تويت
نابلس تحتضن العرس الجماعي لذوي الاحتياجات الخاصة
نابلس تزف 46 عريسا وعروسة من ذوي الاحتياجات الخاصة
القدس : 12 أيار 2011
نابلس تزف 46 عريسا وعروسة من ذوي الاحتياجات الخاصة
نابلس -
من ميساء بشارات - تبدو الفرحة عارمة على وجه العريس نضال صالح البدوي (30 عاما) من مدينة نابلس الذي سيتوج مساء اليوم عريسا لـ"فاطمة" التي عشقها من اول نظرة ومن اول لقاء عابر منذ ما يقارب العام.
وينتظر 23 عريسا من مختلف محافظات الضفة الغربية الساعات المتبقية لحلول مساء هذا اليوم الربيعي الجميل، بفارغ الصبر ليدخلوا القفص الذهبي ضمن العرس الجماعي الاول لذوي الاحتياجات الخاصة والذي سيقام في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية.
ويجد البدوي، الذي يعاني من ضعف البصر واعاقة حركية، في مشاركته في العرس الجماعي مع مثيليه من ذوي الاحتياجات الخاصة فرصة كبيرة ليثبت للناس والمجتمع المحيط به انه لا يقل عنهم شيئا، ومن حقه ان يمارس دوره الطبيعي في اختيار فتاة احلامه وانجاب الاطفال وتحمل المسؤولية.
وأصر الشاب مراد عطى شحادة (30 عاما) من كفر قليل جنوب نابلس، الذي يعاني من اعاقة حركية، على المشاركة في العرس الجماعي على الرغم من عدم امكانية حضور خطيبته المقيمة في الأردن في هذا التوقيت.
ويقول شحادة: "العرس الجماعي يمثل فرصة لنا (ذوي الاحتياجات الخاصة) لنثبت للمجتمع اننا قادرون ولنا حقوق مثلهم ولا ينقصنا شيئا، وليغيروا النظرة السلبية التي ينظرون بها الينا".
ويضيف باستياء: "الجميع يرى اننا اقل منهم، واننا عالة على المجتمع ولا يحق لنا ممارسة حقوقنا او المطالبة بها، لقد سئمت هذه النظرة ونريد اثبات العكس".
وتنتظر خطيبة البدوي فاطمة (22عاما) وهي سليمة العقل والجسد على احر من الجمر السويعات الباقية ليحل المساء وتزف الى عريسها.
ولا تجد فاطمة ضيرا في اختيارها لنضال على الرغم من اعاقته، بل تشعر بفخر كبير به، وتنتظر بلهفة الساعات المتبقية للعرس الجماعي ليشبكا يديهما كعصفورين عاشقين يتقاسما مشوار الحياة بحلوها ومرها.
وتشير العروسة فاطمة التي انهت دراسة التمريض حديثا: "تقدم لخطبتي الكثير من الشبان الذين لا يعانون من شيئ، الا انني اخترت نضال لطيبة قلبه وحنانه، وثقافته الواسعة، وصبره على الحياة".
واختار جميع المشاركون من العرسان المشاركة في هذا العرس الجماعي للمشاركة الواسعة من قبل الحضور ومن مختلف انحاء محافظات الضفة، ولان الفرحة سوف تكون عامة، كما انه يشكل فرصة كبيرة لاثبات الذات وطرد النظرة السلبية عنهم.
ويقول البدوي: "سوف يكون عرسا حقيقيا يشاركني فيه كل الناس وهو فرصة جيدة ليعلم الجميع وعبر وسائل الاعلام التي ستأتي لتغطية الحدث. اننا بشر ولنا حقوق نمارسها مثل الأشخاص السليمين".
ويتابع بسعادة: "سوف يكون عرسا بمعنى العرس".
ويشير شحادة الى ان "هذا الحدث سوف يبعث الأمل في نفوس ذوي الاحتياجات الخاصة على اختلاف اعاقتهم".
ويعتبر هذا العرس الاول من نوعه في اراضي الضفة الغربية، من حيث العدد والاعداد والتحضير، والذي يتسم بالمحافظة على التراث الفلسطيني والتقاليد الفلسطينية ليبرز صورة مدينة نابلس، عروس الشمال، بالدور الريادي والحضاري ولاعادتها للصدارة على كافة الأصعدة لا سيما بعد أن عانت طويلا من الوضع الاقتصادي المزري.
ويقول البدوي بثقة عالية: "سوف يشارك في العرس عرسان من بلدات مختلفة يعانون من اعاقات جسدية مختلفة، ليتحدوا الاوضاع الصعبة والنظرة السلبية وليسمعوا الجميع انهم اصحاب شأن، وانه لا فرق بينهم وبين غيرهم شيئا".
ويضيف: "سعادتي لا توصف، ولم اتوقع في يوم من الايام انني ساشارك بمثل عرس هكذا، سيكون جميلا ان شاء الله".
وأكد العريسان البدوي وشحادة ان ذوي الاحتياجات الخاصة "هم اناس قادرون على الانتاج والابداع والابتكار وعلى العطاء وممارسة حياتهم بشكل طبيعي ولكنهم بحاجة إلى دعم المجتمع".
ورأت اللجنة العليا المنظمة للعرس الجماعي لذوي الاحتياجات الخاصة انه "خطوة لتغيير نظرة المجتمع السلبية الى هذه الفئة لدمجهم مع المجتمع".
ويقول الناطق الرسمي باسم العرس الجماعي، وعضو الاتحاد العام الفلسطيني لذوي الإعاقة سامر عقروق ان "هدف المشاركة في العرس الجماعي هو دمج هذه الشريحة المهمشة بالمجتم، كما انها تأتي بمثابة اعتراف بحقها في الحياة والعيش والزواج وتحمل المسؤولية، اضافة الى حقهم في تكوين اسرة كباقي البشر السليمين".
ويضيف ان لهذا العرس هدف آخر لا يقل اهمية عن الاول وهو "تجنيد وجهة نظر المجتمع نحو هذه الفئة واحداث ثقافة اجتماعية جديدة والغاء النظرة الدونية التي ينظر اليها لذوي الاحتياجات الخاصة على انهم اناس اقل منا، وخاصة ان جميع الفتيات المشاركات بالعرس هن سليمات العقل والجسد".
وسيقام الحدث تحت رعاية رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، وبمشاركة ممثل عن سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة.
وعملت الهيئة الاماراتية الخيرية، عن طريق منسقها في الاراضي الفلسطينية، على ايلاء هذا العرس الجماعي الاول اهمية كبيرة، وعملت على اختيار هؤلاء الشبان لمساعدتهم على الارتباط بشريكة الحياة من خلال توفير كافة الإمكانيات لتحقيق ذلك.
وأشار مدير عام الشؤون العامة في المحافظة تيسير نصر الله الى ان "هذا العرس الجماعي من شأنه ايضا تخفيف العبء الاقتصادي الملقى على العرسان، وخاصة من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين يعانون الكثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والنفسية عبر تمويل الهيئة الإماراتية وتنظيمها لفعاليات هذا العرس".
واعتبر نصر الله هذا الحدث انجازا بحد ذاته.
.
نابلس تزف 46 عريسا وعروسة من ذوي الاحتياجات الخاصة
القدس : 12 أيار 2011
نابلس تزف 46 عريسا وعروسة من ذوي الاحتياجات الخاصة
نابلس -
من ميساء بشارات - تبدو الفرحة عارمة على وجه العريس نضال صالح البدوي (30 عاما) من مدينة نابلس الذي سيتوج مساء اليوم عريسا لـ"فاطمة" التي عشقها من اول نظرة ومن اول لقاء عابر منذ ما يقارب العام.وينتظر 23 عريسا من مختلف محافظات الضفة الغربية الساعات المتبقية لحلول مساء هذا اليوم الربيعي الجميل، بفارغ الصبر ليدخلوا القفص الذهبي ضمن العرس الجماعي الاول لذوي الاحتياجات الخاصة والذي سيقام في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية.
ويجد البدوي، الذي يعاني من ضعف البصر واعاقة حركية، في مشاركته في العرس الجماعي مع مثيليه من ذوي الاحتياجات الخاصة فرصة كبيرة ليثبت للناس والمجتمع المحيط به انه لا يقل عنهم شيئا، ومن حقه ان يمارس دوره الطبيعي في اختيار فتاة احلامه وانجاب الاطفال وتحمل المسؤولية.
وأصر الشاب مراد عطى شحادة (30 عاما) من كفر قليل جنوب نابلس، الذي يعاني من اعاقة حركية، على المشاركة في العرس الجماعي على الرغم من عدم امكانية حضور خطيبته المقيمة في الأردن في هذا التوقيت.
ويقول شحادة: "العرس الجماعي يمثل فرصة لنا (ذوي الاحتياجات الخاصة) لنثبت للمجتمع اننا قادرون ولنا حقوق مثلهم ولا ينقصنا شيئا، وليغيروا النظرة السلبية التي ينظرون بها الينا".
ويضيف باستياء: "الجميع يرى اننا اقل منهم، واننا عالة على المجتمع ولا يحق لنا ممارسة حقوقنا او المطالبة بها، لقد سئمت هذه النظرة ونريد اثبات العكس".
وتنتظر خطيبة البدوي فاطمة (22عاما) وهي سليمة العقل والجسد على احر من الجمر السويعات الباقية ليحل المساء وتزف الى عريسها.
ولا تجد فاطمة ضيرا في اختيارها لنضال على الرغم من اعاقته، بل تشعر بفخر كبير به، وتنتظر بلهفة الساعات المتبقية للعرس الجماعي ليشبكا يديهما كعصفورين عاشقين يتقاسما مشوار الحياة بحلوها ومرها.
وتشير العروسة فاطمة التي انهت دراسة التمريض حديثا: "تقدم لخطبتي الكثير من الشبان الذين لا يعانون من شيئ، الا انني اخترت نضال لطيبة قلبه وحنانه، وثقافته الواسعة، وصبره على الحياة".
واختار جميع المشاركون من العرسان المشاركة في هذا العرس الجماعي للمشاركة الواسعة من قبل الحضور ومن مختلف انحاء محافظات الضفة، ولان الفرحة سوف تكون عامة، كما انه يشكل فرصة كبيرة لاثبات الذات وطرد النظرة السلبية عنهم.
ويقول البدوي: "سوف يكون عرسا حقيقيا يشاركني فيه كل الناس وهو فرصة جيدة ليعلم الجميع وعبر وسائل الاعلام التي ستأتي لتغطية الحدث. اننا بشر ولنا حقوق نمارسها مثل الأشخاص السليمين".
ويتابع بسعادة: "سوف يكون عرسا بمعنى العرس".
ويشير شحادة الى ان "هذا الحدث سوف يبعث الأمل في نفوس ذوي الاحتياجات الخاصة على اختلاف اعاقتهم".
ويعتبر هذا العرس الاول من نوعه في اراضي الضفة الغربية، من حيث العدد والاعداد والتحضير، والذي يتسم بالمحافظة على التراث الفلسطيني والتقاليد الفلسطينية ليبرز صورة مدينة نابلس، عروس الشمال، بالدور الريادي والحضاري ولاعادتها للصدارة على كافة الأصعدة لا سيما بعد أن عانت طويلا من الوضع الاقتصادي المزري.
ويقول البدوي بثقة عالية: "سوف يشارك في العرس عرسان من بلدات مختلفة يعانون من اعاقات جسدية مختلفة، ليتحدوا الاوضاع الصعبة والنظرة السلبية وليسمعوا الجميع انهم اصحاب شأن، وانه لا فرق بينهم وبين غيرهم شيئا".
ويضيف: "سعادتي لا توصف، ولم اتوقع في يوم من الايام انني ساشارك بمثل عرس هكذا، سيكون جميلا ان شاء الله".
وأكد العريسان البدوي وشحادة ان ذوي الاحتياجات الخاصة "هم اناس قادرون على الانتاج والابداع والابتكار وعلى العطاء وممارسة حياتهم بشكل طبيعي ولكنهم بحاجة إلى دعم المجتمع".
ورأت اللجنة العليا المنظمة للعرس الجماعي لذوي الاحتياجات الخاصة انه "خطوة لتغيير نظرة المجتمع السلبية الى هذه الفئة لدمجهم مع المجتمع".
ويقول الناطق الرسمي باسم العرس الجماعي، وعضو الاتحاد العام الفلسطيني لذوي الإعاقة سامر عقروق ان "هدف المشاركة في العرس الجماعي هو دمج هذه الشريحة المهمشة بالمجتم، كما انها تأتي بمثابة اعتراف بحقها في الحياة والعيش والزواج وتحمل المسؤولية، اضافة الى حقهم في تكوين اسرة كباقي البشر السليمين".
ويضيف ان لهذا العرس هدف آخر لا يقل اهمية عن الاول وهو "تجنيد وجهة نظر المجتمع نحو هذه الفئة واحداث ثقافة اجتماعية جديدة والغاء النظرة الدونية التي ينظر اليها لذوي الاحتياجات الخاصة على انهم اناس اقل منا، وخاصة ان جميع الفتيات المشاركات بالعرس هن سليمات العقل والجسد".
وسيقام الحدث تحت رعاية رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، وبمشاركة ممثل عن سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة.
وعملت الهيئة الاماراتية الخيرية، عن طريق منسقها في الاراضي الفلسطينية، على ايلاء هذا العرس الجماعي الاول اهمية كبيرة، وعملت على اختيار هؤلاء الشبان لمساعدتهم على الارتباط بشريكة الحياة من خلال توفير كافة الإمكانيات لتحقيق ذلك.
وأشار مدير عام الشؤون العامة في المحافظة تيسير نصر الله الى ان "هذا العرس الجماعي من شأنه ايضا تخفيف العبء الاقتصادي الملقى على العرسان، وخاصة من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين يعانون الكثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والنفسية عبر تمويل الهيئة الإماراتية وتنظيمها لفعاليات هذا العرس".
واعتبر نصر الله هذا الحدث انجازا بحد ذاته.
.
تعليق