صعوبات التعلم عند الأطفال

[برزان سليمان]

صعوبات التعلم عند الأطفال برزان سليمان في بداية العام الدراسي،ومع افتتاح المدارس، لابد ان نتطرق لموضوع هام كثيرا ما يشغل الاباء والمعلمين معا،من خلال ما يعانيه ما يقدر بنسبة 10%من الأطفال من مشكلات في التواصل الحياتي أوالدراسي وما يعانيه من صعوبات في فهم بعض المواد الدراسية أو جميعها وما يعانيه من تشتت في الانتباه وضعف في التركيز ،لذلك ارتأينا ان نتطرق لهذه المشكلة، وفهم ماهيتها ،وتشخيصها وتجاوزها ،بشيئ من السلاسة ليتسنى لكل من يهم تربية الطفل وتعليمه التعرف على الأسس والقواعد التربوية في التعامل مع الأطفال ذوي صعوبات التعلم، بدلا من ضربهم أو توبيخهم أو إخراجهم من المدارس . ما هي صعوبات التعلم عند الأطفال : هي اضطراب في واحدة أو أكثر من العمليات المعرفية ،كالقراءة أو الكتابة أوالتهجئة أو الحساب،كذلك تشمل ضعف في الانتباه والتركيز والتذكر والإدراك ،واهم ما يميز هذه المشكلة من الناحية التعلمية هو التباين في قابليات التعلم وقدراته العقلية وانجازاته الفعلية ،وقد يكون الطفل متفوقا في مادة وضعيفا في مادة أخرى ،أما ما يميزه من الناحية النمائية انه يرى الأشياء لكنه لا يدركها مع انه ليس مكفوفا أو متخلف عقليا لأن الطفل الذي يعاني من صعوبات في التعلم يصنف ضمن فئة العاديين من حيث نسبة ذكائهم . أسباب صعوبات التعلم: تؤكد الدراسات التربوية الخاصة على عدم وجود مسبب وحيد لهذه المشكلة ،إنما تشترك مجموعة من الأسباب في إيجادها لذلك فإنها حالة فردية أي أنها تختلف من طفل الى آخر، لذلك يجب التعامل مع كل طفل على حدى ،فقد يعاني طفل من مشكلة سمعية من حيث إدراكها وقد يعاني آخر من عدم القدرة على تخزين ما سمعه بالرغم من أنه أدرك ما سمعه ،وقد ارجع المختصين الأسباب الى مجموعة عوامل بالرغم من عدم الحسم والبت فيها حتى الآن ومن أهمها : 1 - العوامل البيولوجية والعضوية: أوضحت الدراسات أن للعوامل البيولوجية والعضوية دور هام في العملية التعلمية ، كون أن المخ يحتوي ضمن تلافيفه مراكز للعناصر الحسية (السمع والبصر واللمس والشم والتذوق)كذلك مراكز للذكاء والانتباه والتفكيرو...... وأي خلل في إحدى هذه المراكز أو أكثر تؤثر بشكل مباشر على القدرة الاستيعابية والتعبيرية لدى الطفل مما يؤدي الى صعوبات في التعلم لديه . 2- العوامل الجينية (البيولوجية والوراثية ) : أكدت العديد من الدراسات على أهمية هذا العامل في وجود صعوبات التعلم وخاصة الشديدة منها ، ففي حالة التوائم تبين أن أحد التوأمين أن الصعوبات التي يعاني منها أحدهما غالبا ما يعاني منها الآخر ،وقد أعطى بعض الباحثين تفسيرات بيولوجية وراثية وجينية لبعض الأنواع الفرعية من صعوبات التعلم فقد بين (بينغتون ) أن لبعض صعوبات التعلم قاعدة جينية وهي وراثية ،واقترح ( جريشويند ) عدم اتزان الهرمونات كمصدر لصعوبات التعلم . 3- العوامل البيئية :يرى العديد من الباحثين بان العوامل البيئية عوامل مساعدة على حدوث صعوبات التعلم مع ان هناك كثير من الأدلة التي تؤكد أن الأطفال الذين يعانون من حرمان بيئي أكثر عرضة للمشاكل التعلمية ويؤكد البعض أن عدم كفاية الخبرات التعلمية وسوء التغذية من أكثر العوامل البيئية المساعدة أي أن البيت هو السبب المباشر على حدوث صعوبات التعلم ،ويعزو البعض ظهور صعوبات التعلم الى الظروف أو الحالات التي تحدث أثناء الولادة مثل جروح الرأس خلال الولادة السيئة والتعرض للمواد السامة مثل الكادميوم ،والعلاج الكيماوي للسرطان في عمر مبكر خصوصا سرطان الدماغ حيث يؤثر هذه على الجهاز العصبي المركزي والإصابة بالتهاب السحايا خاصة عند ما يصاب النسيج المحيط بالدماغ والحبل الشوكي . ويذكر العديد من الباحثين أن هناك أسباب تربوية لصعوبات التعلم ، مثل : عدم ملائمة المادة التعليمية لقدرات الطالب ، والنقص في إتقان مهارات التعلم ، والتركيز على بعض المهارات دون الأخرى ،وعدم إثراء البيئة التعليمية ،وازدحام الصفوف المدرسية بشكل لا يمكن للمعلمين من تكييف أساليب التعلم مع حاجات التلاميذ. تشخيص صعوبات التعلم : ان أول من يستطيع أن يشخص الطفل الذي يعاني من صعوبات في التعلم هم الوالدين والمعلم ، إلا إنهم قد يكونوا بحاجة الى معرفة أهم المؤشرات التي تدل على ذلك لأن الطفل الذي يعاني من هذه المشكلة يحاول أن يتخلص منها بمفرده إلا أنه يفشل ان لم يتم التدخل من قبل الأهل والمعلم لعرضه على المختص في مجال صعوبات التعلم ، وأهم هذه المؤشرات هي : 1 1- صعوبة إتباع الطفل للتعليمات . 2- صعوبة تذكر ما قد طلب منه للتو . 3- الفشل في إتقان القراءة أو الكتابة أو الحساب 4- صعوبة التمييز ما بين اليسار واليمين كأن لا يميز 25 من 52 أو كلمة طب من كلمة بط. 5- فقدان الطفل التناسق الحركي أثناء المشي أو الرياضة أو النشاطات البسيطة كمسك القلم بطريقة صحيحة . 6- اذا كان الطفل لا يهتم أين يضع كتبه أو دفاتره . 7- عدم قدرة الطفل على فهم مفاهيم الوقت : كأن يخلط ما بين البارحة واليوم أو غدا يؤكد تشخيص الحالة بفحص الطفل من قبل مختص في صعوبات التعلم من التربية الخاصة ويجب أن يكون التشخيص والعلاج مبكرين لتفادي تأخر التحصيل الدراسي عند الطفل . علاج صعوبات التعلم : ان مرحلة العلاج تتحقق على يد المختص من خلال تدريب الطفل على المهارات اللازمة وإرشاد الأهل من خلال النصائح التي يقدمها لهم كالتخلي عن الدلال والعنف الزائدين وما يجب أن يقدموه للطفل والأساليب والوسائل التي يمكنها أن تخفف من مشكلته , ويكمن دور الأهل والمعلمين في ملاحظة سلوك الأطفال وتنفيذ ما ينصحه بهم الأخصائي ومحاولة التخفيف من الضغوطات التربوية والنفسية التي يتعرض لها الطفل وخاصة تلك التي تؤدي الى فشله الحياتي والدراسي . وأخيرا نتمنى لجميع أطفالنا وطلابنا النجاح والتفوق في جميع ميادين الحياة وخاصة الأكاديمي في العام الدراسي الجديد. 8-10-2010

[برزان سليمان]

رد: صعوبات التعلم عند الأطفال

كل الشكر لكل من يتحدى الاعاقة أويساهم في تحدي الاعاقة