الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نهـاية الحيرة بين القلب والعـقل . .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • Font Size
    #1

    نهـاية الحيرة بين القلب والعـقل . .





    . .


    إن الآيات التي تؤكد أن القلب موطن أقوى القيم والمبادئ والمشاعر التي يعيش بها الإنسان ويعيش عليها كثيرة ,
    فلا عجب أن يعطي الله سبحانه وتعالى القلب أهم مماننسبه للعقل من صفات وهي الفهم والإدراك والوعي ,,
    فيقول : { أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب ٍ أقفالها } ..-محمد :24- ولم يقل على عقول ٍ أقفالها ,
    وقوله تعالى : [ صرف الله قلوبهم بأنهم قوم ٌ لايفقهون ] .. ولم يقل صرف عقولهم ,
    أما في قوله تعالى :[ أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذانٌ يسمعون بها ] .. فيتأكد دور العقل هنا بمعنى التفكير والتأمل والوعي ..



    وإذا عدنا إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه " استفتِ قلبك , واستفت نفسك : البرُّ ما أطمأنت إليه النفس ,
    والإثم ماحاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك " ..
    وجدنا أنه يجعل من القلب " دليل" الحقيقة و" شعاع" المعرفة ,
    ويجعل من مشاعر الإنسان وليس حواسه انطلاق رؤية " البصيرة" فكان قوله تعالى :[ فإنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ]
    ومن هنا كان القلب مصدر تقوى الإنسان وليس عقله ,
    لأن خاصة العقل قد أصبحت شيئاً واحداً من مهام القلب ,
    فإذا كان العقل يقوم بمهمة القدرة على " التمييز "
    فإن القلب الذي يختار الأجمل والأصح والأحق , واختيار القلب العامر بالإيمان فيه أغلب الأحوال الصواب لأنه يرى بالبصيرة ,
    واستفتاء العامر بالتقوى يؤدي إلى الحق الصحيح الصريح الذي لايؤدي إلى الخلاف مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها ..



    والإسلام دين الفطرة , لهذا خلق الله بيننا أناساً يرون أبعد مما تراه أبصارهم , ويشعرون بأبعد مما تدركه حواسهم وتلك "فراسة المؤمن "
    التي حذّر منها الرسول صلى الله عليه وسلم الذين لايفقهون وقال : " اتقوا فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله " -رواه الترمذي-


    الآيات التي ذكرت " العقل " في القرآن الكريم كثيرة ولكنها في مجملها تذكرهبمعنى الدعوة للتأمل والتفكير والعلم والإدراك ..
    مثل قوله تعالى : [ قد بيّنا لكم الأيات لعلكم تعقلون]
    وقوله تعالى :[ إن في ذلك لأيات لقومٍ يعقلون ]
    وقوله تعالى :[وللدار الآخرة خيرٌ للذين يتقون أفلا تعقلون ]
    وفي معان ٍ أخرى يرتبط العقل بالعلم , والعلم وعي يقود إلى تعميق الإيمان مثلما نجد في قوله تعالى :[وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون]



    وقد اختلف العلماء في ماهية العقل وموضعه بهذه المعاني فقيل محله الدماغ وهو قول أبي حنيفة . ويرىآخرون أنه في القلب كما رُوي عن الشافعي ..
    بدليل قوله تعالى :[فتكون لهم قلوبٌ يعقلون بها ]
    وقوله تعالى :[ إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب ]
    وقلب هنا بمعنى عقل , وقد آثر بعض أهل المعرفة الجمع بين الرأيين فقالوا :
    ( العقل جوهر مضيء خلقه الله في الدماغ وجعل نوره في القلب يدرك به المعلومات بالوسائط والمحسوسات بالمشاهدة )
    ويضيف آخرون إلى هذا المعنى أن العقل : ( نور وضعه الله في القلب كالنور في العين وهو يزيد وينقص , ويذهب ويعود ,
    وكما يدرك بالبصر شواهد الأمور كذلك يدرك بنور القلب المحجوب والمستور , وعمى القلب كعمى البصر )
    وذلك مستمد من قوله تعالى : [ فإنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ]


    وفي هذا الإطار جاءت أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم تتحدث عن العقل على أنه "بصيرة " القلب أو " شعاع "يسلط ضوءه على
    ماخفي على الحواس لمسه , وعلى العقل الذي في الدماغ إدراكه ..
    ولكن هناك أمور لايمكن الشعور بها إلا بقلب ٍ مطمئن بالإيمان , قلب تقود فيه " البصيرة " مسيرة " البصر "..



    فإذا كان العقل بمعنى البصيرة وعمل الناس بهدي بصائرهم لا أبصارهم لكملت لهم سعادة الدنيا والآخرة ولعرفوا حقيقة الأشياء
    لاكما تبدو لهم في "مظهرها" , ولكن كما تبدو في "جوهرها" ..
    ولما اغتر أحدهم بما هو زائل من نعيم الدنيا ,
    ولهان مايتقاتل عليه الناس من سلطان أو جاه أو مال ,
    ولآثروا "متع الشعور " على "متع الحواس " وذاقوا "حلاوة الإيمان" في أفضل الأعمال التي يهدي إليا العقل ,



    فعن عائشة رضي الله عنها قالت : "قلت يارسول الله بمَ يتفاضل الناس في الدنيا ؟ قال :
    بالعقل . قلت : وفي الآخرة ؟ قال :بالعقل . قلت :إنما يجزون بأعمالهم , فقال عليه الصلاة والسلام :
    ياعائشة وهل عملوا إلا بقدر ما أعطاهم عز وجل من عقل ؟ بقدر مااعطوا من العقل كانت أعمالهم وبقدر ماعملوا يجزون ".

    وعن سعيد بن المسيب أن عمر وأبي بن كعب وأبا هريرة دخلوا على الرسول صلى الله عليه وسلم فقالوا :
    "يارسول الله من اعلم الناس ؟ فقال : العاقل , قالوا : فمن أفضل الناس ؟ قال : العاقل .
    قالوا: فمن اعبد الناس ؟ قال : العاقل " ..
    ويقول عليه الصلاة والسلام : "إنما يرتفع العباد غداً في الدرجات الزلفى من ربهم على قدر عقولهم " .. ..
    وبالعقل يتم الإيمان, لأن الإيمان يهدي إلى الحق , ومعرفة الحق تقود للعمل به لهذا يقول عليه الصلاة والسلام :
    " ماتمّ إيمان عبد ولا استقام دينه حتى يكمل عقله "





  • Font Size
    #2
    رد: نهـاية الحيرة بين القلب والعـقل . .

    مقال جميل جدا
    نفع الله بك

    تعليق


    • Font Size
      #3
      رد: نهـاية الحيرة بين القلب والعـقل . .

      بارك الله فيك

      تعليق


      • Font Size
        #4
        رد: نهـاية الحيرة بين القلب والعـقل . .

        بارك الله فيك

        تعليق


        • Font Size
          #5
          رد: نهـاية الحيرة بين القلب والعـقل . .

          بسبوسه

          المحبة لدينها

          دمعه عمر

          شكراً لكم

          تعليق


          • Font Size
            #6
            رد: نهـاية الحيرة بين القلب والعـقل . .

            سُبحان الله

            تعليق


            • Font Size
              #7
              رد: نهـاية الحيرة بين القلب والعـقل . .

              تعليق


              • Font Size
                #8
                رد: نهـاية الحيرة بين القلب والعـقل . .

                المشاركة الأصلية بواسطة أتمنى رضا ربي مشاهدة المشاركة
                شكراً لكِ

                تعليق


                • Font Size
                  #9
                  رد: نهـاية الحيرة بين القلب والعـقل . .

                  بارك الله فيك


                  وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ... صدق الله العظيم

                  تعليق


                  • Font Size
                    #10
                    رد: نهـاية الحيرة بين القلب والعـقل . .

                    جزاكي الله كل خير

                    تعليق


                    • Font Size
                      #11
                      رد: نهـاية الحيرة بين القلب والعـقل . .

                      القبطان عادل

                      الوردة الجريحة

                      شكراً لكما

                      تعليق

                      Loading...


                      يعمل...
                      X