه كان يكرهه!!! كما أنه يذكر جيدا أنه كان يأكل طعاما مهروسا Baby Food إلى عمر 4 سنوات على الأقل. كما أنه في ذلك العمر بدأ ولعه بعالم المتحركات، أي مراقبة حركات الأشياء وخاصة الحركات الدورانية.
في عمر 6 سنوات تم قبوله في مرحلة الروضة، حيث عانى من صعوبات اجتماعية وصعوبات في التعليم، خاصة في مادة الرياضيات واللغة. واستمرت معه صعوبات التعلم لاحقا في المرحلة الابتدائية.
ففي عمر 10 سنوات، ومن ضمن صعوبات التعلم التي واجهها، وجد صعوبة كبيرة في تقبل فكرة إلزامية حذف حرف e من الكلمات التي ينتهي بها هذا الحرف عند إضافة مقطع مثل ing!!!!! وذكر البروفسور أن هذا الأمر كان غريبا جدا على المدرسة. واحتاجت المشكلة إلى علاج نفسي من الأخصائي الذي كان يشرف على حالته في ذلك الوقت. ذكر أنه كان كمن يتألم للاقتطاع حرف e وكأن لهذا الحرف مشاعر!!!! الأخصائي النفسي جرب معه أن يكتب كلمة نهايتها حرف e، ثم قام بقطع الحرف بمقص ورمى القطعة التي بها الحرف أرضا.... الذي حصل هو أن الطفل ستيفن لحق فورا بالورقة محاولا انقاذها. وقتها لم يكن يستطيع التعبير بشكل كامل عن مشاعره، لكنه حاليا يذكر تماما كيف كان يشعر!!!
كما ركز البروفسور على صعوبة فهم ما بين السطور في اللغة، ففهمه لها كان ولايزال مجردا. ذكر لنا أن صديقا له في المدرسة في عمر 10 سنوات قال له العبارة التالية: "I feel like Pizza"... هذه العبارة ترجمتها الحرفية للغة العربية هي "أشعر أنني قطعة بيتزا". لكن هذه العبارة مألوفة بين الأمريكان على أنها تعني أنه يشتهي أكل البيتزا ويريد تناولها. ذكر البروفسور أنه ناقش صديقه أنه لا يشبه البيتزا في شيء، فلماذا يشعر أنه قطعة بيتزا!!!!!!
خلال سنوات حياته مع أهله، عمل أهله وخاصة والدته على توفير كافة احتياجاته، وخاصة من خلال اهتمامهم بما يهتم. فهم كانوا يوظفون ما يهتم به في سبيل تعزيز ثقته بنفسه. مثال ذلك هوسه بالساعات. فقد كان يفتح كل ساعة تقع يديه عليها. بداية كان يتلف الساعات، ثم بدأ يعرف كيف يعيدها تماما كما كانت. انتقل هذا الهوس إلى أجهزة أخرى، وفي كل مرة كان أهله يتبعون ما يحب ويهتم. كما أن اهتمامه بالموسيقا، والذي بدأ منذ نعومة أظافره، كان مهما جدا في تطوره. وعندما كبر زاد اهتمامه بالموسيقا وحاليا يعتبرها جزءا مهما في تعليم ذوي التوحد.
ذكر البروفسور أنه كان يهتم بالآلات والأشياء أكثر من البشر. وقال أنه كان ينظر للدراجات الهوائية كثيرا بدلا من النظر لمن يركب الدراجة. إلا أنه في عمر 13 سنة بدأ يهتم بعض الشيء بالنظر لمن يركب الدراجة عوضا عن الدراجة نفسها فقط!!! كما أنه في سنوات المراهقة قام بالاشتراك في فريق موسيقي بسبب حبه للموسيقا، وهذه الفرقة أعطته فرصا جيدة لتحسين التواصل الاجتماعي مع أعضاء الفرقة من خلال الحديث عن أمور واهتمامات مشتركة.
في عمر 19 سنة، أي في سن الجامعة، أصبحت لدى البروفسور القدرة على تكوين صداقات لا بأس بها. وذكر في كتابه أن سنوات الدراسة في الجامعة كانت سنوات رائعة جدا، حيث كان الطلبة مستعجين لتقبل الأخشاص المختلفين عنهم بشكل أكبر. كما أنه وجد الكثير من الطلبة الذين لديهم هوايات غريبة، فقد كان يجد دائما من يرافقه في ركوب الدراجة حتى لو كان ذلك بعد منتصف الليل.
كما أنه التقى بزوجته الصينية أثناء دراسته في الجامعة وتزوجا منذ ما يقرب 21 سنة حاليا. وقال أنه سعيد في زواجه، لكنه علّق مازحا بكونه لا يعرف كيف تمضي الأمور مع زوجته، وقال أنه من الأفضل أن نسألها عن الأمر!!!!!
تعليق