الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أسرار إستجابة الدعاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • Font Size
    #1

    أسرار إستجابة الدعاء

    أسرار إستجابة الدعاء

    سؤال طالما تفكرت فيه : لماذا لا يُستجاب دعاؤنا !
    مع أن الله تعالى قد تعهّد بإجابة الدعاء ،
    و بدأتُ رحلة من التدبر في آيات القرآن الكريم ،
    و كانت هذه المقالة...

    يقول تعالى في محكم الذكر
    يخاطب حبيبه محمداً صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :
    { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
    فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }
    [البقرة: 186].
    وهذا يدل على أن الله قريب منا يسمع دعاءنا و يستجيب لنا .
    و لكن الذي لفت انتباهي أن الله يجيب الدعاء فكيف نستجيب له تعالى
    { فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي }
    و هل هو بحاجة لإستجابتنا ؟!
    من هنا نستطيع أن نستنبط أن الله يدعونا إلى أشياء و يجب علينا أن نستجيب له ،
    و بالتالي إذا استجبنا لله سوف يستجيب لنا الله .
    فما هي الأشياء التي يجب أن نعملها حتى يُستجاب دعاؤنا ؟
    إذا تأملنا دعاء الأنبياء و الصالحين في القرآن نلاحظ أن الله قد استجاب كل الدعاء
    و لم يخذل أحداً من عباده ، فما هو السرّ؟
    لنلجأ إلى سورة الأنبياء و نتأمل دعاء أنبياء الله عليهم السلام ،
    و كيف استجاب لهم الله سبحانه و تعالى.
    هذا هو سيدنا نوح عليه السلام يدعو ربه أن ينجيه من ظلم قومه ،
    يقول تعالى :
    { وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ
    فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ }
    [الأنبياء: 76].
    و هنا نلاحظ أن الاستجابة تأتي مباشرة بعد الدعاء .
    و يأتي من بعده سيدنا أيوب عليه السلام بعد أن أنهكه المرض فيدعو الله أن يشفيه ،
    يقول تعالى :
    { وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ *
    فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ
    رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ }
    الأنبياء 83-84
    و هنا نجد أن الاستجابة تأتي على الفور فيكشف الله المرض عن أيوب عليه السلام .
    ثم ينتقل الدعاء إلى مرحلة صعبة جداً عندما كان سيدنا يونس في بطن الحوت!
    فماذا فعل و كيف دعا الله وهل استجاب الله تعالى دعاءه ؟
    يقول تعالى:
    { وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ
    أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87)
    فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ }
    [الأنبياء: 87-88].
    إذن جاءت الاستجابة لتنقذ سيدنا يونس من هذا الموقف الصعب و هو في ظلمات متعددة :
    ظلام أعماق البحر و ظلام بطن الحوت و ظلام الليل .
    أما سيدنا زكريا فقد كان دعاؤه مختلفاً ، فلم يكن يعاني من مرض أو شدة أو ظلم ،
    بل كان يريد ولداً تقر به عينه ،
    فدعا الله :
    { وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ
    * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ }
    [الأنبياء: 89-90].
    و قد استجاب الله دعاءه مع العلم أنه كان كبير السنّ و لا ينجب الأطفال ،
    و كانت زوجته أيضاً كبيرة السن . و لكن الله قادر على كل شيء.
    و السؤال الذي طرحته :
    ما هو سرّ هذه الاستجابة السريعة لأنبياء الله! ؟
    و نحن ندعو الله في كثير من الأشياء فلا يُستجاب لنا ؟
    لقد أخذ مني هذا السؤال تفكيراً طويلاً ،
    و بعد بحث في سور القرآن وجدت الجواب الشافي في سورة الأنبياء ذاتها .
    فبعد ما ذكر الله تعالى دعاء أنبيائه و استجابته لهم ،
    قال عنهم :
    { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }
    [الأنبياء: 90].
    و سبحان الله!
    ما أسهل الإجابة عن أي سؤال بشرط أن نتدبر القرآن ، و سوف نجد جواباً لكل ما نريد.
    فمن هذه الآية الكريمة نستطيع أن نستنتج أن السرّ في استجابة الدعاء
    هو أن هؤلاء الأنبياء قد حققوا ثلاثة شروط و هي :

    1 - المسارعة في الخيرات
    الخطوة الأولى على طريق الدعاء المستجاب هي الإسراع للخير :
    { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ } :
    فهم لا ينتظرون أحداً حتى يدعوهم لفعل الخير ، بل كانوا يذهبون بأنفسهم لفعل الخير ،
    بل يسارعون ، و هذه صيغة مبالغة للدلالة على شدة سرعتهم
    في فعل أي عمل يرضي الله تعالى .
    و سبحان الله ، أين نحن الآن من هؤلاء ؟
    كم من المؤمنين يملكون الأموال و لكننا لا نجد أحداً منهم يذهب إلى فقير ،
    بل ينتظر حتى يأتي الفقير أو المحتاج و قد يعطيه أو لا يعطيه – إلا من رحم الله .
    و كم من الدعاة إلى الله يحتاجون إلى قليل من المال للإنفاق على دعوتهم لله ،
    و لا تكاد تجد من يدعمهم أو يعطيهم القليل ،
    و الله تعالى ينادينا جميعاً فيقول سبحانه :
    { مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً
    وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }
    [البقرة: 245].
    ليسأل كل واحد منا نفسه : كم مرة في حياتي ذهبتُ و أسرعت عندما علمتُ
    بأن هنالك من يحتاج لمساعدتي فساعدته حسب ما أستطيع ؟
    كم مرة سارعتُ إلى إنسان ضال عن سبيل الله فنبّهته ، و دعوته للصلاة أو ترك المنكرات ؟
    بل كم مرة في حياتي تركتُ الدنيا و لهوها قليلاً ،
    و أسرعتُ فجلستُ مع كتاب الله أتلوه و أحاول أن أحفظه ؟؟
    فإذا لم تقدّم شيئاً لله فكيف يقدم لك الله ما تريد ؟ إذن فعل الخير أهم من الدعاء نفسه ،
    لأن الله تعالى قدّم ذكر المسارعة في الخير على ذكر الدعاء
    فقال سبحانه :
    { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا }

    - 2الدعاء بطمع و خوف:
    الخطوة الثانية هي الدعاء ، و لكن كيف ندعو :
    { وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا }
    الرَّغَب أي الرغبة بما عند الله من النعيم ، و الرَّهَب هو الرهبة و الخوف من عذاب الله تعالى .
    إذن ينبغي أن يكون دعاؤنا موجّهاً إلى الله تعالى برغبة شديدة و خوف شديد .
    وهنا أسألك أخي القارئ : عندما تدعو الله تعالى ، هل تلاحظ أن قلبك يتوجّه إلى الله
    و أنك حريص على رضا الله مهما كانت النتيجة ، أم أن قلبك متوجه نحو حاجتك التي تطلبها ؟!
    و هذا سرّ من أسرار استجابة الدعاء .
    عندما ندعو الله تعالى و نطلب منه شيئاً فهل نتذكر الجنة و النار مثلاً ؟
    هل نتذكر أثناء الدعاء أن الله قادر على استجابة دعائنا
    و أنه لا يعجزه شيء في الأرض و لا في السماء ؟
    بل هل نتذكر و نحن نسأل الله أمراً ، أن الله أكبر من هذا الأمر ،
    أم أننا نركز كل انتباهنا في الشيء الذي نريده و نرجوه من الله ؟
    لذلك لا نجد أحداً من الأنبياء يطلب شيئاً من الله
    إلا و يتذكر قدرة الله و رحمته و عظمته في هذا الموقف.
    فسيدنا أيوب بعدما سأل الله الشفاء
    قال تعالى :
    { وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } ،
    و سيدنا يونس والذي سمَّاه القرآن (ذَا النُّونِ) و النون هو الحوت ،
    الغريب في دعاء هذا النبي الكريم عليه السلام أنه لم يطلب من الله شيئاً !!
    بل كل ما فعله هو الاعتراف أمام الله بشيئين: الأول أنه اعترف بوحدانية الله وعظمته
    فقال تعالى :
    { لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ } ،
    و الثاني أنه اعترف بأنه قد ظلم نفسه عندما ترك قومه و غضب منهم
    و توجه إلى السفينة و لم يستأذن الله في هذا العمل ، فاعترف لله
    فقال و قوله الحق :
    { إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}
    و هذا هو شأن جميع الأنبياء أنهم يتوجهون بدعائهم إلى الله و يتذكرون عظمة الله و قدرته
    و يتذكرون ذنوبهم و ضعفهم أمام الله تبارك و تعالى .

    - 3
    الخشوع لله تعالى
    و الأمر الثالث هو أن تكون ذليلاً أمام الله و خاشعاً له أثناء دعائك ،
    و الخشوع هو الخوف :
    { وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ } .
    و هذا سرّ مهم من أسرار استجابة الدعاء ، فبقدر ما تكون خاشعاً لله تكن دعوتك مستجابة .
    و الخشوع لا يقتصر على الدعاء ، بل يجب أن تسأل نفسك : هل أنت تخشع لله في صلاتك ؟
    و هل أنت تخاف الله أثناء كسب الرزق فلا تأكل حراماً ؟
    و هنا ندرك لماذا أكّد النبي الكريم على أن يكون المؤمن طيب المطعم و المشرب
    ليكون مستجاب الدعوة.
    هل فكرت ذات يوم أن تعفوَ عن إنسان أساء إليك ؟
    هل فكرت أن تصبر على أذى أحد ابتغاء وجه الله ؟
    هل فكرت أن تسأل نفسك ما هي الأشياء التي يحبها الله
    حتى أعملها لأتقرب من الله و أكون من عباده الخاشعين ؟
    هذه أسئلة ينبغي أن نطرحها و نفكر فيها ، و نعمل على أن نكون قريبين من الله
    و أن تكون كل أعمالنا و كل حركاتنا بل و تفكيرنا و أحاسيسنا ابتغاء وجه الله
    لا نريد شيئاً من الدنيا إلا مرضاة الله سبحانه ،
    و هل يوجد شيء في هذه الدنيا أجمل من أن يكون الله قد رضي عنك ؟
    منقول مع الشكر و جزى الله كاتبه كل الخير

  • Font Size
    #2
    رد: أسرار إستجابة الدعاء

    جزاك الله خيرا
    وجعلكي الله في ميزان حسناتك

    تعليق


    • Font Size
      #3
      رد: أسرار إستجابة الدعاء

      كل الشكر لج اختي
      على طرحج الراائع والمفيد
      في ميزان حسناتج يوم الدين

      تعليق


      • Font Size
        #4
        رد: أسرار إستجابة الدعاء

        حنونة مصر

        الجنة مبتغاي

        لقد عطرتن الموضوع بمروركن الرائع

        دمتن ودام تواصلكن

        تعليق


        • Font Size
          #5
          رد: أسرار إستجابة الدعاء

          بارك الله فيـــك
          و
          في ميزان حسناتــك


          تسرح بخيالك لتلتقط سر اللحظات الجاثمة على صدر الوعود
          فتجهل تماماً ما الذي ينتظرك
          وتُفكر بمواجهة مؤلمة لـ تمزيق لحظة من لحظات العمر
          في مقابل ذلك الخيال وتلك الأفكار ؟؟
          يقبع صمت السكون المرسوم على فنجان القهوة
          وتلك النظرة الحزينة ,, ورجفة الأصابع المنسية
          تؤكد بأن السر ليس في اللحظات وإنما في الأهات الأليمة !!

          تعليق


          • Font Size
            #6
            رد: أسرار إستجابة الدعاء

            الم الامل

            جزاك الله خيرا على المرور الكريم

            تعليق


            • Font Size
              #7
              رد: أسرار إستجابة الدعاء




              سبحان الله ما اعظم شأنه

              بارك الله فيك عزيزتي مذهله
              في ميزان حسناتك

              تعليق


              • Font Size
                #8
                رد: أسرار إستجابة الدعاء


                تعليق


                • Font Size
                  #9
                  رد: أسرار إستجابة الدعاء

                  الابتسامة

                  ام رانية

                  اسعدني تواصلكن الرائع

                  دمتن بخير

                  تعليق


                  • Font Size
                    #10
                    رد: أسرار إستجابة الدعاء

                    جزاكي الله خيرا
                    عمرو سعيد

                    تعليق


                    • Font Size
                      #11
                      رد: أسرار إستجابة الدعاء

                      عمرو سعيد

                      شكرا على مرورك الكريم

                      تعليق


                      • Font Size
                        #12
                        رد: أسرار إستجابة الدعاء

                        جزاك الله خيرا

                        تعليق


                        • Font Size
                          #13
                          رد: أسرار إستجابة الدعاء

                          جزاك الله الجنة حبيبتي

                          تعليق


                          • Font Size
                            #14
                            رد: أسرار إستجابة الدعاء

                            صبري سر سعادتي

                            دمعة عمر
                            سعدني تواجدكم العطر

                            ا

                            تعليق

                            Loading...


                            يعمل...
                            X