بسم الله الرحمن الرحيم
ما الحكمة من الابتلاء؟
ما الحكمة من الابتلاء؟
يبتلى الله عباده بالسراء والضراء والمحن والفتن لحكم عظيمة نذكر طرفاً منها، وما انتهى إليه علماؤنا فمن حكم الابتلاء:
أولاً: دواء لقلب العبد وتصفية له من داء الكبر والعجب وقسوة القلب•
ثانياً: إقامة الحجة على العبد فما تصيبه من مصيبة دقيقة ولا جليلة إلا بما كسبت يداه وعفو الله عنه أكثر•
ثالثاً: رحمة للعباد ولطفا بهم فإن الله يكفِّر بالإبتلاء خطاياهم ولو كرهتها نفوسهم ولا يدري العبد أي النعمتين أفضل أهو فيما يحبه أم فيما يكرهه (فعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لاتعلمون) صدق الله العظيم
رابعاً: فيه تربية لنفس المؤمن وقلبه على نعمة الشكر إن كان في حالة حسنة وعافية، وعلى نعمة الصبر إن كان في بلاء ومحنة ومصيبة• والشكر والصبر مقامان من مقامات العبودية لا يدركها إلا من وفقه الله إليها•
خامساً: إقبال العبد على ربه بعبادة الالتجاء والتضرع والاستغفار والندم والتوبة والإنابة حينما يُصاب ويُبتلى ويكون ذلك باعثاً له على فعل الطاعات حتى يرفع الله ما نزل به من بلاء كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة
حقيقة الابتلاء*
هل لنا أن نعرف حقيقة الابتلاء الذي يقع علينا هل هو امتحان أو غضب؟
- الله سبحانه وتعالي يبتلي عباده تارة بالشدة والضراء وتارة بالسراء والرخاء فقد تكون البلوى والمصيبة لرفع الدرجات ومضاعفة الحسنات كما يفعل بالأنبياء والصالحين من عباد الله• وقد تكون البلوى والمصيبة أيضاً بسبب المعاصي والذنوب التي يرتكبها العباد ويعجل الله العقوبة في الدنيا ليكفر بها السيئات• والدليل على الأول: قوله صلى الله عليه وسلم: "أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل" وقوله: "من يرد الله به خيراً يصب منه"•
والدليل على الثاني: قوله سبحانه: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} (30) سورة الشورى• وقوله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة" (أخرجه الترمذي وحسنه)•
واجب المسلم
* ما الواجب على المؤمن تجاه الابتلاء؟
- يقول الله في كتابه {{أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} (2) {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (3) سورة العنكبوت• وإذا كان الابتلاء من الله سنة جارية على جميع خلقه الأولين والآخرين فإن المؤمن الفطن يستحضر الأسباب المعينة على الصبر ويقابل قضاء الله وقدره بكل رضىً وتسليم• وليعلم أن الله أراد أن يمتحن صبره وإيمانه فإذا أقبل على ربه ومولاه بقلب خائف وذليل ومنكسر وتضرع إليه وانطرح بين يديه رفع الله عنه البلاء وقرَّبه إليه وأنزله منزلة الصابر المحتسب•
وأما إن سخط وجزع، فإن المصيبة ستكون في حقه مضاعفة• ألم المصيبة وفوات أجر الصبر عليها• ونقل عن عبدالله بن المبارك -رحمه الله- أنه قال: المصيبة واحدة فإذا جزع صاحبها فهي امتنان• لأن إحداهما المصيبة بعينها والثانية ذهاب أجره وهو أعظم من المصيبة ولا حول ولا قوة إلا بالله• ومن هنا نعلم ضرورة الصبر على أقدار الله، فما من أحد إلا وقد أصيب مصيبة؛ فقد أباً أو أماً أو زوجة أو زوجاً أو ولداً أو قريباً أو صديقاً• أو أصيب بماله أو نفسه أو صحته أو دينه، فعلينا جميعاً أن نتسلح بسلاح الإيمان والرضا والتسليم بما قدره الله علينا• فنحن عباده وهو سيدنا يفعل بنا ما شاء كيف شاء { وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} (49) سورة الكهف•
ونسأ ل ان يعافينا من كل بلاء ويرفع عنا كل وباء
ويصرف عنا كل غلاء بفضلك يارب الارض والسماء
ويصرف عنا كل غلاء بفضلك يارب الارض والسماء
منقول
تعليق