عدت يا يوم مولدي
نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي
جميلة تلك الحياة عندما تحمل الينا أقلاما تزرع روحاً في الحروف لتكون علي شكل سنابل وشموع وورود... لتزهر في وجداني جنائن الحروف المجروحة... وتمتص من أبجدياتي عسل الحروف لتختبئ ردحاً في أحضان الذنوب... وعرائس البركان في صدري تساق... والدم فوق تجاعيد الجسد يحفر شرخاً لمسار الموت... وشظايا الجراح تنتشر فوقي لتنموا أشجار البكاء وتتشابك جذورها في عمق أعماقي... وكلماتي أثمرت زهور بيضاء ترفرف في حياتي لتعطيني الأمل بلقائك يا ربي, لآكون فراشة بيضاء ترفرف بجنانك, وتسبح بحمدك وتنسي الحزن... بشوق لملاقاتك يا رحمن... ألهي أرحمني وأعفو عني أنني أعشق النظر لعرشك وبهاء نورك... أتشوق ليوم أنعم وأرتوي من الدوران حول عرشك يا سلام... وأفرح مع الملائكة, واترنم بسحر التسبيح... ان كتاباتي, يا ربي, وتمرد أفكاري وجنون كلماتي ليست لذرف الأوجاع وقتل الأحلام في الصدور كما أقترح البعض في أتصلاتهم بي طيل شهر رمضان... لكن من أجل ان نتذكر أن لنا حق سيرجع مهما طال تحديقنا في ساعة الأنتظار المعلقة علي ذاكرة الوطن... فأنا يا أخوتي لا أعتذر لما يخلج به قلبي من حب لفلسطين ولا أجامل في القضايا الوطنيه... فمن انتم حتى جئتم تلقون عليّ محاضرةً بالأخلاق... والقيم... والوطنية؟ من انتم كي ترسموا لي صوت ضحكتي... ولون نظرتي؟... أستحلفكم بالخالق ان لا تطرقوا جدار صمتي... وأعتذر ان كنت قد أدميت أحداً أو أخطأت بشيئ تجاهكم دون أن أدري... ودمتم عطراً لا ينضب... وكل عام وأنتم بخير.
وأنت يا يوم مولدي تنسل من ازقة الحياة, في شرايين الأرض تنبث، منادياً أعماق قلبي المتصلد, وبين عوادي االزمن تنتقل, وبين أوراق الزمان تستقر, حتى تصل الى آخر خط من حطوط الشقاء, عندها ستقف ملوحاً, مودعاً, تنادي ببراءة الخيال, وترقص لآلحان تهب من زفرات القلوب على هذا الطريق الملتاع الى الدماء, تستنزف آخر قطرات الدموع, تبشرني ببداية فصل القهر والحرمان... وفأر صغير يرتدي ثوب مغامر جلاد... وفلسطين الحبيبة تحيا بموت الأبطال, أتحسس نبضات قلبها, ينتقل ألي كياني صدي روحها المعذبة, وخرير الجداول يخترق المكان وقرير الضفادع يبعث صوتا شجياً وظلمة الليل رانت علي بياض النهار... فأبشري يا من ألبسني تاج الجمال... يا من رأيت فيكي أسمي دلالات الكمال... يا بدراً منيراً لسمائ وشمعة أنارت الطريق لي في خلجات الليل... أبشر يا وطني فالجواد يبتسم بعودة عمر المختار...وصلاح الدين أبشر يا وطني فالفجر ينوي البزوغ وسحابة الظلام تنوي الرحيل... أبشر يا وطني فلابد للمحروم ان يعانق سنابل مروج العطاء, والحرية تطل بندى فجرها ونسائمه لتشق خيوط بهائها صفحات الزمن المنسي وتصحو كل الكلمات المخنوقة مصطفةً لحناً لإنشودة النصر الخالد... وبسمة الأطفال تغدو لوحةً بهية على جدران الصمود... وريشة الفنان تنساب شفافةً على سطح تاريخ المجد تحكي للحاضر الفعل الأسطوري لشباب سوف يعلمون الكبار كيف ينسج بخيوط الإرادة علم الوطن وكيف تصبح السنابل بنادق تزغرد في قبضة من حملها من أجل هذا الوطن الجريح... وانطلق شهباً الى ساحة الشهداء ليعيد لسماء فلسطين صفاء لونها ولجبالها عبق ريحها وجمالها.
عدت يا يوم مولدي بأهات شبه مكتومة تتسرب من فؤادٍ مزقته مشاهد الآوجاع وأنكسار قناديل شوارع يومك... فؤادُ تنزف فيه القصائد أحلامها وتشرب من ألامها أحقاد الطغاه ويزرع فيها الجلاد رايته علي جبال من الجماجم... مشهد ومأساة تذبح روحي المثقلة بالأمل والتي تملأ كؤسها من وعد الرحمان سبحانه وتعالي بالنصر... تذبحني ثم تقطف عناقيد أهات حب حُكم عليه بالذوبان... فأبكي وأندب أيها القلب الحزين... ألأماني عندما تقف بين أنياب الواقع تذبح...فأبكي وأندب أيها القلب الحزين... القمع والدم والقتل والدخان أصبحت فصلاً من كتاب الحضارة... ألا يدرون بأن القمع و القتل هما لغة المجانين؟... قلوب حزمت حقائبها وبكت ثم ضاعت في الرحيل, أستوطنتها الهموم وكفنتها المأسي وخنقتها الألام... ورموز لا تخجل... ولقطاء أبليس في أجنحة الموت يتحدون أشجار النخيل... يتراقصون ويرقصون فرحاً لسفك الدماء علي طبلة عفريت يقرع أذان السماء بالصراخ والعويل... دموع ذرفت رعشة تهز الضمائر وتفطر القلوب، أحزاننا فقدت الحياء، وفيما استباح الألم أيامنا بعبرات حزينة، ولحظات تتقد فيها نيران أثمة وأحقاد غاشمة، أفرد الدم جناحيه اتساعاً، وضاقت به الأرض مكاناً، وأباح القتلة عرائش الزهور، وديست شتلة الليمون، واغتصبت حمامة السلام. فهنيئاً لك يا زيف الأوهام. ها أنا يا زيف أتجاوز خطك الأحمر... بالمفردات التي تجدد رائحة دماء الشهداء في أنفسنا أن ذات الجزار بصورته البشعة قد عاد هذه المرة الي سدة الأجرام في جماهيرية الفسق والفساد... لقد زت, يا يوم مولدي, من أصراري علي متابعة المشوار وسلوك درب التحرير الذي لا يأتي بالأستجداء والتمني بل بالعمل والمثابرة وتفعيل العقل وعدم الأستسلام أو بالقبول ببرامج الطغاة... أنها يا يوم مولدي اوراق من ضوء الحياة تتوسد خد السماء انثرها لروحك النقية... لنتراشق قطرات الجنون في كأس غرام ملتهب عنيف هائم... وتلابيب ورد وزهور لحكاية حب سيأتي يوما لنرويها معاً.
وعندما يطرق جدار صمتي... وادٍ من سنابل الكلمات, تتسابق الي أفكاري, تصرخ الأن بأعلي صوتها, وتمزق حجب الصمت, تتوصطها لحظات البؤس, وعيناي تخونني بالدموع لرؤية رغيف خبز ينكسر علي شفتي جائع في أرض الخير, وانا اراك يا يوم مولدي, تذكرني بيوم الاختطاف, تذكرني بيوم الاغتصاب, تذكرني بيوم البراءة, تذكرني بيوم الفناء, تذكرني بيوم العدالة... عدالة الأرض ومشيئة السماء... تجتمعا معاً لتلفظا كلمة الحق... في حق هؤلاء المجرمين الذين تمادوا في طغيانهم وجورهم, اليوم, يا يوم مولدي, هو يوم أيامنا, ونحن بأنتظار الغد القريب الذي سينفذ أحكام هذا الحكم العادل فيهم... وادٍ من سنابل الكلمات تنبعث منها ذرات النسيم تتسلل ألي فؤادي, لتهذب ذوقي, وتسمو بروحي وتُحيي في قلبي رغبة الدفاع عن المحرومين... لأبقي جمرة لا تهدء, تضيئ الطريق لأحلام وأوجاع... ثائر علي زوابع الظلم وسطوة الحاقدين... وشهقات تفصل جدران هذا المكان ألي ساعات تحكي دقائق عمق المأسي... لتنشد سكون هذا الصباح, في فضاء من صمت يتيح لي إطلاق حسراتي بحرية لزمن جديد سيكون له مكانة في قلبي يجيد فن الإصغاء لكلماتي القريبة إلى الهمس... عن أحلام طفولية مترسبة في ذهني منذ الصغر وعن ماض وذكرى وهواجس وحب ووفاء وليل يجر جيوش الأفكار إلى نفسي فيمنحني الأرق... عن حال قصيدة تبكي وحرف ..
دمتم أعزائي بخير
تعليق