الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رمضان حيث تجد قلبك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • Font Size
    #1

    رمضان حيث تجد قلبك

    رمضان حيث تجد قلبك

    يتذكر كثير من المسلمين شهر رمضان في سنيه الماضية، ويتغنون بأيامه الجميلة، ومجالسه العامرة، وكيف كان مليئاً بالعبادة واللقاءات والمسامرات، مع بساطة في العيش، وسهولة التعامل مع أعباء الحياة؛ فهذا يقارن الأسعار الماضية بموجة الغلاء الفاحش التي تجتاح الأسواق اليوم، وآخر يصف مائدة الإفطار أو السحور ولحظات انتظار صوت المدفع المحبب للنفس، كما في بعض البلاد، أو صوت المسحراتي الشجيّ، وهكذا يظل التذكر هجيراهم، والمقارنة ديدنهم، وينسى الكثير منا أن رمضان شهر يتجدّدُ كل عام، ولا يدري أحدنا أي رمضان به ينتفع، ومنه ينجو ويرتفع؟
    رمضان حيث تجد قلبك، وليس جسمك وبطنك وبرامجك؛ فحياة القلب هي الأصل الذي ينبغي للمرء المسلم أن يبحث عنها، ويسعى إليها كما قال تعالى: (أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ). [الأنعام:122] إنها حياة القلوب. يقول ابن كثير: "هذا مثل ضربه الله تعالى للمؤمن الذي كان ميتاً، أي: في الضلالة، هالكًا حائرًا، فأحياه الله، أي: أحيا قلبه بالإيمان، وهداه له ووفقه لاتباع رسله". ويقول سيد قطب في ظلاله: "إن هذه العقيدة تُنشئ في القلب حياة بعد الموت، وتطلق فيه نوراً بعد الظلمات. حياة يعيد بها تذوق كل شيء، وتصور كل شيء، وتقدير كل شيء بحس آخر لم يكن يعرفه قبل هذه الحياة. ونوراً يبدو كل شيء تحت أشعته وفي مجاله جديداً كما لم يبد من قبل قط؛ لذلك القلب الذي نوّره الإيمان".
    إن رمضان يُنشئ حياة جديدة في القلب، حريّ أن نلتفت إليها، ونوليها عناية كبيرة. وهنا سنحاول أن نبحر بسفينة النظر والتأمل في طائفة من أعمال القلوب، التي ينشّطها الصيام، ويعيد إليها الحيوية والحركة والوجود:
    فمنها: الإخلاص، وهو أعظمها وأجلّها، يقول الله –عزوجل- في الحديث القدسي: "كلّ عمل ابن آدم له إلاّ الصوم فإنه لي وأنه أجزي به"(1) ؛ فمع أن الأعمال كلها له وهو الذي يجزي بها إلاّ أن معنى ذلك أن الصوم لا يقع فيه الرياء كما يقع في غيره؛ لأنه ليس يظهر من ابن آدم بفعله، وإنما هو شيء في القلب. ولما كانت الأعمال يدخلها الرياء والصوم لا يطلع عليه بمجرد فعله إلاّ الله، فأضافه الله إلى نفسه، ولهذا قال في الحديث: "يدع شهوته من أجلي" وقال بعضهم: جميع العبادات تظهر بفعلها، وقل أن يسلم ما يظهر من شوب، بخلاف الصوم. فأعمال بني آدم لما كانت يمكن دخول الرياء فيها أُضيفت إليهم، بخلاف الصوم فإن حال الممسك شبعاً مثل حال الممسك تقرباً؛ يعني في الصورة الظاهرة .
    ومنها:التقوى وهي مقصود الصيام (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). [البقرة:183]. وهي التي تستيقظ في القلوب وهي تؤدي هذه الفريضة، طاعة لله، وإيثاراً لرضاه. والتقوى هي التي تحرس هذه القلوب من إفساد الصوم بالمعصية، ولو تلك التي تهجس في البال".
    ومنها: اليقين، والصيام يعزز جانب اليقين في القلب، فهو يتذكر ذلك المقام العظيم الذي رتبه الله للصائمين كما في الحديث الصحيح: "في الجنة ثمانية أبواب, فيها باب يسمى الريان, لا يدخله إلاّ الصائمون"(2) . ولهذا صاموا وانشرحت نفوسهم لذلك تقرباً إلى الله وابتغاء الفوز بهذه المزية العظيمة.
    ومنها: التوكل وحقيقته صدق اعتماد القلب على الله في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة وكِلَة الأمور كلها إليه، فالصائم يحقق توكّله على ربه باعتماده عليه أن يدخله الجنة وينجيه من النار، وعلى الرغم من شظف العيش وقلة ذات اليد فهو يبذل ويعطي، وهو متوكل على الله أنه سيرزقه، ويبارك له فيما أنفقه.
    ومنها: الخوف والرجاء، والصائم يبتهل إلى الله ويناجيه، ويبكي بين يديه، ويدعو بصدق أن يعتق رقبته من النار. إن الصيام يزرع في قلبه خوف العذاب الأليم، ويحفز فيه عظم الرجاء في رحمة الله أن تدخله جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر. إنهما جناحاه اللذان يطير بهما في فضاءات السمو والمجد.
    ومنها: الرضا، وهو ثمرة من ثمار المحبة، وهو من أعلى مقامات المقربين ومستراح العارفين، ولهذا نجد رمضان يعزز جانب رضا العبد الصائم عن ربه سبحانه، وكذا رضاه تبارك وتعالى عن عبده؛ إذ يتحقق ذلك بأن يأتي العبد محبوبات الله، وينفذ أوامره ويبتعد عن نواهيه وزواجره ومكروهاته.
    وإذا أفطر حمد الله، وسأل الله القبول والثواب الجزيل، فيتجلى الرضا كما قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة، فيحمده عليها، أو يشرب الشربة، فيحمده عليها"(3) . ومنها: الشكر؛ إذ الوصول إلى موسم مضاعفة الدرجات والحسنات هو نعمة عظيمة وكبيرة، ولذا تجد المؤمن الفطن من يكثر لهجاً بلسانه شكراً لله سبحانه أن بلّغه هذا الموسم العظيم، ويسعى شكراً بجوارحه إلى استغلال أوقاته بالنافع المفيد، وشكراً بقلبه أن يجدد له هذه النعمة ويديمها عليه أعواماً عديدة وأزمنة مديدة.
    ومنها: المجاهدة؛ فهو يجاهد نفسه على الصبر على شدة الصوم وتعبه؛ ويستحضر عظمة المجاهدة في سبيل أداء العبادة على الوجه الذي يرضاه سبحانه؛

    (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ). [العنكبوت:69] والثمرة الهداية إلى سبل الخير والرشاد.
    ومنها: الصبر، والصابرون هم الصائمون في أكثر الأقوال. واستدل بأن الصوم هو الصبر؛ لأن الصائم يصبر نفسه عن الشهوات، وقد قال الله تعالى إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ). [الزمر:10].
    ومنها: أن رمضان فرصة كبيرة لتلاوة القرآن الكريم ومدارسته، وهذا الأمر كفيل بإحياء القلب الميت وانتقاله إلى درجة الإخبات والخشوع؛ "فإن لهذا القرآن لثقلاً وسلطاناً وأثراً مزلزلاً لا يثبت له شيء يتلقاه بحقيقته. واللحظات التي يكون فيها الكيان الإنساني متفتحاً لتلقي شيء من حقيقة القرآن يهتز فيها اهتزازاً ويرتجف ارتجافاً. ويقع فيه من التغيّرات والتحوّلات ما يمثله في عالم المادة فعل المغنطيس والكهرباء بالأجسام، أو أشدّ".
    وغير ذلك من الأعمال القلبية، وحسبي أنني ذكرت أبرزها وأهمها رغبة أن ننتبه لقلوبنا ولحياتها، ونتفقدها في لحظات صيامنا لنخرج من رمضان وقد امتلأت القلوب إخلاصاً، وتقوى، ويقيناً، وشكراً، وتوكلاً، وصبراً، ورضا، ومجاهدة، وإخباتاً، وخشوعاً، واستكانة لرب العالمين.
    المقال من موقع الإسلام اليوم

    (1) أخرجه أحمد 2/232(7174) و"مسلم" 3/158 و"النَّسَائي" 4/162

    (2) "البُخَارِي" 3/32(1896)
    (3) أخرجه أحمد (11996)و"مسلم" 7032 والترمذي" 1816 و"النسائي"، في "الكبرى" 6872

  • Font Size
    #2
    رد: رمضان حيث تجد قلبك

    المشاركة الأصلية بواسطة المستنير مشاهدة المشاركة
    رمضان حيث تجد قلبك

    ينسى الكثير منا أن رمضان شهر يتجدّدُ كل عام
    ولا يدري أحدنا أي رمضان به ينتفع ومنه ينجو ويرتفع؟


    رمضان حيث تجد قلبك
    وليس جسمك وبطنك وبرامجك

    فحياة القلب هي الأصل
    الذي ينبغي للمرء المسلم أن يبحث عنها ويسعى إليها




    بيضّ الله و جهك
    كلمات في الصميم
    خاصة ً !
    أنها داعبت و لا مست القديم و الذكريات و الحنين
    فجعلتنا وجهاً لوجه مع الأمر و مع تلك القضية

    ربي أرزقنا حياة القلوب في كل آن
    جوزيت الجنّة
    ( ولأني صغيرة وقصيرة
    على أن أصل إلى قفل الغياب
    جلست بجانب الباب
    .)




    إلى كل عضو له عضوية في منتدى
    إلى كل أخ وأخت كانوا يوماً هــنا !
    لمـــــــــــاذا !؟؟
    مهتـ منال محمد ــمة

    تعليق


    • Font Size
      #3
      رد: رمضان حيث تجد قلبك

      الأخ العزيز "المستنير " دروس يجهل الكثير منا أهميتها في شهر رمضان حيث تملأ القلب " إخلاصاً، وتقوى، ويقيناً، وشكراً، وتوكلاً، وصبراً، ورضا، ومجاهدة، وإخباتاً، وخشوعاً، واستكانة لرب العالمين ." ورمضان يا أخي خمسة أحرف : فالراء رضوان الله ، والميم مغفرة الله للعاصين ، والضاد ضمان الله للطائعين ، والألف ألفة الله للمتوكلين ، والنون نوال الله للصادقين . وقد سمي رمضان لأنه يرمض الذنوب . أي يحرقها . مأخوذ من الرمضاء ، وهو شدة الحر .
      تحياتي

      تعليق


      • Font Size
        #4
        رد: رمضان حيث تجد قلبك

        دروس قيمة اخي المستنير نفعنا الله وايك بها بارك الله فيك دائما متالق
        من اعالي جبال الونشريـــــــــــــــــــــــــــــــسس السلام عليكــــــــــــــــــــــــــــــــم

        سبحـــــــــــــــــــــان اللــــــــــــــــــــــــه

        الحمـــــــــــــــــد للـــــــــــــــــــــــــــــــــــــه

        اللـــــــــــــــــــــــــــــــــه اكبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــر

        لا حول ولا قوة الا باللــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        ه

        تعليق


        • Font Size
          #5
          رد: رمضان حيث تجد قلبك

          نسال الله ان يملأ قلوبنا إخلاصا وتقوى ورضا
          جزاك الله خيرا واحسن اليك
          وجعل مانقلت لنا من خير وفائدة حجة لك

          ليكن المنقول بالمعقول .... ولانحرم انفسنا ثمرات العقول

          تعليق


          • Font Size
            #6
            رد: رمضان حيث تجد قلبك

            جزاك الله خيرا اخي المستنير ونفع بما كتبت ورفع الله قدرك في الدنيا والاخره

            تعليق


            • Font Size
              #7
              رد: رمضان حيث تجد قلبك

              المشاركة الأصلية بواسطة مهتمة مشاهدة المشاركة

              بيضّ الله و جهك
              كلمات في الصميم
              خاصة ً !
              أنها داعبت و لا مست القديم و الذكريات و الحنين
              فجعلتنا وجهاً لوجه مع الأمر و مع تلك القضية

              ربي أرزقنا حياة القلوب في كل آن
              جوزيت الجنّة[/center]

              اللهم آآمين ووجهك ابيض اختي الفاظلة : مهتمة ||
              حياك الله سعدت بتواجدك وتشريفك ودعوتك الطيبة
              اشكر مرورك وردك الطيب
              لاحرمك الله الآجر والمثوبة ,
              دمت بحفظ الباري ,..

              تعليق


              • Font Size
                #8
                رد: رمضان حيث تجد قلبك

                المشاركة الأصلية بواسطة كريم أبو العبد مشاهدة المشاركة
                الأخ العزيز "المستنير " دروس يجهل الكثير منا أهميتها في شهر رمضان حيث تملأ القلب " إخلاصاً، وتقوى، ويقيناً، وشكراً، وتوكلاً، وصبراً، ورضا، ومجاهدة، وإخباتاً، وخشوعاً، واستكانة لرب العالمين ." ورمضان يا أخي خمسة أحرف : فالراء رضوان الله ، والميم مغفرة الله للعاصين ، والضاد ضمان الله للطائعين ، والألف ألفة الله للمتوكلين ، والنون نوال الله للصادقين . وقد سمي رمضان لأنه يرمض الذنوب . أي يحرقها . مأخوذ من الرمضاء ، وهو شدة الحر .
                تحياتي
                حياك الله اخي الفاظل : كريم ابو العبد || على الأضافه القيمه
                اسأل الله العظيم ان يجعل قلوبنا عامرة بذكره وشكره وحسن عبادته
                اشكر مرورك وردك الجميل
                بارك الله فيك
                دمت بحفظ الرحمن ,..

                تعليق


                • Font Size
                  #9
                  رد: رمضان حيث تجد قلبك

                  المشاركة الأصلية بواسطة الونشريس الشاهد مشاهدة المشاركة
                  دروس قيمة اخي المستنير نفعنا الله وايك بها بارك الله فيك دائما متالق
                  اللهم آآمين حياك الله اخي الفاظل : الونشريس الشاهد ||
                  سعدت بتواجدك وتشريفك ودعواتك الطيبة
                  اشكر مرورك وردك الطيب ’
                  بارك الله فيك
                  دمت بحفظ الباري ,..

                  تعليق


                  • Font Size
                    #10
                    رد: رمضان حيث تجد قلبك

                    المشاركة الأصلية بواسطة راضية بقضاء الله مشاهدة المشاركة
                    نسال الله ان يملأ قلوبنا إخلاصا وتقوى ورضا
                    جزاك الله خيرا واحسن اليك
                    وجعل مانقلت لنا من خير وفائدة حجة لك
                    اللهم آآآمين واياك
                    حياك الله اختي الفاظلة : راضية بقضاء الله ||
                    سعدت وتشرفت بتواجدك ودعواتك الطيبة
                    تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
                    اشكر مرورك وردك الطيب ,
                    دمت بحفظ الرحمن ,..

                    تعليق


                    • Font Size
                      #11
                      رد: رمضان حيث تجد قلبك

                      المشاركة الأصلية بواسطة رحمه ربي مشاهدة المشاركة
                      جزاك الله خيرا اخي المستنير ونفع بما كتبت ورفع الله قدرك في الدنيا والاخره
                      اللهم آآآمين واياك يارب
                      حياك الله اختي الفاظلة : رحمة ربي ||
                      سعدت بتواجدك وتشريفك ودعواتك الطيبة
                      تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
                      اشكر مرورك وردك الطيب
                      دمت بحفظ الرحمن ,..

                      تعليق

                      Loading...


                      يعمل...
                      X