"تعبت من الظلام".. هكذا صرخت شمس غزة والحزن يقطر من قلبها المنفطر.. ماذا لو وجدت نفسك ذات صباح محبوسا في بيتك؟ بين جدران حجرتك الأربعة،نوافذك مغلقة وأبوابك يقف حواليها آلاف الحراس،سماؤك غائمة ونهارك الأبيض صار أسودا بلون القار؟ ماذا لو حاولت الصراخ حينها ولم تجد من يسمعك؟ ماذا.. ماذا لو انفجرت فيك قنبلة؟ أو.. اخترقت أضلعك رصاصة أو استقرت على وسادتك رأس شظية تطايرت عبر الفتحات العشوائية التي تتسع رقعتها كل يوم ولا تستطيع لها ردا؟ ماذا لو مددت يدك على كوب الماء حينما يجف ريقك وتتشقق شفتاك كأنك في أيام الجفاف وإذا بك وأنت تهم لتضعه فوق شفتيك تحس فيه طعم دم أخيك الذي كان نائما ها هنا بجنبك بالأمس؟ ماذا لو انفتح الباب فجأة لتجد نفسك منساقا إلى الهاوية..؟
نعم الهاوية.. بيتك منهار أحلامك التي ما حلمتها الآن أمام عينيك ملطخة بأشلاء أقربائك.. تميل بجزعك لحظة لتحمل ذراع أخيك أو تنحي ساق ابنك الصغير الذي كان واقفا منذ قليل وزملاؤه ينادون عليه ليصحبهم إلى المدرسة فلا تستطيع تحمل المشهد لكنك اعتدته، انظر: أنت الآن تزيح الحطام وتجوس خلال جثث لأطفال الذين يحتضنون كراساتهم ويحملون حقائبهم الفقيرة التي يرقد بداخلها أسلحة الدمار الشامل ـ بعض الحجارة الصغيرة ـ وبجانبها يرقد القلم آمنا وكتاب المطالعة.. ما الذي كان يود كتابته ذلك القلم؟ وما الذي حرمت منه أسطر تلك الكراسات التي تحول لون أوراقها الأبيض إلى الأحمر القاني؟وكتاب المطالعة ماذا تراه كان سيقرأ فيه هؤلاء الصغار اليوم؟
آخر التواريخ في كراسة الإملاء هو 27من ديسمبر والعنوان "حب الحياة"
نعم.. حب الحياة، هل تساءلت وأنت تحمل تلك الأشلاء والجثث عن سر هذا الإصرار؟
إنهم يحبون الحياة بالرغم مما يحدث من فقد ومنع وقهر يومي، هل أنت حزين مثلي؟
هل أنت غضبان مثلهم؟
لم يكن السبب هو تلك الوجوه البريئة التي قتلت عمدا وإصرارا ولكن السبب الأكيد هو.. هو ماذا؟ أنا لا أدري.. فهل تدري أنت؟
هل انتهيت من فحص الجثث وإخراجها؟
إذا تعال.. انظر معي في هذه الأنقاض الأخرى؟ ماذا تري؟
لا تخف.. إنه أب لأسرة صغيرة، كل أحلامه انحصرت في لقمة ولمبة مليئة بالوقود ليستطيع صغاره تحصيل دروسهم التي ضاع منها كثيرا، لك أن تتساءل بما انك لا تعيش معنا ولكن بلا نظرات شفقة أصغيأ لم لا و كلمات تنم عن الدهشة والتعجب وبلا ألفاظ قد تجعلك تصف الأمر بالبطولة وتسمه بآيات الشجاعة
فما نحن فيه لا يمت للشجاعة بصلة. هكذا نراه.. انه عادة الصبر كما صارت رؤية القتل والدماء عادة وشرب المياه العكرة إن وجدناها عادة والتعامل بعملة لا نحبها عادة وارتداء ملابس لا نستريح لها ـ إن وجدناها من الأصل ـ عادة
نحن نعيش هكذا وفق العادة
إننا لسنا جبناء
كلا
ولكننا لا نمتلك في أيدينا أية حقائق
لن نشغب أو نصرخ أو نحترق ألما فالإذاعات وشاشات القنوات الفضائية تقوم بواجبها على أكمل وجه, والمسؤلون أعزهم الله يقومون أيضا بواجبهم على أتم حال.. إننا فقط محرومون من الأشياء الطبيعية للحياة..
تخيل معي حين يطلب طفلك قطعة شيكولاته ماذا تفعل ولو طلبها منك في منتصف الليل ؟ أراهنك ستهرع إلى الحانوت لتلبى طلبه حتى لو اضطررت لإيقاظ البائع، أما نحن فلو مات أطفالنا من أجل كسرة خبز يابسة ما استطعنا أن نتحرك أنملة في نهارنا البهيم
انظر إلى جيدا.. لا يهمك روحي الغائمة ونظراتي الذابلة ومرائينا الصدئة
فقط استيقظ قليلا يا سيدي
فشمسنا يا سيدي في قلب النهار مطفأة
ونهاراتنا مغمضة العينين
وأيامنا سوداء
وأطفالنا مشردون أو مقتولون
فمد إلينا يدك يا سيدي
دون صراخ وشجب واعتراض
مدها ولو بدون أغصان زيتون
فنحن لا نريدها أن كانت خادعة من اجل الإعلام والمؤتمرات
نريد لمسة حنان ولحظة دفء وسبورة للكتابة ووجبة طعام ساخنة
بعيدا عن المزايدات باسمنا
فقط
مد
يديك معنا
افتح أبوابنا وشبابيكنا
لتشرق الشمس
أو لتوقد معنا أيضا شمعة
شمعة واحدة يا سيدي الضمير الإنساني الخطر!
نعم الهاوية.. بيتك منهار أحلامك التي ما حلمتها الآن أمام عينيك ملطخة بأشلاء أقربائك.. تميل بجزعك لحظة لتحمل ذراع أخيك أو تنحي ساق ابنك الصغير الذي كان واقفا منذ قليل وزملاؤه ينادون عليه ليصحبهم إلى المدرسة فلا تستطيع تحمل المشهد لكنك اعتدته، انظر: أنت الآن تزيح الحطام وتجوس خلال جثث لأطفال الذين يحتضنون كراساتهم ويحملون حقائبهم الفقيرة التي يرقد بداخلها أسلحة الدمار الشامل ـ بعض الحجارة الصغيرة ـ وبجانبها يرقد القلم آمنا وكتاب المطالعة.. ما الذي كان يود كتابته ذلك القلم؟ وما الذي حرمت منه أسطر تلك الكراسات التي تحول لون أوراقها الأبيض إلى الأحمر القاني؟وكتاب المطالعة ماذا تراه كان سيقرأ فيه هؤلاء الصغار اليوم؟
آخر التواريخ في كراسة الإملاء هو 27من ديسمبر والعنوان "حب الحياة"
نعم.. حب الحياة، هل تساءلت وأنت تحمل تلك الأشلاء والجثث عن سر هذا الإصرار؟
إنهم يحبون الحياة بالرغم مما يحدث من فقد ومنع وقهر يومي، هل أنت حزين مثلي؟
هل أنت غضبان مثلهم؟
لم يكن السبب هو تلك الوجوه البريئة التي قتلت عمدا وإصرارا ولكن السبب الأكيد هو.. هو ماذا؟ أنا لا أدري.. فهل تدري أنت؟
هل انتهيت من فحص الجثث وإخراجها؟
إذا تعال.. انظر معي في هذه الأنقاض الأخرى؟ ماذا تري؟
لا تخف.. إنه أب لأسرة صغيرة، كل أحلامه انحصرت في لقمة ولمبة مليئة بالوقود ليستطيع صغاره تحصيل دروسهم التي ضاع منها كثيرا، لك أن تتساءل بما انك لا تعيش معنا ولكن بلا نظرات شفقة أصغيأ لم لا و كلمات تنم عن الدهشة والتعجب وبلا ألفاظ قد تجعلك تصف الأمر بالبطولة وتسمه بآيات الشجاعة
فما نحن فيه لا يمت للشجاعة بصلة. هكذا نراه.. انه عادة الصبر كما صارت رؤية القتل والدماء عادة وشرب المياه العكرة إن وجدناها عادة والتعامل بعملة لا نحبها عادة وارتداء ملابس لا نستريح لها ـ إن وجدناها من الأصل ـ عادة
نحن نعيش هكذا وفق العادة
إننا لسنا جبناء
كلا
ولكننا لا نمتلك في أيدينا أية حقائق
لن نشغب أو نصرخ أو نحترق ألما فالإذاعات وشاشات القنوات الفضائية تقوم بواجبها على أكمل وجه, والمسؤلون أعزهم الله يقومون أيضا بواجبهم على أتم حال.. إننا فقط محرومون من الأشياء الطبيعية للحياة..
تخيل معي حين يطلب طفلك قطعة شيكولاته ماذا تفعل ولو طلبها منك في منتصف الليل ؟ أراهنك ستهرع إلى الحانوت لتلبى طلبه حتى لو اضطررت لإيقاظ البائع، أما نحن فلو مات أطفالنا من أجل كسرة خبز يابسة ما استطعنا أن نتحرك أنملة في نهارنا البهيم
انظر إلى جيدا.. لا يهمك روحي الغائمة ونظراتي الذابلة ومرائينا الصدئة
فقط استيقظ قليلا يا سيدي
فشمسنا يا سيدي في قلب النهار مطفأة
ونهاراتنا مغمضة العينين
وأيامنا سوداء
وأطفالنا مشردون أو مقتولون
فمد إلينا يدك يا سيدي
دون صراخ وشجب واعتراض
مدها ولو بدون أغصان زيتون
فنحن لا نريدها أن كانت خادعة من اجل الإعلام والمؤتمرات
نريد لمسة حنان ولحظة دفء وسبورة للكتابة ووجبة طعام ساخنة
بعيدا عن المزايدات باسمنا
فقط
مد
يديك معنا
افتح أبوابنا وشبابيكنا
لتشرق الشمس
أو لتوقد معنا أيضا شمعة
شمعة واحدة يا سيدي الضمير الإنساني الخطر!
تعليق