الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مقالى يستحق القراءة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • Font Size
    #1

    مقالى يستحق القراءة

    الإعاقة الجسمانية ليست عائقاً أمام عيش حياة فعالة
    كتب- ديفيد سولومون: في بعض الأحيان تبدو الحياة مثل قيادة سيارة حول ركن مظلم وأنت معصوب العينين في ليلة ظلماء وغير مقمرة. وفي هذه الحالة، لا تعرف بالتأكيد ما قد يأتي من الجانب الآخر. ويمكن أن تتحول مواقف الحياة الحقيقية أيضاً إلى أركان مظلمة مليئة بالصدمات والمفاجآت. ومن الصعب توقع ما سوف يحدث في اللحظة التالية. وإذا حدث شيء جيد، فسوف تبتهج بشكل طبيعي لحظك الجيد؛ وإذا حدث شيء سيء، فسوف تندب حظك ونصيبك، وهذا هو رد الفعل الإنساني الطبيعي. وإذا تصادف أن الأمر السيء هو حدث ساهم في تغيير نمط الحياة، فإنه قد يبعثر نغمة وإيقاع الحياة. ويجدر بالرجل الحقيقي النظر إلى الحياة بشكل صريح وقول العبارة التالية: "حسنا، فما زال بإمكاني أن أكون فائزاً".
    ومن بين هؤلاء الأشخاص مختار الرواحي الذي يقود الآخرين بنموذجه الخاص، ويلهم أصحاب العزائم الواهنة لعيش حياة طبيعية ومحاولة تغير أسلوب المجتمع والعامة تجاه الأشخاص من ذوي الإعاقة. وقد اختار مصباح أن يصبح مهندساً، ولكنه قدره جلب له خطط أخرة اتبعها بأقل قدر من المقاومة والامتعاض من أجل مساعدة زملائه من البشر. ومثل الحياة في زقاق مظلم، خرج مختار من هذا الوضع بابتسامه مشرقة على وجهه. وتظهر ابتسامته عينيه البنيتين الكبيرتين اللتين تبتسمان من خلف نظارته السميكة وهو يتحدث عن الصداقة والصراحة. وتذكرنا ابتسامته الدافئة والرقيقة أيضاً بشخص آخر. وحتى طريقته في الحديث وأسلوبه في الكلام يشبه هذا الشخص الآخر. وعندما تقابل مختار، من الوارد جداً أن تفترض بأنه ممثل سينمائي أو ربما لاعب رجبي بسبب بنيته القوية والضخمة.
    وقبل أن تنعش ذاكرتك لكي تتذكر هوية الشخص الذي يشبهه، يبدد مختار الشكوك بسرعة. إنها أخته الأصغر يؤثر الرواحي، الناشطة المجتهدة والمثابرة في مجال مكافحة سرطان الثدي وسرطان الأطفال والرئيسة السابقة للجمعية الأهلية للتوعية بمرض السرطان. ويبدو أن الإجتهاد للسعي من أجل رفاهة وصالح الآخرين يجري في أوصال هذه العائلة.
    والحدث الذي غير حياة مختار وقع منذ 38 عاماً، ويروي مختار قصته فيقول: "في عام 1972، عندما كنت شاباً في العشرين من عمري، كنت أدرس في إنجلترا للحصول على شهادة البكالوريوس في الهندسة. وفي أحد الأيام، تعرضت لحادث سيارة خطير. وقد غير هذا الحادث حياتي إلى الأبد".
    وبعد قضائه لمدة ستة أشهر في أحد المستشفيات، صادف بعد ذلك لحظة الحقيقة المرة وهي أنه لن يتمكن مطلقاً من المشي مرة أخرى بقية حياته، وأنه سوف يتعين عليه إما استخدام عكازين أو كرسي متحرك. ورغم قسوة هذه المعلومة في ذلك الوقت، لم يضيع مختار وقتاً في تجربة الشعور بالأسي والحزن الداخلي. واحتفظ هذا الشاب المكافح والمثابر والذي كان وقتها في العشرين من عمره بروحه المعنوية العالية. وقرر أن ما حدث قد حدث وأنه ليس هناك طريقة يمكن من خلالها أن يغير وضعه وأن الشيء الوحيد الذي يمكن فعله في ظل الظروف الراهنة هو مواصلة حياته والمضي قدماً في أحلامه وعمل بداية جديدة. وفي البداية قرر مختار تغيير مساره ومواصلة دراسته في مجال الإلكترونيات، وبعد ذلك حصل على عمل في هذا المجال، وأمضى ثمان سنوات في إنجلترا. وبعد العودة إلى السلطنة، عمل مختار في البداية مع شركة تنمية نفط عمان، وبعدها عمل مع وزارة الإتصالات وفي النهاية إلتحق بالعمل في تلفزيون سلطنة عمان.
    وخلال فترة وجيزة، شارك مختار بشكل فعال في تغيير حياة أشخاص آخرين تعرضوا لتحديات جسمانية بطريقة معينة مثله من الأشخاص الذين يعانون من الكساح والعمى والصمم والبكم. ولكن المسألة كانت صعبة في البداية. ولم يكن أي فرد يرغب في الاستماع إليه أو تغيير الوضع. والأهم من ذلك هو أن عقلية الناس كانت سلبية ومتأخرة. يقول مختار:"مقارنة بالوضع في المملكة المتحدة حيث كنت قد عشت وعملت لمدة ثمان سنوات، كان تفكير وطريقة الناس هنا بدائية إلى حد ما. والحمد لله، فقد حدث تغيير كبير في سيناريو الأحداث خلال السنوات الخمس وعشرين الماضية. وقد كان المجتمع ينظر للشخص المعاق في وقت من الأيام على أنه شخص منبوذ يمثل عبء على المجتمع. وحتى الآباء والأسر كانوا ينظرون إلى الأطفال المعوقين أو الأقارب الآخرين على أنهم وصمة عار أو نقطة مظلمة في حياتهم يجب أن تبقى سراً لأقصى درجة ممكنة".
    ورأى مختار أيضاً أنه لم يكن هناك أي منظمات إجتماعية خاصة يمكن أن تتبنى قضية هؤلاء الأشخاص؛ حيث ظلت الهيئات الحكومية غير مبالية بهؤلاء الأشخاص حتى أن عدم مبالاتهم كانت تنبع في كثير من الأحيان من غياب المعرفة الكافية والمعلومات والتوعية، لذا فقد قرر معالجة هذا الوضع بيد واحدة.
    وفي البداية، بدأ مختار مسيرة كفاحه بتنظيم سباقات سير وجرى وألعاب لرفع مستوى التوعية بين العامة. وعبر إشراك الأشخاص الذين يعانون من الإعاقة في هذه الفعاليات، تمكن مختار من رفع مستوى القبول الإجتماعي لهؤلاء الأفراد. ولكن الأهم من ذلك هو أنه منح هؤلاء الأشخاص حياة جديدة وأمل جديد وفرصة للحلم بآفاق جديدة. وبالإضافة إلى ذلك، من خلال هذه المبادرات تمكن مختار من جمع الكثير من التبرعات وتوفير قدر كبير من الأموال التي استخدمها لشراء كراسي متحركة من أجل تقديمها لذوى الإعاقة.
    وكوسيلة لتنمية الثقة بالنفس والتقدير الذاتي لذوي الإعاقة، بدأ مختار في تنظيم ألعاب ولقاءات رياضية لذوي الإعاقة. ويتذكر مختار بفخر أنه" في دورة الألعاب العربية الأولى لذوي الإعاقة التي أقيمت في الكويت خلال عام 1985، فازت سلطنة عمان بأول ميدالية ذهبية في رياضة رفع الأثقال.
    وشغل مختار مناصب رفيعة في الجمعية العمانية لذوي الإعاقة لمدة 13 سنة بداية من عام 1995 وحتى عام 2008. وهو عضو مؤسس في جمعية الأطفال ذوي الإعاقة. وخلال الفترة ما بين عام 1991 و1995، عمل مختار مع الأطفال الصم والبكم. وعمله الرائد هو تحسين جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة إلى جانب أن جهوده الدؤوبة في مبادرات جمع التبرعات جعلته موضعاً للإهتمام والتقدير الكبير من قبل الأشخاص داخل الدوائر الحكومية وفي الهيئات الخاصة أيضاً. وقد مثل مختار السلطنة كمندوب في إتفاقية الحقوق العادلة لذوي الإعاقة بمدينة نيويورك. والآن، يعمل مختار في الجمعية الأهلية لرعاية ذوي الإعاقة بوزارة التنمية الاجتماعية.
    وقال مختار إن ذوي الإعاقة يمثلون نسبة تتراوح ما بين 6 إلى 10% من جملة سكان السلطنة بعدد يصل إلى 42.000 شخص. ولكن أرقام الإحصاءات لا تعكس الأرقام الحقيقية لن الناس لا يحبون الحديث عن ذوي الإعاقة الموجودين في أسرهم، لذا يعيش العديد من الأشخاص المعوقين في عام افتراضي وهمي.
    ويشعر مختار بالسعادة إزاء تمكنه من إحداث تغييرات تشريعية من خلال برامج التوعية الإجتماعية للهيئات المختلفة التي يرتبط بها. وكان الوصول إلى ذوي الإعاقة يمثل مشكلة كبرى. وبعد حدوث تغييرات بالقانون، الأولى في بلدية مسقط والثانية في وزارة التعليم، أصبح بإمكان ذوي الإعاقة الحصول على إمكانية دخول متساوية إلى كل الأماكن العامة والمدارس والجامعات والمعاهد المهنية والكليات متعددة الفنون.
    وعلى الرغم من الحاجة لبذل المزيد من الجهود، فقد ساعدت الجهود الرائدة لمختار في إعادة تأهيل ذوي الإعاقة ودمجهم في المجتمع العماني.

    صحفية الوطن - العمانية

  • Font Size
    #2
    رد: مقالى يستحق القراءة

    يعطيكـ العافية اخوي محمد .. قصة و مقالة رووووعهـ .. اللهمـ علي هممنا ..
    " عندما تكونـ الإرادة بقوة الحلمـ لابد للحلمـ أنـ يصبحـ حقيقة "
    مشكور اخوي ..
    ..

    تعليق


    • Font Size
      #3
      رد: مقالى يستحق القراءة

      شكرا عزيزتى هبونة على مرورك الكريم على هذا المقال
      تحياتي

      تعليق


      • Font Size
        #4
        رد: مقالى يستحق القراءة

        بارك الله فيك أخى محمد السيد

        تعليق


        • Font Size
          #5
          رد: مقالى يستحق القراءة

          الفاضل اخى محمد موضوعك جميل بارك الله فيك على النقل الطيب
          مصر ام الدنيا

          تعليق


          • Font Size
            #6
            رد: مقالى يستحق القراءة

            قصه رااااائعه... مثال للتحدي والصبر والتفاؤل بالحياه
            جزاااك الله خيرا أخي محمد على النقل الطيب

            تعليق


            • Font Size
              #7
              رد: مقالى يستحق القراءة

              "محمد السيد"
              قصص وشخصيات تستحق ان تكون قدوة لتفاؤل والامل والتحدي والاصرار
              نعم كل سطر من امثال هذه القصص ترسخ الامل والتحدي في نفسي
              انتقاء كان له الاثر
              يعطيك العافيه

              دمت بسلام


              أحتآجُ

              أحتآجُ
              موصول دعآء يآ أنقيآء ,’

              تعليق


              • Font Size
                #8
                رد: مقالى يستحق القراءة

                جزاك الله خيرا

                تعليق

                Loading...


                يعمل...
                X