السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طبعا جميعنا يعرف قصة (( وا معتصماه ))
فقد سجل أبو تمام " حبيب بن أوس الطائي " أحداث ذلك اليوم العظيم " وقعة عمورية " كما في الأبيات التالية وذلك بعد أن اعترض المنجمون وحذروا المعتصم من الخروج للغزو لأن ذلك لا يتوافق مع أبراجهم ولكن المعتصم لم يأبه لمزاعمهم وخرج وانتصر ويقول أبو تمام في ذلك:
السيف أصدق أنباءا مـن الكتـب
في حده الحد بيـن الجـد واللعـبِ
***
بيض الصفائح لا سود الصحائف في
متونهـن جـلاء الشـك والريـبِ
***
والعلم في شهـب الأرمـاح لامعـة
بين الخميسين لا في السبعة الشهـبِ
***
أين الرواية بل أيـن النجـوم ومـا
صاغوه من زخرفٍ فيها ومن كذب ؟
***
خوّفوا الناس من دهيـاء مظلمـةٍ
إذا بدا الكوكبُ الغربي ذو الذنـبِ
***
وصيّـروا الأبـرُجَ العليـا مرتبـةً
ما كـان منلقبـاً أو غيـر منقلـبِ
***
فتح الفتـوح تعالـى أن يحيـط بـه
نظم من الشعر أو نثر مـن الخطـبِ
***
فتح تفتـح أبـواب السمـاء لـه
وتبرز الأرض فـي أثوابهـا القشـبِ
***
يا يوم وقعة ( عموريـة ) انصرفـت
عنك المنى حفـلاً معسولـة الحلـبِ
***
لقد تركـت أميـر المؤمنيـن بهـا
للنار يوماً ذليل الصخر والخشـبِ
***
غادرت فيها بهيم الليل وهو ضحـى
يشله وسطهـا صبـح مـن اللهبِ
***
تدبيـر معتصـمٍ بـا لله منتـقـم
لله مرتقـب فــي الله مرتـغـبِ
***
لم يغز قوماً ولـم ينهـض إلـى بلـدٍ
إلا تقدمـه جيـش مـن الرعـبِ
***
لو لم يقد جحفلاً يوم الوغـي لفـدا
من نفسه وحدها في جحفـلٍ لجـبِ
***
رمـى بـك الله برجيهـا فهدمهـا
ولو رمى بك غيـر الله لـم تصـبِ
***
أجبتـه معلنـاً بالسيـف منصلـاً
ولو أجبت بغير السيـف لـم تجـبِ
***
حتى تركت عمود الشـرك منقعـراً
ولم نعرج علـى الأوتـاد والطنـبِ
***
إن الأسود أسـود الغـاب همتهـا
يوم الكريهة في المسلوب لا السلـبِ
***
تسعون ألفاً كأساد الشرى نضجـت
جلودهم قبل نضج التيـن والعنـبِ
***
يارب حوباء لمـا أجتـث دابرهـم
طابت و لو ضمخت بالمسك لم تطبِ
***
خليفة الله جازي الله سعيـك عـن
جرثومة الدين و الإسلام والحسـبِ
***
ولكن أين أبو تمام اليوم !؟
أبو تمام وعروبة اليوم هذا هو عنوان القصيدة التي تفتقت قريحة الشاعر اليمني " عبد الله البرّدوني " عن نظمها وقد عارض فيها بائية أبي تمام في فتح عمورية التي تنطق بأحوال أمتنا الراهنة.
وهذا وصف بعض الكتاب لهذا الحفل عندما قام الشاعر لإلقاء القصيدة وبعد ما ألقاها:
يقول احدهم:
"قصيدة رائعة ألقاها في بغداد بمناسبة مرور ألف عام على وفاة أبي تمام الشاعر المعروف وكان قد سَخِرَ من هيئته وشكله بعض الشعراء العرب مثل نزار قباني ولكن وزيرة الإعلام العراقية أصرت على أن يلقي قصيدته ضمن القصائد الأوائل فما أن القاها حتى اجتاحت القاعة موجة من التصفيق الذي أستمر بضعة دقائق إعجابا بالقصيدة ولغتها ومغازيها ودلالاتها الأدبية والفنية والتاريخية وقام الشعراء العرب بتحيته وتهنئته على هذه القصيدة المتميزة"
وقال آخر:
"هذه القصيدة للشاعر اليمني الكبير عبدالله البردوني -رحمه الله- شارك بها في مهرجان المربد بالعراق عام 1973م اتمنى أن تنال اعجابكم ,
إضاءة للنص :
تقول الحكاية عن قصيدة ” الضجة “:
انه في مهرجان ” المربد ” عام 1973م اجتمع أهم شعراء العرب في هذا المحفل العراقي .
وكل واحد من الشعراء العرب قام يلقي قصيدته التي جاء بها فرحا !!! .
وحتى لا أطيل...
عندما جاء دور شاعر اليمن ” البردوني ” لم يلق أحدٌ له بالاً ! . وساد ضحك وهرج ومرج !! في القاعة لهيئة الشاعر ” الرثة ” , و الذي يعلو وجهه الجدري , وفوق ذلك أنه ” أعمى “…
والبردوني لم يعر لتلك ” الهمهمة ” أدنى اعتبار تاركا للسانه أن يتولى ” المهمة ” ولشاعريته أن تنوب عنه .
وعندما ابتدئ بقوله :
مـا أصدق السيف! إن لم ينضه الكذب
وأكـذب السيف إن لم يصدق الغضب
***
بـيض الـصفائح أهـدى حين تحملها
أيـد إذا غـلبت يـعلو بـها الـغلب
***
وأقـبح الـنصر… نصر الأقوياء بلا
فهم.. سوى فهم كم باعوا… وكم كسبوا
***
أدهـى مـن الـجهل علم يطمئن إلى
أنـصاف ناس طغوا بالعلم واغتصبوا
***
قـالوا: هـم الـبشر الأرقى وما أكلوا
شـيئاً.. كـما أكلوا الإنسان أو شربوا
***
ألجمَ كل من في القاعة بهذه القصيدة ” العربية ” الحوارية والتي عارض بها قصيدة أبي تمام:
السيف أصدق أنباء من الكتب *** في حده الحد بين الجد واللعب.
بل إنها عدت القصيدة الأولى والأقوى بالمهرجان الشعري آن ذاك .
وتسمى في ” اليمن ” بقصيدة ” الضجة ” !!.
وما بين العراق واليمن طار صداها ؛ بل عانقت أذن كل عربي في جميع الأقطار العربية . ودرست في الجامعات وتناولها النقاد بالدرس والبحث والقراءة .
هذه كل الحكاية لقصيدة” الضجة ” ".
وقال آخر:
"فلما اكمل القاءها استمر المجتمعون من الشعراء يصفقون حتى نزل الى مقعده تعبيرا على شدة إعجابهم بما قال في المؤتمر علما بأنه شاعر ضرير"
والآن مع القصيدة التي يقول فيها:
مـا أصدق السيف! إن لم ينفه الكذب
وأكـذب السيف إن لم يصدق الغضب
ooo
بـيض الـصفائح أهـدى حين تحملها
أيـد إذا غـلبت يـعلو بـها الـغلب
ooo
وأقـبح الـنصر... نصر الأقوياء بلا
فهم.. سوى فهم كم باعوا... وكم كسبوا
ooo
أدهـى مـن الـجهل علم يطمئن إلى
أنـصاف ناس طغوا بالعلم واغتصبوا
ooo
قـالوا: هـم الـبشر الأرقى وما أكلوا
شـيئاً.. كـما أكلوا الإنسان أو شربوا
ooo
مـاذا جـرى... يـا أبا تمام تسألني؟
عفواً سأروي.. ولا تسأل.. وما السبب
ooo
يـدمي الـسؤال حـياءً حـين نـسأله
كـيف احتفت بالعدى (حيفا) أو النقب)
ooo
مـن ذا يـلبي؟ أمـا إصـرار معتصم؟
كلا وأخزى من (الأفشين) مـا صلبوا
ooo
الـيوم عـادت عـلوج (الروم) فاتحة
ومـوطنُ الـعَرَبِ الـمسلوب والسلب
ooo
مـاذا فـعلنا؟ غـضبنا كـالرجال ولم
نـصدُق.. وقـد صدق التنجيم والكتب
ooo
فـأطفأت شـهب (الـميراج) أنـجمنا
وشـمسنا... وتـحدى نـارها الحطب
ooo
وقـاتـلت دونـنا الأبـواق صـامدة
أمـا الـرجال فـماتوا... ثَمّ أو هربوا
ooo
حـكامنا إن تـصدوا لـلحمى اقتحموا
وإن تـصدى لـه الـمستعمر انسحبوا
ooo
هـم يـفرشون لـجيش الغزو أعينهم
ويـدعـون وثـوبـاً قـبل أن يـثبوا
ooo
الـحاكمون و»واشـنطن« حـكومتهم
والـلامعون.. ومـا شـعّوا ولا غربوا
ooo
الـقـاتلون نـبوغ الـشعب تـرضيةً
لـلـمعتدين ومــا أجـدتهم الـقُرَب
ooo
لـهم شموخ (المثنى) ظـاهراً ولهم
هـوىً إلـى »بـابك الخرمي« ينتسب
ooo
مـاذا تـرى يـا (أبا تمام) هل كذبت
أحـسابنا؟ أو تـناسى عـرقه الذهب؟
ooo
عـروبة الـيوم أخـرى لا يـنم على
وجـودها اسـم ولا لـون.ولا لـقب
ooo
تـسـعون ألـفاً (لـعمورية) اتـقدوا
ولـلـمنجم قـالـوا: إنـنـا الـشهب
ooo
قـبل: انتظار قطاف الكرم ما انتظروا
نـضج الـعناقيد لـكن قـبلها التهبوا
ooo
والـيوم تـسعون مـليوناً ومـا بلغوا
نـضجاً وقـد عُصر الزيتون والعنب
ooo
تـنسى الـرؤوس العوالي نار نخوتها
إذا امـتـطاها إلـى أسـياده الـذئب
ooo
(حـبيب) وافـيت من صنعاء يحملني
نـسر وخـلف ضلوعي يلهث العرب
ooo
مـاذا أحـدث عـن صـنعاء يا أبتي؟
مـليحة عـاشقاها: الـسل والـجرب
ooo
مـاتت بصندوق »وضـاح«بلا ثمن
ولـم يمت في حشاها العشق والطرب
ooo
كـانت تـراقب صبح البعث فانبعثت
فـي الـحلم ثـم ارتمت تغفو وترتقب
ooo
لـكنها رغـم بـخل الغيث ما برحت
حبلى وفي بطنها (قحطان) أو(كرب)
ooo
وفـي أسـى مـقلتيها يـغتلي (يمن)
ثـان كـحلم الـصبا... ينأى ويقترب
ooo
»حـبيب« تسأل عن حالي وكيف أنا؟
شـبابة فـي شـفاه الـريح تـنتحب
ooo
كـانت بـلادك (رحلاً)، ظهر (ناجية)
أمـا بـلادي فـلا ظـهر ولا غـبب
ooo
أرعـيت كـل جـديب لـحم راحـلة
كـانت رعـته ومـاء الروض ينسكب
ooo
ورحـت مـن سـفر مضن إلى سفر
أضـنى لأن طـريق الـراحة التعب
ooo
لـكن أنـا راحـل فـي غـير ما سفر
رحلي دمي... وطريقي الجمر والحطب
ooo
إذا امـتـطيت ركـاباً لـلنوى فـأنا
فـي داخـلي... أمتطي ناري واغترب
ooo
قـبري ومـأساة مـيلادي عـلى كتفي
وحـولي الـعدم الـمنفوخ والـصخب
ooo
»حـبيب« هـذا صـداك اليوم أنشده
لـكن لـماذا تـرى وجـهي وتكتئب؟
ooo
مـاذا؟ أتعجب من شيبي على صغري؟
إنـي ولـدت عجوزاً.. كيف تعتجب؟
ooo
والـيوم أذوي وطـيش الـفن يعزفني
والأربـعـون عـلى خـدّي تـلتهب
ooo
كـذا إذا ابـيض إيـناع الـحياة على
وجـه الأديـب أضـاء الفكر والأدب
ooo
وأنـت مـن شبت قبل الأربعين على
نـار (الـحماسة) تـجلوها وتـنتخب
ooo
وتـجتدي كـل لـص مـترف هـبة
وأنـت تـعطيه شـعراً فـوق ما يهب
ooo
شـرّقت غـرّبت من (والٍ) إلى (ملك)
يـحثك الـفقر... أو يـقتادك الـطلب
ooo
طوفت حتى وصلت (الموصل) انطفأت
فـيك الأمـاني ولـم يـشبع لها أرب
ooo
لـكـن مـوت الـمجيد الـفذ يـبدأه
ولادة مـن صـباها تـرضع الـحقب
ooo
»حـبيب« مـازال فـي عينيك أسئلة
تـبدو... وتـنسى حـكاياها فـتنتقب
ooo
ومـاتـزال بـحـلقي ألـف مـبكيةٍ
مـن رهبة البوح تستحيي وتضطرب
ooo
يـكـفيك أن عـدانـا أهـدروا دمـنا
ونـحن مـن دمـنا نـحسو ونـحتلب
ooo
سـحائب الـغزو تـشوينا وتـحجبنا
يـوماً سـتحبل مـن إرعادنا السحب؟
ooo
ألا تـرى يـا »أبـا تـمام« بـارقنا
(إن الـسماء تـرجى حـين تحتجب)
ooo
[warning]إن تنادينا بالعروبة لا يجوز لأن في العرب المسلم والنصراني واليهودي[/warning]
تحياتي لكم
وأسفي على حال أمتي الأسمية الآن
منقول مع كثير من الزيادة والنقصان
طبعا جميعنا يعرف قصة (( وا معتصماه ))
فقد سجل أبو تمام " حبيب بن أوس الطائي " أحداث ذلك اليوم العظيم " وقعة عمورية " كما في الأبيات التالية وذلك بعد أن اعترض المنجمون وحذروا المعتصم من الخروج للغزو لأن ذلك لا يتوافق مع أبراجهم ولكن المعتصم لم يأبه لمزاعمهم وخرج وانتصر ويقول أبو تمام في ذلك:
السيف أصدق أنباءا مـن الكتـب
في حده الحد بيـن الجـد واللعـبِ
***
بيض الصفائح لا سود الصحائف في
متونهـن جـلاء الشـك والريـبِ
***
والعلم في شهـب الأرمـاح لامعـة
بين الخميسين لا في السبعة الشهـبِ
***
أين الرواية بل أيـن النجـوم ومـا
صاغوه من زخرفٍ فيها ومن كذب ؟
***
خوّفوا الناس من دهيـاء مظلمـةٍ
إذا بدا الكوكبُ الغربي ذو الذنـبِ
***
وصيّـروا الأبـرُجَ العليـا مرتبـةً
ما كـان منلقبـاً أو غيـر منقلـبِ
***
فتح الفتـوح تعالـى أن يحيـط بـه
نظم من الشعر أو نثر مـن الخطـبِ
***
فتح تفتـح أبـواب السمـاء لـه
وتبرز الأرض فـي أثوابهـا القشـبِ
***
يا يوم وقعة ( عموريـة ) انصرفـت
عنك المنى حفـلاً معسولـة الحلـبِ
***
لقد تركـت أميـر المؤمنيـن بهـا
للنار يوماً ذليل الصخر والخشـبِ
***
غادرت فيها بهيم الليل وهو ضحـى
يشله وسطهـا صبـح مـن اللهبِ
***
تدبيـر معتصـمٍ بـا لله منتـقـم
لله مرتقـب فــي الله مرتـغـبِ
***
لم يغز قوماً ولـم ينهـض إلـى بلـدٍ
إلا تقدمـه جيـش مـن الرعـبِ
***
لو لم يقد جحفلاً يوم الوغـي لفـدا
من نفسه وحدها في جحفـلٍ لجـبِ
***
رمـى بـك الله برجيهـا فهدمهـا
ولو رمى بك غيـر الله لـم تصـبِ
***
أجبتـه معلنـاً بالسيـف منصلـاً
ولو أجبت بغير السيـف لـم تجـبِ
***
حتى تركت عمود الشـرك منقعـراً
ولم نعرج علـى الأوتـاد والطنـبِ
***
إن الأسود أسـود الغـاب همتهـا
يوم الكريهة في المسلوب لا السلـبِ
***
تسعون ألفاً كأساد الشرى نضجـت
جلودهم قبل نضج التيـن والعنـبِ
***
يارب حوباء لمـا أجتـث دابرهـم
طابت و لو ضمخت بالمسك لم تطبِ
***
خليفة الله جازي الله سعيـك عـن
جرثومة الدين و الإسلام والحسـبِ
***
ولكن أين أبو تمام اليوم !؟
أبو تمام وعروبة اليوم هذا هو عنوان القصيدة التي تفتقت قريحة الشاعر اليمني " عبد الله البرّدوني " عن نظمها وقد عارض فيها بائية أبي تمام في فتح عمورية التي تنطق بأحوال أمتنا الراهنة.
وهذا وصف بعض الكتاب لهذا الحفل عندما قام الشاعر لإلقاء القصيدة وبعد ما ألقاها:
يقول احدهم:
"قصيدة رائعة ألقاها في بغداد بمناسبة مرور ألف عام على وفاة أبي تمام الشاعر المعروف وكان قد سَخِرَ من هيئته وشكله بعض الشعراء العرب مثل نزار قباني ولكن وزيرة الإعلام العراقية أصرت على أن يلقي قصيدته ضمن القصائد الأوائل فما أن القاها حتى اجتاحت القاعة موجة من التصفيق الذي أستمر بضعة دقائق إعجابا بالقصيدة ولغتها ومغازيها ودلالاتها الأدبية والفنية والتاريخية وقام الشعراء العرب بتحيته وتهنئته على هذه القصيدة المتميزة"
وقال آخر:
"هذه القصيدة للشاعر اليمني الكبير عبدالله البردوني -رحمه الله- شارك بها في مهرجان المربد بالعراق عام 1973م اتمنى أن تنال اعجابكم ,
إضاءة للنص :
تقول الحكاية عن قصيدة ” الضجة “:
انه في مهرجان ” المربد ” عام 1973م اجتمع أهم شعراء العرب في هذا المحفل العراقي .
وكل واحد من الشعراء العرب قام يلقي قصيدته التي جاء بها فرحا !!! .
وحتى لا أطيل...
عندما جاء دور شاعر اليمن ” البردوني ” لم يلق أحدٌ له بالاً ! . وساد ضحك وهرج ومرج !! في القاعة لهيئة الشاعر ” الرثة ” , و الذي يعلو وجهه الجدري , وفوق ذلك أنه ” أعمى “…
والبردوني لم يعر لتلك ” الهمهمة ” أدنى اعتبار تاركا للسانه أن يتولى ” المهمة ” ولشاعريته أن تنوب عنه .
وعندما ابتدئ بقوله :
مـا أصدق السيف! إن لم ينضه الكذب
وأكـذب السيف إن لم يصدق الغضب
***
بـيض الـصفائح أهـدى حين تحملها
أيـد إذا غـلبت يـعلو بـها الـغلب
***
وأقـبح الـنصر… نصر الأقوياء بلا
فهم.. سوى فهم كم باعوا… وكم كسبوا
***
أدهـى مـن الـجهل علم يطمئن إلى
أنـصاف ناس طغوا بالعلم واغتصبوا
***
قـالوا: هـم الـبشر الأرقى وما أكلوا
شـيئاً.. كـما أكلوا الإنسان أو شربوا
***
ألجمَ كل من في القاعة بهذه القصيدة ” العربية ” الحوارية والتي عارض بها قصيدة أبي تمام:
السيف أصدق أنباء من الكتب *** في حده الحد بين الجد واللعب.
بل إنها عدت القصيدة الأولى والأقوى بالمهرجان الشعري آن ذاك .
وتسمى في ” اليمن ” بقصيدة ” الضجة ” !!.
وما بين العراق واليمن طار صداها ؛ بل عانقت أذن كل عربي في جميع الأقطار العربية . ودرست في الجامعات وتناولها النقاد بالدرس والبحث والقراءة .
هذه كل الحكاية لقصيدة” الضجة ” ".
وقال آخر:
"فلما اكمل القاءها استمر المجتمعون من الشعراء يصفقون حتى نزل الى مقعده تعبيرا على شدة إعجابهم بما قال في المؤتمر علما بأنه شاعر ضرير"
والآن مع القصيدة التي يقول فيها:
مـا أصدق السيف! إن لم ينفه الكذب
وأكـذب السيف إن لم يصدق الغضب
ooo
بـيض الـصفائح أهـدى حين تحملها
أيـد إذا غـلبت يـعلو بـها الـغلب
ooo
وأقـبح الـنصر... نصر الأقوياء بلا
فهم.. سوى فهم كم باعوا... وكم كسبوا
ooo
أدهـى مـن الـجهل علم يطمئن إلى
أنـصاف ناس طغوا بالعلم واغتصبوا
ooo
قـالوا: هـم الـبشر الأرقى وما أكلوا
شـيئاً.. كـما أكلوا الإنسان أو شربوا
ooo
مـاذا جـرى... يـا أبا تمام تسألني؟
عفواً سأروي.. ولا تسأل.. وما السبب
ooo
يـدمي الـسؤال حـياءً حـين نـسأله
كـيف احتفت بالعدى (حيفا) أو النقب)
ooo
مـن ذا يـلبي؟ أمـا إصـرار معتصم؟
كلا وأخزى من (الأفشين) مـا صلبوا
ooo
الـيوم عـادت عـلوج (الروم) فاتحة
ومـوطنُ الـعَرَبِ الـمسلوب والسلب
ooo
مـاذا فـعلنا؟ غـضبنا كـالرجال ولم
نـصدُق.. وقـد صدق التنجيم والكتب
ooo
فـأطفأت شـهب (الـميراج) أنـجمنا
وشـمسنا... وتـحدى نـارها الحطب
ooo
وقـاتـلت دونـنا الأبـواق صـامدة
أمـا الـرجال فـماتوا... ثَمّ أو هربوا
ooo
حـكامنا إن تـصدوا لـلحمى اقتحموا
وإن تـصدى لـه الـمستعمر انسحبوا
ooo
هـم يـفرشون لـجيش الغزو أعينهم
ويـدعـون وثـوبـاً قـبل أن يـثبوا
ooo
الـحاكمون و»واشـنطن« حـكومتهم
والـلامعون.. ومـا شـعّوا ولا غربوا
ooo
الـقـاتلون نـبوغ الـشعب تـرضيةً
لـلـمعتدين ومــا أجـدتهم الـقُرَب
ooo
لـهم شموخ (المثنى) ظـاهراً ولهم
هـوىً إلـى »بـابك الخرمي« ينتسب
ooo
مـاذا تـرى يـا (أبا تمام) هل كذبت
أحـسابنا؟ أو تـناسى عـرقه الذهب؟
ooo
عـروبة الـيوم أخـرى لا يـنم على
وجـودها اسـم ولا لـون.ولا لـقب
ooo
تـسـعون ألـفاً (لـعمورية) اتـقدوا
ولـلـمنجم قـالـوا: إنـنـا الـشهب
ooo
قـبل: انتظار قطاف الكرم ما انتظروا
نـضج الـعناقيد لـكن قـبلها التهبوا
ooo
والـيوم تـسعون مـليوناً ومـا بلغوا
نـضجاً وقـد عُصر الزيتون والعنب
ooo
تـنسى الـرؤوس العوالي نار نخوتها
إذا امـتـطاها إلـى أسـياده الـذئب
ooo
(حـبيب) وافـيت من صنعاء يحملني
نـسر وخـلف ضلوعي يلهث العرب
ooo
مـاذا أحـدث عـن صـنعاء يا أبتي؟
مـليحة عـاشقاها: الـسل والـجرب
ooo
مـاتت بصندوق »وضـاح«بلا ثمن
ولـم يمت في حشاها العشق والطرب
ooo
كـانت تـراقب صبح البعث فانبعثت
فـي الـحلم ثـم ارتمت تغفو وترتقب
ooo
لـكنها رغـم بـخل الغيث ما برحت
حبلى وفي بطنها (قحطان) أو(كرب)
ooo
وفـي أسـى مـقلتيها يـغتلي (يمن)
ثـان كـحلم الـصبا... ينأى ويقترب
ooo
»حـبيب« تسأل عن حالي وكيف أنا؟
شـبابة فـي شـفاه الـريح تـنتحب
ooo
كـانت بـلادك (رحلاً)، ظهر (ناجية)
أمـا بـلادي فـلا ظـهر ولا غـبب
ooo
أرعـيت كـل جـديب لـحم راحـلة
كـانت رعـته ومـاء الروض ينسكب
ooo
ورحـت مـن سـفر مضن إلى سفر
أضـنى لأن طـريق الـراحة التعب
ooo
لـكن أنـا راحـل فـي غـير ما سفر
رحلي دمي... وطريقي الجمر والحطب
ooo
إذا امـتـطيت ركـاباً لـلنوى فـأنا
فـي داخـلي... أمتطي ناري واغترب
ooo
قـبري ومـأساة مـيلادي عـلى كتفي
وحـولي الـعدم الـمنفوخ والـصخب
ooo
»حـبيب« هـذا صـداك اليوم أنشده
لـكن لـماذا تـرى وجـهي وتكتئب؟
ooo
مـاذا؟ أتعجب من شيبي على صغري؟
إنـي ولـدت عجوزاً.. كيف تعتجب؟
ooo
والـيوم أذوي وطـيش الـفن يعزفني
والأربـعـون عـلى خـدّي تـلتهب
ooo
كـذا إذا ابـيض إيـناع الـحياة على
وجـه الأديـب أضـاء الفكر والأدب
ooo
وأنـت مـن شبت قبل الأربعين على
نـار (الـحماسة) تـجلوها وتـنتخب
ooo
وتـجتدي كـل لـص مـترف هـبة
وأنـت تـعطيه شـعراً فـوق ما يهب
ooo
شـرّقت غـرّبت من (والٍ) إلى (ملك)
يـحثك الـفقر... أو يـقتادك الـطلب
ooo
طوفت حتى وصلت (الموصل) انطفأت
فـيك الأمـاني ولـم يـشبع لها أرب
ooo
لـكـن مـوت الـمجيد الـفذ يـبدأه
ولادة مـن صـباها تـرضع الـحقب
ooo
»حـبيب« مـازال فـي عينيك أسئلة
تـبدو... وتـنسى حـكاياها فـتنتقب
ooo
ومـاتـزال بـحـلقي ألـف مـبكيةٍ
مـن رهبة البوح تستحيي وتضطرب
ooo
يـكـفيك أن عـدانـا أهـدروا دمـنا
ونـحن مـن دمـنا نـحسو ونـحتلب
ooo
سـحائب الـغزو تـشوينا وتـحجبنا
يـوماً سـتحبل مـن إرعادنا السحب؟
ooo
ألا تـرى يـا »أبـا تـمام« بـارقنا
(إن الـسماء تـرجى حـين تحتجب)
ooo
[warning]إن تنادينا بالعروبة لا يجوز لأن في العرب المسلم والنصراني واليهودي[/warning]
تحياتي لكم
وأسفي على حال أمتي الأسمية الآن
منقول مع كثير من الزيادة والنقصان
تعليق