تويت
كفيفات يطالبن بمجلس أعلى للمعاقين وتسهيل قبولهن بالجامعات
أبها: نادية الفواز، سامية البريدي
طالب عدد من الكفيفات السعوديات بإيجاد مظلة تجمع الجمعيات الخيرية المهتمة برعاية المعاقين مثل إنشاء مجلس أعلى للمعاقين، أو استحداث وزارة للفئات الخاصة كما طالبن بتوسيع مجال التدريب على الحاسب الآلي للكفيفات السعوديات، وخفض نسب القبول للطالبات الكفيفات في الجامعات والكليات، وإقرار أولويات في تعيين المعلمات الكفيفات ومن ذوات الاحتياجات الخاصة.تقول المشرفة التربوية في إدارة التربية الخاصة بإدارة التربية والتعليم بمنطقة عسير فاطمة آل عبد المتعال (كفيفة) "لا نجحد جهود الدولة والجمعيات مثل نادي الحاسب الآلي وجمعية العوق البصري بالقصيم وجمعية إبصار بجدة، وهي جمعيات ساهمت في توفير بعض الأجهزة للكثير من المكفوفين، ولكن الأمر يحتاج إلى عمل جمعي لدعم هذه الفئة، لكي تقوم بدورها في خدمة المجتمع، كإنشاء مجلس أعلى للمعاقين، أو استحداث وزارة للفئات الخاصة، حيث إن الكفيف بحاجة لأن يشعر بوجود مظلة تجمع الجمعيات".
وطالبت فاطمة بتوسيع مجال التدريب على الحاسب الآلي للكفيفات السعوديات، وعدم الاكتفاء بوجود معهد للحاسب الآلي بالرياض، وأن تكون هناك اهتمامات بتوسيع المعاهد الخاصة والمعاهد العالمية والمراكز الخاصة، وتوجيهها لقبول المكفوفين للتدرب على الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية، كما طالبت بخفض نسب القبول للطالبات الكفيفات في الجامعات والكليات، ووجود أولويات في تعيين المعلمات الكفيفات وذوات الاحتياجات الخاصة، وأن يكون لهن تعيين شبة إلزامي في مناطق قريبة من سكنهن.
أجهزة مرتفعة الثمن
وترى مديرة معهد النور بأبها ضحى المنصور أن الكفيفات في المملكة بدأن في تحقيق بعض طموحاتهن، حيث بدأت بعض الكليات والجامعات في قبول الكفيفات في أقسام محدودة، وهي أقسام الدراسات الإسلامية واللغة العربية، كما تقبل الكليات الكفيفات في التخصصات التي تناسب إعاقتهن.
وأضافت أن وزارة التربية والتعليم تبذل قصارى جهدها في دعم الكفيفات، ولكن تقف أمام الكفيفات العديد من العقبات، ومن أهمها أن أجهزة الحاسب الآلي الخاصة بالكفيفات غالية الثمن، إضافة إلى آله بيركنز، والتي تصرف من الوزارة لكل طالبة هي آله سريعة العطل، ولا تستمر مع الطالبة سوى في السنوات الأولى، إضافة إلى صعوبة التنقل بالنسبة للكفيفة، مشيرة إلى أن الدعم للكفيفات يتركز في وزارة التربية والتعليم، بينما دعم القطاعات الحكومية الأخرى قليل.
ودعت المنصور إلى إيجاد رابطة للمعاقين والمعاقات، تتلمس احتياجات المعاقات بصريا، حيث إن الجمعيات الخيرية توجه طاقاتها للفئات المحتاجة، كما طالبت بالاهتمام بتدريب الكفيفات على الحاسب الآلي، واعتماد برامج تدريبية، وتوفير أماكن العمل بجوار المنزل، ومراعاة أوضاع المكفوفات من المعلمات.
شفقة وعجز
وقالت أفراح عامر عسيري (طالبة التربية الخاصة بجامعة الملك سعود بالرياض) (كفيفة) إنها واجهت صعوبات في بداية دراستها بسبب غربتها وبعدها عن أهلها، وإقامتها في السكن الداخلي، ولكنها تحملت ذلك في سبيل تحقيق ذاتها، وإصرارها على العمل، مبينة أن عدم توفر أجهزة الحاسب الآلي الخاصة بالمعاقين بصريا، وارتفاع أسعارها من أهم مشكلات المعاقين بصريا، مشيرة إلى أن المجتمع ما يزال ينظر للمعاق بنظرة الشفقة، مما قد يشعره بالعجز.
وناشدت أفراح المسؤولين في المملكة خفض أسعار أجهزة الحاسب الآلي، والتي يصل سعر الواحد منها إلى 50 ألف ريال، وإيجاد برامج ترفيهية للمعاقين بصريا، وطالبت بتوعية المجتمع حول ما هيه الإعاقة، وأن المعاق يمكن أن يخدم المجتمع أفضل من الإنسان السليم.
وقالت أفراح إنها حصلت بفضل الله أولا ثم بفضل والدها وعزيمتها على معدل 97% في الثانوية العامة، وذلك دليل على صدق الهمة والعزيمة نحو النجاح، وإن الإعاقة لم تكن في يوم من الأيام مانعا ضد النجاح، وإنها تقدم نجاحها هدية لوالدها الذي وقف إلى جانبها وقدمها على كل شئ في حياته، مشيرة إلى أنها تطمح إلى دراسة الدكتوراه والماجستير في تخصصها.
المجتمع لم يمنحنا الفرصة
وأوضحت بدور الغامدي (كفيفة) أن الكفيفة تعتبر معاقة كغيرها من المعاقين، ولكن إعاقتها في البصر وليست في الجسد أو العقل، وترى أن الكفيفة لها عالمها المليء بالرموز، وهي تصور الأشياء على أشكال ذاتية ربما تعجز لغتنا عن وصفه وعن تفسيره في كثير من الأحيان، لذلك من الصعب أن يتعامل الإنسان المبصر مع الكفيف بسهوله إلا بعد معرفته به وباحتياجاته وتفسير ما يريد.
وتضيف بدور " المجتمع مقصر في حق المرأة الكفيفة، فالجميع متفق على دور المرأة في المجتمع وأهميته، ولكن أهميته تكون للمرأة المبصرة، أما الكفيفة فيرون أن دورها غير مهم، والمرأة حينما يكف بصرها تكون أقرب إلى الرغبة في التعامل مع أختها المبصرة وأيضا مع المجتمع، لتثبت وجودها كغيرها، ولكن المجتمع لم يمنحنا هذه الفرصة. رغم وجود لدينا مواهب كثيرة".
وتمنت بدور أن تكون هناك عناية بالكفيفة أكثر، وخاصة من قبل المجتمع وأن يعلم الجميع أن لديهن أحاسيس وعقول يفكرن بها مثل غيرهن.
حقوق المعاق
أما سارة البخيت (كفيفة) فتقول "المجتمع حاول دمجنا في المدارس، أما احتياجاتنا كغيرنا من المبصرين فغير متوفرة، أقلها الوظيفة فلا يمكننا الحصول على أي وظيفة بسهوله أو لابد من تدخل الواسطة، والسبب أننا كفيفات، حتى وظيفة التدريس حرمنا منها".
وأكدت سارة أن المعاق جسديا وعقليا له حقوق أكثر من الكفيف، حتى أن هناك برامج إعلامية خاصة به، وكذلك أعد لهم يوم عالمي أيضا، أما الكفيف فليس له نصيب من أي شيء.
أما خالد عسيري وهو شاب كفيف ولكنه متفائل بالحياة فيقول "الكفيف يجب أن لا يضع يده على خده وينتظر المجتمع والناس أن يخدموه. بل يجب أن يسعى، ويبحث في كل مكان عن كل ما يريده، ويثبت للجميع أنه كغيره، وأن يثبت قبل ذلك لنفسه أولا أن كف البصر لم يمنع العقل والذهن من الإنتاج والإبداع، وهو ما أثبتته التجارب".
وأضاف أن غالبية المكفوفين مميزون في أشياء عديدة، فإما تراهم دعاة مشهورين، أو مخترعين، أو متميزين بأمور تختلف عن المبصرين، والله تعالى لم يحرم الكفيف من نعمة البصر إلا وعوضه بغيرها.
عزلة عن العالم
إلى ذلك قالت الأخصائية الاجتماعية فاطمة المقبل إن المكفوفين لديهم احتياجات خاصة كالقراءة والتعلم والتحدث مع الغير وغيرها، وبما أن القدر لم يرزقهم البصر، فإن ذلك لا يعني أن يظلوا حبيسي الجدران، مشيرة إلى أن الكفيف يعيش غالبا مع أسرته، وهم إما أن يكون حبيس الإشفاق والحب، وهذا الأمر يحرمه من الاعتماد على نفسه، وإما أن يكون حبيس العزلة بسبب نظرة الأهل والأسرة بأنه عار كالمعاق، وهنا يحرم من الحياة الاجتماعية، ويعيش في عزله عن العالم.
وأضافت فاطمة أن المكفوفين لديهم غالبا خوف من المجهول ومن المستقبل، فلا يحسون بالأمان كغيرهم، لذلك كان على الأسرة والمراكز المتخصصة بهم أن يوفروا لهم الاستقرار نفسيا واجتماعيا بكل الوسائل المتاحة.
الجمعة 20 ربيع الأول 1429هـ الموافق 28 مارس 2008م العدد (2737)
طعس وغدير
تعليق