تويت
الموصلية أو حق الوصول لذوي الإعاقة
أن الحديث عن الدمج الاجتماعي والمهني لذوي الإعاقة ،لابد أن يسبقه التفكير في تخصيص فضاءات وأماكن مكيفة(أرصفة..ممرات خاصة بذوي الاعاقة..الخ)للوصول الى أماكن الدراسة أو التكوين أو العمل.
هذا الإشكال المرتبط بالموصلية أو حق الوصول يتحدد على مستوى الذهنية الجماعية،مما يجعلنا نتساءل: هل بإمكاننا قبول أن المجتمع برمته غير معني بمسألة ذوي الإعاقة...؟؟؟وبإمكانية تنمية كفاءات خاصة من أجل تسهيل تنقلهم في فضاءات معمارية مكيفة..؟؟
إن الإعاقة البدنية تبرز لما يكون عدم توافق بين الشخص والتهيئة المعمارية الموجودة،والتي بدورها تخلق أو تزيل الإعاقة البدنية(الشخص ذو الإعاقة في تهيئة عمرانية مكيفة وسليمة يعد شخصا غير معوق،وعلى العكس فإن الشخص المعافى في تهيئة عمرانية غير مكيفة وغير سليمة يعتبر شخصا معوقا)
هذه المقاربة تتناول المعمار في علاقته مع ذوي الاعاقة،اذ تقترب من التي أقرتها هيئات مثل منظمة الصحة العالمية التي تميز بين العجز الذي يعد خاصية فردية مرتبطة باضطرابات وظيفية(سمعية،بصرية،حركية ،او ذهنية)بينما الإعاقة تعد نتيجة اجتماعية لهذا القصور او الاضطراب الوظيفي.
في الجزائر نلاحظ افتقارا كبيرا لفضاءات التنقل وحق الوصول للأشخاص ذوي الإعاقة،فالمجموعات السكنية التي تشيد قصد حل مشكلة السكن تؤدي غالبا إلى إقصاء الأشخاص ذوي الاعاقة الذين لا يجدون المرافق والممرات الخاصة بتنقلهم.ومن هنا يبدو أننا نتناسة او نتجاهل وجود اشخاص ذوو إعاقة،والذين من حقهم على المجتمع أن يوفي بمسؤولياته اتجاههم ويضمن لهم التكيف والدمج المهني والاجتماعي،وذلك بضمان الحد الأدنى من الحقوق على الاقل وهو حق الوصول الى الأماكن العامة ،وحرية التنقل التي أقرتها الاتفاقيات الدولية،واقرها الدستور،وأقرها قانون المعوق لسنة 2002.
بقلم :أسير التحدي( الطاهر بوصبع)