الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

( في المشورة والنصيحة والتجارب والنظر في العواقب )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • Font Size
    #1

    ( في المشورة والنصيحة والتجارب والنظر في العواقب )

    قال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ( وشاورهم في الأمر )

    وقال ابن عيينه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اراد امراً شاور فيه الرجال، وكيف يحتاج

    إلى المخلوقين والله مدبر امره ، ولكنه تعليم ٌ منه ليشاور الرجل الناس ...

    وقال صلى الله عليه وسلم :" ماخاب من استخار ولاندم من استشار ، ولاافتقر من قصد "

    وقال صلى الله عليه وسلم :" من اعجب برأيه ضل، ومن استغنى بعقله زل "

    وكان يقال ماأستنبط الصواب بمثل المشاورة ..

    وقال حكيم : المشورة موكل بها التوفيق لصواب الرأي .

    وقال الحسن : الرجال ثلاثة فرجلٌ رجل ، ورجلٌ نصف رجل ، ورجلٌ لارجل.

    فأما الرجل الرجل فذو الرأي والمشورة ، واما الرجل الذي هو نصف رجل فالذي له رأي ولايشاور، واما الرجل الذي ليس برجل فالذي ليس له رأي ولايشاور ..

    وقال المنصور لولده : خذ عني إثنتين : لاتقل في غير تفكير ولاتعمل بغير تدبير ..

    وقال الفضل : المشورة فيها بركة واني لأستشير حتى هذه الحبشية الأعجمية .

    وقال اعرابي : لامال اوفر من العقل ، ولافقر اعظم من الجهل، ولاظهر اقوى من المشورة ..

    وقيل من بدأ بالإستخارة وثنى بالإستشارة فحقيق ٌ ان لايخيب رأيه ..

    وقيل الرأي السديد أحمى من البطل الشديد ...

    قال ابوالقاسم النهروندي :

    وما الف مطرور السنان مسدد *** يعارض يوم ِ الروع ِ رأياً مسددا

    وقال علي بن ابي طالبٌ رضي الله عنه : خاطر َ من أستغنى برأيه .

    وسمع محمد بن داوود وزير المأمون قول القائل :

    إذا كنت ذا رأي ٌ فكن ذا عزيمةٌ ٍ *** فإن فساد الرأي أن يترددا

    فأضاف إليه يقول :

    وإن كنت ذا عزم ٍ فأنفذه ُ عاجلاً *** فإن فساد العزم ِ ان يتقيدا
    ولمحمد بن ادريس :

    ذهب الصواب برأيه ِ فكأنما *** آراؤه أشتقت من التأييد
    فإذا دجا خطب تبلج رأيه ُ *** صبحاً من التوفيق ِ والتسديد

    ولمحمد الوراق :

    إن اللبيب إذا تفرق امره *** فتق الأمور مناظراً ومشاورا
    واخو الجهالة يستبد برأيه ِ *** فتراه يعتسف الأمور مخاطرا

    وقال الرشيد حين بدأ له تقديم الأمين على المأمون في العهد :

    لقد بان وجه الرأي لي غير انني *** عدلت عن الأمر الذي كان احزما
    فكيف يُرد الدّر في الضرع بعدما *** توزع حتى صار نهباً مقسما
    أخاف التواء الامر ِ بعد إستوائه ِ *** وان ينقض الحبل الذي كان ابرما

    وقال آخر:

    خليلي ليس الرأي في جنب ِ واحد ٍ *** أشيرا عليّ اليوم َ ماتريان

    ووصف رجلٌ عضد الدولة فقال له : وجه فيه الف عين ، وفم فيه الف لسان ، وصدرٌ فيه ِ الف قلب.

    وقال اردشير بن بابك : اربعة تحتاج إلى اربعة ، الحسب إلى الأدب ، والسرور إلى الأمن، والقرابة إلى المودة، والعقل إلى التجربة ...

    وقال : لاتستحقر الرأي الجزيل من الرجل الحقير ، فإن الدرّة لايستهان بها لهوان غائصها ...

    وقال جعفر بن محمد : لاتكونن اول مشير وإياك َ والرأي الخطير ، وتجنب ارتجال الكلام ، ولاتشيرن على مستبد برأيه ، ولاعلى متلون ، ولا على لحوح ..

    وقيل ينبغي أن يكون المستشار صحيح العلم ، مهذب الرأي ، فليس كل عالم ٍ يعرف الرأي الصائب ، وكم نافذ ٌ في شئ ضعيف في غيره قال ابو الأسود الدؤلي :

    وماكل َ ذي نصح ٍ بمؤتيك َ نصحه ِ *** وماكل ِ مؤت ٍ نصحه ُ بلبيب
    ولكن إذا ما استجمعا عند واحد ٍ *** فحق له ُ من طاعة ٍ بنصيب

    وكان اليونان والفرس لايجمعون وزراءهم على أمر ٍ يستشيرونهم فيه ، وإنما يستشيرون الواحد منهم
    من غير ان يعلم الآخر به لمعان ٍ شتى، منها لئلا يقع بين المستشارين منافسه فتذهب إصابة الرأي .

    وقيل إذا أشار عليك صاحبك َ برأي ولم تحمد عاقبته فلاتجعلن ذلك عليه ِ لوماً وعتاباً بأن تقول انت فعلت وانت اشرت علي ، ولولا انت فهذا كله ضجر ولوم وخفة ..

    وقال افلاطون إذا استشارك عدوك فجرد له النصيحة لأنه بالإستشارة قد خرج من عداوتك إلى موالاتك ..

    وقيل من بذل نصحه وأجتهاده لمن لايشكره فهو كمن بذر في السباخ قال الشاعر :

    بصيرٌ باعقاب ِ الأمور ِ كأنما *** يخاطبه ُ من كل ِ امر ٍعواقبه

    وقال بن المعتّز : المشورة راحةً لك ، وتعب على غيرك.

    وقال الأحنف بن قيس : لاتشاور الجائع حتى يشبع ، ولاالعطشان حتى يروى، ولا الأسير حتى يُطلق، ولا المقل حتى يجد ..

    ولما اراد نوح بن مريم قاضي مرو ان يزوج ابنته استشار جاراً له مجوسياً ، فقال : سبحان الله الناس يستفتونك وانت تستفتيني ، قال : لابد ان تشير عليّ ، قال : إن رئيس الفرس كسرى كان يختار المال،ورئيس الروم قيصر كان يختار الجمال ، ورئيس العرب كان يختار الحسب ، ورئيسك محمد كان يختار الدين ، فانظرلنفسك بمن تقتدي ...

    وكان يقال من أعطي اربعاً لم يمنع اربعاً ، من اعطي الشكر لم يُمنع المزيد ، ومن اعطي التوبة لم يُمنع القبول ، ومن اُعطي الإستخارة لم يُمنع الخيرة ، ومن أعطي المشورة لم يُمنع الصواب ..

    وقيل إذا أستخار الرجل ربه ، واستشار صحبه ، واجهد رأيه فقد قضى ماعليه ، ويقضي الله في امره مايجب ..

    وقال بعضهم : خمير الرأي خيرٌ من فطيره ، وتقديمه خيرٌ من تأخيره .

    وقالت الحكماء : لاتشاور معلماً ، ولا راعي غنم ، ولاكثير القعود مع النساء ، ولاصاحب حاجه يريد قضاءها ، ولاخائفاً ولاحانقاً ..

    وقيل سبعة لاينبغي لصاحب لب ٍ ان يشاورهم : جاهل ، وعدو ، وحسود ، ومراء ، وجبان ، وبخيل ، وذو هوى .

    فإن الجاهل يضل ، والعدو يريد الهلاك ، والحسود يتمنى زوال النعمة ، والمرائي واقف مع رضا الناس ، والجبان من رأيه الهرب ، والبخيل حريص على جمع المال فلا رأي له في غيره ، وذو الهوى اسير هواه فلايقدر على مخالفته ..

    وحكي ان رجلاً من اهل المدينة يُعرف بالأسلمي قال : ركبني دين أثقل كاهلي واشتدت حاجتي إلى مالابد منه وضاقت علي الأرض ولم اهتد ِ إلى مااصنع فشاورت من أثق به من اهل الرأي والمودة فأشار علي بقصد المهلب بن ابي صفرة بالعراق ، فقلت له : تمنعني المشقة وبعد الشقة ، وتيه المهلب فاستشرت آخر فنصحني بما نصحني به الصديق الاول فركبت ناقتي وصحبت رفقة في الطريق وقصدت العراق فلما وصلت دخلت على المهلب فسلمت عليه وقلت له : اصلح الله الامير إني قطعت إليك الدهناء وضربت اكباد الإبل من المدينة أشار إليّ بعض ذوي الحجى ( العقول الراجحة ) والرأي بقصدك لقضاء حاجتي فقال : هل اتيتنا بوسيلة ،او بقرابة اوبعشيرة ، فقلت : لا ولكني رأيتك اهلاً لقضاء حاجتي فإن قمت بها فأهل لذلك انت ، وان يحل دونها حائل ، لم أذم يومك ، ولم أيأس من غدك ، فقال المهلب : لحاجبه أذهب به وادفع إليه مافي خزانة مالنا الساعة ، فأخذني معه فوجدت في خزانته ثمانين الف درهم فدفعها إلي ّ فلما رأيت ذلك لم املك نفسي فرحاً وسروراً ، ثم عاد الحاجب بي إليه مسرعاً فقال : هل ماوصلك يقوم بقضاء حاجتك فقلت نعم ايها الامير وزيادة ، فقال الحمدلله على نجاح سعيك وإجتنابك جني مشورتك ، وتحقق ظن من اشار عليك بقصدنا ، قال الأسلمي : فلما سمعت كلامه وقد أحرزت صلته انشدته وانا واقفٌ بين يديه :

    يامن على الجود ِ صاغ الله راحته ِ *** فليس يُحسن ُ غير البذل ِ والجود
    عمّت عطاياك أهل الارض ِ قاطبةً ** فأنت والجود ِ منحوتان ِ من عود
    من استشار فباب النجح ِ مُنفتح ٍ *** لديه ِ فيما ابتغاه غيرُ مردود

    ومما جاء في النصيحة فقد قال الله تعالى إخباراً عن نوح عليه الصلاة والسلام ( ولاينفعكم نصحي ان اردت ان انصح لكم إن كان الله يريد ان يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون )

    وقال الله تعالى على لسان شعيب عليه السلام ( ونصحت لكم فكيف آسي على قوم ٍ كافرين )

    وقال الله تعالى على لسان صالح عليه السلام ( ونصحت لكم ولكن لاتحبون الناصحين )

    وروي عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله ليه وسلم قال :" إن الدين النصيحة ، قالوا لمن يارسول الله ؟ قال : لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين ، ولعامتهم "

    واعلم ان جرعة النصيحة مرة لايقبلها إلا اولو العزم .

    قال ميمون بن مهران : قال لي عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه : قل لي في وجهي مااكره ، فإن الرجل لاينصح اخاه حتى يقول له في وجهه مايكره ..

    وفي منثور الحكم : ودّك من نصحك ، وقلاك من مشي في هواك .

    وقال ابو الدرداء رضي الله عنه : إن شئتم لأنصحن لكم ، ان احب عباد الله إلى الله الذين يحببون الله تعالى إلى عباده ، ويعملون في الارض ِ نصحاً ..

    ولورقة بن نوفل :

    وقد نصحت لأقوام ٍ وقلت لهم *** إني النذير فلا يُغرركم ُ احد ٌ
    لاشئ مما ترى تبقى بشاشته ُ *** إلا الإله ويردى المال ُ والولد ِ
    لم تُغن َ عن هُرمز ٍ يوماً ذخائرهُ *** والخلد قد حاولت عاد ٍ فما خلدوا


    وقال بعض الخلفاء لجرير بن يزيد : إني قد اعددتك لأمر ، قال : ياامير المؤمنين إن الله تعالى قد أعد لك مني قلباً معقوداً بنصيحتك ، ويداً مبسوطة لطاعتك ، وسيفاً مجرداً على عدوّك ..

    وانشد الأصمعي :

    النصيح أرخص ماباح الرجال فلا *** تردد على ناصح ٍ نُصحاً ولاتلم ُ
    ان النصائح ُ لاتخفي مناهلها *** على الرجال ذوي الألباب والفهم

    ولمعاذ بن مسلم :

    نصحتك والنصيحة إن تعدت *** هوى المنصوح عزلها القبول
    فخالفت الذي لك َ فيه ِ حظٌ *** فنالك َ دون ما املّت غول

    وقيل اشار فيروز بن حصين على يزيد بن المهلب ان لايضع يده في يد الحجاج ، فلم يقبل منه وسار إليه فحبسه وحبس أهله فقال فيروز :

    أمرتك أمراً حازماً فعصيتني *** فأصبحت مسلوب الإمارة نادماً
    أمرتك بالحجاج ِ إذ انت قادر *** فنفسك اولى اللوم إن كنت لائماً
    فما انا بالباكي عليكَ صبابةً *** وما انا بالداعي لترجع َ سالماً


    ويقال من اصفرّ وجهه من النصيحة اسودّ لونه من الفضيحة وقال طرفه بن العبد:

    ولاترفدن النصح من ليس اهله ِ *** وكن حين تستغني برأيك َ غانيا
    وإن امراً يوماً تولى برأيه ِ *** فدعه يصيب الرشد َ او يكُ غاويا

    وفي مثله قال بعضهم :

    من الناس ِ من إن يستشرك فتجتهد*** له ُ الرأي يستغششك ما لم تتابعه
    فلا تمنحنّ الرأي من ليسَ اهله ِ *** فلا أنت محمود ولا الرأي نافعه

    آمل ان يحوز الموضوع على رضاكم ....


    هذا وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...



    أخترته لكم من كتاب " المستطرف
    http://www.t7di.net/vb/showthread.php?t=20643

  • Font Size
    #2
    رد: ( في المشورة والنصيحة والتجارب والنظر في العواقب )

    فعلا ما خاب من استشار

    شكراً لك

    وفى ميزان حسناتك

    تعليق

    Loading...


    يعمل...
    X