تويت
يُقال: «الصداقة كنز لا يفنى» هل هذا الكلام صحيح؟ وهل للصداقة أهمية في حياة كل فرد؟.
الصداقة شيء جميل وعلاقة إنسانية نبيلة ونقية بناءة تبنى بالمشاعر الرقيقة والمحبة الخالصة ولها تأثيرها الكبير في حياتنا سواء كنا كباراً أم صغاراً.
وكل حرف في كلمة صداقة له أثر مميز في المعنى، فحرف الصاد يدل على الصبر والصدق الدائم بين الشخصين. وقد وجدت الصداقة للتكامل والتعاون بين الأشخاص وهم يطبقون المثل القائل «الصديق وقت الضيق».
وكلّما مرّت الأيام والسنون على علاقات الصداقة أصبحت أكثر قوة وازدادت عمقاً وأصالة. لذلك فإن أهم الصداقات وأفضلها هي التي تنمو منذ الطفولة لأن السنوات الأولى من العمر تتحلى بالعفوية والبراءة في التعامل التلقائي والميل الطبيعي لأنها تتكون من خلال المشاركة في الألعاب والتعاون أو الأحاسيس بالحرية في التعبير والصراحة في التعامل. أو بسبب القرابة بين الأبناء أو الصداقة بين الأسرتين وهذه من أقوى العلاقات وأكثرها دواماً واستمرارية.
فوائد الصداقة
إن اختلاط الأطفال بعضهم ببعض ينمي لديهم التفاعل الاجتماعي ويتسبب في إنشاء وتطور شخصية الطفل ذاته. ويجب أن نفهم أن الطفل ابن الخامسة ليس شرطاً أن يصادق ابن الخامسة فقط، بل إن اختلاف السنوات بدرجة ليست كبيرة بين الأطفال يؤدي الى نجاح في التعلم أكثر، فكثير من المبادئ الأولية عند الطفل يتعلمها بصورة كبيرة وسريعة من خلال لعبة له مع صديقه.
فالأطفال من أعمار مختلفة يكتسبون فوائد من أصدقائهم الأكبر منهم فعندما نشاهد أطفالاً معاً نلاحظ بطريقة غير منظمة كيف أن الأكبر سناً يحاول أن يمثل لهم دور المعلم أو القائد.
فالصداقة في المراحل المبكرة هامة وغالباً ما تدوم وتقوى تلك الصداقة وتصبح هي الصداقات الحقيقية التي يكبر بها الشخص لذلك فمن المهم أن يحرص الآباء على أن يتيحوا الفرصة لكي يعقد أبناؤهم الصداقات الجميلة مع الأصدقاء.
دور الأهل في اختيار أصدقاء الأبناء
على الوالدين تشجيع الطفل على عقد صداقات مع من حولهم من الأقارب والمعارف والأصدقاء وذلك حتى يكونوا مطمئنين لنوعية تلك الصداقات، فتقارب السنين بين الأطفال مهم بحيث لا يتعدِى فارق العمر السنتين الى ثلاث سنوات وإلا تعرضت الصداقة الجديدة لجوانب سلبية إذ إن سيطرة الكبير على الصغير قد تجعل أحياناً من الصغير شخصية تبعية تعاني من بعض السلبيات، ومن المهم تشجيع الطفل على الاشتراك في الأنشطة الجماعية مثل:
- اصطحاب الطفل الى النوادي والحدائق العامة.
- الاهتمام بالتعرف على صديق الابن وعلى والديه.
وإذا لاحظ الوالدان أي جوانب سلبية لهذه الصداقة فيجب مصارحة الطفل والتفاهم معه وإقناعه بالتخلي عن هذه الصداقة، ويجب على الأهل مراقبة خط سير علاقة الصداقة مع ترك الحرية للطفل لكي يختار صديقه، ولابدّ من الاطمئنان على حسن اختيار الطفل الصديق.
رأي علماء النفس والتربية
يقول الدكتور مالك مخول في كتابه «علم نفس الطفولة والمراهقة»: إن الصداقة تساعد الطفل على النمو النفسي والحركي والاجتماعي وهي تعمل على تنمية شخصيته، فالصداقة تبعد الطفل عن العزلة، فالعزلة خطيرة لأنها تحوّل الطفل الى شخصية ضعيفة هشة معرضة للإصابة بأمراض الفصام التي هي نتيجة للخوف وعدم الثقة بالنفس وأيضاً تتغلب الصداقة على الخجل والخوف الاجتماعي والانطواء على الذات. فهي تساعد الطفل على التغلب على مشكلات الكلام وتفرغ الشحنات الزائدة عنده من الطاقة فعند قيام الطفل باللعب وممارسة الهوايات تخفف لديه من العنف والرغبة في التدمير وتساعده في التركيز على الأمور المهمة الأخرى مثل مذاكرة الدروس والقراءة. وبكل الأحوال فالصداقة تعمل على إعفاء الطفل من الكثير من المتاعب والأمراض النفسية وخصوصاً أنها تكبر مع الطفل وتشكل لديه عقدة تحتاج الى سنوات لكي تُعالج.
تعليق