الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الظلم ...!!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • Font Size
    #1

    الظلم ...!!!

    الظلم


    يُقال الظلم ظُلُمات ٍيوم القيامة ،وللظلم صورٌ كثيرة فالنفاق ظلمٌ للنفس والرياء ظلم ،والجور ظلم ،والغدر ظلم ،والكذب على الآخرين ظلم ،والإفتراءعلى الآخرين أيضاً من الظلم كأن يفتري أحدهم بآخر ويقول فيه ماليس فيه إفتراءً فقد ظلمه عطفاً على حديث الغيبة الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما سُئل عن الغيبة :" إن قلت فيه مافيه فقد إغتبته ،وإن قلت فيه ماليس فيه فقد بهتّه " أي ظلمته .

    كما إن الشرك ظلم ،والكفر ظلم ،وأقتراف المعاصي ظلم كون الظلم نوعان ظلمٌ للنفس وظلمٌ للغير فالشرك بالله ،والكفر بتعاليم الإسلام وإقتراف المعاصي يُعد من ظلم النفس ،أما الإفتراء على الآخرين وأكل حقوقهم وعدم رد مظالمهم فهو ظلمٌ لهم إضافة إلى كونه ظلمٌ للنفس ،وأشد الظلم ظلم الأقربون ،ثم المعارف ثم الأصدقاء وهكذا تباعاً ...


    يقول طرفه بن العبد :


    وظلم ذوي القربي أشدّ مضاضة
    ............... على المرء من وقع الحسام المهندِ

    أرى الموت إعداد النفوس ولا أرى
    ............... بعيداً غداً ما أقرب اليوم من غدِ

    ستبدي لك الأيام ماكنت جاهلاً
    ............... ويأتيك بالأخبار من لم تزوّدِ


    قال الله تعالى ( ألا لعنة الله على الظالمين ) وقال تعالى ( ولاتحسبن الله غافلاً عمّا يعمل الظالمون ) وقيل في هذا تسلية للمظلوم ووعيد للظالم ،وقال الله تعالى ( إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سُرادِقها ) وقال تعالى ( وسيعلم الذين ظلموا أي مُنقلبٌ ينقلبون )

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها ، فإنه ليس ثمة دينارٌ ولا درهم ،من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته ،فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه "

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" ثلاث أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه، قال :" ما نقص مالُ عبد ٍمن صدقة ، ولا ظُلم عبد ٍمظلمة صبر عليها إلا زاده الله عزاً ، ولا فتح عبد ٍباب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر ،وأحدثكم حديثاً فاحفظوه ،فقال : إنما الدنيا لأربعة نفر : عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي ربه فيه ويصل به رحمه ، ويعلم لله فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل ،وعبداً رزقه الله علماً ولم يرزقه مالاً فهو صادق النية يقول : لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء ،وعبدٌ رزقه الله مالاً ولم يرزقه علماً يتخبط في ماله بغير علم ، لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ،ولا يعلم لله فيه حقاً،فهو بأخبث المنازل ،وعبداً لم يرزقه الله مالاً ولا علماً فهو يقول : لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان،فهو بنيته فوزرهما سواء "

    وقال صلى الله عليه وسلم :" ما من عبدٌ يظلم رجلاً مظلمة في الدنيا لا يقضيه من نفسه إلا أقضاه الله تعالى منه يوم القيامة "

    وقال صلى الله عليه وسلم :" إتقوا الظلم ما أستطعتم فإن العبد يجيء بالحسنات يوم القيامة يرى أنها ستنجيه فما يزال عبداً يقوم يقول : يا رب ظلمني عبدك مظلمة ، فيقول : أتموا من حسناته ، ما يزال كذلك حتى ما يبقى له حسنة من الذنوب "

    وقالت عائشة الصديقة رضي الله عنها : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منتصراً من مظلمة ظُلمها قط ما لم ينتهك من محارم الله شيء ،فإذا أنتهك من محارم الله شيء كان من أشدهم في ذلك غضباً، وما خُيّر بين أمرين إلا إختار أيسرهما ، ما لم يكن مأثما "

    وروى عبدالله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" ما من مسلم يظلم مظلمة ، فيُقاتل ،فيُقتل ، إلا قُتل شهيدا "

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" إنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال رجل : يا رسول الله،أنصره إذا كان مظلوماً ، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره ؟ قال : تحجزه ،أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره "

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" إتقوا الظلم ! فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ،وأتقوا الشُح فإن الشُح أهلك من كان قبلكم ،حملهم على أن سفكوا دماءهم وأستحلوا محارمهم "

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عن ربه تبارك وتعالى أنه قال :" يا عبادي ! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا ،يا عبادي ! كلكم ضالٌ إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي ! كلكم جائعٌ إلا من أطعمته ،فاستطعموني أطعمكم ، يا عبادي ! كلكم عار ٍإلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي ! إنكم تخطئون بالليل والنهار،وأنا أغفر الذنوب جميعا، فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم . كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم . ما زاد ذلك في ملكي شيئا . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم . وإنسكم وجنكم، كانوا على أفجر قلب رجل واحد، ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، قاموا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل إنساناً مسألته ،ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها ،فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه " وفي رواية :" إني حرمت على نفسي الظلم وعلى عبادي ،فلا تظالموا "

    وروى مسلم ٌفي صحيحه عن أنس بن مالك أنه قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال :" هل تدرون مما أضحك ؟ " قال : قلنا : الله ورسوله أعلم ،قال " من مخاطبة العبد ربه ، يقول : يا رب ! ألم تجرني من الظلم ؟ قال يقول : بلى ! قال : فيقول : فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهدا مني، قال فيقول : كفى بنفسك اليوم عليك شهيداً، وبالكرام الكاتبين شهوداً، قال فيختم على فيه فيُقال لأركانه : أنطقي ! قال فتنطق بأعماله، قال : ثم يخُلى بينه وبين الكلام ،قال : فيقول : بعداً لكُن وسحقاً فعنكن كنت أناضل "


    وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" من إقتطع حق أمرئٌ مسلم بيمينه ، فقد أوجب الله له النار ، وحرّم عليه الجنة، فقال له رجل : وإن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله ؟ قال : وإن قضيباً من أراك "

    وروي في مسند الإمام أحمد عن أبي هريره أنه قال : يا رسول الله إنا إذا رأيناك رقّت قلوبنا وكُنا من أهل الآخرة وإذا فارقناك أعجبتنا الدنيا وشممنا النساء والأولاد قال :" لو تكونون أو قال لو أنكم تكونون على كل حال ٍعلى الحال التي أنتم عليها عندي لصافحتكم الملائكة بأكفهم ولزارتكم في بيوتكم ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم ٍيذنبون كي يُغفر لهم قال قلنا يا رسول الله حدثنا عن الجنة ما بناؤها قال : لبنة ذهب ولبنة فضة، وملاطها المسك الأذفر ،وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزعفران ،من يدخلها ينعم ولا يبأس ويخلد ولا يموت، لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه ،ثلاثة لا تُرد دعوتهم الإمام العادل ،والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم تُحمل على الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرب عز وجل وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين "


    وقيل مر رجلاً برجلٌ قد صلبه الحجاج فقال : يارب إن حلمك على الظالمين قد أضرّ بالمظلومين ،فنام تلك الليلة فرأى في منامه أن القيامة قد قامت وكأنه قد دخل الجنة فرأى ذلك المصلوب في أعلى عليين ،وإذا مناد ٍيُنادي :حلمي على الظالمين أحل المظلومين في أعلى عليين .

    وقيل من سلب نعمة غيره سلب نعمته غيره .

    وسمع مسلم بن بشار رجُلاً يدعو على من ظلمه ،فقال له : كُل ِالظالم إلى ظلمه فهو أسرع فيه من دُعائك .

    ويُقال : من طال عدوانه زال سلطانه .

    وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : يوم المظلوم على الظالم أشد من من يوم الظالم على المظلوم .


    وقال الشاعر :


    فلم أرَ مثل العدل ِللمرءِرافعاً
    ............... ولم أرَمثل الجور ِللمرء ِواضعاً


    وقال آخر :


    كُنت الصحيح وكُنا منك في سقم ٍ
    ............. فإن سقِمت فإنا السالمون غدا

    دعت عليكَ أكفٌّ طالما ظُلِمَت
    .............. ولن تُرّدَّ يد ٍمظلومة ٍأبدا


    وكان معاوية يقول : إني لأستحي أن أظلم من لايجد عليّ ناصراً إلا الله .

    وقال أبو العيناء : كان لي خصوم ظلمة فشكوتهم إلى أحمد بن أبي داود ،وقلت قد تضافروا عليّ وصاروا يداً واحده ،فقال : يد الله فوق أيديهم ،فقلت إن لهم مكراً ،فقال ( ولايُحيق المكر السيئ إلا بأهله ) قلت : هُم فئةٌ كثيرة ،فقال ( كم من فئة ٍقليلة غلبت فئة ٍكثيرة بإذن الله )


    وقال يوسف بن أسباط من دعا لظالم ٍبالبقاء فقد أحب ان يُعصى الله في أرضه .

    وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال :" من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه ،وإن كان أخاه لأبيه وأمه "

    وقال مجاهد : يسلط الله على أهل النار الجرب فيحكون أجسادهم حتى تبدو العظام ،فيُقال لهم :هل يؤذيكم هذا ؟ فيقولون أي والله ،فيُقال لهم : هذا بما كُنتم تؤذون المؤمنين .

    وقال إبن مسعود رضي الله عنه : لما كُشف العذاب عن قوم يونس عليه السلام ترادّوا المظالم بينهم ،حتى كان الرجل ليقلع الحجر من أساسه فيردّه إلى صاحبه .

    وقال أبو ثور بن يزيد : الحجر في البنيان من غير حلّة عربوناً على خرابه .

    وقال غيره : لو أن الجنة وهي دار البقاء أسست على حجر ٍمن الظلم لأوشك أن تخرب .

    وقال بعض الحكماء :أذكر عند الظلم عدل الله فيك ،وعند القدرة قدرة الله عليك ،لايُعجبك رحب الذراعين سفاك الدماء فإن له قاتلاً لايموت .

    وقال سحنون بن سعيد : كان يزيد بن حاتم يقول : ماهبتُ شيئاً قط هيبتي من رجلاً ظلمته ،وأنا أعلم أن لاناصر له إلا الله ،فيقول حسبك الله ،الله بيني وبينك .

    وقال بلال بن مسعود : أتق ِالله في من لاناصر له إلا الله .

    وبكى علي بن الفضل يوماً فقيل له مايُبكيك ؟ قال : أبكي على من ظلمني إذا وقف غداً بين يدي الله تعالى ولم تكُن له حجّة .


    وقيل : من ظَلَمَ نفسه فهو لغيره أظلم .

    وقيل أيضاً : ما من ظالم إلا سيُبلى بظالم .

    ونادى رجلاً سليمان بن عبدالملك وهو على المنبر : ياسُليمان أذكر يوم الآذان ،فنزل سُليمان من على المنبر ودعا بالرجُل ،فقال له مايوم الآذان فقال : قال الله تعالى ( فأذّن مؤذنٌ بينهم أن لعنة الله على الظالمين ) قال ففيمَ ظُلامتك ؟ قال : أرضٌ لي مكان كذا وكذا أخذها وكيلك ، فكتب إلى وكيله أدفع إليه أرضه وأرضاً مع أرضه .

    وروي أن كسرى أنوشروان كان له معلّم حسن التأديب يُعلّمه حتى فاق في العلوم ، فضربه المعلّم يوماً من غير ذنب ،فأوجعه فحقد أنوشروان عليه ،فلما ولي الملك قال للمعلّم : ماحمّلّك على ضربي يوم كذا وكذا ظلماً فقال له : لما رأيتك ترغب في العلم ،رجوت لك المُلك بعد أبيك فأحببت أن أذيقك طعم الظلم لئلا تظلم ،فقال أنوشروان : زهـ ٍزهـ أي ( أحسنت )


    وقال محمد بن سويد وزير المأمون :


    فلا تأمنن الدهرَ حراً ظلمتهُ
    ............. فما ليل ِحرٍّ إن ظلمت بنائم ِ


    وروي ان بعض الملوك كتب على بساطه هذين البيتين :


    لاتظلمنّ إذا ماكُنتُ مُقتدراً
    .............. فالظلمُ مصدرهُ يُفضي إلى الندم ِ

    تنام عيناك والمظلوم مُنتبهاً
    ............ يدعو عليك وعين الله لم تنم ِ


    وقال آخر :


    أتهزأ بالدعاء وتزدريه ِ
    ............ وماتدري بما صنع الدعاء

    سهام الليل ِنافذةٌ ولكن
    ............... لها أمدٌ وللأمد ِإنقضاء

    فيمسكها إذا ما شاءَ ربّي
    ............... ويُرسلها إذا نفذ القضاء


    وقال أبو الدرداء : إياك ودمعة اليتيم ،ودعوة المظلوم فإنها تسري بالليل والناس نيام .


    وقال الهيثم بن فراس السامي في الفضل بن مروان :


    تجبرت يافضلُ بن مروان فأعتبر
    ............... فقبلك كان الفضلُ والفضل َوالفضل ِ

    ثلاثة أملاك ٍمضوا لسبيلهم
    ............... أبادهم الموت المشتت ِوالقتل ِ

    يُريد الفضل بن الربيع ،والفضل بن يحيى،والفضل بن سعد .


    ووجد تحت فراش يحيى بن خالد البرمكي رقعة مكتوباً فيها :


    وحق الله ان الظلم لؤم ٍ
    ............... وإن الظلم مرتعه وخيم

    إلى ديان يوم الدين نمضي
    ............. وعند الله تجتمع الخصوم


    ووجد القاسم بن عبيدالله وزير المكتفي في مُصلاه رقعه مكتوب فيها :


    بغى وللبغي سهام ستنتظر
    ............... أنفذ في الأحشاء من وخز الإبر

    سهام أيدي القانتين في السحر


    وروى هارون بن محمد بن عبدالملك الزيات قال : جلس أبي للمظالم يوماً فلما إنقضى المجلس رأى رجلاً جالساً ،فقال : ألك حاجه ؟ قال : نعم أدنني إليك فإني مظلوم وقد أعوزني العدل والإنصاف ،قال : ومن ظلمك قال أنت ولست أصل إليك ،فأذكر حاجتي ،قال ومايحجبك وقد ترى مجلسي مبذولاً ،قال : يحجبني عنك هيبتك ،وطول لسانك ،وفصاحتك ،قال : ففيم ظلمتك ،قال : في ضيعتي الفلانية أخذها وكيلك غصباً من غير ثمن ،فإذا وجب عليها خراج أديته بإسمي لئلا يثبت لك إسم ملكها فيبطل ملكي ،فوكيلك يأخذ غلتها ،وأنا أؤدي خراجها ،وهذا لم يُسمع بمثله في المظالم ،فقال له محمد : هذا قول تحتاج معه إلى بيّنة وشهود وأشياء ،فقال له الرجل : أيؤمنني الوزير من غضبه حتى أجيب ،قال : نعم قد أمنتك ، قال : البيّنة هُم الشهود ،وإذا شهدوا فليس يحتاج معهم إلى شئ آخر ،فما معنى قوله بيّنة وشهود وأشياء ،وأي شئ من هذه الأشياء ،إن هي إلا الجور وعدولك عن العدل ،فضحك محمد وقال : صدقت والبلاء موكل بالمنطق ،وإني لأرى فيك مصطنعاً ،ثم وقع له بردّ ضيعته ،وأن يُطلق له مائة دينار يستعين بها على عمارة ضيعته وجعله من أصحابه،فكان قبل أن يتوصل إلى الإنصاف وإعادة ضيعته له يُقال له : يافُلان كيف الناس ؟ فيقول : بشر بين مظلوم لايُنصر وظالم ٍلاينتصر ،فلما صار من أصحاب محمد بن عبدالملك ورد عليه ضيعته وأنصفه قال له ليلة ،كيف الناس الآن ؟قال : بخير قد إعتمدت معهم الإنصاف ورفعت عنهم الإجحاف ،ورددت عليهم الغصوب ،وكشفت عنهم الكروب ،وأنا أرجو لهم ببقائك نيل كُل مرغوب ،والفوز بكل مطلوب .

    ومما نُقل من الآثار الإسرائلية في زمان موسى صلوات ربي وسلامه عليه أن رجُلاً من ضعفاء بني إسرائيل كانت له عائلة ،وكان صياداً يصطاد السمك ويقوت منه أطفاله وزوجته ،فخرج يوماً للصيد فوقع في شبكته سمكه كبيره ففرح بها ثم أخذها ومضى إلى السوق ليبيعها ويصرف ثمنها في مصالح عياله ،فلقيه بعض العوانية فرأى السمكة معه فأراد أخذها منه ،فمنعه الصياد فرفع العواني خشبة كانت بيده فضرب بها رأس الصياد ضربةً موجعه وأخذ السمكة منه غصباً بلا ثمن ،فدعا الصياد عليه وقال : إلهي جعلتني ضعيفاً ،وجعلته قوياً عنيفاً ،فخُذ لي بحقي منه عاجلاً ،فقد ظلمني ولا صبر لي إلى الآخرة ،ثم أن ذلك الغاصب الظالم إنطلق بالسمكة إلى منزله وسلمها إلى زوجته وأمرها أن تشويها ،فلما شوتها قدمتها له ووضعتها بين يديه على المائدة ليأكل منها فنكزته إحدى أشواكها في إصبع يده نكزه طار بها عقله ،وصار لايقرّ بها قراره وشكا إلى الطبيب ألم يده وما حلّ بها ،فلما رآها قال له : أن دواءها أن تقطع الإصبع لئلا يسري الألم إلى بقية الكف ،فقطع إصبعه فأنتقل الألم إلى الكف واليد ،وأزداد التألم وأرتعدت من خوفه فرائصه فقال له الطبيب : ينبغي أن تُقطع اليد إلى المعصم لئلا يسري الألم إلى الساعد فقطعها ،فأنتقل الألم إلى الساعد ،فما زال هكذا كلما قُطع عضواً إنتقل الألم إلى العضو الآخر الذي يليه ،حتى خرج هائماً على وجهه مستغيثاً إلى ربه ليكشف عنه مانزل به ،فرأى شجره فقصدها فأخذه النوم عندها فنام فرأى في منامه قائلاً يقول : يا مسكين إلى كم تقطع أعضائك ،أمض إلى خصمك الذي ظلمته فأرضه ،فانتبه من النوم وفكّر في أمره فعلم أن الذي أصابه من جهة الصياد ،فدخل المدينة وسأل عن الصياد وأتى إليه فوقع بين يديه يتمرغ على رجليه وطلب منه الإقالة مما جناه ،ودفع إليه شيئاً من ماله وتاب من فعله فرضي عنه خصمه الصياد فسكن في الحال ألمه ،وبات تلك الليلة ،فردّ الله تعالى عليه يده كما كانت ونزل الوحي على موسى عليه السلام : ياموسى وعزتي وجلالي لولا أن ذلك الرجل أرضى خصمه لعذبته مهما إمتدت به حياته ...

    ويذكر القرماني في تاريخه ويؤيده في روايته صاحب الغرر وصاحب المستطرف وهما من رواة التاريخ الثقات أن السيدة نفيسة رضي الله عنها قادت ثورة الناس على إبن طولون لمّا استغاثوا بها من ظلمه، وكتبت ورقة فلما علمت بمرور موكبه خرجت إليه، فلما رآها نزل عن فرسه، فأعطته الرقعة التي كتبتها وفيها :

    " ملكتم فأسرتم، وقدرتم فقهرتم، وخولتم ففسقتم، وردت إليكم الأرزاق فقطعتم، هذا وقد علمتم أن سهام الأسحار نفاذة غير مخطئة لا سيّما من قلوب أوجعتموها، وأكباد جوعتموها، وأجساد عريتموها، فمحال أن يموت المظلوم ويبقى الظالم، اعملوا ما شئتم فإنَّا إلى الله متظلمون، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون" يقول القرماني: فعدل من بعدها ابن طولون لوقته !

    وحكي أن الحجاج حبس رجلاً ظلماً, فكتب اليه المظوم في رقعة فيها :

    قد مضى من بؤسنا أيام ،ومن نعيمك في الدنيا أيام ،والموعد القيامة، والسجن جهنم، والحاكم لا يحتاج إلى بينة، وكتب في آخرها :


    ستعلم يا نؤوم إذا إلتقينا
    ...............غداً عند الإله من الظلومُ

    أما والله ِإن الظلم لؤم ٍ
    ............... ومازال الظلوم هو الملوم

    سينقطع التلذذ عن أناس ٍ
    ................أداموه وينقطع النعيمُ

    إلى ديّان يوم الدين نمضي
    ............... وعند الله تجتمع الخصومُ


    ‏حكى أبو محمد الصالحي قال:‏ ‏كنا حول سرير المعتضد بالله، ذات يوم نصف النهار، فقام بعد أن أكل، فانتبه منزعجاً وقال :‏ يا غلمان، فأسرعنا الجواب،فقال :‏ ‏ويلكم أعينوني والحقوا بالشط، فأول ملاح ترونه منحدراً في سفينة فارغة، فأتوني به، ووكلوا بالسفينة من يحفظها، فأسرعنا فوجدنا ملاحاً في سفينة فجئنا به المعتضد، فلما رآه الملاح، كاد يتلف، فصاح عليه صيحة عظيمة، كادت روحه تذهب منها،وقال :‏ ‏أصدقني يا ملعون عن قضيتك مع المرأة التي قتلتها اليوم، وإلا ضربت عنقك، فتلعثم وقال :‏ ‏كنت في الشـّرعة الفلانية وقت السحر، فنزلت إمرأة لم أر مثلها، عليها ثياب فاخرة، وحلي كثيره وجواهر، فطمعت فيها، وأحتلت عليها، حتى سددت فمها، وأخذت جميع ما كان عليها، ثم طرحتها في الماء، ولم أجسر على حمل سلبها إلى داري لئلا يفشو الخبر، فعوَّلت على الهرب والإنحدار إلى الشط، فصبرت حتى خلا الشط في هذه الساعة من الملاحين، فأخذت في الإنحدار، فتعلق بي هؤلاء القوم، فحملوني إليك! فقال :‏ ‏وأين الحلي والسلب؟ قال :‏ ‏في صدر السفينة تحت البواري، قال المعتضد :‏ ‏عليّ به الساعة، فلما أحضروه،أمر بتغريق الملاح ثم أمر أن يـُنادَى في بغداد، من خرجت له إمرأة من الشرعة الفلانية سحراً، وعليها ثياب فاخرة وحلي، فليحضر، فحضر في اليوم الثاني أهلها، وأعطوا صفاتها وصفة ما كان عليها، فسلم ذلك إليهم، قال :‏ ‏فقلت يا مولاي، من أعلمك؟ أؤحي إليك بأمر هذه الصبية، قال :‏ ‏بل رأيت في منامي رجلاً أبيض الرأس واللحية والثياب، وهو ينادي، يا أحمد، أول ملاح ينحدر الساعة، فاقبض عليه، وقرِّره على المرأة التي قتلها اليوم ظلماً، وسلبها ثيابها وأقم الحد عليه، ولا يفتك، فكان ما شاهدتم . ‏


    أسأل الله جلت قدرته أن يكفينا وإياكم الظلمة والظالمين الكذابين الأفاكين ،وأن يجعلنا أعواناً للمظلومين وان يجعلنا هُداة ٍمُهتدين غيرُ خزايا ولامفتونين .



    هذا والله تعالى أجل وأعلم وصلّ ِاللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .



    من مكتبتي .
    http://www.t7di.net/vb/showthread.php?t=20643

  • Font Size
    #2
    رد: الظلم ...!!!

    بارك الله فيك

    تعليق


    • Font Size
      #3
      رد: الظلم ...!!!

      جزاك الله خير
      ونفع بك

      تعليق


      • Font Size
        #4
        رد: الظلم ...!!!

        جزاك الله خيرا اخي الصيفي على مواضيعك المميزة

        تعليق


        • Font Size
          #5
          رد: الظلم ...!!!

          جزاك الله خير

          تعليق


          • Font Size
            #6
            رد: الظلم ...!!!

            بارك الله فيك
            بالفعل الظلم هو صعب للغاية ربي يبعدنا عن الظلم دائما
            احترامي

            إن حظي كدقيق على الشوك نثروا - ثم جاؤوا بحفاة مع رياح يجمعوا
            اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال " دعاء الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم" " اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت "

            تعليق


            • Font Size
              #7
              رد: الظلم ...!!!

              بارك الله فيك


              وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ... صدق الله العظيم

              تعليق


              • Font Size
                #8
                رد: الظلم ...!!!

                لا تظلمن اذا ما كنت مقتدرا......فان الظلم اخره هوان
                تنام عينك والمظلوم منتبه....... يدعوا عليك وعين الله لم تنم

                موضوع قيم يستحق التامل فما افسد الارض الا الظلم
                باارك الله فيك وجزاك خيرا

                لا اله الا الله محمد رسول الله

                تعليق


                • Font Size
                  #9
                  رد: الظلم ...!!!

                  جزاك الله كل الخير يا اخي موضوع رائيع رائيع

                  تعليق


                  • Font Size
                    #10
                    رد: الظلم ...!!!

                    فعلا الظلم شيء عظيم
                    والظلم يوم القيامة ظلمات
                    نسال الله السلامة
                    بارك الله فيك وجزاك الله عنا خيرا
                    وجعله في ميزان حسناتك

                    ليكن المنقول بالمعقول .... ولانحرم انفسنا ثمرات العقول

                    تعليق


                    • Font Size
                      #11
                      رد: الظلم ...!!!

                      جازاك الله خيراخي
                      اللهم لاتجعلنا من الظالمين



                      ا
                      هلا وسهلا ومرحبا بكم في مدونتي


                      http://courmf.blogspot.com/

                      تعليق


                      • Font Size
                        #12
                        رد: الظلم ...!!!

                        تعليق

                        Loading...


                        يعمل...
                        X