لم أكن أعي ما يدور من حولي من أحداث مؤلمة وحزينة يتنهدها أهلي
وخاصة أمي التي تحملت الكثير من العنأ والمُعاناة ,, وتحملت نظراتي
التي لم أُميز معناها ,, ولم أفهم دوافعها ,, ولكن أمي تعرف يقيناً السر
من وراء تلك النظرات التي كانت مُختلفة عن بقية أقراني التي كنتُ في
مثل عمرهم ,, فأنا أُصبتُ بشلل أطفال منذُ إن كان عمري ثمانية أشهر
وفقدت والدي وأنا صغيرة,, فكان الألم بالنسبة لأهلي ألمين كبيرين
ولم أفهم أو أعيش الشعور الحقيقي للألم والمُعاناة إلا عندما بدأت أول
أيام ألتحاقي بالمدرسة والدراسة ,, فكانت الأنظار معظمها موجهه لي
بعضها للعطف وبعضها للأستلطاف والبعض للسخرية ,, فلم أكن أدري
هل السخرية مني أنا شخصياً أم السخرية من القدر أم من طموحي وإرادتي
التي جعلتها هي النبراس الذي سيُضي طريقي مهما صادفت من وعورة في
المسير نحو تحقيق أهدافي في الحياة ,, ولكن كل تلك النظرات أمقتها وأحاول
أن لا ألتفت إليها ,,
فنظرات الناس من حولي وهم ينظرون لي بشفقة ,, وخاصة في الأماكن العامة والتي تُحبطني في أحيان كثيرة
لعدم وجود مرافق عامة تُساعدني على قضاء حاجاتي بدون مساعدة من أحد
أجد ذلك من الصعوبات القسرية التي تنال من عزيمتي ,,
فلو كانت المرافق موجودة لاختصرت أشياء كثيرة ,,
فعدم وجود سلالم خاصة لمثل حالتي كان لها الأثر الكبير في زعزعة ثقتي بنفسي
في أحيانا كثيرة مما يقل من خروجي وانعزالي عن المجتمع..!!
وعدم وجود مرافق عامة مُخصصه كانت تؤرقني في كثير من المرات
التي أضطر فيها للخروج من أجل تخليص أموري الدنيوية
ولو كانت كل تلك المرافق والضروريات موجودة لكانت عزيمتي وتقبلي لوضعي أكبر وأكبر ,,
ولكن أتمنى من يهمهم الأمر أن يهتموا لمثل هذه الأمور من أجل المصلحة العامة لذوي الإعاقة..!!
بالرغم من تلك العقبات إتخذت قراري بمواصلة الكفاح مهما كانت التحديات !!
والسبب الرئيسي الذي جعلني أتشبث بالعزيمة والإرادة وقوف أهلي بجانبي
ومدهم يد العون لي وعدم تفريقهم في المعاملة بيني وبين أفراد الأسرة ككل
وتشجيعي المتواصل على الكفاح ورسم الأمل أمام كل خطوة أخطوها لتحقيق
ما أصبو إليه ,, فكانوا هم البلسم الشافي بالنسبة لي في كل موقف أتعرض له
يُحاول في زحزحة ثقتي بنفسي والتي تُجبرني أحياناً بالتراجع عن قراراتي
التي أتخذتها ,, ولكن وقوفهم ومساندتهم الدائمة لي ,, لها الأثر البالغ في ما وصلت إليه !!
ومع إن النظرات السلبية التي كانت ترمقني من المجتمع ,, والتعليقات التي تؤلمني
داخلياً ,, أحياناً كانت كفيلة بزعزعة كياني ,, وخاصة تلك التي تؤكد إني لا أستطيع
أن أفعل شيئاً بدون الأعتماد على الغير ,, ولكني أُبرهن لهم إني قادرة على فعل
المستحيل بإرادتي وعزيمتي ,, وإن نظراتهم لا تزيدني إلا أصراراً على مواصلة
التحدي من أجل الوصول لأهدافي وطموحاتي !!
وهذا ما حصل فعلاً ,, ومع إن ما وصلت إليه لم يكن هو حلمي الحقيقي ولكن العقبات
التي أعترضت طريقي كانت السبب المُباشر لذلك ,, فكان حلمي أن أصبح مُعلمة
ولكن القرارات التعسفية كانت ضد تحقيق طموحي مع إني كنت من المتفوقات دراسياً
بل تخرجتُ بتقدير مرتفع من العشرة الأوائل مع مرتبة الشرف ,, ولكن ذلك لم يشفع
لي بأن أحقق أحد أهم أهداف حياتي ,, وبعد عسر عسير ,, وجُهد جهيد ,, تدخل فيها
قبل كل شيء التوفيق من الله تعالى ,, وأصحاب الخير ومن يهمهم أمري !!
اكتفيت بأن تم قبولي بالعمل بوظيفة إدارية لم تشبع رغبتي الكفاحية ولكني وضعتها
نصب عيني للاستمرار في تحقيق النجاح والتميز ,, وكانت الآية الكريمة :
((عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم ،, و عسى أن تحبوا شيئا وهو شرا لكم))
كان لها صدى كبير وعميق في قبول ما وصلتُ إليه من ناحية الوظيفة وبلا تذمر
فأعلم يقيناً بأن كل شيء هو بأمر الله وحده ,, وبالفعل ومن مُنطلق الإصرار والعزيمة
بدأت أجني ثمار جهدي وتعبي بالتدرج في الترقيات في وظيفتي الإدارية ,, وأصبح لي
شأن مع أخواتي الموظفات وحتى مع مُديرتي ,, ومشهود لي بالكفاءة والتميز !!
وبعد كل هذا كانت حكمتي في الحياة ,, بأن المعوقات والحواجز لم أجعلها سداً
أمام استمراري والوصول لطموحي ,, بل ارتكزت عليها ,, ووصلت بسببها للقمة
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ** فرجت وكنت أظنها لا تفرج!!
ونصيحتي لكل من أبتلاه الله بإعاقة ,, تقدم إلى هدفك وتابع المسير ولا تتوقف
تحدى وواجه الرياح فليس شيء أسمه مستحيل أمام العزيمة والإرادة
وليكن الشعار الأبدي للوصول إلى أي هدف تريده :
( الثقة بالنفس هي أول وأقوى أسرار النجاح )
واخيراً
شكرا لمن وضع بصمته في قصتي
وخاصة أمي التي تحملت الكثير من العنأ والمُعاناة ,, وتحملت نظراتي
التي لم أُميز معناها ,, ولم أفهم دوافعها ,, ولكن أمي تعرف يقيناً السر
من وراء تلك النظرات التي كانت مُختلفة عن بقية أقراني التي كنتُ في
مثل عمرهم ,, فأنا أُصبتُ بشلل أطفال منذُ إن كان عمري ثمانية أشهر
وفقدت والدي وأنا صغيرة,, فكان الألم بالنسبة لأهلي ألمين كبيرين
ولم أفهم أو أعيش الشعور الحقيقي للألم والمُعاناة إلا عندما بدأت أول
أيام ألتحاقي بالمدرسة والدراسة ,, فكانت الأنظار معظمها موجهه لي
بعضها للعطف وبعضها للأستلطاف والبعض للسخرية ,, فلم أكن أدري
هل السخرية مني أنا شخصياً أم السخرية من القدر أم من طموحي وإرادتي
التي جعلتها هي النبراس الذي سيُضي طريقي مهما صادفت من وعورة في
المسير نحو تحقيق أهدافي في الحياة ,, ولكن كل تلك النظرات أمقتها وأحاول
أن لا ألتفت إليها ,,
فنظرات الناس من حولي وهم ينظرون لي بشفقة ,, وخاصة في الأماكن العامة والتي تُحبطني في أحيان كثيرة
لعدم وجود مرافق عامة تُساعدني على قضاء حاجاتي بدون مساعدة من أحد
أجد ذلك من الصعوبات القسرية التي تنال من عزيمتي ,,
فلو كانت المرافق موجودة لاختصرت أشياء كثيرة ,,
فعدم وجود سلالم خاصة لمثل حالتي كان لها الأثر الكبير في زعزعة ثقتي بنفسي
في أحيانا كثيرة مما يقل من خروجي وانعزالي عن المجتمع..!!
وعدم وجود مرافق عامة مُخصصه كانت تؤرقني في كثير من المرات
التي أضطر فيها للخروج من أجل تخليص أموري الدنيوية
ولو كانت كل تلك المرافق والضروريات موجودة لكانت عزيمتي وتقبلي لوضعي أكبر وأكبر ,,
ولكن أتمنى من يهمهم الأمر أن يهتموا لمثل هذه الأمور من أجل المصلحة العامة لذوي الإعاقة..!!
بالرغم من تلك العقبات إتخذت قراري بمواصلة الكفاح مهما كانت التحديات !!
والسبب الرئيسي الذي جعلني أتشبث بالعزيمة والإرادة وقوف أهلي بجانبي
ومدهم يد العون لي وعدم تفريقهم في المعاملة بيني وبين أفراد الأسرة ككل
وتشجيعي المتواصل على الكفاح ورسم الأمل أمام كل خطوة أخطوها لتحقيق
ما أصبو إليه ,, فكانوا هم البلسم الشافي بالنسبة لي في كل موقف أتعرض له
يُحاول في زحزحة ثقتي بنفسي والتي تُجبرني أحياناً بالتراجع عن قراراتي
التي أتخذتها ,, ولكن وقوفهم ومساندتهم الدائمة لي ,, لها الأثر البالغ في ما وصلت إليه !!
ومع إن النظرات السلبية التي كانت ترمقني من المجتمع ,, والتعليقات التي تؤلمني
داخلياً ,, أحياناً كانت كفيلة بزعزعة كياني ,, وخاصة تلك التي تؤكد إني لا أستطيع
أن أفعل شيئاً بدون الأعتماد على الغير ,, ولكني أُبرهن لهم إني قادرة على فعل
المستحيل بإرادتي وعزيمتي ,, وإن نظراتهم لا تزيدني إلا أصراراً على مواصلة
التحدي من أجل الوصول لأهدافي وطموحاتي !!
وهذا ما حصل فعلاً ,, ومع إن ما وصلت إليه لم يكن هو حلمي الحقيقي ولكن العقبات
التي أعترضت طريقي كانت السبب المُباشر لذلك ,, فكان حلمي أن أصبح مُعلمة
ولكن القرارات التعسفية كانت ضد تحقيق طموحي مع إني كنت من المتفوقات دراسياً
بل تخرجتُ بتقدير مرتفع من العشرة الأوائل مع مرتبة الشرف ,, ولكن ذلك لم يشفع
لي بأن أحقق أحد أهم أهداف حياتي ,, وبعد عسر عسير ,, وجُهد جهيد ,, تدخل فيها
قبل كل شيء التوفيق من الله تعالى ,, وأصحاب الخير ومن يهمهم أمري !!
اكتفيت بأن تم قبولي بالعمل بوظيفة إدارية لم تشبع رغبتي الكفاحية ولكني وضعتها
نصب عيني للاستمرار في تحقيق النجاح والتميز ,, وكانت الآية الكريمة :
((عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم ،, و عسى أن تحبوا شيئا وهو شرا لكم))
كان لها صدى كبير وعميق في قبول ما وصلتُ إليه من ناحية الوظيفة وبلا تذمر
فأعلم يقيناً بأن كل شيء هو بأمر الله وحده ,, وبالفعل ومن مُنطلق الإصرار والعزيمة
بدأت أجني ثمار جهدي وتعبي بالتدرج في الترقيات في وظيفتي الإدارية ,, وأصبح لي
شأن مع أخواتي الموظفات وحتى مع مُديرتي ,, ومشهود لي بالكفاءة والتميز !!
وبعد كل هذا كانت حكمتي في الحياة ,, بأن المعوقات والحواجز لم أجعلها سداً
أمام استمراري والوصول لطموحي ,, بل ارتكزت عليها ,, ووصلت بسببها للقمة
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ** فرجت وكنت أظنها لا تفرج!!
ونصيحتي لكل من أبتلاه الله بإعاقة ,, تقدم إلى هدفك وتابع المسير ولا تتوقف
تحدى وواجه الرياح فليس شيء أسمه مستحيل أمام العزيمة والإرادة
وليكن الشعار الأبدي للوصول إلى أي هدف تريده :
( الثقة بالنفس هي أول وأقوى أسرار النجاح )
واخيراً
شكرا لمن وضع بصمته في قصتي
تعليق