===التقوى ===
التقوى هي سفينة النجاة يوم القيامة
إخوة الإيمان أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله العظيم والسير على هدي حبيبه ورسوله محمد الصادق الأمين، قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته } ، ومعناه أن نتقي غضب الله وسخطه بفعل ما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر .
يقول تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}.
إخوة الإيمان، إنّ هذه الحياة الدنيا متاع الغرور، فهي بنعيمها وزخارفها وزينتها مآلها إلى الزوال.
إنها غرارة كذابة تضحك على أهلها من مال عنها وتركها سلم منها، إنها كالحية ليّن لمسها قاتل سمّها، أيامها سريعة الزوال وساعاتها تمضي كالخيال، آجالنا فيها محدودة وأنفاسنا فيها معدودة. يقول عليه الصلاة والسلام: "ما لي وللدنيا.
ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها" وقال لابن عمر "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل".
أيها المسلمون إنّ العاقل الفطن الذكي هو الذي ينظر للدنيا بعين الفكر والاعتبار فيتزود من دنياه لآخرته ومن حياته لمعاده.
التقوى: تركُ الشركِ والفواحِشِ والكبائرِ وعن عمر بن عبد العزيز: التقوى: تركُ ما حرمَ الله وأداءُ ماافترضَ الله، وقيل: الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم . وقيل: التقوى: تركُ ما لابأسَ به حَذراً مما به بأس، وقيل: جِماعُها: في قوله تعالى: (إن الله يأمرُبالعَدلِ والإحسان) . النحل 90
وروى ابن ماجه في سننه
عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: (ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيراً له من زوجةٍ صالحة؛ إن أمرَها أطاعَتْه، وإن نظرَ إليها سَرتْه، وإن أقسَمَ عليهاأبَرتْه، وإنْ غابَ عنها نصَحَتْه في نفسِها ومالِه ). [رواه ابن ماجه
يقول الأصفهاني:
التقوى جعل النفس في وقاية ويسمى الخوف تارة تقوى، والتقوى خوفا حسب تسمية مقتضىالشيء بمقتضيه والمقتضي بمقتضاه، وصارت التقوى في تعارف الشرع حفظ النفس عما يؤثم،وذلك بترك المحظور ..فتكون تقوى الله الحذر والخوف منه وتجنب غضبه وكأننا نتقي غضبهوبطشه بطاعته وبرضاه.
إن عبارات العلماء في تعريف التقوى تدور على صيانةِالنفس من المعاصي، وترك الشركِ والفواحِشِ والكبائرِ، والتأدب بآدابِ الشريعة. فالتقوى إذن: فِعلُ الطاعات واجتنابُ السيئات
سأل رجل سيدنا عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين عن التقوى
فقال :هل مشيت في طريق فيه شوك؟قال : نعم
قال : فماذافعلت؟....
فقال الرجل : إذا رأيت الشوك ابتعدت عنه .. أو رفعت ثيابي حتى لاتعلق به .
فقال سيدنا ابن عمر : و كذلك التقوى .. أي إذا قابلك فيحياتك أي أمر لاتعرفه أو لست متأكدا منه هل يجوز أو لا .. هل هو حرام أم لا .. فإنك تبتعد عنه و تتركه.
معنى التقوى لغة:
الستر والصون والحذر اى وقاية وصيانة كما يقال الوقاية خير من العلاج
معنى التقوىشرعا:
حفظ النفس عما يؤثم بامتثال اوامر الله واجتناب نواهيه تجنبا لعذابه
قال صلى الله عليه وسلم فى حديثه لمعاذ بن جبل(اتق الله حيثما كنت واتبعا لسيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن) . رواه الإمام أحمد والترمذي.
وأصل التقوى؛
التوقي مما يكره او يخاف، لأن أصلها وقوى من الوقاية. فالتقوى هي أن يجعل الإنسان بينه وبين عذاب الله وعقابه وقاية، وذلك بفعل المأمورات وترك المحظورات، فكل من فعل ما أمره الله به وانزجر عما نهاه الله عنه فقد اتقى ربه، والناس يتفاوتون في التقوى بحسب التزامهم بذلك. فقد سئل علي إبن أبي طالب رضي الله عنه عن التقوى فقال: (( الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، و الرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل )).
عن طلق بن حبيب رحمه الله حيث قال:
(التقوى أن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله). فجمع في هذه العبارات بين العلم، والعمل، واحتساب الثواب، والخوف من العقاب فهذه هي التقوى.
الله يرحمه بي رحمته الواسعة الشيخ القرطبي فهو من قال:
( التقوى فيها جماعُ الخيرِ كله، وهي وصيةُ الله في الأولِين والآخِرِين، وهي خيرُ ما يستفيدُه الإنسان) .
قال ابن منظور:
التقوى: أصلهاوقيا؛ لأنها فَعْلَى مِن وَقَيت
وفي قوله تعالى: (ما لهم منالله مِن واقٍ): أي مِن دافِع، ووقاه وِقايةً: أي حَفِظَه، والتوقِية: الكَلاءةوالحفظ وقوله تعالى: (هو أهل التقوى وأهل المغفرة) أي هو أهلٌ لأن يتقى عقابه وأهلٌأن يعمل بما يؤدي إلى مغفرته.
قال الحافظ ابن كثير
وقوله تعالى: (يا أيهاالنبي اتق الله) معناه: اثبت على تقوى الله ودم عليه وقوله تعالى: (قالت إني أعوذبالرحمن منك إن كنت تقيا) تأويله: إني أعوذ بالله؛ فإن كنت تقيا فستتعظ بتعوذيبالله منك وقال: أصلُ التقوى: التوقي مما يُكرَه؛ لأن أصلَها وَقْوَى من الوقاية،قال النابغة:
وقال محمد بن أبي الفتح الحنبلي:
التقوى: تركُ الشركِ والفواحِشِ والكبائرِ وعن عمر بن عبد العزيز: التقوى: تركُ ما حرمَ الله وأداءُ ماافترضَ الله، وقيل: الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم . وقيل: التقوى: تركُ ما لابأسَ به حَذراً مما به بأس، وقيل: جِماعُها: في قوله تعالى: (إن الله يأمرُبالعَدلِ والإحسان) . النحل 90
وإليك أخي الكريم: بعض عبارات سلفنا الصالح في توضيح معنى التقوى.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: ( المتقون: الذين يحذرون من الله وعقوبته ).
وقال طلق بن حبيب: ( التقوى: أن تعمل بطاعة الله على نور من الله، ترجو ثواب الله. وأن تترك معصية الله على نور من الله، تخاف عقاب الله ).
وقال ابن مسعود في قوله تعالى: اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ [آل عمران:102] قال: ( أن يُطاع فلا يُعصى، ويذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر ).
فاحرص يا أخي الكريم يا أختي الحبيبة على تقوى الله عز وجل فهو سبحانه أهل أن يُخشى ويُجل، ويعظم في صدرك
قال عمر بن الخطاب لأبي بن كعب : ما معنى التقوى التي أكثر الله من ذكرها في كتابه ؟ فقال أبيْ : يا أمير المؤمنين أما سلكت طريقا ذا شوك ؟ قال : بلى ، قال فماذا كنت تفعل ؟ قال كنت أشمر ثيابي وأحترز ، قال: هذه التقوى ، قال ابن كثير : وقد أخذ ابن المعتز هذا المعنى من أبي بن كعب فنظمه فقال :
خـــــل الذنوب صغيرها وكبـيرها ذاك التقــــــــى
واصنــع كمــاش فــوق أرض الشـــوك يـــحذر ما يرى
لا تحقرن صغيـــــــرة إن الجبـــل من الحصــــــى
.
وقال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله : ليس تقوى الله بصيام النهار ولا بقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك ولكن تقوى الله ترك ما حرم الله وأداء ما افترض الله فمن رزق بعد ذلك خيرا فهو خير إلى خير.
ولقد حثنا القرانالكريم على تقوى الله فى ايات عديدة منها:
قال تعالى (ياايها الذين امنوااتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون) الحشر)
اى اتقواغضبه وسخطه وهو اعظم ما يتقى
قال تعالى( واتقوا النار التى اعدت للكافرين)
وقال تعالى (واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله)
اى اتقوا النارواتقوا يوم القيامة----اى اتقوا عقاب الله
إن المتقين: تضاعف أجورهم وحسناتهم، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ [الحديد:28]. كفلين: أي أجرين.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اختكم رحمة الله
تعليق