الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الثبات على الطريق وأثره في حياة الأمة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • Font Size
    #1

    الثبات على الطريق وأثره في حياة الأمة

    لقد اقتضت حكمة الله - تعالى - أن جعل الابتلاء سنة من سنن الله الكونية، وأن المرء بحاجة إلى تمحيص ومراجعة حتى يتميز الخبيث من الطيب، والمؤمن من غيره؛ فالسعيد من اعتصم بالله، وأناب ورجع إلى الله، والمؤمن الصادق ثابت في السراء والضراء. قال - تعالى -: {الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت: 1 - 3]، وقال - تعالى -: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْـجَنَّةَ وَلَـمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214]، وقال - تعالى -: {وَبَلَوْنَاهُم بِالْـحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الأعراف: 168].

    إن في تعاقب الشدة والرخاء، والعسر واليسر، كشف عن معادن النفوس، وطبائع القلوب؛ حيث يتمحص المؤمنون، وينكشف الزائفون. ومن علم حكمة الله في تصريف الأمور، وجريان الأقدار فلن يجد اليأسُ إلى قلبه سبيلاً، ومهما أظلمت المسالك وتتابعت الخطوب، وتكاثرت النكبات؛ فلن يزداد إلا ثباتاً؛ فالإنسان إلى ربه راجع، والمؤمن بإيمانه مستمسك وبأقدار الله مسلمَّ.

    وإن مما حث عليه الإسلام، وعظمة القرآن: الثبات على الدين، والاستقامة عليه؛ ذلك أن الثبات على دين الله والاعتصام به يدل دلالة قاطعة على سلامة الإيمان، وحسن الإسلام، وصحة اليقين، وحسن الظن بالله - تعالى - وما أعده الله ـ عز وجل ـ من النعيم المقيم في الآخرة لعباده الصالحين، وفي الدنيا من النصر والتمكين. قال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 7 - 8]، وأعظم الثبات، الثبات على الدين.


    إن الثبات على دين الله خلق عظيم، ومعنى جميل، له في نفس الإنسان الثابت، وفيمن حوله من الناس مؤثرات مهمة تفعل فعلها، وتؤثر أثرها، وفيه جوانب من الأهمية الفائقة في تربية الفرد والمجتمع.

    إن صفة الثبات على الإسلام والاستمرار على منهج الحق نعمة عظيمة حبا الله بها أولياءه وصفوة خلقه، وامتن عليهم بها، فقال مخاطباً عبده ورسوله محمداً -صلى الله عليه وسلم-: {وَلَوْلا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً } [الإسراء: 74].

    وأمر الله ـ سبحانه ـ الملائكة الكرام بتثبيت أهل الإيمان، فقال ـ سبحانه ـ: {إذْ يُوحِي رَبُّكَ إلَى الْـمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} [الأنفال: 12].

    إن الثبات على دين الله دليل على سلامة المنهج، وداعية إلى الثقة به، كما أن الثبات على الدين ضريبة النصر والتمكين والطريق الموصلة إلى المجد والرفعة.

    والثبات طريق لتحقيق الأهداف العظيمة، والغايات النبيلة؛ فالإنسان الراغب في تعبيد الناس لرب العالمين، والعامل على رفعة دينه وإعلاء رايته لا غنى له عن الثبات.

    إن الثبات يعني الاستقامة على الهدى، والتمسك بالتقى، وقسر النفس على سلوك طريق الحق والخير، والبعد عن الذنوب والمعاصي وصوارف الهوى والشيطان. إن مما يعين على الثبات أمام الفتن والابتلاءات صحة الإيمان وصلابة الدين؛ فكلما كان الإنسان قوياً في إيمانه، صلباً في دينه، صادقاً مع ربه، كلما ازداد ثباتــه، وقويت عــزيمتـــه وثبتت حجتــه، قال - تعالى -: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَ} [إبراهيم: 27]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير».


    كما أن الدعاء والافتقار إلى الله ـ عز وجل ـ والاستكانة له من أقوى الأسباب لدفع المكروه وحصول المطلوب، وهو من أقوى الأسباب على الثبات إذا أخلص الداعي في دعائه؛ وحسبك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو ربه ويسأله الثبات، فيقول: «اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد».

    وفي حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو فيقول: «رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسر الهدى لي، وانصرني على من بغى عليّ. اللهم اجعلني لك شاكراً، لك ذاكراً، لك راهباً، لك مطواعاً، إليك مخبتاً ومنيباً، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة قلبي».

    كما أن اليقين والرضى بقضاء الله وقدره من أعظم الأسباب المعينــــة علـــى الثبات. قال علقمــة بن قيس في تفســـير قوله - تعالى -: { وَمَن يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [التغابن: 11] قال: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلِّم».

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: «بالصبر واليقين تُنال الإمامة في الدين»، وقال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: اليقين من الإيمان بمنزلة الروح مــن الجــسد». وقال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: «الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله».

    إن المسلمين اليوم، وهم يمرون بمرحلة عصيبة من مراحل تاريخنا المعاصر ـ وتكاد تغلب في هذه المرحلة عوامل اليأس ومشاعر الإحباط ـ بأمس الحاجة إلى التمسك بالدين، والعض عليه بالنواجذ؛ لأن الاستسلام لليأس يقتل الهمم ويخدر العزائم، ويدمر الطموحات، وهذه المعاني هي التي تحرك الإرادات وبذل الجهد.ورغم تتابــع الفتن وتنوعهــا وتكاثرهــا فإن نصــر الله آتٍ لا محالة إن شاء الله كما وعدنا ـ سبحانه ـ شريطة أن نتمسك بديننا ونعتـز بشـــريعتنا ويكـون ولاؤنا لله ولرســوله -صلى الله عليه وسلم-. قال - تعالى -: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 40]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحـــق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون»(4). وفي حديث جابر بن سمرة ـ رضي الله عنه ـ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يزال هذا الدين قائماً يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة».

    ومع تكاثر أعداء الإسلام، وتكالبهم على هذا الدين، والكيد له ولأهله قال - تعالى -: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } [الصف: 8]. إلا أن النصر والتمكين بمشيئة الله لحملة هذا الدين المبشرين بالثناء والتمكين كما في حديث ثوبان ـ رضي الله عنه ـ: «إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زُوي لي منها»

    وكما في حديث تميم الداري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به دين الإسلام، وذلاً يذل به الكفر»

    إن عز هذه الأمة، ورفعة أهل الحق لا تتم ولن تكون إلا بالعض على هذا الدين بالنواجذ عقيدة وشريعة، صدقاً وعدلاً، ثباتاً في الموقف وصدقاً مع الله، قال - تعالى -: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنتُـــمُ الأَعْلَوْنَ إن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمـران: 139] ، وقال ـ سبحانه ـ: {وَإن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ } [محمد: 38] .

    ■ العوامل المعينة على الثبات على الدين:

    إن الثبات على الدين مطلب عظيم ورئيس لكل مسلم صادق يحب الله ورسوله، ويريد سلوك طريق الحق والاستقامة بعزيمة ورشد، والأمة الإسلامية اليوم أحوج ما تكون إلى الثبات خاصة وهي تموج بأنواع الفتن والمغريات، وأصناف الشهوات والشبهات، فضلاً عن تداعي الأمم عليها، وطمع الأعداء فيها. ومما لا شك فيه أن حاجة المسلم اليوم لعوامل الثبات أعظم من حاجة أخيه المسلم إلى ذلك في القرون السالفة؛ وذلك لكثرة الفساد وندرة الإخوان، وضعف المعين، وقلة الناصح والناصر.

    أهم عوامل الثبات ما يلي:

    1 - صحة الإيمان وصلابة الدين

    2 - تدبر القرآن والعمل به

    إن القرآن الكريم أعظم مصدر للتثبيت؛ لأنه يزرع الإيمان ويقوي الصلة بالله، كما أنه العاصم من الفتن وكيد الشيطان وغوايته، كما أنه يزود المسلم بالتصورات والقيم الصحيحة التي يستطيع على ضوئها أن يُقوِّم الأوضاع التي من حوله، تقييماً صحيحاً، كما أن القرآن بما اشتمل عليه من أحكام وأصول وقواعد وحكم وقصص، يرد على الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام من الكفار والمنافقين ومن سار على دربهم.

    3 - الصبر والتصبر عند نزول المصائب والمحن


    4 - اليقين، والرضا بقضاء الله وقدره

    5 - التزام شرع الله والعمل الصالح

    6 - الذكر والدعاء:

    7 - الاستعانة بالله وحسن الظن به


    8 - الصحبة الصالحة، والأُخوة الصادقة

    الحمد لله الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، أحمده تعالى وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد

    أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،


    **رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ **

    لا اله الا الله محمد رسول الله


  • Font Size
    #2
    رد: الثبات على الطريق وأثره في حياة الأمة

    **رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ **

    اللهم آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين

    جزاك الله خيراً

    إن حظي كدقيق على الشوك نثروا - ثم جاؤوا بحفاة مع رياح يجمعوا
    اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال " دعاء الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم" " اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت "

    تعليق


    • Font Size
      #3
      رد: الثبات على الطريق وأثره في حياة الأمة

      نسأل الله الثبات على طريق الحق
      جزاك الله عنا خيرا
      وجعله في ميزان حسناتك

      ليكن المنقول بالمعقول .... ولانحرم انفسنا ثمرات العقول

      تعليق


      • Font Size
        #4
        رد: الثبات على الطريق وأثره في حياة الأمة

        اختي متحديه واحد تغيبين وتاتين بمواضيع اكثر من رائعة (جزاكم الله خير وموضوع شامل لااستطيع ان اضيف حرف فيه)
        ليست مشكلتي إن لم يفهم البعض ما اعنيه ؟!
        وليست مشكلتي .. إن لم تصل الفكرة لأصحابها ؟!
        فهذه قناعاتي وهذه أفكاري وهذه كتاباتي بين أيديكم
        أكتب ما أشعر به .. وأقول ما أنا مؤمن به
        انقل همي .. ووجعي .. وفرحي .. وإفرازات فكري
        انقل هموم غيري بطرح مختلف ..
        وليس بالضرورة ما أكتبه يعكس حياتي الشخصية
        هي في النهاية مجرد رؤيه لإفكــاري

        تعليق


        • Font Size
          #5
          رد: الثبات على الطريق وأثره في حياة الأمة

          بارك الله فيك

          تعليق


          • Font Size
            #6
            رد: الثبات على الطريق وأثره في حياة الأمة

            جزاك الله خيرا اخيتي

            تعليق


            • Font Size
              #7
              رد: الثبات على الطريق وأثره في حياة الأمة

              رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً
              وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً
              وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
              اللهم آمين .. يارب العالمين

              تعليق


              • Font Size
                #8
                رد: الثبات على الطريق وأثره في حياة الأمة

                تعليق

                Loading...


                يعمل...
                X