الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سأعود بحفنة من ثراك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • Font Size
    #1

    سأعود بحفنة من ثراك

    لم يعلم ما هو الخوف أهو إحساس يسجن العبرات أم انه رجفة تنتاب القلب أم انه ما يراه فى وجوه كل من حوله أب وأم وأخوة .... يحمل اللبنات الأولى فى المنزل الكبير الذى سيضم العائلة ... يحلم بالنظر من تلك الشرفة ليطلع على الحقول وحدائق الزيتون والعصافير التى تتنقل من بين أفرعها .... يهمس لهم جميعا بنداء ويلقى الحبوب على أرضية الحجرة لتدخل العصافير ويجلس فى إحدى جوانبها متأملا عراكهم والتهامهم الحبوب لا يبدى حراك حتى لا يفزعهم انه يحلم ... يحلم وحسب يحلم كثيرا ومن الأحلام ما يقتل قلب صاحبه ... يجلس إلى جوار أبيه بين الحوائط التى لم يعرشها السقف .

    هنا حجرة البنين وهنا حجرة البنات .

    قد تأكد أن أبيه يحلم مهما تقدم به السن ترك أبيه بين أحلامه ليجوب الشوارع ويخوض ضوضائها المعشوقة يجلس إلى الحائط بجوار أقرانه

    ********

    أفاق على صوت الجرفات الذى يدوى فى الهواء يقطع أحبال الأمان ويكسر خطوات الطفولة من هذه النافذة التى حلم ذات يوم انه ينظر إلى حديقة الزيتون بها أشجار مختلفة تقطع العصافير والحمامات البيض أركانها ذهابا وإيابا نظر .... لقد نظر الجرفات كثيرا تجوب المخيم .... تجوب القرية ... ما كان يبالى فقد أتت على منازل لم يرفع أصحابها القواعد ولكنها أتت إليهم من أسرة تلو الأخرى لم يحس فجيعة هؤلاء ... صرخة أم وبكاء طفل وتعثر رجل عجوز ينكفأ على الأحجار تشج جبهته وتدمى قدميه وعشرات من العسكر الإسرائيلى موجهين بنادقهم وقاذفين قنابلهم الغازية وسط المواطنين الذين لا يملكون سوى الأحجار بعضا من حوائط المنازل التى قوضت بفعل الجرفات ... لم يكن يبالى أو يظن أن الدائرة ستدور على منزله ..... أشار إليه وإلى الأسرة بالنزول وإلا قوضوا المنزل بمن فيه تسمر قليلا فى مكانه بالنافذة وزوجته خلفه دامعة العينين .

    هيا يا أبا حماد أتريدنى أموت حزن على فراق حماد وفراقك .

    تسمر أكثر أراد أن يسب كل هؤلاء ولو بكلمات لا يفهموها ولكنه تراجع فلسوف يفهمون تعبيرات وجهه كما يفهمون فى صفحة وجهه الحزين الآن ويأخذوه إلى سجونهم كما اخذوا حماد بالأمس القريب وهو يستعد لإبرام عقد الشهادة تلقوه ليبرموا معه عقد آخر لسكن خلف قضبانهم حيث لا يعلم احد .... ترقرقت إطلالة الدموع فى عينيه .... جذبه ولديه بقوة رقيقة ليحملوه إلى أسفل المنزل الذى بدأت الجرفات فى هدم حوائطه فى هذه اللحظات لم يتسمر أكثر من ذلك اخذ يعدو إلى الحوائط يحتضن ترابها وانطلق لسانه .

    لن تمروا أكثر من ذلك ... إن أردتم المرور فعلى جسدى .

    اقتربوا منه برشاشاتهم ليحملوه عنوة بعيدا عن الجرفات ... تفلت من بين أيديهم ليضرب احدهم وثارة ثورة الواقفين ... لأول مرة يرى تلك الثورة النابعة من الصدور تخللت صفوفهم القنابل الغازية فتفرقوا وقوض المنزل عن أخره وذهب معهم إلى السجون دون محاكمة وأدنى اتهام لم يلتق بولده اللقاء الذى كان يتمناه ...

    ذات صباح امسك احد الجنود بتلابيبه يجره حتى كاد قتله وذهب به إلى المحقق ليأمر بطرده هو وأسرته التى كانت تعيد بناء المنزل إلى وطن آخر .

    اعرف الخوف قلوبهم كما عرف قلبى؟ .... لا أظن .

    ربت على كتفه فى بسمة ساخرة .

    إننا لن نعذبك ... أو نسجنك ... بل ستخرج بأولادك وزوجتك سالمين إلى أى وطن تحب .

    كسر سياج الخوف ليصرخ فى وجهه .

    لماذا أليس هذا وطنى ؟

    من هذه اللحظة لا ... ليس وطنك .

    استمر فى صراخه .

    لا بل وطنى .

    اظعن للأمر بعدما لاح له فى الأفق الموت يقترب من أسرته كاملة حمل أمتعته القليلة واستعد لمغادرة العراء الذى كانت تسكنه أسرته ... ألقى نظرة على المنزل المتهدم ... انحنى ليحمل بعض ثراه ليناده فى صمته المتهالك .

    سأعود ... سأعود يوما وستنتظرنى ... وستنتظرنى .

  • Font Size
    #2
    قصه جميله
    يعطيك العافيه اخي الكريم وشكرا على هذه الكتابات الجميله
    اللهم يارب مسني وأهلي الضر وأنت أرحم الراحمين

    تعليق


    • Font Size
      #3
      بارك الله فيك أخي الكريم

      قصة أليمة


      يا حي يا قيوم
      برحمتك أستغيث
      أصلح لي شأني كله
      ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين
      اللهم آمين
      ربِّ اشرح لي صدري
      ويسر لي أمري
      واحلل عقدة من لساني
      يفقهوا قولي
      اللهم آمين

      اللهم اروي قلبي بالإيمان
      من فضلك افتح الرابط واقرأ المحتوى:
      http://www.7alm-3shg.com/M7AL/7c7/Index.htm

      تعليق


      • Font Size
        #4
        اشكركم جميعا على تقديركم لاعمالى واتمنى دائما الوصول بالتخدى الى افق جديدة

        تعليق


        • Font Size
          #5
          قصة جميلة

          ربنا يعطيك الف عافية على مجهودك

          تعليق


          • Font Size
            #6
            قصة حلوة ومؤئرة فعلا تسلم ايديك يامبدع

            تعليق

            Loading...


            يعمل...
            X