بدأ المشوار :
كلٌ منا يحملُ آمال وأحلام بل و أهداف يرتقي بها ويرتفع في عبوره وأثناء وجوده في الحياة الدنيا , نسعى ونجتهد حتى نصل إلى مرامنا , إلى كينونةِ وجودنا , هو العمل والجد و المثابرة مُحاط بقينٍ عميق بتوفيقِ الله لنا وتيسيره , وبذرته إخلاص النية وثباتها بل وصفاءها, مُشَربٌ بـ تمتماتٍ روحانيةٍ تروي ضمأنا ما إن جف نبعُ همتنا ونضبت طاقاتنا , تلك الشفرة التي لطالما كانت سر من أسرار قوتنا , فحين تداهمنا تلكَ الصعاب المضنية وذلك الطريق الطويل وتلك الأنشودة الحزينة في ذواتنا وتنكمش معالم الأماني بل وتسود تأتي تلك الشفرة لتجبر كسر آمالنا , لتحطم تلك القيود الوهمية فينا , لِتُشعل نار الهمة والعمل بيقينِ ورضا ,
قد نتعثر في أوقاتِ ما , في لحظاتِ ما .. تُصيبنا الخيبةُ والخذلانِ حتى من واقعٍ راسمناه نحن بإيدنا , لكن لا يطول هذا فـ نبلُ ما نسعى إليه يُحتمُ علينا الوقوف بصمودٍ وشموخ نتحدى ونُحاربُ حتى نصل , فـالنفسٌ بشرية تجمع بين كل متضاداتِ الحياة في داخلها لكن الناجح من غَلُب في نفسه مترادفاتِ العمل واليقين , من كسر نوازع الشيطان حين يأتي عليه بـ وسواساتٍ حمقاء , فـ إما أن يُلقى عليه تعويذة الخذلانِ أو تعويذة التكبر والإغراء الأبله بنفسه وكلاهما دمارٌ بحتْ .
وصلنا إلى نهايةٌ بداية الطريق , مَسكنا طرف الخيط الذي سيرشدنا إلى مرامنا الأسمى , ولي هنا همسةٌ أهمس بها لنفسي بعمقٍ ولكل زملائي وزميلاتي الأعزاء وكل من سار على نفس الطريق وسَهِر وتعب على ذلك حتى يصل : مباركٌ علينا هذا الوصول , فهذه الخطوةٌ الأولى والتي تليها خطواتِ لِزاما , فلنجعل كل ما نسعى إلية خالصاُ لوجه الله حتى يأتينا عونه ورضاه بل وثوابه دنيا وأخرى , فلنجعل هدفنا إيجاد الأفضل بل صناعته بما يخدم مجتمعنا , فلنجعل الفقير قبل الغني محطةٌ اهتمامنا فنحن الأغنياء به وليس العكس , فلنرمي بخيالاتِ الكبرِ والتكبر وكثير من الصفاتِ مثيلاتٍ حتى نرتقي بسموِ ما نحمل لوطننا , حتى تكون العبرةٌ في الإنجاز لا بالقول .. فهيا بنا لنبدأ المشوار .. نعم تخرجنا لكن المشوار بدأ لتوه .
بـ قلم | روح التحدي
ملاحظة : ( مشاركتي في مجلة الكلية )
تعليق