عنوان الموضوع عبارة عن سؤال.
الإجابة على هذا السؤال ببساطة هي:
قد يكون مرض التوحد ليس سوى صورة من صور مرض اللايم
منذ مدة بعيدة يتواجد عدد من الدراسات الطبية التي تربط مرض التوحد بمرض اللايم. فقد قرأت العديد من المواضيع والدراسات حول هذا الأمر، كما تطرق الدكتور علي صابر لذكر بعض تلك الدراسات مؤخرا في إطلالته. الموضوع التالي وجدته أمس وأعجبني كثيرا لبساطته وشموله.
الموضوع الأصلي موجود في الرابط التالي:
إليكم الترجمة:
مرض اللايم: الوباء الجديد
مرض اللايم، الذي تسببه جرثومة البوريليا، هو أسرع الأوبئة انتشارا في العلم. ففي الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، يقدّر عدد المصابين بمرض اللايم المزمن بحوالي 18 مليون نسمة، أغلبهم لا يعرفون تواجد تلك الجرثومة في أجسامهم أصلا.
أغلب الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة تكون جرثومة البوريليا هي السبب الأساسي لمرضهم. المرضى بأمراض مثل: Fibromyaglai، التصلب اللويحي، متلازمة الإجهاد المزمن، Scleroderma، متلازمة الأمعاء المتهيجة IBS، مرض الزهايمر، شلل الوجه النصفي، التهاب المفاصل الروماتيزمي، Lupus، مرض باركنسون، الاكتئاب، طنين الأذن، الدوار، عرق النسا، أمراض اللثة..... كل تلك الأمراض هي أمثلة فقط على أمراض لا تعدو كونها تشخيص خاطئ لمرض حقيقي هو مرض اللايم. ففي كل تلك الحالات غالبا ما يكون تواجد جرثومة البوريليا هو المسبب الرئيسي للمرض.
الأطفال المرضى بالتوحد أو باضطرابات طيف التوحد غالبا هم مرضى باللايم. عند عمل تحاليل مخبرية لجرثومة البوريليا عند مرضى التوحد، تأتي نتائج تلك التحاليل إيجابية لدى 30% منهم. حاليا يمكننا اعتبار مرض التوحد قابل للعلاج إذا تم القضاء على جرثومة البوريليا لدى المريض.
في دراسة حديثة عن الأوبئة، تم تحديد مناطق و ولايات في أمريكا على أنها تحتوي على أعداد أكبر من مرضى اللايم. نفس تلك المناطق والولايات تحتوي على الأعداد الأكبر من مرضى التوحد أيضا.
وفي دراسة رسمية حديثة، وُجد أن 28 من 31 شخص مصاب بمتلازمة الإجهاد المزمن، وُجد أنه يعاني من تواجد جرثومة البوريليا لديه من خلال التحاليل المخبرية. كما أن تلك الجرثومة تم اكتشاف تواجدها في أجسام مرضى التصلب اللويحي، وأيضا مرضى الزهايمر. التهاب المفاصل المزمن ومرض تصلب الجلد تم أيضا ربطها بصورة مباشرة بالإصابة بجرثومة البوريليا.
مرض اللايم هو مرض يقتل بصمت. على مدى حياة الشخص المصاب، تتسبب جرثومة البوريليا بأعراض متعددة تتزايد في خطورتها وصولا إلى إعاقة الشخص ومن ثم وفاته.
كمجمتع مُبتلى بوباء اللايم، حان الوقت لتوجيه كل الاهتمام لجرثومة البوريليا للتخلص منها والتخلص مما تسببه من أمراض مزمنة خطيرة.
كيف تسبب جرثومة البوريليا المرض؟
تم اكتشاف أول حالة من مرض اللايم في عام 1974. كان ذلك في مدينة "لايم" الواقعة في منطقة نيوإنجلند في ولاية كنتيكيت. كان الطبيب آلين ستير أول من درس مرض اللايم في عام 1975. كان ذلك عقب انتشار غامض لأحد أنواع التهاب المفاصل الروماتيزمي في المدينة. إلا أن اكتشاف العامل المسبب لمرض اللايم لم يتم قبل عام 1982 على يد الطبيب ويللي بيرجورفر، والذي سميت البكتيريا المسببة لمرض اللايم على اسمه (بوريليا بيرجورفر).
اكتشف الطبيب بيرجورفر أن البكتيريا المسببة لمرض اللايم عبارة عن بكتيريا حلزوينة شبيهة بجرثومة السيفيليس المسببة لمرض الزهري. قام هذا الطبيب باستخراج بكتيريا البوريليا من أحشاء غزلان تعيش عليها حشرة التك، وحيوانات برية أخرى، وأيضا كلاب.
تنتج بكتيريا البوريليا سموما شبيهة بسموم بكتيريا الكلوستريدا المسؤولة عن التسمم الغذائي والتي تؤثر على الجهاز العصبي مسببة شللا مؤقتا للجهاز العصبي الطرفي. سموم البوريليا تنتمي إلى عائلة من السموم البروتينية تُعرف باسم "zinc endoproteinases" أو "metalloproteases" والتي تضم أيضا سموم الكزاز وسموم بكتيريا الكلوستريدا.
تعمل سموم البوريليا على إنقاص انتاج وتواجد أحد الموصلات العصبية، وهو الموصل العصبي المعروف باسم "أستيل كولين". أستيل كولين هو مركب عضوي بسيط يدخل في عدد من العمليات الحيوية وهو ضروري في النقل العصبي وأيضا عمل الأعصاب. الأستيل كولين يعتبر المسؤول عن الانقباض العضلي لعضلات الجمجمة، ومسؤول عن تهدئة العضلات الملساء الموجودة في عضلة القلب، الأمعاء، الرحم، وأجزاء أخرى عديدة في الجسم. ولأن مادة الأستيل كولين تتواجد في جميع الأعصاب المتداخلة مع العضلات، فإن ذلك يجعل سموم البوريليا تؤثر سلبا على أي جهاز في الجسم، بل وكل جهاز في الجسم، من خلال تعطيلها لعمل الأستيل الكولين.
كيف تنتقل بكتيريا البوريليا؟
مرض اللايم يعتبر أكثر الأمراض التي تبدأ بفعل قرص الحشرات انتشارا في الولايات المتحدة الأمريكية. حيث أن نسبة 22% من جميع أنواع الذباب القارص والبعوض يحمل بكتيريا البوريليا. وقد اكتشف حديثا جدا أن العناكب، القمل، والعديد من الحشرات القارصة تحمل أيضا هذه البكتيريا. أغلب مرضى اللايم لابد أنهم قد تعرضوا لقرص إحدى الحشرات الحاملة لبكتيريا البوريليا. بكتيريا البوريليا قد تنتقل أيضا عبر الاتصال الجنسي، عبر الرحم إلى الجنين وأيضا عبر الرضاعة الطبيعية. حيث تم اكتشاف وجود بكتيريا البوريليا في حليب الأم المصابة بمرض اللايم. كما أن هناك بعض الأدلة التي تشير إلى احتمالية انتقال بكتيريا البوريليا عبر عمليات نقل الدم، وذلك لأن الدم الذي يحتوي على البوريليا سيجتاز أغلب التحاليل المخبرية المعروفة. وقد ذكرت دراسة قام بها مركز التحكم بالأمراض CDC في ولاية أتلانتا، أن عمليات تعقيم الدم وتجهيزه للنقل، والتي تتم في أمريكا، غير كافية للتلخص من بكيتريا البوريليا. هذا بالإضافة إلى أن الماشية تتعرض أيضا لقرص الحشرات، وبالتالي قد تكون حاملة لبكتيريا البوريليا، ومن ثم منتجات الألبان ستكون عرضة للتلوث بتلك البكتيريا.
كيف تؤثر بكتيريا البوريليا في الجسم؟
تتمتع بكتيريا البوريليا بقدرة فريدة على التغلغل والاختفاء بين الخلايا وداخلها أيضا، وخاصة الخلايا المناعية. حيث بإمكانها الارتباط بخلايا B اللمفاوية، والخلايا القاتلة المناعية، مؤثرة بذلك على المناعة ككل. وبذلك تتسبب بكتيريا البوريليا بتعطيل شديد في أداء جهاز المناعة. كما أن بكتيريا البوريليا تدخل في الجهاز العصبي وتقلل من انتاج الأستيل كولين وتعطل من عمله (كما تم الإشارة إليه سابقا). بالإضافة إلى أن تلك البكتيريا تستنزف عنصر المغنيسيوم مسببة بذلك إجهاد العضلات وتشجنها وأيضا آلام مزمنة فيها.
وبسبب كون بكتيريا البوريليا من أنواع البكتيريا الحلزوينة السوطية، فهي تتمتع بقدرة عالية جدا على التغير والتبدل، وانتاج سلالات جديدة باستمرار. لغاية اليوم، تم التعرف على 300 سلالة من تلك البكتيريا.
ما هي بعض أعراض مرض اللايم؟
قد بيقى مرض اللايم في حالة سبات لعدة سنوات. ثم، وبدون سابق إنذار، تبدأ الأعراض بالظهور بشكل مفاجئ. كثيرا ما تبدأ الاعراض بعد إصابة (Injury)، صدمة (trauma)، عملية جراحية، الحصول على تطعيم أو بعد عملية حشو أحد الأسنان بحشو يحتوي على الزئبق.
هناك 3 مراحل معروفة لمرض اللايم.
المرحلة الأولى هي في بداية تعرض المصاب لبكتيريا البوريليا. خلال 7 إلى 10 أيام من وجود البكتيريا في الجسم يصاب أقل من 10% من المرضى بطفح جلدي مميز. إلا أن المرضى قد يصابون بأعراض تشبه الزكام فقط: ارتفاع طفيف في الحرارة، صداع، آلام في عضلات الجسم مع أو بدون وجود الطفح الجلدي. يختفي الطفح وأعراض الزكام خلال 3 أو 4 أيام. وقد يتكرر ظهور نفس الطفح الجلدي لاحقا أكثر من مرة.
المرحلة الثانية من المرض تتضمن عادة آلام في المفاصل، خصوصا المفاصل الكبيرة، وتحديدا الركبتين. تختفي تلك الآلم خلال 3 أو 4 أيام سواء تناول المريض لعلاج ما أم لم يتناوله.
المرحلة الثالثة من المرض تتضمن وصول أثر الإصابة إلى الجهاز العصبي. لذلك تظهر أعراض مثل: الاكتئاب، خلل في الإدراك، اضطرابات في النوم وفي المزاج العام، الشعور بالوخز، شلل نصفي في عضلات الوجه، وأحيانا تكون الأعراض أكثر شدة، مثل: التهاب السحايا أو التهاب الدماغ.
كما أن هناك أعراض أخرى يعتقد أنها مرتبطة بالإصابة بالبوريليا، وهي: الإجهاد الشديد، الارتجاف، التوتر، تورم الغدد، متلازمة اضطراب الأمعاء IBS، آلام البطن، اضطراب الدورة الشهرية، زيادة ضربات القلب، آلام الصدر، تغير الوزن، التهاب الحلق، آلام حادة وشعور بالحرقان، اضطراب السلوكيات القهرية OCD، ضبابية التفكير، فقدان الذاكرة، ضعف التوافق الحركي، اللغة المدغمة (بحيث تكون الكلمات متداخلة مع بعضها البعض)، ضعف التركيز.
شدة مرض اللايم تختلف من شخص إلى آخر وتعتمد على ما يحتويه جسم المصاب من سموم في الأصل. السموم قد تكون معادن ثقيلة، سموم كيميائية، اضطرابات هرمونية، ضغوط نفسية. كما تعتمد شدة مرض اللايم على الإصابات الجرثومية المصاحبة للبوريليا، سواء أكانت بكتيريا أو فيروسيات أو فطريات أو طفيليات، وذلك نتيجة لخلل المناعة الذي تسببه بكتيريا البوريليا نفسها. وبهذا تتحدد شدة وشكل الإصابة بمرض اللايم وفقا لكل ما سبق، وهذا ما يفسر الاختلاف الشديد في أعراض هذا المرض من مريض إلى آخر.
كيف يتم تشخيص مرض اللايم؟
المشكلة تكمن في عدم وجود تحليل موحد ودقيق لتشخيص مرض اللايم. ويزيد من صعوبة الوصول إلى تحليل بهذه المواصفات أمورا مثل: وجود حوالي 300 سلالة من بكتيريا البوريليا وقدرة البوريليا على التحور والتغير إلى أشكال أخرى داخل وخارج الخلايا.
مرض اللايم هو مرض يتم تشخيصه سريريا من قِبل طبيب متخصص بمرض اللايم. وبسبب تعقيد أعراض هذا المرض، لا يمكن تشخيصه إلا من قِبل طبيب متخصص به، فغالبا ما يخطئ الأطباء ذوي التخصصات الأخرى في تشخيصه.
إذا تم إجراء التحاليل المخبرية لمرض اللايم وكانت النتائج إيجابية فهذا يعني تأكيد الإصابة بالمرض. أما إذا كانت النتائج سلبية فهذا لا يعني أن المريض غير مصاب باللايم. ولهذا فإن تشخيص مرض اللايم هو تشخيص سريري بشكل أساسي. كما أن الطبيب المتخصص بمرض اللايم يعرف تماما أن بكتيريا البوريليا لا تتواجد بمفردها في الجسم. أي أن العلاج يجب أن يشمل محاربة كافة أنواع الجراثيم المصاحبة.
حاليا، مختبرات Igenex تقدم أفضل أنواع تحاليل مرض اللايم المتاحة.
يوجد عدد من التحاليل المساعدة التي يمكن استخدامها كمؤشرات على تواجد بكتيريا اللايم، منها:
- ارتفاع الكوليسترول LDL
- انخفاض عدد كريات الدم البيضاء إلى الحد الأدنى
- قراءات طبيعية لهرمونات الغدة الدرقية مع وجود انخفاض في BBT وتجاوب مع T3
- ارتفاع في الكورتيزول، وانخفاض في DHEA أو فشل في الغدة الكظرية (انخفاض في الكورتيزول وانخفاض DHEA)
- انخفاض في هرمون التستستيرون وانخفاض في DHEA
- انخفاض تركيز البول
- ارتفاع في فيتامين D 1, 25 OH مقارنة بفيتامين D 25 OH
خيارات العلاج
المضادات الحيوية فعالة جدا في علاج مرض اللايم إذا كان في مراحله الأولية. إلا أنه بمجرد دخول المرض في المرحلة الثانية، أي عند تحوله إلى مرض مزمن، لن تكون المضادات الحيوية بذات تأثير. العديد من مرضى اللايم يجب أن يواصلوا تناول المضادات الحيوية لشهور أو سنوات للتخلص من أعراض المرض.
بهدف التخلص من بكتيريا البوريليا نهائيا، يجب أن يكون العلاج شامل لجميع مشاكل المرض: الاضطرابات الهرمونية، التسمم بالمعادن الثقيلة، الإصابات المصاحبة، السموم الكيميائية، الضغوط النفسية، الاضطرابات الأيضية، الحساسيات الغذائية، والنواقص الغذائية. بهذا الشمول فقط يمكن النجاح في علاج مرض اللايم.
موضوعات اخري في المنتدي تتحدث عن مرض التوحد واللايم
محاضرة تتحدث عن علاقة التوحد بمرض اللايم
خبرات غربية هامة
موقع الكتروني جديد لأم أنقذت أطفالها الخمسة!
أيضا محاضرة جيدة !!
سؤال للأخت ريم أحمد عن مرض اللايم
الإجابة على هذا السؤال ببساطة هي:
قد يكون مرض التوحد ليس سوى صورة من صور مرض اللايم
منذ مدة بعيدة يتواجد عدد من الدراسات الطبية التي تربط مرض التوحد بمرض اللايم. فقد قرأت العديد من المواضيع والدراسات حول هذا الأمر، كما تطرق الدكتور علي صابر لذكر بعض تلك الدراسات مؤخرا في إطلالته. الموضوع التالي وجدته أمس وأعجبني كثيرا لبساطته وشموله.
الموضوع الأصلي موجود في الرابط التالي:
إليكم الترجمة:
مرض اللايم: الوباء الجديد
مرض اللايم، الذي تسببه جرثومة البوريليا، هو أسرع الأوبئة انتشارا في العلم. ففي الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، يقدّر عدد المصابين بمرض اللايم المزمن بحوالي 18 مليون نسمة، أغلبهم لا يعرفون تواجد تلك الجرثومة في أجسامهم أصلا.
أغلب الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة تكون جرثومة البوريليا هي السبب الأساسي لمرضهم. المرضى بأمراض مثل: Fibromyaglai، التصلب اللويحي، متلازمة الإجهاد المزمن، Scleroderma، متلازمة الأمعاء المتهيجة IBS، مرض الزهايمر، شلل الوجه النصفي، التهاب المفاصل الروماتيزمي، Lupus، مرض باركنسون، الاكتئاب، طنين الأذن، الدوار، عرق النسا، أمراض اللثة..... كل تلك الأمراض هي أمثلة فقط على أمراض لا تعدو كونها تشخيص خاطئ لمرض حقيقي هو مرض اللايم. ففي كل تلك الحالات غالبا ما يكون تواجد جرثومة البوريليا هو المسبب الرئيسي للمرض.
الأطفال المرضى بالتوحد أو باضطرابات طيف التوحد غالبا هم مرضى باللايم. عند عمل تحاليل مخبرية لجرثومة البوريليا عند مرضى التوحد، تأتي نتائج تلك التحاليل إيجابية لدى 30% منهم. حاليا يمكننا اعتبار مرض التوحد قابل للعلاج إذا تم القضاء على جرثومة البوريليا لدى المريض.
في دراسة حديثة عن الأوبئة، تم تحديد مناطق و ولايات في أمريكا على أنها تحتوي على أعداد أكبر من مرضى اللايم. نفس تلك المناطق والولايات تحتوي على الأعداد الأكبر من مرضى التوحد أيضا.
وفي دراسة رسمية حديثة، وُجد أن 28 من 31 شخص مصاب بمتلازمة الإجهاد المزمن، وُجد أنه يعاني من تواجد جرثومة البوريليا لديه من خلال التحاليل المخبرية. كما أن تلك الجرثومة تم اكتشاف تواجدها في أجسام مرضى التصلب اللويحي، وأيضا مرضى الزهايمر. التهاب المفاصل المزمن ومرض تصلب الجلد تم أيضا ربطها بصورة مباشرة بالإصابة بجرثومة البوريليا.
مرض اللايم هو مرض يقتل بصمت. على مدى حياة الشخص المصاب، تتسبب جرثومة البوريليا بأعراض متعددة تتزايد في خطورتها وصولا إلى إعاقة الشخص ومن ثم وفاته.
كمجمتع مُبتلى بوباء اللايم، حان الوقت لتوجيه كل الاهتمام لجرثومة البوريليا للتخلص منها والتخلص مما تسببه من أمراض مزمنة خطيرة.
كيف تسبب جرثومة البوريليا المرض؟
تم اكتشاف أول حالة من مرض اللايم في عام 1974. كان ذلك في مدينة "لايم" الواقعة في منطقة نيوإنجلند في ولاية كنتيكيت. كان الطبيب آلين ستير أول من درس مرض اللايم في عام 1975. كان ذلك عقب انتشار غامض لأحد أنواع التهاب المفاصل الروماتيزمي في المدينة. إلا أن اكتشاف العامل المسبب لمرض اللايم لم يتم قبل عام 1982 على يد الطبيب ويللي بيرجورفر، والذي سميت البكتيريا المسببة لمرض اللايم على اسمه (بوريليا بيرجورفر).
اكتشف الطبيب بيرجورفر أن البكتيريا المسببة لمرض اللايم عبارة عن بكتيريا حلزوينة شبيهة بجرثومة السيفيليس المسببة لمرض الزهري. قام هذا الطبيب باستخراج بكتيريا البوريليا من أحشاء غزلان تعيش عليها حشرة التك، وحيوانات برية أخرى، وأيضا كلاب.
تنتج بكتيريا البوريليا سموما شبيهة بسموم بكتيريا الكلوستريدا المسؤولة عن التسمم الغذائي والتي تؤثر على الجهاز العصبي مسببة شللا مؤقتا للجهاز العصبي الطرفي. سموم البوريليا تنتمي إلى عائلة من السموم البروتينية تُعرف باسم "zinc endoproteinases" أو "metalloproteases" والتي تضم أيضا سموم الكزاز وسموم بكتيريا الكلوستريدا.
تعمل سموم البوريليا على إنقاص انتاج وتواجد أحد الموصلات العصبية، وهو الموصل العصبي المعروف باسم "أستيل كولين". أستيل كولين هو مركب عضوي بسيط يدخل في عدد من العمليات الحيوية وهو ضروري في النقل العصبي وأيضا عمل الأعصاب. الأستيل كولين يعتبر المسؤول عن الانقباض العضلي لعضلات الجمجمة، ومسؤول عن تهدئة العضلات الملساء الموجودة في عضلة القلب، الأمعاء، الرحم، وأجزاء أخرى عديدة في الجسم. ولأن مادة الأستيل كولين تتواجد في جميع الأعصاب المتداخلة مع العضلات، فإن ذلك يجعل سموم البوريليا تؤثر سلبا على أي جهاز في الجسم، بل وكل جهاز في الجسم، من خلال تعطيلها لعمل الأستيل الكولين.
كيف تنتقل بكتيريا البوريليا؟
مرض اللايم يعتبر أكثر الأمراض التي تبدأ بفعل قرص الحشرات انتشارا في الولايات المتحدة الأمريكية. حيث أن نسبة 22% من جميع أنواع الذباب القارص والبعوض يحمل بكتيريا البوريليا. وقد اكتشف حديثا جدا أن العناكب، القمل، والعديد من الحشرات القارصة تحمل أيضا هذه البكتيريا. أغلب مرضى اللايم لابد أنهم قد تعرضوا لقرص إحدى الحشرات الحاملة لبكتيريا البوريليا. بكتيريا البوريليا قد تنتقل أيضا عبر الاتصال الجنسي، عبر الرحم إلى الجنين وأيضا عبر الرضاعة الطبيعية. حيث تم اكتشاف وجود بكتيريا البوريليا في حليب الأم المصابة بمرض اللايم. كما أن هناك بعض الأدلة التي تشير إلى احتمالية انتقال بكتيريا البوريليا عبر عمليات نقل الدم، وذلك لأن الدم الذي يحتوي على البوريليا سيجتاز أغلب التحاليل المخبرية المعروفة. وقد ذكرت دراسة قام بها مركز التحكم بالأمراض CDC في ولاية أتلانتا، أن عمليات تعقيم الدم وتجهيزه للنقل، والتي تتم في أمريكا، غير كافية للتلخص من بكيتريا البوريليا. هذا بالإضافة إلى أن الماشية تتعرض أيضا لقرص الحشرات، وبالتالي قد تكون حاملة لبكتيريا البوريليا، ومن ثم منتجات الألبان ستكون عرضة للتلوث بتلك البكتيريا.
كيف تؤثر بكتيريا البوريليا في الجسم؟
تتمتع بكتيريا البوريليا بقدرة فريدة على التغلغل والاختفاء بين الخلايا وداخلها أيضا، وخاصة الخلايا المناعية. حيث بإمكانها الارتباط بخلايا B اللمفاوية، والخلايا القاتلة المناعية، مؤثرة بذلك على المناعة ككل. وبذلك تتسبب بكتيريا البوريليا بتعطيل شديد في أداء جهاز المناعة. كما أن بكتيريا البوريليا تدخل في الجهاز العصبي وتقلل من انتاج الأستيل كولين وتعطل من عمله (كما تم الإشارة إليه سابقا). بالإضافة إلى أن تلك البكتيريا تستنزف عنصر المغنيسيوم مسببة بذلك إجهاد العضلات وتشجنها وأيضا آلام مزمنة فيها.
وبسبب كون بكتيريا البوريليا من أنواع البكتيريا الحلزوينة السوطية، فهي تتمتع بقدرة عالية جدا على التغير والتبدل، وانتاج سلالات جديدة باستمرار. لغاية اليوم، تم التعرف على 300 سلالة من تلك البكتيريا.
ما هي بعض أعراض مرض اللايم؟
قد بيقى مرض اللايم في حالة سبات لعدة سنوات. ثم، وبدون سابق إنذار، تبدأ الأعراض بالظهور بشكل مفاجئ. كثيرا ما تبدأ الاعراض بعد إصابة (Injury)، صدمة (trauma)، عملية جراحية، الحصول على تطعيم أو بعد عملية حشو أحد الأسنان بحشو يحتوي على الزئبق.
هناك 3 مراحل معروفة لمرض اللايم.
المرحلة الأولى هي في بداية تعرض المصاب لبكتيريا البوريليا. خلال 7 إلى 10 أيام من وجود البكتيريا في الجسم يصاب أقل من 10% من المرضى بطفح جلدي مميز. إلا أن المرضى قد يصابون بأعراض تشبه الزكام فقط: ارتفاع طفيف في الحرارة، صداع، آلام في عضلات الجسم مع أو بدون وجود الطفح الجلدي. يختفي الطفح وأعراض الزكام خلال 3 أو 4 أيام. وقد يتكرر ظهور نفس الطفح الجلدي لاحقا أكثر من مرة.
المرحلة الثانية من المرض تتضمن عادة آلام في المفاصل، خصوصا المفاصل الكبيرة، وتحديدا الركبتين. تختفي تلك الآلم خلال 3 أو 4 أيام سواء تناول المريض لعلاج ما أم لم يتناوله.
المرحلة الثالثة من المرض تتضمن وصول أثر الإصابة إلى الجهاز العصبي. لذلك تظهر أعراض مثل: الاكتئاب، خلل في الإدراك، اضطرابات في النوم وفي المزاج العام، الشعور بالوخز، شلل نصفي في عضلات الوجه، وأحيانا تكون الأعراض أكثر شدة، مثل: التهاب السحايا أو التهاب الدماغ.
كما أن هناك أعراض أخرى يعتقد أنها مرتبطة بالإصابة بالبوريليا، وهي: الإجهاد الشديد، الارتجاف، التوتر، تورم الغدد، متلازمة اضطراب الأمعاء IBS، آلام البطن، اضطراب الدورة الشهرية، زيادة ضربات القلب، آلام الصدر، تغير الوزن، التهاب الحلق، آلام حادة وشعور بالحرقان، اضطراب السلوكيات القهرية OCD، ضبابية التفكير، فقدان الذاكرة، ضعف التوافق الحركي، اللغة المدغمة (بحيث تكون الكلمات متداخلة مع بعضها البعض)، ضعف التركيز.
شدة مرض اللايم تختلف من شخص إلى آخر وتعتمد على ما يحتويه جسم المصاب من سموم في الأصل. السموم قد تكون معادن ثقيلة، سموم كيميائية، اضطرابات هرمونية، ضغوط نفسية. كما تعتمد شدة مرض اللايم على الإصابات الجرثومية المصاحبة للبوريليا، سواء أكانت بكتيريا أو فيروسيات أو فطريات أو طفيليات، وذلك نتيجة لخلل المناعة الذي تسببه بكتيريا البوريليا نفسها. وبهذا تتحدد شدة وشكل الإصابة بمرض اللايم وفقا لكل ما سبق، وهذا ما يفسر الاختلاف الشديد في أعراض هذا المرض من مريض إلى آخر.
كيف يتم تشخيص مرض اللايم؟
المشكلة تكمن في عدم وجود تحليل موحد ودقيق لتشخيص مرض اللايم. ويزيد من صعوبة الوصول إلى تحليل بهذه المواصفات أمورا مثل: وجود حوالي 300 سلالة من بكتيريا البوريليا وقدرة البوريليا على التحور والتغير إلى أشكال أخرى داخل وخارج الخلايا.
مرض اللايم هو مرض يتم تشخيصه سريريا من قِبل طبيب متخصص بمرض اللايم. وبسبب تعقيد أعراض هذا المرض، لا يمكن تشخيصه إلا من قِبل طبيب متخصص به، فغالبا ما يخطئ الأطباء ذوي التخصصات الأخرى في تشخيصه.
إذا تم إجراء التحاليل المخبرية لمرض اللايم وكانت النتائج إيجابية فهذا يعني تأكيد الإصابة بالمرض. أما إذا كانت النتائج سلبية فهذا لا يعني أن المريض غير مصاب باللايم. ولهذا فإن تشخيص مرض اللايم هو تشخيص سريري بشكل أساسي. كما أن الطبيب المتخصص بمرض اللايم يعرف تماما أن بكتيريا البوريليا لا تتواجد بمفردها في الجسم. أي أن العلاج يجب أن يشمل محاربة كافة أنواع الجراثيم المصاحبة.
حاليا، مختبرات Igenex تقدم أفضل أنواع تحاليل مرض اللايم المتاحة.
يوجد عدد من التحاليل المساعدة التي يمكن استخدامها كمؤشرات على تواجد بكتيريا اللايم، منها:
- ارتفاع الكوليسترول LDL
- انخفاض عدد كريات الدم البيضاء إلى الحد الأدنى
- قراءات طبيعية لهرمونات الغدة الدرقية مع وجود انخفاض في BBT وتجاوب مع T3
- ارتفاع في الكورتيزول، وانخفاض في DHEA أو فشل في الغدة الكظرية (انخفاض في الكورتيزول وانخفاض DHEA)
- انخفاض في هرمون التستستيرون وانخفاض في DHEA
- انخفاض تركيز البول
- ارتفاع في فيتامين D 1, 25 OH مقارنة بفيتامين D 25 OH
خيارات العلاج
المضادات الحيوية فعالة جدا في علاج مرض اللايم إذا كان في مراحله الأولية. إلا أنه بمجرد دخول المرض في المرحلة الثانية، أي عند تحوله إلى مرض مزمن، لن تكون المضادات الحيوية بذات تأثير. العديد من مرضى اللايم يجب أن يواصلوا تناول المضادات الحيوية لشهور أو سنوات للتخلص من أعراض المرض.
بهدف التخلص من بكتيريا البوريليا نهائيا، يجب أن يكون العلاج شامل لجميع مشاكل المرض: الاضطرابات الهرمونية، التسمم بالمعادن الثقيلة، الإصابات المصاحبة، السموم الكيميائية، الضغوط النفسية، الاضطرابات الأيضية، الحساسيات الغذائية، والنواقص الغذائية. بهذا الشمول فقط يمكن النجاح في علاج مرض اللايم.
موضوعات اخري في المنتدي تتحدث عن مرض التوحد واللايم
محاضرة تتحدث عن علاقة التوحد بمرض اللايم
خبرات غربية هامة
موقع الكتروني جديد لأم أنقذت أطفالها الخمسة!
أيضا محاضرة جيدة !!
سؤال للأخت ريم أحمد عن مرض اللايم
تعليق