الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

طعم الإيمان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • Font Size
    #1

    طعم الإيمان


    الحمد لله الذي خلّص قلوب عباده المتقين من ظُلْم الشهوات ، وأخلص عقولهم عن ظُلَم الشبهات
    أحمده حمد من رأى آيات قدرته الباهرة ، وبراهين عظمته القاهرة ، وأشكره شكر من اعترف بمجده وكماله
    واغترف من بحر جوده وأفضاله وأشهد أن لا إله إلا الله فاطر الأرضين والسماوات ، شهادة تقود قائلها إلى الجنات
    وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ، وحبيبه وخليله ، والمبعوث إلى كافة البريات ، بالآيات المعجزات
    والمنعوت بأشرف الخلال الزاكيات صلى الله عليه وعلى آله الأئمة الهداة ، وأصحابه الفضلاء الثقات
    وعلى أتباعهم بإحسان ، وسلم كثيرا
    أما بعد :
    فإن اصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها،
    وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار
    ــــ أعاذنا الله وإياكم من النار ــــ

    طعم الإيمان ...



    الكاتب: خالد رُوشه

    إن له حلاوة تكتنف القلب وتحتويه وتفيض على الجوارح فتقوم سلوكها وتنير سبيلها , ذاك هو الإيمان , وتلكم هي نورانيته التي لا يستشعرها حق الاستشعار إلا من عظم قدر ربه وامتثل لأوامره واستقام على نهج نبيه صلى الله عليه وسلم
    يقول صلى الله عليه وسلم : " ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا " أخرجه مسلم
    والذوق اما أن يكون للطعوم الحسية أو أن يكون بالوجدان للذائذ المعنوية , فللنفوس غذاء تدرك ما فيه من سكينة وطمأنينة وراحة , وحاجة النفوس إلى الغذاء لا تقل أهمية عن حاجة الأجسام له .
    وأهم اللذائذ النفسية هي لذة معرفة الحق حقا , ومعرفة الباطل باطلا , بل هي نعمة ومنة لطالما علمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أن ندعوا الله أن يمن علينا بها وأن يرزقنا بصيرتها .
    بيد أنه ليس كل من عرف الحق ذاقه , وليس كل من بصر الصواب استشعر لذته , فقد يعرف أحدنا الصواب لكن يقف نفوسنا عنده فلا تسعى نحوه ولا تقترب منه ولا تجاهد في سبيل نيله والفوز بمعانيه ومقاصده .
    فلكي نستشعر لذة الحق لابد أن ترتاح له قلوبنا , وتطمئن له نفوسنا ,وتنعقد عليه ضمائرنا , ونحس ببرده على أفئدتنا , ونرضى به طوعا وحبا , فنبين ذلك علما وعملا .
    فأخبر صلى الله عليه وسلم أن للإيمان طعما وأن القلب يذوقه كما يذوق اللسان طعم الطعام والشراب.
    فهذه هي حقيقة الإيمان، وهو الرضى بالله تعالى ودينه ونبيه، ومعرفة هذه الأمور الثلاثة أصول عظيمة، وعنها سيسأل العبد في قبره، ولذلك سمى بعض الأئمة المتأخرين معرفة الله ومعرفة رسوله ومعرفة دين الإسلام بالأصول الثلاثة
    فالرضا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا يدل على الاستسلام لله ورسوله، والانقياد التام لله ورسوله، ولذلك كان الصحابة يقولونها إذا استشعروا كراهية أوغضبا من رسول الله صلى الله عليه وسلم , كما روى مسلم في "صحيحه" عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صومه قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر رضي الله عنه: "رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا".
    فأما الرضى بالله ربا: فمعناه الرضا بألوهية الله تعالى وربوبيته وأسمائه وصفاته، فترضى به معبودا فلا تعبد أحدا غيره، ولا تدعو إلا إياه، وترضاه ربا فلا يدبر أمورك إلا هو ولا يصرفها إلا هو.
    ولا شك أنه مما ينافي الرضا بالله ربا أن تصرف عبادة لغيره سبحانه , أو أن ترتجي سواه , أو أن تسأل غيره في الحوائج , أو أن تضجر من اقداره أو أن تسخط , أو أن تسخط على رزقك إن قل , أو أن تغفل عن ذكره وشكره سبحانه
    وأما الرضا بالإسلام دينا , فمعناه الاقتناع بعظمة هذا الدين والاعتقاد في كونه حقا وصدقا , والاعتزاز به , وحمايته والدفاع عنه , والتقرب به إلى الله سبحانه , وألا تعدل عنه ولا تطلب غيره , كما قال تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )
    وإن مما ينافي الرضى بالإسلام دينا البحث عن الهداية عند غيره من الأديان , او اعتقاد أن الإسلام لا يصلح في هذا العصر, او ترك شرعه , أو استشعر به نقصا أو خللا , أو لم يطمئن قلبه حبا له ويقينا به .
    وأما الرضا بمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا: فمعناه أن تؤمن به وتتبعه وتقتدي به ، فتصدقه فيما أخبر، وتمتثل لما أمر، وتوقره وتحبه وتعظمه , وتنتهي عما نهى عنه ، وألا تعبد الله تعالى إلا بما شرع .
    فن امتثل هذا الرضا وعقد عليه قلبه , وانقادت له جوارحه , فلينتظر فضلين عميمين , أولهما ثواب الله سبحانه في الآخرة , فقد روى مسلم في "صحيحه" عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا وجبت له الجنة)
    وثانيهما : أن يذوق طعم الإيمان وحلاوته وينشرح له صدره .
    يقول ابن القيم :" وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: "إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك وانشراحا فاتهمه، فإن الرب تعالى شكور، يعني أنه لابد أن يثيب العامل على عمله في الدنيا من حلاوة يجدها في قلبه وقوة انشراح وقرة عين، فحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول"





    لا تنسونا من دعائكم الصالح
    قال صلى الله عليه وسلم: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) [ رواه مسلم ] .. قال النووي رحمه الله:>"دل بالقول، واللسان، والإشارة، والكتابة"


    >نسأل الله أن نكون ممن يستمعون القول فيتبعونأحسنه وصلّ اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
    </>هذا والله تعالى أجل وأكرم وأعلم .. سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك. تقـبل الله منـا ومنكـم صالـح الأعمـال
    والله الموفق

  • Font Size
    #2
    رد: طعم الإيمان

    أسأل الله أن يرزقنا حلاوة الإيمان

    تعليق


    • Font Size
      #3
      رد: طعم الإيمان

      اللهم آمين

      جزاج الله خيرا على المرور الكريم

      تعليق

      Loading...


      يعمل...
      X