السؤآل
ما معنى قوله تعالى ( يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) ؟!
الجوآب
أقول : هذه الآية واضحة الدلالة ليس فيها شيء يوجب الإشكال
وبيان ذلك أن يُقال :
اعلم - رحمك الله تعالى - أن القدر نوعان :
الأول : القدر المطلق : ويراد به ما قد كتب في أم الكتاب أي اللوح المحفوظ فإن هذا التقدير ثابت لا يتبدل ولا يتغير ولا يزاد فيه ولا ينقص ، وهذا هو المراد بقوله تعالى ( وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) ،
وبناء عليه فالآجال والأرزاق والأعمال وغيرها التي كتبت في أم الكتاب ثابتة لا يعتريها شيء من التغيير أو التبديل .
الثاني : القدر المعلّق : وهو ما في صحف الملائكة ، فهذا هو الذي يقع فيه المحو والإثبات حتى يستقر على ما في اللوح المحفوظ ، فإن الله تعالى قد أمر الملك أن يكتب له أجلاً ، وقال : إن وصل رحمه زدته كذا وكذا ، والملك لا يعلم أيزداد أم لا ؟ لكن الله تعالى يعلم ما يستقر عليه الأمر ، فإذا جاء الأجل لا يتقدم ولا يتأخر ،
وكذلك يقال في الأرزاق والمصائب ونحوها ، فإنه قد يُثبت منها أشياء في الكتب التي بأيدي الملائكة ، وقد يُمحي منها أشياء ، وذلك كله داخل تحت قوله تعالى ( يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ ) ، فهذا المحو والإثبات إنما يكون في الصحف التي بأيدي الملائكة ، وكل ذلك قد كتب في أم الكتاب ، أعني الأقدار وأسبابها ، فلا تبديل ولا محو ولا إثبات فيما كتب في اللوح المحفوظ .
والله أعلم
الشيخ : وليد بن راشد بن سعيدان