تويت
محمود .. رجل سوري حقيقي بعين واحدة وبقلبين اثنين
محمود .. رجل سوري حقيقي بعين واحدة وبقلبين اثنين
يعيش الشاب محمود في مدينة حلب ، وتشكل تجربته نموذجا مثاليا للمثابرة والعمل والنجاح رغم معاناته من الاعاقة الناتجة عن فقدان احدى عينيه منذ الولادة والظروف المعيشية الصعبة جدا.
يمارس محمود –الذي لاتفارق البسمة محياه- حياته بشكل اعتيادي، بعد ان قرر ان لايستسلم للاعاقة التي اصابته عند الولادة ولا لظروف الحياة القاسية، وان يثابر وياكل لقمة خبزه من عرق جبينه.
وعند حديث عكس السير معه ابدى محمود كثيرا من الحيوية والنشاط، وبدا ناجحا اكثر من نظرائه الاصحاء، مؤكدا ان الاصابة لاتعني أن يكون الانسان عاجزاً ، طالما هو قادر على العطاء والعمل وان كان أعمى كلياً.
محمود ابن لاسرة مؤلفة من عشر افراد والده مدرس في احدى المدارس وبسبب فقر الحال كان الوالد يؤجل الذهاب الى العسكرية، وعندما حان الوقت للذهاب اضطر محمود لترك المدرسة وهو في الثانية عشر من عمره ليساعد اسرته في قوتها.
بعد مرور ثمان سنوات من تركه للمدرسة قرر محمود اكمال تحصيله العلمي ولم تمنعه اعاقته من ذلك، حصل على الشهادة الاعدادية ثم الثانوية بفرعها العلمي ثم التحق بكلية الاقتصاد بالتعليم المفتوح.
عمل في القطاع الخاص لفترة ثم تركه حتى يستطيع اكمال دراسته فلجأ إلى أسلوب آخر لكسب رزقه , فعمد الى امتلاك بسطة لبيع اشياء بسيطة في الاسواق الشعبية،تزوج بعد انهاء المرحلة الثانوية ورزق بولدين.
وبفضل القانون الذي سمح للمعاقين بالعمل في مؤسسات الدولة , استطاع محمود الحصول على فرصة عمل جيدة في قطاع السكك الحديدية بدوام مسائي، وفي النهار يقوم باعطاء الدروس الخصوصية لمادتي الفيزياء والرياضيات لطلاب المرحلة الاعدادية من اجل سد حاجات اسرته ودفع تكاليف دراسته.
والصفة الأهم التي ميّزت محمود القوة في العزيمة والارادة التي لا تلين , لم يكن احد يستطيع ان يجاريه في ذلك ولا حتى الاصحاء , كانت سر قوته في قوة عزيمته وارادته رغم كل الظروف فكان لا يكل ولا يتعب ابدا ولم تتوقف عند ذلك فلقد كان موثرا في حياة من حوله بشكل ايجابي.
ساعد محمود زوجته بعد زواجهما على اكمال تحصيلها العلمي ونجح في مساعدتها في الحصول على الشهادة الاعدادية، كما انه ساعد رفيق له بالعمل لاتباع دورة محو امية ومن ثم الحصول على الشهادة الاعدادية والان هو في مرحلة تقديم التحضير لتقديم الشهادة الثانوية بفرعها العلمي.
محمود , رجل سوري حقيقي يعيش الان مع أسرته , بعين واحدة , وبقلبين اثنين , قلب له , وقلب منحه لمن أراد عبرة للإنجاز , احترمنا في عكس السير رغبته في عدم نشر صورته , لأن " العبرة لله " كما قال .
منقول من موقع : عكس السير
تعليق