الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من فنيـــات تعديل الأفكار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • Font Size
    #1

    من فنيـــات تعديل الأفكار

    تعدّ النفس الإنسانية من أوسع الظواهر وأشملها وأكثرها تعقيدًا، حيث تعددت زوايا النظر في طبائعها وأحوالها، وتباينت الآراء في تحليل وتفسير ما يعتريها من مشكلات واضطرابات، ومزالق وأزمات، وقد ابتكر الناس منذ زمن قديم وإلى يومنا هذا وسائل كثيرة لمعالجة مشكلاتهم، وطرقًا عديدة للتخفيف من آلامهم ومعاناتهم.
    وترجع بعض النظريات العلمية نشوء الاضطرابات والمشكلات إلى الأسلوب الخاطىء في عملية التفكير تجاه الأحداث أو الأشياء، فحدوث التفكير الخاطيء في المواقف أو الأحداث (كما في نظرية ألبرت أليس) يؤدي إلى تشويه إدراكه ومشاعره تجاه تلك الأحداث والمواقف، وبالتالي تكون استجاباته وردود أفعاله خاطئة أيضًا نحوها. ويواجه المربون في حياتهم اليومية مع الطلاب عددًا من المواقف المرتبطة بالفكر والتفكير، حيث يجدون لدى بعضهم تشوهات فكرية وتصورات غير منطقية وآراء غير مقبولة شرعًا أوعرفًا، وذلك نتيجة لجملة من المؤثرات، منها التربية الأسرية غير السليمة، التشبع بأوهام فكرية منقولة من الأقران، التأثر بالسموم المبثوثة في بعض وسائل الإعلام المرئية أو المسموعة أو المقروءة. ويحتاج الطلاب إلى قيام المربين بدورهم في تزويدهم بالمعلومات الصحيحة والسليمة، التي تحدث التغيير في النظرة وفي التفكير وفي المشاعر وفي الاتجاه نحو المشكلات والموضوعات التي ترتبط بها ونحو العالم المحيط بهم. وحتى ينجح المربون من معلمين ومرشدين في عملهم؛ فإن عليهم مراعاة إخلاص النية لله تعالى أولًا وآخرًا رجاء ثوابه، وليس السعي لنيل استحسان المخلوقين، واختيار الزمن والمكان المناسب للإرشاد، وتحديد أهداف وإجراءات واقعية وثابتة يمكن تحقيقها في فترة زمنية محددة، وقيام علاقة إيجابية بينهم وبين الطلاب.
    ولعل من القواعد الأساسية التي لابد منها أثناء التعامل مع الطالب في جلسات تعديل الأفكار: مناداة الطالب باسمه. والتوجه بالجسم كله عند الحديث إليه. والقرب من الطالب، وعدم وضع حاجز مادي كالطاولة. والإشارة إلى كتمان ما سوف يقوله. وتشجيعه على الكلام، والإصغاء بيقظة واهتمام لكل مايقوله، وملاحظة ما يصدر عنه من حركات، وما يعبر عنه من مشاعر.ومشاركة الطالب في مشاعره وعواطفه وعدم مقاطعته عندما يتكلم، والاستيضاح من الطالب عن الكلمات الغامضة أثناء حديثه، وصياغة المرشد الطلابي الأسئلة الملائمة والمحددة والواضحة للمشكلة. والإرشاد بالعبارات المناسبة والكلمات الواضحة المعبرة، وتقديم الاستجابات المناسبة أثناء الإصغاء إليه، وتغيير موضوع الحديث إذا استنفد الوقت الكافي. والتعامل مع صمت الطالب بحكمة وتشجيع.وسيطرة المرشد الطلابي على انفعالاته، وضبط حديثه عن نفسه وخبراته. وتلخيص مايقوله الطالب. وتقدير أفكار الطالب واحترام مايقوله.وعدم إهانة الطالب أو احتقار مايقوله. وترغيب الطالب في الفكرة التي يعرضها المرشد الطلابي. وتقمص شخصية الطالب، بأن ينظر المرشد الطلابي إلى الأمور من منظور الطالب.
    الفنيات المقترحة لتعديل الأفكار الخاطئة
    الأسلوب العقلاني: يقوم على الاعتقاد بأن الأفكار الخاطئة تؤدي أدوارًا مهمة في إيجاد المعاناة الذاتية، وهنا يقوم المرشد الطلابي بالفحص والتحري عن أغوار مشكلة الطالب، ثم محاولة تصحيح وتصويب أفكاره الخاطئة، على أساس إلمامه بعدد من المعارف والمعلومات والحقائق التي تفيد في تغيير اتجاهاته وسلوكه. ومن أهم الشروط الواجب توافرها في المرشد الطلابي هنا؛ القدرة على الإقناع، حتى يستطيع مساعدة الطالب على تغيير اعتقاده الخاطئ إلى معتقد وفكر صحيح. ويهدف هذا الأسلوب إلى إدراك العلاقة الوظيفية بين الأفكار غير العقلانية والاستجابات السلوكية غير التكيفية، والمساعدة على مواجهة هذه الأفكار وتحديها ومناهضتها، وتبني أفكار معرفية عقلانية يستوعبها الطالب ويدخلها في بنائه المعرفي.
    الأسلوب الواقعي: يقوم على استخدام المرشد الطلابي النقاش المنطقي مع الطالب، وأن يسأله أسئلة كثيرة تهدف إلى الوصول به إلى وعي أكبر عن سلوكه، ثم يوجهه إلى تقييم سلوكه والحكم عليه، هل هو على صواب أم على خطأ، ويركز المرشد الطلابي بعد ذلك على وضع خطة واقعية عملية مكتوبة على شكل عقد يراعي قدراته، على أن يلتزم الطالب بتنفيذها، وإذا لم يستطع تنفيذها قام المرشد الطلابي بمساعدته على تلافي ما يمنعه من ذلك، أو توجيهه لوضع خطة أسهل من سابقتها حتى يمكنه الالتزام بها. والهدف الرئيس من هذا الأسلوب هو مساعدة الطالب على الإحساس بالمسؤولية الشخصية تجاه مشكلته، والتخطيط لسلوك أكثر مسؤولية، والعيش مع الواقع الاجتماعي السليم، الذي يتوافق مع المنهج الإسلامي الصحيح.
    أسلوب التشكيل: يطلب من الطالب أن يقوم بسلسلة من السلوكيات التي تقترب تدريجيًا من السلوك النهائي المطلوب، وفي كل مرة ينجح فيها الطالب؛ يلقى تعزيزًا إلى أن ينجح في أداء السلوك النهائي. فإذا أردنا أن نعلم الطالب مهارة التعامل مع الآخرين، فإننا نبدأ معه خطوة خطوة، ونقدم التعزيز على كل خطوة، بامتداحه والثناء عليه أوتقديم هدية مناسبة، حتى يتقن هذه المهارة.
    أسلوب القدوة: يستخدم هذا الأسلوب لبناء سلوكيات مرغوبة جديدة، أوتعديل سلوكيات غير مرغوبة، وهو يهدف إلى إقناع الطالب بما نريد تعليمه وإرشاده. وهنا يمكن للمربي أن يعالج الكثير من سلوكيات الطالب الخاطئة من خلال ملاحظته للآخرين، فيقوم الطالب بمراقبة الطالب النموذج ثم يقوم بتقليده فعلًا، أو يشاهد من خلال المواقف المصورة سلوك النموذج، ويطلب من الطالب محاكاته وتطبيقه في مواقف مختلفة، كما يمكن أن يقول المرشد الطلابي للناشئ لو حدث لي مثل مشكلتك أعتقد أنني سوف أفعل كذا وكذا.
    أسلوب الكتابة: يقوم على تعليم الطالب أن ينطق مشاعره التي يحس بها ويعبر عنها بطريقة كتابية، ويشجعه المرشد الطلابي على الكتابة بدقة وتفصيل عن أفكاره وتصوراته، والعوامل المسببة لاستمرارها، وخطته للتخلص منها، ثم مناقشة ذلك في جلسة خاصة، وعلى الطالب كتابة تطورات المشكلة لديه بين فترة وأخرى، ومقارنة كتابات الطالب لمعرفة مدى تحسنه.
    أسلوب الإرشاد بالصورة: يقوم على انتقاء المرشد الطلابي الصور الضوئية أو الأشرطة المرئية الملائمة لحالة الطالب، والتي يمكن الحصول عليها من شبكة المعلومات (الإنترنت)، والهدف من هذا الأسلوب تقديم مايدعم الحلول المناسبة لمشكلته.
    أسلوب الإرشاد بالشريط: تحتوي الأشرطة السمعية والمرئية والحاسوبية على قراءات ودروس، ومواعظ وقصص، وأناشيد وطرائف، تثير الحماس وتهز العواطف وتشحذ الهمم، وتعالج ما قد يعتري النفس من خلل وقصور، ومشكلات وعقبات. وهنا يقوم المرشد الطلابي بإهداء الطالب شريطًا صوتيًا مناسبًا لمشكلته، ويشجعه على الاستماع إليه، واستيعاب ما فيه، وتلخيصه كتابة، ومناقشة ذلك معه في جلسة فردية.
    أسلوب الإرشاد بالقراءة: يقوم على الاستفادة من الكتب والمؤلفات على اختلاف أنواعها في مساعدة الطالب على مواجهة مشكلته، وتعديل جوانب سلوكه وأفكاره واتجاهاته وانفعالاته. وفيه يقوم المرشد الطلابي بتقديم مقترحات لنصوص مكتوبة ملائمة للمشكلة، بحيث يقرؤها الطالب ويشجع على قراءتها أمامه أو في منزله، ثم يناقش فيما قرأه للتأكد من استفادته مما قرأ. والهدف من هذا الأسلوب؛ توفير المعلومات المطلوبة، وتوسيع الآفاق الثقافية من أجل زيادة الاستبصار بمشكلات الطالب عن ذاته، وعن البيئة التي يعيش فيها.
    أسلوب إيقاف الفكر: وهو أن يقوم الطالب بالتفكير الإرادي في موضوع يكره التفكير فيه، يقفل عينيه وينخرط في الأفكار غير المرغوبة، ثم يصرخ المرشد الطلابي بصوت عال:«قف»، ويكرر ذلك التفكيرعدة مرات، وهذا يؤدي بالطالب إلى وقف الأفكار غير المرغوبة، ثم يطلب من الطالب أن يفعل ذلك بنفسه في منزله، أولًا بصوت عال، ثم بالتدريج بصوت غير ظاهر، والهدف من ذلك هو أن يصبح الطالب قادرًا على وقف الأفكار غير المرغوبة. وبهذا يتبين لنا توفر بعض الأساليب العلاجية المختلفة التي تساعد المربين في تغيير أو تعديل الأفكار الخاطئة لدى الطلاب.
    نشرت بمجلة المعرفة ، العدد 140 ـ ديسمبر 2006 م
    http://www.almarefah.com/article.php?id=1330

  • Font Size
    #2
    بارك الله فيك دكتور عبد الله



    و هلا و غلا فيك بيننا


    تعليق


    • Font Size
      #3
      شكرا لك اخي الكريم
      اللهم يارب مسني وأهلي الضر وأنت أرحم الراحمين

      تعليق


      • Font Size
        #4
        ما شاء الله
        مواضيعك قيمه
        نفعنا الله بك

        تعليق


        • Font Size
          #5
          بارك الله فيك يا دكتور عبدالله

          تعليق


          • Font Size
            #6
            بارك الله فيك يا دكتور عبدالله على الموضوع المفيد
            تسلم يداك

            تعليق

            Loading...


            يعمل...
            X