الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من هو طاغور ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • Font Size
    #1

    من هو طاغور ؟

    شعرت بعد قراءتي لهذا الكتاب بأن مؤلفيه يوجهان إلي سؤالاً: هل كنت تعرف طاغور قبل أن تقرأ كتابنا؟ والحقيقة أنني- فعلاً- كنت أجهل العديد من جوانب هذه الشخصية التي لم نتعامل معها- غالباً- إلا بصفة الشاعر فيها. وهاأنا أحاول أن أنقل للقارئ الكريم بعض الملامح التي أضاءها هذا الكتاب في شخصية الشاعر الهندي العظيم.
    نهل رابندارانات طاغور من ثلاثة منابع ثقافية: بنغالي- هندي- إنجليزي، وكان طبيعياً أن تترك هذه المنابع المختلفة تأثيراتها المتباينة على شخصية الرجل الذي عاش 84 سنة، وكتب الشعر والقصة والمسرح، وعزف الموسيقى، ومال إلى الرسم في سن الخامسة والستين. ولم يتلق طاغور تعليماً تقليدياً، فقد نشأ في أسرة ذات طابع خاص، حرصت على تعليم ابنها على غير القواعد السائدة، ولكنه- على أية حال- كان تعليماً خلاقاً. وبالرغم من أن رابندرانات لم ير جده (دوار كانات) الذي توفي في عام 1846، قبل مولد الحفيد بست عشرة سنة، إلا أننا نجد في سيرة الجد بعض ملامح مسيرة الحفيد.
    كان دواركانات من كبار ملاك الأرض، وكان محباً للخير، وعاش جانباً من حياته في بريطانيا، وتوفي بها، والواضح أنه كان شديد الاقتراب من المجتمع الإنجليزي، حتى أنه كان يدعي بالأمير، وإن لم يحصل على اللقب رسمياً، ودخل القصر الملكي وقابل الملكة فكتوريا، كما خالط الفنانين والأدباء الإنجليز في ذلك العصر، وكان قريباً من تشارلز ديكنز.
    وعلى العكس من الجد كانت حياة الأب (ديبندرانات). والغريب أنه عاش شبابه سادراً في الغرابة، ثم لم يلبث أن انضم إلى طائفة البراهمة، ووصل فيها إلى مرتبة (المهاريشي)- أي الكاهن العظيم- وانتهى زعيماً لتلك الطائفة.
    ولابد أن ذلك المنحى الروحاني للأب قد أثر بعمق في نفس الابن رابندارانات، ففي الحادية عشرة من عمره رافق الابن أباه في رحلة إلى جبال الهمالايا حيث كانت لهما وقفة طويلة في منطقة بغرب البنغال تسمى (شانتينيكتان)- وهي الناحية التي أنشأ فيها الابن فيما بعد عام 1918 مؤسسته التعليمية المعروفة باسم(فيسفابهاراتي) أو (الجامعة الهندية للتعليم العالمي)- وفي تلك الرحلة التأملية بالهمالايا غرس الأب في نفس ابنه المفاهيم البنغالية التقليدية وحرك في نفسه القيم الروحية ونمى فيه نزعة استقلال الذات والاعتماد على النفس، فقد كان يتركه وحيداً في جولات طويلة يجوب فيها مسالك تلك الجبال الخطرة.
    لقد كان البيت هو مدرسة طاغور، وكان مدرسوه هم أشقاؤه إضافة إلى مدرس وحيد من خارج الأسرة هو (دفيجندرانات) وكان عالماً وكاتباً مسرحياً وشاعراً، وكان يتردد عليه أيضا معلم (الجودو)!
    وقد درس طاغور لغة قومه (السنسكريتيه) وآدابها ثم الإنجليزية التي تعرف من خلالها على آداب أوربا، وكان في شبابه الأول شديد الانشغال بأمور وطنه الأصلي- البنغال- مهتما بكل ما يتصل بنهضته، كما كان في نفس الوقت مستريباً من الإنجليز.
    والواضح أنه كان محقاً في ريبته، فقد وحد الإنجليز الهند والبنغال في مستعمرة ضخمة ألغت الوجود البنغالي، فأصبح طاغور موزعاً بين مشاعره كمواطن بنغالي، وبين ولائه للكيان الكبير الهند. لقد تولد ذلك الصراع الداخلي في زمن كان إقباله فيه على معطيات الحضارة الغربية العلمية والجمالية والفلسفية في تزايد، وقد تزامن ذلك- أيضاً- مع تواجده الفعلي والفاعل داخل أسرته الكبيرة التي كانت تعيش في بيتين كبيرين بالقسم البنغالي من مدينة كالكتا.
    وقد تميز طاغور بين أشقائه وابناء عمومته باستقلالية الرأي والشجاعة في اتخاذ المواقف الحاسمة في الأوقات الحرجة، وقد ظهر ذلك- فيما بعد- في كثير من كتاباته، وفي حياته العامة. ومن أمثلة ذلك موقفه الواضح والمحدد من بعض مظاهر الوثنية في الطقوس الخاصة بطائفة البراهمة التي كان يرتدي وشاحها المقدس وينشد تراتيلها.
    ويهتم المؤلفان بالتوقف طويلاً أمام نقطة هامة متصلة بهذا التوزع بين ما هو راسخ في التقاليد، وبين التأثيرات المختلفة للثقافة الغربية في نفس رابندارانات طاغور؛ وقد بلغت تلك الحال ذروتها إبان الحرب العظمى الأولى إذ أن إخلاصه وولاءه للوطن لم يمنعاه من نشر كتاب في عام 1916م يهاجم فيه التعصب حتى وإن كان للوطن!
    وربما كان حماسه لذلك الكتاب راجعا إلى تأثره ببشاعة الحرب لتي كانت قد بلغت ذروتها في تلك الآونة. ثم نراه ينقلب على الزعيم الروحي الهندي غاندي، وينتقد اعتماده على المغزل وبساطة العيش- كوسيلة سلبية لمقاومة الاستعمار الإنجليزي- معتبرا ذلك تبسيطاً وتسطيحاً للأمور أكثر مما ينبغي.
    إن هذا (التوزع) هو ما يهدف هذا الكتاب إبرازه حيث بدأه مؤلفاه بالإشارة إلى أنه كتاب المتناقضات في شخصية طاغور، وأن الغرض منه هو محاولة تحديد الصورة الحقيقية لرابندارانات طاغور بعد مرور خمسين سنة على وفاته.
    وقد منح طاغور جائزة نوبل للآداب في عام 1913 (متجاوزاً الروائي العظيم ليوتولستوي الذي كان في قائمة المرشحين للجائزة). وكان قد نشر- في الفترة من 1908 إلى 1912م أهم أعماله باللغة البنغالية وهي:
    جيتانجالي، أو (القربان الشعري)، وروايته الشهيرة (جورا) ومسرحية واحدة هي (كتب البريد) بالإضافة إلى صفحات من مذكراته.
    وكانت البنغال تموج بالاضطرابات، فلما ظهرت روايته (جورا) توترت العلاقة بينه وبين بني وطنه- متمثلين في دعاة التحرر والهندوس- إذ كانت الرواية تفضح التعصب الهندوسي من خلال قصة حب بين فتى نشأ هندوسياً مخلصاً وفتاة من طائفة البراهمة، وقد لقيت الرواية استياء بالغاً من مواطنيه فنصحه خلصاؤه بالابتعاد في رحلة إلى إنجلترا في عام 1909م. ولم تكن تلك أول مرة يزور فيها بلاد الإنجليز غير أنها كانت زيارة ناجحة إذ كان قد أصاب بعض الشهرة في الأوساط الأدبية الإنجليزية من خلال بعض أشعاره المترجمة إلى اللغة الإنجليزية. وقد استمر اتصال طاغور بحركة الأدب في إنجلترا حتى بعد أن انتهت تلك الرحلة وعاد إلى وطنه فأصبح يحظى بمكانة متميزة في الحياة الأدبية الإنجليزية وذلك ما شجعه على معاودة التفكير في الارتحال بأسرته في عام 1912م حيث تعرف في لندن على الشاعر الإنجليزي و. ب. ييتس؛ ونال إعجاب الشاعر إزرا باوند وبعض الناشرين الإنجليز. وكان طاغور خلال الرحلة البحرية الطويلة قد قام بترجمة بعض قصائد من ديوانه (جيتانجالي) إلى الإنجليزية، نشرتها دار ماكميلان الشهيرة.
    الوحيد الذي لم يرحب بوجود طاغور في لندن هو الفيلسوف الإنجليزي برتراند راسل؛ وقد رد طاغور على ذلك التجاهل بأن علق على إحدى محاضرات راسل بأنها منبتة الصلة بالأمور الهامة في الحياة، خالية من البصيرة.
    وعلى أية حال فقد كان الترحيب به- في مجمله- والدعم كافيين لدفعه إلى تصدر قائمة المرشحين للحصول على جائزة نوبل، فنالها في العام التالي لوصوله إلى إنجلترا، وقد كان عام 1913م نقطة تحول في حياة طاغور، فقد لقيت قصائده (جيتانجالي) ترحيبا من القراء والنقاد وصار نجماً يسعى إلى محاضراته جمهور المثقفين الإنجليز؛ وفي نوفمبر من نفس العام- بعد إعلان الجائزة- صار شخصية عالمية.
    يقول المؤلفان: إن ما بقي من رابندرانات طاغور شعره الساحر وبعض كتابات في السيرة الذاتية، بينما توارى كثير من كتاباته ومنها جانب كبير متصل بالسياسة. وبالرغم من أنه لم يكن وطنيا بالدرجة الكافية ليرضى عنه أبناء جلدته، ومن جهة أخرى، لم يكن مريحاً بالنسبة لنظام مجتمع الإمبراطورية الإنجليزية التي لم تكن الشمس تغادر أملاكها، فإنه- طاغور- قد استقر في الأذهان رمزاً حياً للهند.


    رجب سعد السيد
    التعديل الأخير تم بواسطة ام ايمن; الساعة 22-05-2008, 02:52 AM.

  • Font Size
    #2
    معلومات جميله , اختى الكريمة

    تعليق


    • Font Size
      #3
      شكراً لكِ على الموضوع وعلى المعلومات
      وبالفعل قرات عنه سابقاً ,, ولكنك رسخت
      تلك المعلومات ,, فالشكر لكِ مجدداً ..


      تسرح بخيالك لتلتقط سر اللحظات الجاثمة على صدر الوعود
      فتجهل تماماً ما الذي ينتظرك
      وتُفكر بمواجهة مؤلمة لـ تمزيق لحظة من لحظات العمر
      في مقابل ذلك الخيال وتلك الأفكار ؟؟
      يقبع صمت السكون المرسوم على فنجان القهوة
      وتلك النظرة الحزينة ,, ورجفة الأصابع المنسية
      تؤكد بأن السر ليس في اللحظات وإنما في الأهات الأليمة !!

      تعليق


      • Font Size
        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة ahmed abady مشاهدة المشاركة
        معلومات جميله , اختى الكريمة
        اشكرك على اهتمامك
        موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

        تعليق


        • Font Size
          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة ألم الأمل مشاهدة المشاركة
          شكراً لكِ على الموضوع وعلى المعلومات
          وبالفعل قرات عنه سابقاً ,, ولكنك رسخت
          تلك المعلومات ,, فالشكر لكِ مجدداً ..
          اشكرك على مرورك عطرت صفحتي

          تعليق

          Loading...


          يعمل...
          X