تويت
الشـــــلل الـدمـاغـي
تعريف الشلل الدماغي :
هو شلل المخ أو فالج المخ ، وهو إعاقة تؤثر على الحركة ووضعية الجسم ،و ينجم عن تلف يصيب المخ قبل ولادة الطفل أو عند الولادة أو بعدها وهو رضيع ، ولا يصيب التلف المخ كاملاً بل أجزاء منه فقط ، وبشكل رئيسي أجزاءه التي تسيطر على الحركات ، وعندما تصاب هذه الأجزاء بالتلف فإنها لا تشفى ولا تسوء أبداً ، ولكن يمكن للحركات وأوضاع الجسم و المشاكل المتعلقة بها أن تتحسن أو تسوء وهذا يتوقف على طريقة معاملتنا للطفل ومدى التلف الحاصل في الدماغ .
والشلل الدماغي مرض غير معدي لا ينتقل من طفل إلى آخر ، و من بين كل 300 طفل هناك طفل واحد يولد بشلل دماغي أو يصاب به بعد الولادة .
أسباب الشلل الدماغي :
تختلف الأجزاء المتضررة من الدماغ من طفل إلى آخر من المصابين بالشلل الدماغي ، وكثيراً ما يصعب اكتشاف أسباب ذلك :
أسباب ما قبل الولادة :
* مرض يصيب الأم وهي حامل ،مثل الحصبة الألمانية و القوباء المنطقية .
* الاختلافات بين دم الأم ودم الطفل .
*مشكلات خاصة بالأم ،مثل داء السكري أو تسمم الحمل .
*أسباب وراثية : وهي نادرة ، ولكن يوجد شلل سفلي تشنجي عائلي
*لم يتم العثور على أي سبب في نسبة 30% من الأطفال .
أسباب أثناء الولادة :
* نقص الأوكسجين عند الولادة :
لا يتنفس الطفل بسرعة كافية ويصبح أزرق اللون ورخواً ،وفي بعض المناطق يؤدي سوء
استخدام الهرمونات المسرعة للولادة " أوكسيتوسكس " إلى تضييق الأوعية الدموية في الرحم بحيث لا يحصل الطفل على ما يكفي من الأوكسجين ، وهكذا ، يولد الطفل مزروق اللون و مرتخيا،و مصاب بتلف في الدماغ .
* الإصابات الناجمة عن ولادات صعبة :
وهذه تحصل مع الطفل كبير الحجم عموماً والمولود من أم صغيرة الحجم أو السن ، وقد يخرج رأس الطفل عن شكله الطبيعي وتلتوي الأوعية الدموية ويصاب الدماغ بالتلف .
* الخداجة "الولادة قبل الأوان " :
يكون الطفل الذي يولد قبل اكتمال أشهر الحمل التسعة وبوزن يقل عن كيلو غرامين أكثر ميلاً إلى الإصابة بالشلل الدماغي .
أسباب ما بعد الولادة :
* الحمى العالية جداً والناجمة عن مرض أو جفاف : وهذه الحالة أكثر شيوعاً بين الأطفال الذين يرضعون من زجاجة الحليب .
*أمراض الدماغ "التهاب السحايا و التهاب الدماغ": وهناك أسباب عديدة بما فيها الملاريا والسل .
* إصابات الرأس .
* نقص الأوكسجين : نتيجة للغرق أو التسمم بالغاز أو لأسباب أخرى .
* التسمم بالطلاء الرصاصي للفخار أو بالمبيدات الزراعية و السموم الأخرى .
* النزيف أو الجلطات الدموية في الدماغ والناجمة غالباً عن أسباب مجهولة .
ً
أنواع الشلل الدماغي :
يرتبط شلل الدماغ أساساً بشكل تنسيق العضلات ،وعدم تأثير العضلات نفسها عليه ، عندما يعجز العقل عن إرسال إشارات خارجية ضرورية لتناسق العضلات مت تنقبض وتنبسط .
فهناك ثلاثة أنواع رئيسية من الشلل الدماغي يحتوي كل نوع على العديد من المستويات المختلفة في الشدة ،إن نوع الشلل الدماغي يحدد بموقع الضرر بالدماغ و الدرجة المترتبة على الضرر الدماغي .
1ـ الشلل الدماغي"spastic "أو "تيبس العضلات أو التشنج " :
ويعني زيادة درجة تشنج العضلة تنبع من إصابة المخ ،خصوصاً مجموعة الأعصاب التي تعرف بالمنطقة الهرمية .
ويعاني الأطفال المصابون بهذا المرض من تيبس عضلي أو توتر عضلي ،هذا ما يؤدي بجزء من جسمه إلى أن يصبح صلباً ومتيبساً وتصبح حركاته بطيئة ومضطربة ويكونون غير قادرين على حركة الأطراف بشكل جيد ،وكثيراً ما تؤدي وضعية الرأس إلى وضعيات غير طبيعية في الجسم بأكمله ، ويزداد التيبس عندما يشعر الطفل بالاستياء أو بالانفعال أو عندما يكون جسمه في وضعيات معينة ، ويختلف نمط التيبس كثيراً بين طفل وآخر .
2ـ الشلل الدماغي "choreoathetiod" أو "الحركات غير الخاضعة للتحكم أو الكنغ " :
هو الجزء المستخدم ،عندما يكون الأطفال لديهم حركات تلقائية للأرجل والأذرع والوجه ،ويتم تنظيم حركة العضلات وإصابة عضلة خارج المنطقة الهرمية .
أي أن الشلل الدماغي يشار إليه أيضاً بالمنطقة الهرمية الإضافية و هذا النوع يتميز فيه الأطفال بعدم التحكم في الحركة كلاً من اليدين و الرجلين والوجه حيث يعاني الطفل من اضطراب عصبي شديد .
وهو عبارة عن حركات بطيئة أو سريعة مفاجئة ، وقد تبدو الذراعان والساقان وكأنها "تنقبض" أو"تنقز" وتتحرك بعصبية ، أو
تتحرك اليد فقط أو أصابع القدمين فقط ،بلا سبب وعندما يتحرك الطفل بإرادته تتحرك أجزاء الجسم بسرعة كبيرة ،و يمكن للحركات ة الوضعيات التشنجية أن تظهر وتغيب باستمرار ويصبح توازن الطفل ضعيفاً ويقع بسهولة ،و يتمتع معظم الأطفال المصابين بالكنغ بذكاء طبيعي ، أما إذا تأثرت العضلات اللازمة للنطق فقد يصبح من الصعب على الطفل أن ينقل أفكاره واحتياجاته إلى الآخرين .
3ـ الشلل الدماغي المتعدد أو ضعف التوازن أو التخلج :
يوصف بأنه مشروط بأن يكون الشخص المصاب قادر على الحركة ويعكس المزيج من الإصابة بالمنطقة الهرمية بالدماغ .
يواجه الطفل المصاب بالتخلج ، صعوبة في أن يبدأ الجلوس و الوقوف ، وكثيراً ما يقع ويستخدم يديه بطريقة مرتبكة جداً . وكل هذا أمر طبيعي عند الأطفال الصغار ،ولكنه يتحول إلى مشكلة كبيرة عندما يستمر لفترة زمنية أطول أو لمدى الحياة .
* يؤدي الشلل الدماغي في 60% من الأطفال إلى إعاقة ذهنية ،و40% يؤدي إلى مشكلات بصرية و تخلف عقلي ،و 35% من الأطفال معرضون لنوبات مرضية ، و20% يكون لديهم مشكلات لغوية وصعوبات في السمع ويكون معظم أطفال الشلل الدماغي أذكياء .
مشكلات التواصل عند الأطفال المصابين بالشلل الدماغي :
* صعوبات في الاتصال و التخاطب :
قد لا يستجيب الطفل أو لا تكون ردود الفعل لديه كبقية الأطفال ،وقد يعود هذا جزئياً إلى الارتخاء أو التيبس أو إلى فقدان حركات الذراع أو فقدان التحكم بعضلات الوجه ، وكذلك قد يكون الطفل بطيئاَ في بدئه الكلام ، وقد يصبح كلام بعض الأطفال المصابين في وقت لاحق غير واضح أو قد يعانون صعوبات أخرى في النطق .
وبالرغم من أن الأهل قد يجدون صعوبة في فهم ما يريده الطفل ، فإنهم بالتدريج ،سيجدون طرقاً لفهم الكثير من احتياجاته في البداية يبكي الطفل كثيراً لإظهار ما يريده ، وقد يشير إلى الشئ في وقت لاحق بذراعه أو قدمه أو عينيه .
*سلوك التململ :
قد تظهر على الطفل تغيرات مفاجئة في المزاج فينتقل من الضحك إلى البكاء و الخوف ونوبات الغضب وصعوبات سلوكية أخرى ، وقد ينجم هذا جزئياً عن إحباط يصيب الطفل نتيجة لعجزه عن أن يفعل بجسمه ما يريد ،وقد يشعر الطفل بالخوف أو الاستياء لوجود الكثير من الضجيج والنشاط حوله ،ويمكن لتلف الدماغ أن يؤثر كذلك على السلوك ،ويحتاج هؤلاء الأطفال إلى كثير من المساعدة و الصبر ليتمكنوا من تجاوز مخاوفهم وسلوكهم غير طبيعي .
*السمع و الرؤية :
قد يتأثران أحياناً ،وإذا لم يتم التنبه إلى هذه المشكلة فإن العائلة قد تظن أن ابنها يفتقر الذكاء ، فيجب مراقبة الطفل بدقة واختباره للتأكد من أنه يسمع ويرى .
*أحاسيس اللمس و الألم والحرارة و البرودة ووضعية الجسم :
لا تغيب هذه الأحاسيس ،و على العموم ، فقد يواجه الطفل مشاكل في التحكم بحركات جسمه و مشاكل في التوازن ،ونتيجة لتلف دماغه فإنه قد يجد صعوبة في تعلم هذه الأشياء ،ويمكن للتعلم الصبور مع كثير من التكرار أن يساعد في هذه الحالة .
* ردود الفعل غير الطبيعية :
يكون لدى الأطفال الرضع "ردود فعل مبكرة" معينة أو حركات جسم لآلية تزول بشكل طبيعي في الأسابيع أو الأشهر الأولى من الحياة ، ولكنها يمكن أن تبقى لأطول من ذلك بكثير عند الأطفال المصابين بالشلل الدماغي ،وعلى العموم ،فإنه ليس لهذه الحركات الانعكاسية من أهمية إلا إذا أثرت على كيفية تحرك الطفل ،وتكون "انتفاضات الركبة" وانعكاسات " ردود فعل " قفزة الوتر الأخرى ذات نشاط زائد عن العادة .
*مشاكل الطعام :
قد يجد الطفل صعوبات في المص والبلع والمضغ وقد يغص أو يتقيأ كثيراً ،وتستمر هذه المشاكل وغيرها حتى عندما يكبر .
* صعوبات العناية :
قد يبدو جسم الطفل متيبساً عند حمله أو إلباسه أو غسله أو خلال اللعب , وقد لا يتعلم في وقت لاحق أن يأكل بنفسه ويلبس ويغتسل ويستعمل المرحاض أو يلعب مع الآخرين , وقد ينجم هذا عن تيبس مفاجئ في الجسم أوعن ارتخاء .
* سلوك البكاء :
قد يبكي الطفل كثيراً ويبدو كثير الاهتياج أو سريع الارتباك , أو قد يكون شديد الهدوء "عديم الاهتمام" لا يكاد يبكي أو يبتسم أبداً .
* الذكاء :
قد يبدو بعض الأطفال أغبياء أو بليدين نظراً لرخاوة فيهم أو لبطء حركتهم , وقد يتحرك بعضهم الأخر كثيراً وباضطراب فيبدو الطفل وكأنه أحمق , وقد تلتوي وجوههم أو يسيل لعابهم نظراَ لضعف عضلات الوجه أو لصعوبة في البلع , وقد يجعل هذا الطفل الذكي يبدو وكأنه بطئ عقلياَ .
تعليق