تويت
اين تصلى الفجر
الحمدلله تعالىالذى أحاط عمله الكائنات.وشهدت بألوهيته باهرالآيات والصلاة والسلام على سيدالبريات وعلى آله وأصحابه أهل المكارم الظاهرات .
وبعد
أخى المسلم: وأنت تتقلب على فراشك فى كل ليلة تسمع ذاك النداء(الصلاة خيرمن النوم) فماهى أحسيسك نحو هذه الكلمة .وهل استشعرت معناها وقلبتهافى فكرك وأنت تسمعها. وكم وكم من الخلق يسمعون تلك الكلمة ولكن قليل من تفكرفى معناها كم وكم أولئك الذين يسمعونها ولكن قليل من يلبى مستجيبا لندائها.
*حقا الصلاة خيرمن النوم:
نعم هى خيرمن النوم لأن النوم إستجابة لنداء النفس والصلاة إستجابة لنداء الله تعالى هى خيرمن النوم لأن النوم موت والصلاة حياة. هى خيرمن النوم لأن النوم راحة للبدن والصلاة راحة للروح.
هى خيرمن النوم لأن المؤمن والكافر يشتركان فى النوم والصلاة لايصليها إلا المؤمن .لأجل ذلك كله ناداك المنادى(الصلاة خيرمن النوم) فأين أنت وقتها عندما تتجاوب المآذن ذلك النداء؟
هل أنت من المسارعين نحو بيوت الله مجيبا لنداء ربك. أم أنت وقتها فى عالم الغافلين الذين غرقوا فى سبات النوم؟
* صلاة الفجر وطريق الجنة:
هذه بشارة من فم الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم يفوز بهاأهل صلاة الفجر وهىأغلى وأعلى ماينالونه .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صلى البردين دخل الجنة)متفق عليه.
والبردين صلاة الفجروالعصر.(الفجر قبل طلوع الشمس: والعصر قبل الغروب)رواه مسلم .
وقال صلىالله عليه وسلم :(لايلج النارمن صلى قبل طلوع الشمس وقبل الغروب)رواه مسلم .
فإياك أن تكون من المعرضين عن هذا الخير كله إن إردت أن تكون غدأ من الفائزين. وبشرى أخرى للمساعين إلى إجابة ذاك النداء(الصلاة خيرمن النوم ) وهى أن تكون من المنعمين يوم القيامة برؤية الله تعالى :عن جريربن عبدالله رضى الله عنه قال : كنا جاوسأ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذنظر إلى القمرليلة البدرفقال:(أماإنكم سترون ربكم كماترون هذاالقمرلاتضامون من رؤيتة. فإن إستطعتم أن لا تغلبواعلى صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) يعنى الفجر والعصر، ثم قرأ جرير(وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها)سورة طه130متفق عليه.
قال الخطابى:(هذايدل على أن الرؤية قديرجى نيلها بالمحافظة على هاتين الصلاتين).وبشرى أخرى لرجال الفجروهى الدخول فى حمى الملك سبحانه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صلى الصبح فهو فى ذمة الله فانظر يابن آدم لا يطلبنك من ذمته بشئ) (رواه مسلم ) وإليك وصية عالم ربانى أبى الدرداء رضى الله عنه يخبرك بشرف هذه الصلاة، وحاسب نفسك بعدها أين أنت منها؟ قال أبو الدرداءرضى الله عنه حين حضرته الوفاة:(أحدثكم حديثا سمعته من رسول الله عليه وسلم : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(اعبدربك كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك واعددنفسك فى الموت وإياك ودعوة المظلوم فإنها تستجاب ومن استطاع منكم أن يشهد الصلاتين: العشاء والفجرولوحبوأ فليفعل) رواه الطبرانى \صحيح .
أخى المسلم : لقد عرف الصالحون شرف هذه الصلاة فهذا أبوالدرداءرضى الله عنه يوصى بهاوهوفى فراش الموت فإياك أن تضن على نفسك بهذا الخير العظيم: وشرف أخرلهذه الصلاة العظيمة يفوزبه أولئك الذين شهدوها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صلى العشاء جماعة كان كقيام نصف ليلة،ومن صلى الفجر فى جماعة فكأنما صلى الليل كله)رواه مسلم:فيامن أردت قطف الحسنات سهلة إن شهودك لصلاة العشاء والفجر فى جماعة كقيام ليلة كاملة،فما أغلاها من فرصة ومن ضيعها فهومن أغبن الخلق. فيا غفلأ ويانائمأ ملء جفنتك تنبه واعلم أن الموت قديأتيك بغته فتزوت لدارك الأخرى قبل أن يحال بينك وبين الصالحات
أخى المسلم: اعلم أن التهاون فى شهودصلاة الفجر صفة من صفات المنافقين وعلامة أهل الغفلة المفرطين . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولويعامون مافيهمالأتوهما ولو حبوا)متفق عليه قال ابن عمر رضى الله عنهما(كناإذافقدناالرجل فى الفجروالعشاء اسانا به الظن)
فأنظر أخى المسلم هل ترضى لنفسك أن تكون من المنافقين.
اعلم أيها النائم عن صلاة الفجرأن الشيطان قد سخرمنك وتلاعب بك عن ابن مسعودرضى الله عنه :قال ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح قال(ذاك رجل بال الشيطان فى اذنيه أوقال أذنه)متفق عليه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يعقدالشيطان على قافية راس احدكم إذاهونام ثلاث عقد ويضرب كل عقدة مكانها:عليك ليل طويل فارقد فإن إستيقظ فذكر الله إنحلت عقدة فإن توضأ إنحلت عقدة فإن صلى إنحلت عقده كلهافأصبح نشيطأ طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان)متفق عليه
فعجبا لكثير من المسلمين يغفلون عن إجابه نداء الله تعالى ولكنه إذاحانت ساعة الوظيفة بادروسريعأ.
عجبان إذاأذن المؤذن (الصلاة خيرمن النوم)رأيت الهدوء والسكون كأن النداء لمجهول وبعد ساعات قلائل ينقلب هذا الهدوء إلى ضجة وحركة لاتنقطع الكل يلهث خلف الدنيا الفانية فسبحان الله؟ أين كان هؤلاء الناس قبل قليل. فحاسب نفسك أيها العاقل مع أي الفريقين أنت!! مع المسارعين لتلبية نداء الله تعالى أم مع الملبين لنداء الدنيا!! أخى المسلم : إن السبب الرئيسى فى تخلف الكثيرين عن صلاة الفجر هو إعراضهم عن أداء الصلوات فى المساجد واعتيادهم لإقامتها فى البيوت فالواجب على المسلم أن يؤدى الصلاة فى المسجد ولا يجوزله التخلف إلا لعذر شرعى فالمداومة على إقمة الصلاة فى المسجد تحبب إلى المصلى إيتان المساجد وتهون عليه المحافظة على الصلوات فيها ومنهاصلاة الفجر ولكن هناك من تعودآداء الصلاة فى المسجد ولكنه تهاون فىشهود صلاة الفجر وهذا علتة أنه لم يأت با لأسباب المعينة على شهود صلاةالفجر.
الأسباب المعينة على صلاة الفجر
(أولأ) النية الصادقة :
والعزم على شهودها إذأن الكثيرين لا يستحضرون النية الصادقة بل يرتمى أحدهم على فراشه وفى نيته أن يأخذنصيبأ كبيرآمن النوم .
(ثانيا) استحضارفضل شهودها:
ومافيها من الأجروالثواب العظيم وأن يتذكرماأعده الله تعالى لأهل طاعته من النعيم الباقى فى الجنات .
(ثالثآ) النوم طاهرآ:
مع المحافظة على أذكارالنوم وسؤال الله تعالى أن يعينه على ذلك .
(رابعآ) الأستعانة بالأسباب الحسية :
كإتخاذالمنبه والأستعانة بالأهل والأصدقاءفى التنبه والنوم فى مكان يسمع فيه النداء.
(خامسآ) النوم المبكر:
وعدم السهرفإن ذلك أنشط للجسم .
(سادسآ) الإبتعاد عن قرناءالسوء:
والمتهاونين فى شهودالصلوات فى المساجدوإتخاذ الإخوة الصالحين الذين يعينوك على طاعة الله تعالى .
*أخيرا .
فلوصدق المسلم فى نيته وإتحذتلك الأسباب فسيوفق إن شاءالله لشهود صلاة الفجر .
وشهد شاهد من أهلها :
قال ذلك اليهودى لن يستطيع المسلمون أن ينتصرواعليناحتى يكون عددهم فى صلاة الفجرمثل عددهم فى صلاة الجمعة .
والحمدلله تعالى والصلاة والسلام على النبى محمد وآله وآصحابه والتابعين .
تعليق