في طريق العودة
خرج أبو الهمة معنا إلى خارج المنزل لتوديعنا
فقلنا له : لا تتعب نفسك فقد أثقلنا عليكَ اليوم .
أبو الهمة : أستغفر الله العظيم ، بل أنتم قد شرفتموني وأدخلتم البهجة إلى بيتي المتواضع .
فأجبته قائلاً : باركَ الله فيك يا أبا الهمة فقد وجدنا عندك حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة عندك وعند زوجتك الفاضلة أمل.
أبو العيون يتدخل قائلاً : قصدك أن تمدح أبا الهمة فخذ هذا البيت من الشعر يا أبا الهمة :
فأنت الندى ، وابن الندى ، وأخو الندى حليف الندى ما للندى عنك مذهب
فقلت لأبي العيون : ما شاء الله - يا أبا الهمة – فإنك محظوظ بأبي العيون أما أنا فقد أصبحت خارجاً .
أبو العيون يرد عليّ قائلاً :
كريمٌ كريم الأمهات مهذبُ تدفِقُ يمناه الندى وشمائله
جوادٌ بسيط الكف حتى لو أنه دعاها لقبض لم تجبه أنامله
بارك الله فيكَ يا أبا العيون ولكن العين بصيرة واليد قصيرة وإن شاء الله أن نكون من الكرماء والأسخياء .
أبو الهمة يعلق ضاحكاً : ها قد تفجرت قريحتكَ الشعرية يا أبا العيون بعد أن امتلأت معدتك بالقطايف ! نلتقي إن شاء الله عند صلاة العيد وكل عام وأنتم أيها المتحدون للإعاقة بألف خير .
أبو العيون يقول قبل أن نغادر علينا أن نتفق على من سيقودنا في هذه الطريق المظلمة والوعرة فيجيبه أبو الهمة : ومن غيركَ يا أبا العيون فهذا وقتك وأبو العبد وغضبان الآن في عهدتك فأنت تحفظ الطريق عن ظهر قلب وتعلم مكان كل حفرة .
غادرنا بيت أبي الهمة حيث أمسك أبو العيون بيدي اليسرى وسار متقدما بمحاذاة الكرسي أما غضبان فكان ممسكاً بالكرسي من الخلف فالطريق معتمة وموحشة والسكون يرخي ظلاله على المكان ولا يوجد حتى ضوء قمر نستأنس به ولقد تعجبت في نفسي من هذا المشهد أبو العيون الرجل الأعمى يقود المبصرين ، أمرٌ عجيب ولكنه ممكن وتذكرت قول الله سبحانه وتعالى : فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور . كنت في هذه الأثناء أعطي الإشارة بيدي اليمنى لتوجيه غضبان نحو اليمين أو الشمال بناءً على إيعاز أبي العيون ، لكنني كنت صامتاً لا أرغب في الكلام فقد كانت الأفكار تتدافع في رأسي فتارة أفكر في معاناة أمل التي واجهتها في صغرها وشبابها فأشعر بالانقباض والغضب وتارة أخرى أتذكر تحديها للإعاقة ونجاحها في حياتها الزوجية فينشرح صدري وأشعر بالسعادة والفرح وبينما كانت الأفكار تتجاذبني وأنا في هذا الحال
إذا بي أسمع صوت " كرموش" يخاطبني معاتباً :
- يا أبا العبد أنت نسيت صاحبك القديم بعدما التقيت بأصحابك الجدد وأنتم يا بني البشر ليس لكم صاحب وسرعان ما تنقلبون وتتحولون تبعاً لأهوائكم ومصالحكم لكنكَ ما زلت بحاجة إليّ فكيف إذا استغنيت عني ؟
- لا يا صاحبي العزيز كيف أنساك أو أستغني عنك لا تظن أنني كصاحبك الأول الذي تركك بعد أن وجد من هو أفضل منك .
- لا ... لا ... هو لم يتركني ولم يتخلَ عني رغبة في ذلك إنما هو قد تبرع بي لمؤسسة خيرية حتى يستفيد مني من هو في حاجة إلي لا أن يلقي بي في مخزن مهجور . وها قد وصلت إليك حتى أشاركك السعادة والهناء !
- أرى أن ولاءك ما زال لصاحبك الأول .
- هل تغار يا أبا العبد من صاحبي الأجنبي .
- لا ما عاذ الله ولكن أنت من بدأ في العتاب .
- أنتم غريبون يا بني البشر فأنا معدني معروف " الألمنيوم " الذي لا يصدأ ولكن كثير منكم من يصدؤون وأنتم ماهرون في الخداع والتلون والمراوغة فقد ينخدع الواحد في لمعان مظهركم فيكتشف عند الامتحان أن المعدن رخيص .
- نعم الناس معادن ولكن ما هذه النظرة التشاؤمية أيها الكرسي العزيز نحن ما زلنا أصدقاء ولكن هل تستكثر عليّ لحظات فرح أمضيها مع هؤلاء الأصحاب الرائعون .
- لا بالعكس يا أبا العبد فهنيئاً لكَ أصحابك ولكن تذكر كلامي .
- أيها الكرسي لا يزال الخير موجوداً ولا تقطع الأمل في بني البشر .
وينقع الحوار بكلام أبي العيون : ما لكَ يا أبا العبد أتحدث معك ولا تجيب هل أصابتك عدوى غضبان !
- متأسف يا أبا العيون فيبدو أنني كنت غارقاً في التأمل والخيال .
- ها قد وصلنا وآن موعد الوداع فإلى اللقاء ....
خرج أبو الهمة معنا إلى خارج المنزل لتوديعنا
فقلنا له : لا تتعب نفسك فقد أثقلنا عليكَ اليوم .
أبو الهمة : أستغفر الله العظيم ، بل أنتم قد شرفتموني وأدخلتم البهجة إلى بيتي المتواضع .
فأجبته قائلاً : باركَ الله فيك يا أبا الهمة فقد وجدنا عندك حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة عندك وعند زوجتك الفاضلة أمل.
أبو العيون يتدخل قائلاً : قصدك أن تمدح أبا الهمة فخذ هذا البيت من الشعر يا أبا الهمة :
فأنت الندى ، وابن الندى ، وأخو الندى حليف الندى ما للندى عنك مذهب
فقلت لأبي العيون : ما شاء الله - يا أبا الهمة – فإنك محظوظ بأبي العيون أما أنا فقد أصبحت خارجاً .
أبو العيون يرد عليّ قائلاً :
كريمٌ كريم الأمهات مهذبُ تدفِقُ يمناه الندى وشمائله
جوادٌ بسيط الكف حتى لو أنه دعاها لقبض لم تجبه أنامله
بارك الله فيكَ يا أبا العيون ولكن العين بصيرة واليد قصيرة وإن شاء الله أن نكون من الكرماء والأسخياء .
أبو الهمة يعلق ضاحكاً : ها قد تفجرت قريحتكَ الشعرية يا أبا العيون بعد أن امتلأت معدتك بالقطايف ! نلتقي إن شاء الله عند صلاة العيد وكل عام وأنتم أيها المتحدون للإعاقة بألف خير .
أبو العيون يقول قبل أن نغادر علينا أن نتفق على من سيقودنا في هذه الطريق المظلمة والوعرة فيجيبه أبو الهمة : ومن غيركَ يا أبا العيون فهذا وقتك وأبو العبد وغضبان الآن في عهدتك فأنت تحفظ الطريق عن ظهر قلب وتعلم مكان كل حفرة .
غادرنا بيت أبي الهمة حيث أمسك أبو العيون بيدي اليسرى وسار متقدما بمحاذاة الكرسي أما غضبان فكان ممسكاً بالكرسي من الخلف فالطريق معتمة وموحشة والسكون يرخي ظلاله على المكان ولا يوجد حتى ضوء قمر نستأنس به ولقد تعجبت في نفسي من هذا المشهد أبو العيون الرجل الأعمى يقود المبصرين ، أمرٌ عجيب ولكنه ممكن وتذكرت قول الله سبحانه وتعالى : فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور . كنت في هذه الأثناء أعطي الإشارة بيدي اليمنى لتوجيه غضبان نحو اليمين أو الشمال بناءً على إيعاز أبي العيون ، لكنني كنت صامتاً لا أرغب في الكلام فقد كانت الأفكار تتدافع في رأسي فتارة أفكر في معاناة أمل التي واجهتها في صغرها وشبابها فأشعر بالانقباض والغضب وتارة أخرى أتذكر تحديها للإعاقة ونجاحها في حياتها الزوجية فينشرح صدري وأشعر بالسعادة والفرح وبينما كانت الأفكار تتجاذبني وأنا في هذا الحال
إذا بي أسمع صوت " كرموش" يخاطبني معاتباً :
- يا أبا العبد أنت نسيت صاحبك القديم بعدما التقيت بأصحابك الجدد وأنتم يا بني البشر ليس لكم صاحب وسرعان ما تنقلبون وتتحولون تبعاً لأهوائكم ومصالحكم لكنكَ ما زلت بحاجة إليّ فكيف إذا استغنيت عني ؟
- لا يا صاحبي العزيز كيف أنساك أو أستغني عنك لا تظن أنني كصاحبك الأول الذي تركك بعد أن وجد من هو أفضل منك .
- لا ... لا ... هو لم يتركني ولم يتخلَ عني رغبة في ذلك إنما هو قد تبرع بي لمؤسسة خيرية حتى يستفيد مني من هو في حاجة إلي لا أن يلقي بي في مخزن مهجور . وها قد وصلت إليك حتى أشاركك السعادة والهناء !
- أرى أن ولاءك ما زال لصاحبك الأول .
- هل تغار يا أبا العبد من صاحبي الأجنبي .
- لا ما عاذ الله ولكن أنت من بدأ في العتاب .
- أنتم غريبون يا بني البشر فأنا معدني معروف " الألمنيوم " الذي لا يصدأ ولكن كثير منكم من يصدؤون وأنتم ماهرون في الخداع والتلون والمراوغة فقد ينخدع الواحد في لمعان مظهركم فيكتشف عند الامتحان أن المعدن رخيص .
- نعم الناس معادن ولكن ما هذه النظرة التشاؤمية أيها الكرسي العزيز نحن ما زلنا أصدقاء ولكن هل تستكثر عليّ لحظات فرح أمضيها مع هؤلاء الأصحاب الرائعون .
- لا بالعكس يا أبا العبد فهنيئاً لكَ أصحابك ولكن تذكر كلامي .
- أيها الكرسي لا يزال الخير موجوداً ولا تقطع الأمل في بني البشر .
وينقع الحوار بكلام أبي العيون : ما لكَ يا أبا العبد أتحدث معك ولا تجيب هل أصابتك عدوى غضبان !
- متأسف يا أبا العيون فيبدو أنني كنت غارقاً في التأمل والخيال .
- ها قد وصلنا وآن موعد الوداع فإلى اللقاء ....
تعليق