الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصة كتبها احد من ذو الاحتياجات الخاصة اتمنى التثبيت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • Font Size
    #1

    قصة كتبها احد من ذو الاحتياجات الخاصة اتمنى التثبيت

    معاق ولكن عندي أمل


    عندما أمسكت القلم لأكتب ما يجول في خاطري، ترددت كثيرا، فلم أعرف بماذا استهل حديثي، ولم يكن في ذهني موضوع ما ، ولكن كنت على يقين أن قلمي العزيز، كما عودني دائما، ألا يخونني ويعصاني، واسترسلت في الكتابة وفكرت هل أبدأ بالسنين الطويلة التي مضت ومحت معها ذكريات وآلام مريرة...أم بالأحلام التي تحطمت على صخور الواقع الأليم ... أم بطموحات خاصة وعامة في غد أفضل...
    وفعلا تذكرت السنين المنصرمة، والذكريات البغيضة، فقد بدأت حياتي برفضي لإعاقتي، نعم، لم أتقبلها، كرهتها، فلو كانت الإعاقة شخصا حقيقيا لطردته، إذ طالت زيارته لي، وتبين لي انه لا يريد أن يتركني!!! لقد حاولت أن أقنعه بأن لي أحلام وآمال وطموحات ومعاناة ويكفي ما فعله بي حتى الآن!! لقد أبى أن يتركني...لقد سئمته وسأمت عدم قدرتي على فهم شعوري .. سأمت حزني وانكساري..سأمت تفكيري السوداوي .. سأمت زيادة حيرتي وقلة نومي.. لم أعد أقوى على صد الرغبة في البكاء فجفت انهار دموعي وضاقت الحالة النفسية في داخلي وفقدت "شهية" الحياة وبدت الكآبة على ملامح وجهي.
    شعرت بأن أحلام الصبا قد ضاعت واقتصر اهتمامي بالحياة بمجموعة أفعال لا تتجاوز المستلزمات الأساسية للعيش، كالحاجة للطعام والقراءة لقتل ساعات اليقظة وليس لإثراء الحصيلة المعرفية.



    نعم إخواني، لقد كانت فترة عصيبة بدرجة لا تصدق، فقد كنت فتى يافعاً ومراهقا وغير واعي لتصرفاتي، شعرت أن الإعاقة قد حرمتني الكثير، منعتني من الحرية التامة وفرضت علي الكثير من الصعاب، وأكثر ما آلمني أنني لا استطيع أن العب كرة القدم، نعم أردت أن أمارس الرياضة التي أهواها، وجن جنوني حينما كنت أرى أولاد حارتنا يلعبون وأنا فقط أراقبهم من بعيد!!!



    وبفضل الله وإيماني به وبقوله "من يتق الله يجعل له مخرجا" سعيت لتصحيح المسار، فبمرور الوقت وازدياد خبرتي الحياتية صحوت من غفوتي على أنقاض أفكاري البغيضة ولملمت أشلاء شجاعتي ورفعت بصري إلى السماء وعاهدت نفسي أن أنتصر في صراعي ضد الإعاقة وأن اخرج إلى الحياة وصرت بإصراري أبحث عن الحياة رافضا رفع الراية البيضاء والرضوخ لليأس والضعف والإحباط ، وذلك تطلب أن أبقى قويا وأكثر قدرة على المواجهة ومواصلة التحدي والإصرار فولدت لدي الإرادة والثقة بالنفس فكما يقال "في القمة يحيى أصحاب الإرادات القوية"...



    أصبحت اخرج من البيت في البداية بواسطة دراجة هوائية بمرافقة أصدقائي أو أقربائي، وقد بحثت عن سبل السعادة ووجدتها في ممارسة ما اعشقه وأهواه فاشتركت في نادي الشبيبة آنذاك ولعبت الرياضة الملائمة لوضعي مثل تنس الطاولة والرياضة التفكيرية وما شابه، واشتركت مع أصحابي في مباريات كرة القدم بصفتي حكما لهم أو مدربا وموجها، وما غير ظروفي للأفضل هو حصولي على عربة كهربائية جديدة جعلتني أكثر استقلالية في تحركي وكونت علاقات اجتماعية متنوعة وزرت ما استطعت من أماكن للترفيه عن نفسي، وغرست في نفسي الصبر والثبات ومضيت قدما في مشوار الحياة الصعب، ولا أنسى دور أفراد عائلتي الذين يؤازرونني ويساعدونني وأحسنوا تربيتي ورعايتي وتحملوا شقاء حياتي في جميع الأوقات، ثم بفضل التشجيع المتواصل من قبل الأقارب والأصدقاء الذين لم يبخلوا علي بشيء لاسيما الدعم المعنوي الهام.



    لقد آمنت أن الإنسان في هذه الحياة لكي يحصل على نسبة معقولة من السعادة يجب أن يتقبل ظروفه ويحاول أن يتكيف معها وتكون لديه قناعة بما كتب الله له، فلا يقارن نفسه بالغير. وعليه أن ينظر إلى الحياة من حوله نظرة متفائلة ويعيش على الأمل الذي ينير الطريق لكل إنسان طموح، ومما لا شك فيه أن تحقيق الآمال والوصول إلى ما تصوب إليه النفس يحتاج إلى كثير من العمل والمثابرة وتحمل الصعاب.



    تعلمت أن لا أجعل اليأس يتسلل إلى أعماقي بل انتظرت وتحليت بالصبر لجني الثمار، ولا يخيب الله سبحانه وتعالى آمال عباده فلكل مجتهد نصيب، ونظرت إلى الأشياء الإيجابية في حياتي ونسيت ما هو سلبي حتى لا أقف عندها، وأصبحت الخطوة التي أتقدمها دافعا لخطوات أخرى أتمنى الوصول إليها وتحقيقها.



    لقد أردت طرد الإعاقة من حياتي، لأنني لم أتقبل شروطها وآثارها ولكن للواقع والحقيقة بصمات عديدة إذ تركت تأثير واضح على مختلف جوانب حياتي، فرضخت لشروطها وتأقلمت مع ظروفها ليس عنوة وإنما رغبة مني في تحسين أجواء حياتي فخلعت ثياب الحزن والاستسلام ولبست ثياب الإصرار والعزيمة القوية وبدأت بمسيرة العطاء والإنتاج وشربت من ينبوع الأمل الذي لا يجف وأصبحت متماسكا، قويا ومتحديا ومتخطيا لكل العوائق والحواجز وأحمد الله على ذلك كثيرا.



    كلمة حق يجب أن تقال لصالح الإعاقة، فهي أكسبتني العديد من المهارات الشخصية وجعلتني أكثر ليونة في تعاملي مع نفسي والآخرين والتروي في اتخاذ الخطوات المصيرية لاختيار أفضلها، وعدم العجلة في أموري وأصبحت ذا عزيمة قوية وصبرا وجلدا على تحمل الأعراض الناجمة عنها، وأنا اليوم راغبا حقيقيا وبشدة في الحياة بالرغم من المعاناة الصحية والجسدية واحمل الكثير من الأمل بالرغم من كبر الألم .



    إخواني



    إلى من اختفت عن وجوههم الابتسامة وتركت قلوبهم السعادة: الرغبة في النجاح وتحقيق السعادة الذاتية هدف لكل إنسان في هذه الحياة..فامنوا بأنفسكم ونموا مهاراتكم وتيقنوا أن النجاة والمخرج من الشدائد والأزمات هي بفضل الله سبحانه تعالى أولا وبفضلكم ثانيا، فما لكم إلا الرضا والتسليم بقضاء الله عز وجل واملئوا وقتكم بالعمل والأمل فالإرادة تقهر الصعاب.



    والله الموفق
    التعديل الأخير تم بواسطة تناهيد; الساعة 19-10-2013, 08:46 AM.

  • Font Size
    #2
    رد: قصة كتبها احد من ذو الاحتياجات الخاصة اتمنى التثبيت

    اتمنى ان تتفاعلوا في الردود

    تعليق


    • Font Size
      #3
      رد: قصة كتبها احد من ذو الاحتياجات الخاصة اتمنى التثبيت

      احيي صاحب القصه علي صبره ومثابرته من اجل تحقيق النجاح
      عندما يبتلي المرء بالاعاقة امامه طريقان اما ان يندب حظه ويعيش في هم وغم واما ان يتصادق مع اعاقته ويتاقلم مع وضعه الجديد ويرسم مسار جديد لحياته وفق وضعه الجديد

      كلنا يمر بمرحلة الانكار وعدم التقبل لكن ليس الجميع يتعدي هذه المرحله بنجاح والبعض يحتاج لوقت طويل حتي يتعداها لكن المحظوظ منا من يجعل من اعاقته دافع من اجل تحقيق النجاح وكاتب القصه واحد من هولاء واحسب ان اغلب اعضاء المنتدي مثله وان اختلفنا في مدي الانجازات التي حققناها او الفتره التي لزمتنا لتخطي مرحلة الصدمة التي اتت بعد الاعاقة

      نتمني ان نري صاحب القصه يشارك بيننا بنفسه لنستفيد من بعضنا البعض
      اللهم يارب مسني وأهلي الضر وأنت أرحم الراحمين

      تعليق


      • Font Size
        #4
        رد: قصة كتبها احد من ذو الاحتياجات الخاصة اتمنى التثبيت

        الإعاقة مدرسة تعلمنا الكثير
        وتجربة من تجارب الحياة الكبيرة الفسيحه
        فـ الانسان بمداركه وتوضيف ما حوله لإستنطاق واقع يليق
        " بأحلامه وآماله " .. التكييف والتأقلم مع كل وضع جديد
        مع مراعاة استنجاد بكل الوسائل للسعى قُدما ..
        لا للإنكسار والتراجع .. لا للخذلان والتهاون واليأس ..
        نعم للعزيمة والقوة ..نعم للصبر والإرادة .. ونعم للجد والعمل
        رسائل ايجابية تكون بداية كلمة .. تليها خطوه .. يليها انجاز
        والإنجاز بالمعنى لا بالكم ...
        فــ تقديري وتحياتي لصاحب هذه القصة ..
        لما تحمل من معاني التفاؤل والعمل الدؤوب..
        فالحياة سلسلة من الرحايل والتجارب ..
        وقد أثبت نجاحه في تجربته ورحلته مع الاعاقة
        " قواه ربي وكل أمثاله .. وعافاه ربي وعافانا "

        وأنا مع أستاذنا واخينا الفاضل " تناهيد "
        بأن يشاركنا صاحب هذه القصة بقلمه ويجود بما يحويه هنا بنفسه
        ولذلك عظيم المعرفة والتبادل بين ذوي الاحتياجات الخاصة في هذا الصرح
        " فهو بيتنا الثاني "

        تحياتي
        روح التحدي

        تعليق


        • Font Size
          #5
          رد: قصة كتبها احد من ذو الاحتياجات الخاصة اتمنى التثبيت

          السلام عليكم

          الله يعطيك العافيه

          اميييين




          أغسل وجهك ما تدري مين يبوسه ونظف بيتك ما تدري مين يدوسه

          عبد الوهــــــاب

          تعليق


          • Font Size
            #6
            رد: قصة كتبها احد من ذو الاحتياجات الخاصة اتمنى التثبيت

            البداية كانت مؤلمة

            لكن النهاية مبشرة بالخير

            فعلا لابد أن نتقبل الظروف والمحن التي وضعها الله في حياتنا ونظهر رضانا بل و شكرنا

            تعليق


            • Font Size
              #7
              رد: قصة كتبها احد من ذو الاحتياجات الخاصة اتمنى التثبيت

              تحية تقدير واحترام لصاحب الموضوع
              اطفالنا فلدات اكبادنا

              تعليق

              Loading...


              يعمل...
              X