معظم المُصابين والذين هم من ذوي الإعاقة يُفكرون بأن حياتهم أنتهت بأصابتهم
والإصابة التي يُعانون منها هي السبب الرئيسي في نهاية تلك الحياة التي يتخيلونها
ولا أُخفيكم سراً إذا أعترفت لكم بأني أحد ممن توهموا وتخيلوا تلك الأفكار السلبية
وذلك بسبب التغير الكُلي والمُفاجي في أساسيات كيفية التعامل والعيش في الحياة !!
وبسبب حالة اليأس التي تُشتت جميع الجوانب الإيجابية ,, ولا ترسم إلا الزوايا المُظلمة
وتُرسخ الجوانب السلبية بشكل مُطلق وسريع حتى بلا تفكير أو تخطيط أو فهم
وأساس كل ذلك عدم الرغبة في تخطي أو تجاوز عقبة الإعاقة وخاصة في بدايتها !!
ومن هُنا أود أن يتناول الموضوع البُعد التثقيفي للمجتمع أو للأسرة بشكل مُباشر وخاص
قال الله تعالى :
فالله عز وجل جعل للصابرين على ما أصابهم أجراً عظيماً ,, وجعلهم في ذلك
الأختبار لكي يُعوضهم ويُمنِيهم بالخير والجزاء والأحسان على صبرهم لما أصابهم
وشكرهم وحمدهم على قضاء الله وقدره ,, وتوكلهم على إن ما أصابهم لم يكن ليخطئهم !!
لذلك على المجتمع والأسرة بشكل خاص أن لا ينظروا لذوي الإعاقة بنظرة عطف
وشفقة وأن لا يشعروهم بأنهم مُختلفون بسبب وضعهم الجسدي الذي ألوا إليه
ولكن يجب أن يشدوا على أيديهم ,, وأن يرفعوا بالكلمات والأفعال معنوياتهم
وأن لا يتخلوا عنهم ويدعوهم يُواجهون مصيرهم بمفردهم ,, بل عليهم أن يمدوا
أيديهم ويُقدموا لهم العون والمُساعدة بشتى الطرق وبطريقة حسنة ومقبولة !!
ولو تمعنا النظر وأطلقنا تفكيرنا للعنان سنجد إن ذو الإعاقة يتقبل وضعه تدريجيا
بالنسبة المُساوية تماماً من حيث أهتمام الأسرة به ,, وزرع روح الطموح والأمل
بين زوايا حياته وبين جنبات نفسه التي تُحاول في ترسيخ الألم والمُعاناة التشائمية
ومن هُنا يكمن زرع روح العطف الإيجابي وحنان القلوب الصادقة
ورسم الأرادة الحقيقية بالمُساندة الواقعية ,, وتثبيت مواقف التحدي الجبارة
هي من الأسباب الحقيقية التي يجب أن تنتهجها الأسرة لأكمال طريق من يهمه الأمر !!
وفق الله الجميع
وجعل الألم أملاً ,, والتحدي والإرادة إنجازاً ,, ودور الأسرة ملاذاً ..
تعليق