مايو، 2008
الخوف من الظلام:وافكار لازاله الخوف
شكر خاص لفتافيت السكر
متى يبدأ الخوف من الظلام عند الطفل؟
إن الطفل ينام نوماً عادياً من ساعة إلى 3 ساعات بعد أن يأوي إلى فراشه، وبعد هذه الساعات يتوجه والداه إلى النوم فيدخلان إلى غرفة الطفل للاطمئـنان عليه، ويكون الطفل في هذه اللحظة في أعمق فترات النوم، وتعرف علمياً بالمرحلة الرابعة، ويفاجآن بأن الطفل يتكور أو يجلس في سريره.. ويبدأ في الصراخ والعويل والبكاء وعيناه مفتوحتان والخوف يبدو على وجهه كما يبدو وكأنه في حالة دفاع عن النفس وأن نبضه سريع وأنه يتحدث إلى أشخاص وهميين بطريقة مبهمة، ولو تدخلت الأم لتهدئة الطفل فيبدو لها أنه لا يفهم ماذا تقول وماذا تريد منه، كما أنه لا يسمعها ولا حتى يعرفها، وإذا سألت الأم طفلها بماذا كان يحلم أجاب أنه لا يعرف ولا يتذكر أي شيء. وقد أثبت العلماء أن الطفل يخاف من الظلام وهو صغير جدا "8" أشهر أو عندما يبلغ 14 شهرا أو 18 شهرا وأن هذا الخوف يصاحبهم حتى سن (4 - 5) أو (6 ـ 7) سنوات.
على الأم العاقلة أن تعرف أن هذا الخوف شيء عادي، وأن عقل الطفل في هذه السن يقوم بواجبه الليلي الطبيعي، أي التوازن بين الخوف والنوم، وأن العقل في حالة سلام طوال الليل، وأن الأطفال في الليل أكثر عرضة للخوف من الكبار، كما وأن الطفل يتمتع بمخيلة واسعة ولهذا يخترع القصص لإبعاد شبح الخوف عنه، أما الخوف عند الكبار فما هو إلا نوع من تضارب الخوف الطبيعي لا يشكل خطورة على الطفل، وأن هذا الخوف لن تزيد مدته عن 5 - 6 دقائق، وإذا اضطرت الأم إلى إبعاد الصغير عن الأسباب التي جعلته يخاف ثم تروي له كيف كان يتصرف وأنه كان يحارب مثل الكبار.. لتشجيعه على عدم الخوف وبالتالي يتغلب هو تلقائياً على هذا الخوف..
أما إذا تكررت هذه الظاهرة وبشكل منتظم وصاحبها هذا الخوف حتى عندما يكبر ويصل سنه إلى 8 ـ 11 عاما؛ فعلى الأم أن تعرض الطفل فورا على طبيب، لأن الصغير في هذه الحالة في حاجة إلى تدخل طبي للعلاج من أعداء وهميين هو مخترعهم في مخيلته.
وبالتالي لن يصاب الطفل بعد العلاج بأي إحراج أو خوف من النوم بمفرده؛ فقد أظهرت الدراسات أن الحرمان من اللمس بالنسبة للأطفال الرضع يعتبر نوعا من الموت جوعا الذي يمكن أن يوقف أو يعوق نموهم الطبيعي وتصل قسوته في بعض الأحيان إلى حد قتل الأطفال.
وقد وجد أن عددا كبيرا من الأطفال الرضع الموجودين في ملجأ يموتون الواحد تلو الآخر، واكتشف بعد التحقيق في الأمر أن المشرفين عليهم يوفرون لهم الغذاء السليم والنظافة المطلوبة والرعاية الطيبة، ولكنهم لا يخصصون وقتا يحملون ويربتون عليهم فيه، وكانت النتيجة أن طفلا من 3 أطفال توفي في العام الأول من عمره، وجاء في التقرير أن هؤلاء الأطفال توفوا نتيجة نقص في جرعات الحب والحنان الممنوحة لهم. أما الأطفال الذين عاشوا فقد ظهرت عليهم علامات الضعف والهزال ويصيبهم نوع من التخلف والفهم العقلي والجسماني.
وفي تجربة ثانية قامت بملاحظة بعض الأطفال المبتسرين "ناقصي النمو" الذين وضعوا في حضانات ولكن سمح لأهاليهم يحملهم لمدة خمس دقائق كل ساعة طوال عشرة أيام متتالية فوجد أنه ينمون بسرعة طبيعية ويكتسبون وزنا ويتمتعون بصحة طيبة بالمقارنة بعدد آخر من الأطفال ناقصي النمو الذين وضعوا في حضانات ولم يسمح لأهاليهم بحملهم، وقد استخلص الباحثون من هذه التجارب أنه إذا كانت حاجة اللمس بهذه الأهمية للإنسان فيمكن استعمالها كوسيلة لعلاج بعض الحالات التي يعاني فيها الناس من الحرمان العاطفي؛ خاصة وأنهم يعتقدون أن اللمس يخفض من نسبة الضغط والتوتر وأن المرضى الذين يعاملون بلطف وحنان تكون فرصتهم في الشفاء أكثر بكثير من الذين يتركون في تجاهل وإهمال..
د.علي رضا
الخوف من الظلام:وافكار لازاله الخوف
شكر خاص لفتافيت السكر
* الخوف من الظلام:
الظلام مشكلة كبيرة يواجهها الصغار بل والكبار أيضاً، فيوجد الكثير منا يخاف من الظلام وخاصة أثناء النوم، إذن ما الحل إذا كنت تخشى أنت الظلام أو يخشاه أي فرد من أفراد أسرتك وخاصة الأطفال؟
إن الخوف مرحلة طبيعية يمر بها الشخص خلال طفولته، وقد يفهمها البعض على أنها حالة من حالات عدم النمو الطبيعي للأطفال والتي تصاحبه في كبره، إلا إنه في واقع الأمر إحدى علامات عدم الفهم الكامل لأي ظاهرة يتعرض لها الإنسان.
فطفلك الصغير لا يعي أن الأشياء موجودة حتى وإذا لم يراها، لأن الأشياء ثابتة لا تتحرك، أي أنه لا يعي أن الظلام يغطي الأشياء التي مازالت موجودة من حولنا لكننا لا نراها فقط.
ونتيجة لحالة عدم الفهم هذه نجد ربطه الدائم بين الأشياء المتحركة والثابتة، ويفسر كل شئ من حوله على أنها أشباح متحركة في الظلام، كما تبدو له اللعب التي يحثها على أنها أشياء مخيفة تتحرك على الرغم من أنها في حالة ثبات.
وكل ذلك شئ طبيعي، لكن الشيء الأهم من ذلك كله هو "كيف" يمكننا مساعدة أطفالنا للتغلب على مراحل الخوف، بل وكيف نحقق لهم الشعور بالأمان، وما هي وسائل مواجهة الخوف؟
* أفكار جريئة:
- شجع طفلك على أن يتحدث ويتكلم عن مخاوفه:
أحياناً كثيرة نتجنب الحديث مع أطفالنا عن مخاوفهم، اعتقاداً منا بأن ذلك سيجعل الأمر أكثر سوءاً. فعلى العكس تماماً، إذا أعطينا الفرصة لأطفالنا لأن يعبروا عن أنفسهم ويتحدثون عن مخاوفهم، ستكون خطوة هامة في فهم هذه المخاوف والتغلب عليها حتى وإذا كان الكلام لن يحل المشكلة بشكل كلي، فهو على الأقل يعلمهم وسيلة مهمة للتعامل مع مشاعرهم. وقد يكون الطفل غير قادر على إخبارك بكل شئ يجول بداخله، فإن رغبتك في الاستماع تكفي لأن تعلمه أن مخاوفه ليس بالأمر المستحيل لكي يتعامل معها.
- إنصت لطفلك عندما يتحدث عن مخاوفه:
إن الكثير منا لا ينصت إلى الأطفال عندما تتحدث عن مخاوفها، بل ونحاول الاستهزاء بها لأننا نعلم أن مخاوفهم هذه لا وجود لها مثل قولك (لا تكن جبان، فلا يوجد أشباح في حجرتك). صحيح أنه يجب عليك أن تعلمهم عدم الخوف وأن تخبرهم بعدم وجود الأشباح لكنه من الهام أيضاً أن تعترف وتقدر مخاوفهم هذه ويكون تعقيبك على النحو التالي:
"أعرف إنك تخاف من الظلام، تحد ث عن أسباب مخاوفك هذه، لكنه في نفس الوقت يجب أن تعلم انه لا يوجد شئ يؤذي في الظلام".
وحاول أن تتفقد معه المكان الذي يشعر منه بالخوف. وستجد الإصرار منه على الخوف على الرغم من محاولاتك المريرة والتي لن يتخلص منها إلا بعد ما يمر بمرحلة عمرية متقدمة.
لكن التعامل مع هذه المخاوف باحترام وبدون التصغير من شأن الطفل سيسهل عملية التغلب عليها بأسرع ما يمكن وحتى لا تتحول إلى حالة مرضية.
- قدم يد العون والمساعدة لطفلك:
يجب عليك أن تنمي روح الاعتماد على النفس عند طفلك، لكنه في نفس الوقت لزاماً عليك أن تمد له يد المساعدة عند الاحتياج إليك وخاصة في الأمور التي تتعلق بالمشاعر والجوانب النفسية، فلا مانع أن تقف بجانب طفلك عندما يتعرض للخوف (وخاصة الخوف من الظلام) بأن تمكث بجانبه حتى ينام ، أو أن تتحدث معه لبعض من الوقت حتى تتلاشى مخاوفه.
- علم طفلك التحكم في النفس:
توجد غريزة داخل الأطفال تمكنهم من التغلب على مخاوفهم. فكثيراً ما يطلب الطفل سماع القصص المخيفة، بل ويلجأ في طريقة لعبه إلى تمثيل دور الأشباح والأشرار التي يثير بها نظرائه من الأطفال. وقد يستخدم مثل هذه اللعب أو سماع القصص التي يغلب عليها طابع الإثارة كوسيلة طبيعية وتلقائية للتغلب على مخاوفه. ويركز الطفل على مخاوف بعينها لمدة أسابيع وأحياناً لمدة أشهر وإذا لم يتغلب عليها بالوسائل الدفاعية الطبيعية، لابد من اللجوء إلى المساعدة الطبية المباشرة أو غير المباشرة.
- علم طفلك اكتساب المهارات:
تجربة الخوف التي يمر بها طفلك، هي في واقع الأمر فرصة حقيقية لتعليمه اكتساب بعض المهارات التي يستفيد منها فيما بعد طيلة حياته.
علم طفلك كيف يبحث داخل مخاوفه، كيف يكتشفها كيف يواجهها، وأخيراً كيف يجد الطرق والسبل الملائمة التي تشعره بالأمان.
- وعملية البحث تتضمن الأشياء التالية:
- الحصول على المعلومات من الآخرين، أو بحث الشيء الذي يثير مخاوف الطفل (مثل حجرة نومه على سبيل المثال).
- مواجهة الخوف بطرق بسيطة ولذيذة وليكن عن طريق المداعبة (مثل تغطية وجه الطفل بالبطانية ليشعر بالظلام ثم إماطتها ليشعر بالنور، أو عمل نفس الشيء عن طريق مفتاح المصباح الكهربائي بغلقه ثم بفتحه ليشعر بالفارق بين الظلام والنور، مع أخذ شئ هام في الاعتبار وهو أن يقوم الطفل بعمل ذلك بنفسه لتنمى مهارات التحكم لديه).
- توفير الأشياء التي تشعره بالأمان وتبدد مخاوفه من الظلام إما عن طريق توفير إضاءة خافتة في حجرة النوم، أو بوضع لعبته المفضلة بجانبه في الفراش لكي لا يشعر بوحدته.
- تنمية مهارات التفكير لديه وخلق الأفكار، لأن الخوف يشعر الإنسان بالضعف. ولكن بإخراج الأفكار يستطيع الإنسان التعامل مع الخوف وتساعده على استعادة بعض القوى التي فقدها.
***********
الظلام مشكلة كبيرة يواجهها الصغار بل والكبار أيضاً، فيوجد الكثير منا يخاف من الظلام وخاصة أثناء النوم، إذن ما الحل إذا كنت تخشى أنت الظلام أو يخشاه أي فرد من أفراد أسرتك وخاصة الأطفال؟
إن الخوف مرحلة طبيعية يمر بها الشخص خلال طفولته، وقد يفهمها البعض على أنها حالة من حالات عدم النمو الطبيعي للأطفال والتي تصاحبه في كبره، إلا إنه في واقع الأمر إحدى علامات عدم الفهم الكامل لأي ظاهرة يتعرض لها الإنسان.
فطفلك الصغير لا يعي أن الأشياء موجودة حتى وإذا لم يراها، لأن الأشياء ثابتة لا تتحرك، أي أنه لا يعي أن الظلام يغطي الأشياء التي مازالت موجودة من حولنا لكننا لا نراها فقط.
ونتيجة لحالة عدم الفهم هذه نجد ربطه الدائم بين الأشياء المتحركة والثابتة، ويفسر كل شئ من حوله على أنها أشباح متحركة في الظلام، كما تبدو له اللعب التي يحثها على أنها أشياء مخيفة تتحرك على الرغم من أنها في حالة ثبات.
وكل ذلك شئ طبيعي، لكن الشيء الأهم من ذلك كله هو "كيف" يمكننا مساعدة أطفالنا للتغلب على مراحل الخوف، بل وكيف نحقق لهم الشعور بالأمان، وما هي وسائل مواجهة الخوف؟
* أفكار جريئة:
- شجع طفلك على أن يتحدث ويتكلم عن مخاوفه:
أحياناً كثيرة نتجنب الحديث مع أطفالنا عن مخاوفهم، اعتقاداً منا بأن ذلك سيجعل الأمر أكثر سوءاً. فعلى العكس تماماً، إذا أعطينا الفرصة لأطفالنا لأن يعبروا عن أنفسهم ويتحدثون عن مخاوفهم، ستكون خطوة هامة في فهم هذه المخاوف والتغلب عليها حتى وإذا كان الكلام لن يحل المشكلة بشكل كلي، فهو على الأقل يعلمهم وسيلة مهمة للتعامل مع مشاعرهم. وقد يكون الطفل غير قادر على إخبارك بكل شئ يجول بداخله، فإن رغبتك في الاستماع تكفي لأن تعلمه أن مخاوفه ليس بالأمر المستحيل لكي يتعامل معها.
- إنصت لطفلك عندما يتحدث عن مخاوفه:
إن الكثير منا لا ينصت إلى الأطفال عندما تتحدث عن مخاوفها، بل ونحاول الاستهزاء بها لأننا نعلم أن مخاوفهم هذه لا وجود لها مثل قولك (لا تكن جبان، فلا يوجد أشباح في حجرتك). صحيح أنه يجب عليك أن تعلمهم عدم الخوف وأن تخبرهم بعدم وجود الأشباح لكنه من الهام أيضاً أن تعترف وتقدر مخاوفهم هذه ويكون تعقيبك على النحو التالي:
"أعرف إنك تخاف من الظلام، تحد ث عن أسباب مخاوفك هذه، لكنه في نفس الوقت يجب أن تعلم انه لا يوجد شئ يؤذي في الظلام".
وحاول أن تتفقد معه المكان الذي يشعر منه بالخوف. وستجد الإصرار منه على الخوف على الرغم من محاولاتك المريرة والتي لن يتخلص منها إلا بعد ما يمر بمرحلة عمرية متقدمة.
لكن التعامل مع هذه المخاوف باحترام وبدون التصغير من شأن الطفل سيسهل عملية التغلب عليها بأسرع ما يمكن وحتى لا تتحول إلى حالة مرضية.
- قدم يد العون والمساعدة لطفلك:
يجب عليك أن تنمي روح الاعتماد على النفس عند طفلك، لكنه في نفس الوقت لزاماً عليك أن تمد له يد المساعدة عند الاحتياج إليك وخاصة في الأمور التي تتعلق بالمشاعر والجوانب النفسية، فلا مانع أن تقف بجانب طفلك عندما يتعرض للخوف (وخاصة الخوف من الظلام) بأن تمكث بجانبه حتى ينام ، أو أن تتحدث معه لبعض من الوقت حتى تتلاشى مخاوفه.
- علم طفلك التحكم في النفس:
توجد غريزة داخل الأطفال تمكنهم من التغلب على مخاوفهم. فكثيراً ما يطلب الطفل سماع القصص المخيفة، بل ويلجأ في طريقة لعبه إلى تمثيل دور الأشباح والأشرار التي يثير بها نظرائه من الأطفال. وقد يستخدم مثل هذه اللعب أو سماع القصص التي يغلب عليها طابع الإثارة كوسيلة طبيعية وتلقائية للتغلب على مخاوفه. ويركز الطفل على مخاوف بعينها لمدة أسابيع وأحياناً لمدة أشهر وإذا لم يتغلب عليها بالوسائل الدفاعية الطبيعية، لابد من اللجوء إلى المساعدة الطبية المباشرة أو غير المباشرة.
- علم طفلك اكتساب المهارات:
تجربة الخوف التي يمر بها طفلك، هي في واقع الأمر فرصة حقيقية لتعليمه اكتساب بعض المهارات التي يستفيد منها فيما بعد طيلة حياته.
علم طفلك كيف يبحث داخل مخاوفه، كيف يكتشفها كيف يواجهها، وأخيراً كيف يجد الطرق والسبل الملائمة التي تشعره بالأمان.
- وعملية البحث تتضمن الأشياء التالية:
- الحصول على المعلومات من الآخرين، أو بحث الشيء الذي يثير مخاوف الطفل (مثل حجرة نومه على سبيل المثال).
- مواجهة الخوف بطرق بسيطة ولذيذة وليكن عن طريق المداعبة (مثل تغطية وجه الطفل بالبطانية ليشعر بالظلام ثم إماطتها ليشعر بالنور، أو عمل نفس الشيء عن طريق مفتاح المصباح الكهربائي بغلقه ثم بفتحه ليشعر بالفارق بين الظلام والنور، مع أخذ شئ هام في الاعتبار وهو أن يقوم الطفل بعمل ذلك بنفسه لتنمى مهارات التحكم لديه).
- توفير الأشياء التي تشعره بالأمان وتبدد مخاوفه من الظلام إما عن طريق توفير إضاءة خافتة في حجرة النوم، أو بوضع لعبته المفضلة بجانبه في الفراش لكي لا يشعر بوحدته.
- تنمية مهارات التفكير لديه وخلق الأفكار، لأن الخوف يشعر الإنسان بالضعف. ولكن بإخراج الأفكار يستطيع الإنسان التعامل مع الخوف وتساعده على استعادة بعض القوى التي فقدها.
***********
متى يبدأ الخوف من الظلام عند الطفل؟
إن الطفل ينام نوماً عادياً من ساعة إلى 3 ساعات بعد أن يأوي إلى فراشه، وبعد هذه الساعات يتوجه والداه إلى النوم فيدخلان إلى غرفة الطفل للاطمئـنان عليه، ويكون الطفل في هذه اللحظة في أعمق فترات النوم، وتعرف علمياً بالمرحلة الرابعة، ويفاجآن بأن الطفل يتكور أو يجلس في سريره.. ويبدأ في الصراخ والعويل والبكاء وعيناه مفتوحتان والخوف يبدو على وجهه كما يبدو وكأنه في حالة دفاع عن النفس وأن نبضه سريع وأنه يتحدث إلى أشخاص وهميين بطريقة مبهمة، ولو تدخلت الأم لتهدئة الطفل فيبدو لها أنه لا يفهم ماذا تقول وماذا تريد منه، كما أنه لا يسمعها ولا حتى يعرفها، وإذا سألت الأم طفلها بماذا كان يحلم أجاب أنه لا يعرف ولا يتذكر أي شيء. وقد أثبت العلماء أن الطفل يخاف من الظلام وهو صغير جدا "8" أشهر أو عندما يبلغ 14 شهرا أو 18 شهرا وأن هذا الخوف يصاحبهم حتى سن (4 - 5) أو (6 ـ 7) سنوات.
على الأم العاقلة أن تعرف أن هذا الخوف شيء عادي، وأن عقل الطفل في هذه السن يقوم بواجبه الليلي الطبيعي، أي التوازن بين الخوف والنوم، وأن العقل في حالة سلام طوال الليل، وأن الأطفال في الليل أكثر عرضة للخوف من الكبار، كما وأن الطفل يتمتع بمخيلة واسعة ولهذا يخترع القصص لإبعاد شبح الخوف عنه، أما الخوف عند الكبار فما هو إلا نوع من تضارب الخوف الطبيعي لا يشكل خطورة على الطفل، وأن هذا الخوف لن تزيد مدته عن 5 - 6 دقائق، وإذا اضطرت الأم إلى إبعاد الصغير عن الأسباب التي جعلته يخاف ثم تروي له كيف كان يتصرف وأنه كان يحارب مثل الكبار.. لتشجيعه على عدم الخوف وبالتالي يتغلب هو تلقائياً على هذا الخوف..
أما إذا تكررت هذه الظاهرة وبشكل منتظم وصاحبها هذا الخوف حتى عندما يكبر ويصل سنه إلى 8 ـ 11 عاما؛ فعلى الأم أن تعرض الطفل فورا على طبيب، لأن الصغير في هذه الحالة في حاجة إلى تدخل طبي للعلاج من أعداء وهميين هو مخترعهم في مخيلته.
وبالتالي لن يصاب الطفل بعد العلاج بأي إحراج أو خوف من النوم بمفرده؛ فقد أظهرت الدراسات أن الحرمان من اللمس بالنسبة للأطفال الرضع يعتبر نوعا من الموت جوعا الذي يمكن أن يوقف أو يعوق نموهم الطبيعي وتصل قسوته في بعض الأحيان إلى حد قتل الأطفال.
وقد وجد أن عددا كبيرا من الأطفال الرضع الموجودين في ملجأ يموتون الواحد تلو الآخر، واكتشف بعد التحقيق في الأمر أن المشرفين عليهم يوفرون لهم الغذاء السليم والنظافة المطلوبة والرعاية الطيبة، ولكنهم لا يخصصون وقتا يحملون ويربتون عليهم فيه، وكانت النتيجة أن طفلا من 3 أطفال توفي في العام الأول من عمره، وجاء في التقرير أن هؤلاء الأطفال توفوا نتيجة نقص في جرعات الحب والحنان الممنوحة لهم. أما الأطفال الذين عاشوا فقد ظهرت عليهم علامات الضعف والهزال ويصيبهم نوع من التخلف والفهم العقلي والجسماني.
وفي تجربة ثانية قامت بملاحظة بعض الأطفال المبتسرين "ناقصي النمو" الذين وضعوا في حضانات ولكن سمح لأهاليهم يحملهم لمدة خمس دقائق كل ساعة طوال عشرة أيام متتالية فوجد أنه ينمون بسرعة طبيعية ويكتسبون وزنا ويتمتعون بصحة طيبة بالمقارنة بعدد آخر من الأطفال ناقصي النمو الذين وضعوا في حضانات ولم يسمح لأهاليهم بحملهم، وقد استخلص الباحثون من هذه التجارب أنه إذا كانت حاجة اللمس بهذه الأهمية للإنسان فيمكن استعمالها كوسيلة لعلاج بعض الحالات التي يعاني فيها الناس من الحرمان العاطفي؛ خاصة وأنهم يعتقدون أن اللمس يخفض من نسبة الضغط والتوتر وأن المرضى الذين يعاملون بلطف وحنان تكون فرصتهم في الشفاء أكثر بكثير من الذين يتركون في تجاهل وإهمال..
د.علي رضا
تعليق