أيقونة الأصاله
...................
يستوطن القلب والذكرى ألَقُ الكلمة الطيبة وبريق الابتسامه التي ترافقها من شفاه البوح بصدق المشاعر التي تنطق بها اللسان وتعبق بها العباره وتحتضنها القلوب كما تحتضن المحاره لؤلؤتها وتنبعث منها قبلات الوجدان والروح في رسائل الشعور والمحبة التي يلوح فيها جمال الروح ويفوح منها دفء المعنى القابع في صميم الحرف ذلك الحرف الذي ينصهر فيه المرء إذ يترافقان الى قلوب الآخرين فتتجسد أواصر الحب الذي هو ارقى وابقى من كل شيء وبه تنحسر الشحناء ويبقى الجمال والمعروف ويمد الانسان بينه وبين بني جلدته الف جسر وجسر من الذوق والاخلاق والمودة والإخاء
بها يكتشف الناس انواعهم ويتعرفون على الوجه المجهول لآصالة معادنهم إذ يلتقون على مائدة التعامل ويتجاذبون اطراف الحديث،،، تلكم هي الكلمة الطيبة وأيقونة الآصالة والذوق مثَلها كشجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابتٌ وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حينٍ بإذن ربها
تظل تحتفظ بها الضلوع وترتاح لها الافئده وتستشري في الخلجات وتمتد بجذور تأثيرها إلى صميم الأعماق ... لها اجراس تدق على مدى جمالها فتصحو المحبة وتنهض الذكرى
إنها الكلمة الطيبة ما أبهى ذلك الطريق التي تظل تصحبك فيه من صميم الذوق والأخلاق الى أفئدة الخلق وقلوبهم فتزرعك فيها كالجبل بأصل ثابتٍ وقامةٍ سامقةٍ شامخةٍ شماءوترفعك كالنجم في سماء
الحب والصداقة والإخاء وتوزعك في ذاكراتهم وتوسعُ لك مكانا بمقدار سحر الكلمة الطيبة في ذكرياتهم فإذا ما حان أن تودعهم تراهم يذرفون منك دموع الوداع التي تهديها لهم أنت من مآقي حزنك عليهم وقتئذ العد التنازلي لبدء لحظة التوديع وينزفون مشاعر الآسى التي تسديها أنت إليهم حيئذ ساعة الصفر ليتحرك عقرب المرارة في تعداد ساعات الفراق ، في تكويم الاشواق ، وفي تجسيم وترسيم الآمال عل وعسى يقدر لجميعكم بتلاقٍ آخر يتم فيه رسم ذكريات أخرى باللقاء ذلكم والاعتناق ... ذلك إذا ما غادرتهم انت وأما إذا هم غادروك فنفس الحال ونفس المآل إضافة إلى أنهم
سيمضون بك معهم أينما مضوا ويحملونك في قلوبهم كالنبض كلما نبضوا ويعودون بك معهم تستوطن القلب وتسكن الذكرى حتى يحين لكم التلاقي مرة اخرى
...
بقلم/عبدالعليم سنان
بقلم/عبدالعليم سنان
تعليق