الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاضطرابات السلوكية والانفعالية: النظرية والتشخيص والعلاج

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • Font Size
    #1

    الاضطرابات السلوكية والانفعالية: النظرية والتشخيص والعلاج

    الاضطرابات السلوكية والانفعالية: النظرية والتشخيص والعلاج

    اضطرابات السلوك Behavior Disorders
    إن المصطلحات التي تشير إلى الاضطرابات السلوكية متعددة ، وذلك لاختلاف الأخصائيين النفسيين والقانونيين ، والعلماء التربويين ، والأطباء ، وعدم الاتفاق على تعريف واحد ،وذلك لاختلاف المعيار المستخدم ، ولا يوجد اتفاق على تعريف الصحة النفسية ، وتعدد النظريات ، وأنه قد ترتبط اضطرابات السلوك بإعاقة مصاحبة قد يجعل من الصعب تحديد هل الاضطراب السلوكي ناتج عن الإعاقة أم هي سبب في هذه الإعاقة (Paul & Epanchin, 1982) مما حملهم على أن يطلقوا تسميات مختلفة ومن هذه التسميات أو المصطلحات ما يلي :
    - الاضطرابات السلوكية Behavior Disorders
    - الاضطرابات الانفعالية Emotionally Disorders
    - الإعاقة الانفعالية Emotionally Handicap
    - سوء التكيف الاجتماعي Social Maladjustment
    - مشاكل التكيف Adjustment Problems
    - الجنوح Delinquent
    وعلى الرغم من استخدام مختلف التسميات السابقة إلا أن المشهور منها والمنتشر هو مصطلح الاضطرابات السلوكية ، ذلك أنه أشمل من غيره من التسميات ، وانه يصف السلوك الظاهر ، وأنه لا يتضمن افتراضات مسبقة حول أسباب الاضطراب . وهناك بعض المعايير التي يمكن من خلالها الحكم على السلوك وهي :
    - التكرار : تكرار حدوث سلوك غير مرغوب ، كالبكاء ، أو الصراخ مثلا .
    - المدة : مدة المستغرقة أثناء القيام بالسلوك ، كأن يكون هناك قصر في القدرة على الجلوس على المقعد ، أو ثورات عصبية لمدة طويلة تختلف عما هي عليه عند العاديين .
    - الشدة : أي أن تكون شدة السلوك قوية جدا أو ضعيفا جدا .
    - العمر : أي مناسبة السلوك الممارس للعمر الزمني .
    - ثقافة المجتمع : فما هو مقبول في مجتمع قد لا يكون مقبول في مجتمع آخر .
    - الموقف : كالضحك الشديد عند موت أحد الأقارب مثلا .
    وقد اقترح كل من (Clarizio & Mccoy,1993) بعض المحكات التي تستخدم في تقييم تعاريف الاضطراب السلوكي وهي : المستوى النمائي ، والجنس ، البيئة الثقافية التي يعيش فيها الفرد ، ومستوى التسامح عند العاملين على الرعاية .
    المفهوم
    لا يوجد هناك اتفاق على تعريف واحد لاضطراب السلوك ، ويرجع السبب في ذلك للأمور التي ذكرناها سابقا ، وذلك لاختلاف المعيار المستخدم ، واختلاف الاتجاهات وغيرها من الأسباب ، بيد أننا سنذكر تعريف الاضطراب السلوكي على شكل مجموعات اقترحها (السرطاوي ، سيسالم ، 1987) وهي كما يلي :
    أولا : التعريفات ذات المنحى الاجتماعي
    1- تعريف روس (1974)
    الاضطراب السلوكي هو اضطراب نفسي يتضح عندما يسلك الفرد سلوكا منحرفا بصورة واضحة عن السلوك المتعارف عليه في المجتمع الذي ينتمي إليه الفرد ، بحيث يتكرر هذا السلوك باستمرار ويمكن ملاحظته والحكم عليه من قبل الراشدين الأسوياء ممن لهم علاقة بالفرد .
    2- تعريف كوفمان (1977)
    إن الأطفال المضطربين سلوكيا هم أولئك الذين يستجيبون لبيئتهم بطريقة غير مقبولة اجتماعيا ، وغير مرضية شخصيا ، وذلك بشكل واضح ومتكرر ، ولكن يمكن تعليمهم سلوكا اجتماعيا وشخصيا مقبولا ومرضيا .
    3- تعريف هويت (1963)
    إن الطفل المضطرب انفعاليا هو الفاشل اجتماعيا ، والذي لا يتوافق سلوكه مع السلوك السائد في المجتمع الذي يعيش فيه ، وهو الذي ينحرف سلوكه عما هو متوقع بالنسبة لعمره الزمني وجنسه ووضعه الاجتماعي بحيث يعتبر هذا السلوك سلوكا غير متوافق ويمكن أن يعرض صاحبه لمشاكل خطيرة في حياته .
    ثانيا : التعريفات ذات المنحى النفس – اجتماعي
    1- تعريف سمث ونيثورت (1975)
    قام كل من سمث ونيثورت باستخدام مصطلح سوء التكيف الاجتماعي كدليل على الاضطرابات السلوكية ، وأن مشاكل التكيف تنقسم إلى قسمين هما :
    أ‌- الاضطرابات الانفعالية : ويستخدم هذا المصطلح للدلالة على حالات كثيرة غير محددة بدقة مثل الأمراض العقلية ، والذهان ، والعصاب ، التوحد ، وغيرها . وان الأطفال الذين يظهرون أنماطا من الاضطرابات الانفعالية غالبا ما يكونوا عدوانيين أو انسحابيين أو كليهما معا ، والخروج على القواعد والعرف الثقافي الاجتماعي .
    ب‌- سوء التكيف الاجتماعي : ويشمل السلوك الذي يخرج على القواعد الاجتماعية ، فما هو مقبول من السلوك في مجتمع ما قد لا يكون مقبولا في آخر .
    2- تعريف جروبرد (1973)
    الاضطرابات السلوكية هي تشكيلة من السلوكات المنحرفة والمتطرفة بشكل ملحوظ ، ومتكرر باستمرار ، وتخالف توقعات الملاحظ ، تتمثل في الاندفاع، والعدوان، والاكتئاب، والانسحاب . 3ـ تعريف هارنج و فيلبس (1962)
    إن الأطفال الذين يعانون من اضطرابات انفعالية هم أولئك الذين لديهم مشاكل خطيرة قليلة كانت أو كثيرة مع الأفراد الآخرين (الأقران ، الأهل ، المدرسين ) أو هم أولئك الأطفال غير السعداء ، أو غير القادرين على تقديم أنفسهم بطريقة تتناسب مع قدراتهم واهتماماتهم . وبشكل عام فإنه يمكن القول بأن الطفل المضطرب انفعاليا هو الذي يتعرض للفشل بشكل كبير في حياته بدلا من النجاح.
    4ـ تعريف نيوكمر (1980)
    الاضطرابات الانفعالي هو الانحراف الواضح والملحوظ في مشاعر وانفعالات الفرد حول نفسه وحول بيئته . ويستدل على وجود الاضطرابات الانفعالي عندما يتصرف الفرد تصرفا يؤدي فيه نفسه أو الآخرين ، في هذه الحالة نقول إن هذا الفرد في حالة من الاضطراب الانفعالي .
    ثالثا : التعريفات ذات المنحى التربوي
    1- تعريف هويت وفونس (1974)
    الطفل المضطرب سلوكيا هو طفل غير منتبه في الفصل ، ومنسحب ، وغير منسجم ، وغير مطيع لدرجة تجعله يفشل باستمرار في تحقيق توقعات المدرس والمدرسة .
    2- تعريف لامبرت و باور (1961)
    الطفل المضطرب انفعاليا هو الذي يتراوح معدل انخفاض سلوكه بين المتوسط والحاد ، وان هذا الانخفاض في السلوك يعمل بدوره على تخفيض قدرته على أداء واجباته الدراسية بفاعلية ، كذلك في تفاعله مع الآخرين ، مما يؤثر على خبراته الاجتماعية والتربوية ، ويجعله عرضة لواحدة أو أكثر من النماذج السلوكية الخمسة التالية بشكل واضح :
    أ‌- عدم القدرة على التعلم التي لا ترتبط بالعوامل العقلية أو الحسية أو العصبية أو بالصحة العامة ، وإنما ترتبط بالمشاكل السلوكية .
    ب‌- عدم القدرة على بناء علاقات شخصية مرضية مع الأقران ، والمدرسين، والاحتفاظ بهذه العلاقات .
    ج- أنماط غير ملائمة أو غير ناضجة من السلوك والمشاعر في الظروف العادية.
    د- مزاج عام من الشعور بعدم السعادة والحزن والاكتئاب .
    هـ - ميل لظهور أعراض جسمية مثل مشاكل في النطق والكلام ، والآلام في الجسم، ومخاوف مرتبطة بمشاكل شخصية أو مدرسة .
    4ـ تعريف وودي (1969)
    إن الطفل المضطرب انفعاليا هو ذلك الذي لا يستطيع أن يتكيف مع معايير السلوك المقبول اجتماعيا مما يؤدي إلى تدهور تقدمه الدراسي ، والتأثير على زملائه في الفصل ، كذلك تدهور علاقاته الشخصية مع الآخرين .
    رابعا : التعريف ذو المنحى القانوني
    1ـ تعريف كفارسيوس وميلر (1959):
    استخدم كل من كفارسيوس وميلر مصطلح جنوح الأحداث Jevenile Deliquency للدلالة على الاضطرابات السلوكية لأن الأحداث الجانحين يظهرون كثيرا من المشاكل السلوكية المشابهة لمشاكل الأطفال المضطربين سلوكيا وانفعاليا .
    فقد عّرف جنوح الأحداث من الوجه القانونية بأنه : عبارة عن سلوك يصدر من الصغار ينتهكون فيه معايير وقوانين عامة ، أو معايير مؤسسات اجتماعية خاصة وذلك بشكل متكرر وخطير بحيث يستلزم إجراءات قانونية ضد من قاموا بهذه الانتهاكات سواء كان فردا أو جماعة



    نسبة الشيوع
    لا يوجد هناك إحصائيات دقيقة ونسبة محددة تقدر بها اضطرابات السلوك ، وذلك لعدم الاتفاق على تعريف واحد للاضطرابات السلوكية ، وحسب الاتجاه والمنهج المتبع للحصول على النسب ، وغيرها من الأسباب ، لذا نجد نسبا متفاوتة بين الدراسات التي أجريت ، باور يقدر نسبة الأطفال الذين يعانون من اضطرابات ســلوكية بــــ (10 %) من أطفال المدارس في الولايـات المتحدة الأمريكية (Bower,1969) كما ويقدر مكتب الولايات المتحدة الأمريكية لعام (1975)النسبة بــ (2%) ، والبعض يذكر أن نسبة الذين يعانون من اضطرابات سلوكية يتراوح بين6 -3 % (Kauffman, 1989) . كما ويشير تقرير" هيئة الصحة النفسية للأطفال " في الولايات المتحدة الأمريكية في مؤتمرها عام (1970) إلى أن شكلا من أشكال الرعاية مطلوب لنسبة تقدر بين (12-10 %) من أي مجتمع ، ومنهم نسبة ( %2) محتاجون إلى الرعاية المتخصصة ونسبة ( 10 - 8 %) يمكن رعايتهم من خلال الأخصائي النفسي في المدرسة . (القاسم وآخرون ، 2000) .
    وفي الأردن يشير صندوق الملكة عليا للعمل الاجتماعي والتطوعي الأردني ، إلى أن نسبة المعوقين انفعاليا ، مقارنة مع المجـموع الكلي للمسجلين فـي الأردن عـام (1979) تقدر بـ (2,4 %) ، وأن 21 % من المضطربين سلوكيا وانفعاليا يقدم لهم خدمات طبية ، وأن45,1 % يقدم لهم خدمات تعليمية ، وأن 12,6 % منهم يقدم لهم خدمات اجتماعية ، وأن 13,8 % منهم يقدم لهم خدمات تعليمية وطبية .(الروسان ،2001) .
    وإن نسبة انتشار الاضطرابات السلوكية عند الذكور أكبر منها عند الإناث ، حيث تتراوح النسبة بين (5:1) ، وتظهر الاضطرابات السلوكية عند الذكور موجهة للخارج ، كإيذاء الآخرين ، بينما تكون الاضطرابات السلوكية عند الإناث موجهة للداخل ، كالخجل والانسحاب .
    تصنيف اضطرابات السلوك
    لا يوجد هناك اتفاق على أسلوب موحد في التصنيف ، لذا نجد هناك العديد من التصنيفات المختلفة ، ولكن هنا سنتناول بعض التصانيف ومنا تصنيف الجمعية الأمريكية للطب النفسي لعام (1980) وكذلك التصنيف السلوكي ، والتصنيف حسب شدة الاضطراب ،بالإضافة إلى تصنيف كوي (Quay) .
    أولا : تصنيف الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA) لعام (1980)
    يركز هذا التصنيف على الاضطرابات السلوكية في مرحلة الطفولة المبكرة والمتأخرة ، ومرحلة المراهقة ، ويشمل على الفئات التالية :
    - الفئة العقلية : وتشمل التخلف العقلي البسيط ، والمتوسط ، والشديد .
    - الفئة السلوكية : وتشمل ضعف الانتباه ، واضطرابات التصرف .
    - الفئة الانفعالية : وتشمل القلق ، اضطراب الهوية ، البكم الاختياري وغيرها من الاضطرابات التي تظهر في الطفولة والمراهقة .
    - الفئة الجسمية : وتشمل اضطرابات الحركة والأكل ، واضطرابات أخرى
    - الفئة النمائية : وتشمل الاضطرابات النمائية العامة كالشذوذ النمائي ، والاضطرابات المحددة كالتوحد .
    ثانيا : التصنيف السلوكي
    ويركز هذا التصنيف على وصف السلوك ، ثم وضع هذا السلوك ضمن المجموعة التي ينتمي إليها ، والتصانيف في هذا لمجال كثيرة ولكن نذكر منها تصنيف كوفمان (Kauffman, 1997) ويصنف كوفمان اضطرابات السلوك إلى أربع فئات هي كما يلي :
    - الحركة الزائدة ، والاندفاعية .
    - العدوانية .
    - الانسحاب ، وعدم النضج .
    - مشاكل النمو الخلقي والجنوح .
    ثالثا : التصنيف حسب شدة الاضطراب
    ويقصد بشدة الاضطراب مدى المعاناة والعجز في الاضطراب وقد قسم العلماء هذا التصنيف إلى فئات ثلاث هي كما يلي :
    1- فئة الاضطراب السلوكي البسيط : وتشمل الاضطرابات البسيطة التي يمكن التعامل معها وعلاجها في البيت عن طريق أولياء الأمور أو المدرسة من خلال الدرسين والتخفيف منها .
    2- فئة الاضطراب السلوكي المتوسط : وهذه الفئة أيضا يمكن معالجتها بفاعلية في المنزل والمدرسة ، عن طريق المعلمين والأخصائيين في المدرسة .
    3- فئة الاضطراب الشديدة : هذه الفئة تحتاج إلى رعاية خاصة في صفوف خاصة أو مراكز علاجية خاصة ، وتحتاج مدة طويلة للعلاج ، تخضع لبرامج علاجية كالفصام . (Heward and Orlansky, 1988)
    رابعا : تصنيف كوي (Quay) لاضطرابات السلوك
    يعتبر تصنيف (Quay) من أكثر التصنيفات انتشارا واستخداما لا سيما في الجانب التربوي ، وهو تصنيف متعدد الأبعاد ، اعتمده المصنف من خلال جمع معلومات عن طريق الوالدين والمدرسين وسجلات المدرسة، واستجابة الطفل على قوائم التقدير ، ولكن مما يؤخذ على هذا التصنيف انه لا يقدم حلول علاجية ، ويقسم هذا التصنيف إلى أربع فئات هي :
    1- اضطرابات التصرف : Conduct disorders وتشمل اضطرابات التصرف على عدة أعراض منها السلوك العدواني ، والإزعاج ، الزعامة وتحدي السلطة ، وعدم الطاعة وغيرها من الأعراض .
    2- اضطرابات الشخصية : Personality disorders وتشتمل على الانسحاب ، والقلق ، والاكتئاب ، والاعتماد شبه الكلي على الغير ، الخجل ، الجبن ، وغيرها من الأعراض .
    3- عدم النضج : Immaturity ويشتمل على قصر فترة الانتباه ، أحلام اليقظة ، البلادة ، الكسل والصمت ، وعدم الاهتمام بالمدرسة ، انشغال البال ، وغيرها من الأعراض .
    4- الجنوح الاجتماعي : Socialized delinquency ويشمل على الإهمال والسرقة ، الهروب من المدرسة ، خرق القوانين ، وتكون هذه السلوكيات ضمن الجماعة أو العصابة ، وغيرها من الاضطرابات
    تشخيص إضطرابات السلوك
    إن عملية تشخيص المضطربين سلوكيا تبدأ من قبل الأسرة ، والمدرسة ، والأقران ، والمضطرب نفسه، وذلك من خلال التقديرات والملاحظات المشاهدة ، كملاحظة الانسحاب والانطواء ، وتعرف هذه المرحلة بـ (التعرف الأولي ) ، ثم بعد ذلك الانتقال من مرحلة التعرف الأولي إلى مرحلة أكثر عمقا ودقة يقوم بها الأخصائيين ويكون فيها استخدام للأدوات والمقاييس وهي مرحلة التأكد أو ما تعرف بمرحلة (التعرف الدقيق ) ، ومن أهم المقاييس المستخدمة في الكشف عن الاضطرابات السلوكية :
    - مقياس السلوك التكيفي للجمعية الأمريكية للتخلف العقلي (AAMD) ، وقد تم تطوير وتقنين هذا المقياس في دول مختلفة منها : الهند ، وبلجيكا ، والأردن ، ومصر ، والبحرين ، ويتكون هذا المقياس جزأين هما :
    أ‌- السلوك التكيفي : يتكون من تسعة أبعاد ، يتفرع عنها ( 56 ) فقرة .
    ب‌- السلوك غير التكيفي : يتكون من أربعة عشر بعدا ، يتفرع عنها (44) فقرة.
    - مقياس بيرك لتقدير السلوك (BBRS) ويتكون هذا المقياس من (110) موزعة على(19) مقياسا فرعيا، ويهدف هذا المقياس إلى التعرف على مظاهر الاضطرابات الانفعالية والسلوكية من عمر السادسة فأكثر . (الروسان ، 2001)
    - مقياس الشخصية لإيزنك (EPI)
    - المقاييس الاسقاطية :
    أ‌- مقياس بقع الحبر لروشاخ .
    ب‌- مقياس رسم الرجل .
    ج- اختبار تفهم الموضوع للكبار والصغار .
    ويذكر (القاسم وآخرون ، 2000) خطوات للتعرف على الطالب المضطرب سلوكيا، من خلال العمل ضمن فريق للتقييم ، ويكون هذا الفريق متعدد التخصصات ويقوم بالآتي :
    1- إجراء التقييم التربوي الشامل .
    2- تحديد أهمية التقييم الطبي للمهارات السمعية والبصرية والحركية ، والجانب العصبي .
    3- تطوير محكات لتحديد المستويات العادية للوظائف السلوكية .
    4- إمكانية ضم الأطفال الفصاميين ضمن هذه الفئة من المعوقين .
    5- الرجوع إلى التعريفات والقوانين وخطوات التقييم التربوي للمضطربين ، والتأكد من اتباع الإجراءات كلها .
    6- المراجعة للبيانات التي ستستخدم في تقرير الحالة .
    أسباب الاضطرابات السلوكية
    إن الدراسات والبحوث العلمية التي تتناول وتبحث في الأسباب البيولوجية للاضطراب السلوكي لا تزال في بدايتها ، وان التفاعلات التي تحدث للأطفال مع أسرهم والبيئة والمجتمع معقدة جدا ، حيث أننا لا نستطيع تحديد سبب واحد مؤكد للاضطرابات السلوكية والانفعالية ، رغم ذلك نستطيع تحديد مجالات يمكن أن تسهم في حدوث الاضطرابات السلوكية والانفعالية ومنها مايلي :
    1- المجال الجسمي والنفسي والبيولوجي
    لا بد أن يتأثر السلوك بعدة عوامل جينية وعصبية وبيوكيميائية ، وهناك كثير من الدلائل والمؤشرات أكدت وأثبتت وجود علاقة للعامل البيولوجي بالاضطرابات السلوكية والانفعالية الشديدة عند الأطفال. ( كوافحة وعبد العزيز ، 2003) . (Hallahan & Kauffman , 1982) .
    كما ويؤكد الدارسون والباحثون على وجود منحى بيولوجي لعدد من الاضطرابات ، كالشره المرضي أو فقدان الشهية ، وكذلك دور للبيولوجيا في العلاج في تلعب دورا هاما في البرنامج العلاجي ، كاستخدام العلاج المضاد للقلق ، دون وجود ومعرفة السبب البيولوجي لحالة القلق .
    عن الإنسان مكون من جسم ونفس ، وكلا الجانبين ذو أهمية ، وذو تأثير على الآخر، فما يصيب الإنسان من إعاقات جسدية ، قد يكون سببا في اضطراب السلوك عنده ، وكذا المشاكل النفسية ، فعندما يفقد الشخص قريب أو صديق عزيز عليه ، أو تعرضه لمشكلة معينة ، لا بد وأن تترك آثرا كبيرا في حياته ، وقد تقول وتسأل كيف تدفعه إلى الشذوذ السلوكي ؟ وأقل لك كالفرد الذي تخونه زوجته ، ستكون لديه مشاعر التعاسة والقلق، وعدم الأمن ، الأمر الذي يجعله ينصرف عن الزواج مرة أخرى ، ذلك أن هذه الاستجابة تعمم عند الفرد على المواقف المشابهة ، فتمنعه من التكيف السوي ، كما ويوجد كثير من الحالات التي فقدت السمع أو البصر أو الكلام نتيجة ما تعرضوا له من صدمات نفسية .
    2- مجال الأسرة أو العائلة
    يذكر عالم النفس الأمريكي (Bern) بأن الأطفال أو الناس يولدون أمراء وأميرات ولكن أساليب التنشئة الخاطئة تحيلهم إلى ضفادع ، بمعنى أنها تقوم على إبداء صورة سيئة ومشوهة ، ومما لا شك فيه أن الأسرة تؤثر على تطور الطفل ، لا سيما في مراحل النمو الأولى ، ذلك أن أسلوب التربية المستخدم ينعكس على الأطفال . ولا شك أن ما نشاهده من اضطرابات سلوكية وانفعالية تعزى أصلا إلى ذلك التفاعل السلبي بين الطفل من جهة والأم والأب من جهة أخرى ، كالضرب ، والإهمال وعدم المراقبة ، وانخفاض عدد التفاعلات الإيجابية ، وغيرها من التفاعلات غير الصحية التي تعكس على الطفل . (Smith & Luckasson, 1992) .
    إن أساليب التنشئة الأسرية مختلفة، وتبعا لذلك تظهر الأخطاء في الجوانب التربوية ، فهناك أسر لا يوجد ضوابط في معاملتها لأبنائها فتجدها تغدق عليهم العطاء بشكل مبالغ فيه وتطلق لهم العنان فيما يريدون، وهناك أسر على النقيض تماما تجدها تضيق على أبنائها ويتحكم فيما يريده الطفل ، وهذا الأنماط التربوية بدورها تولد عند الطفل انحرافات سلوكية ، كالحسد ، والعدوان ، والأنانية ، والخوف ، عدم الثقة ، وغيرها من الانحرافات السلوكية .
    فالأطفال الذين تربوا على التدليل ، تجدهم أنانيون ، و نافذوا الصبر ، وبما أنه لم يعاني القلة والشح ، بل أن كل ما يريده متوفر وجاهز ، تجده لا يقبل الإحباط أو قبول النقص ، وما أن تمر به الأيام ، وتدور عليه الدوار ، ويصبح يعاني العوز بعد الترف والنعيم ، فهذا من شأنه أن يولد عنده صدمة نفسية قد تؤثر عل سلوكه ، وكذلك ما يعاني منه الطفل من نقص وحرمان سواء كان ماديا أو معنويا ، من شأنه أن ينعكس سلبا على نفسية الطفل وسلوكه ، وما نلاحظه على أطفال المؤسسات والملاجئ من اضطرابات سلوكية، ما هو إلا نتيجة ما يعانوه من نقص العناية والحنان والعطف الأموي ، لا سيما في المرحلة الأولى من حياة الطفل ، وكذلك الحرمان المادي ، فحرمان الطفل من الطعام والشراب واللباس مثلا ، سيجعله ينشأ على حب الاحتفاظ والتملك والبخل ليشعر بالأمن ، ذاك أن النقص يشعره بعدم الأمن والاستقرار .
    كما وتذكر عالة النفس (Ann Roe) أن أساليب التنشئة الاجتماعية تلعب دورا في عملية اختيار المهنة لدى الأطفال ، فالأسرة التي تبعث الدفء والحنان ومشاعر التقبل للطفل تجعله يطور اهتماما بالمهن الإنسانية ، وأما الرفض والحرمان من الحب والحنان للطفل ، تجعله يميل إلى العمل في المهن الصناعية كالعمل على جرافة مثلا لتفادي تعامله مع الآخرين (العزة ، 2002) 3- مجال المدرسة
    قد تكون البيئة المدرسية ، سببا في الاضطرابات السلوكية ، فالأطفال الذين يأتون إلى المدرسة من بيئات أسرية مختلفة ، قد يأتي الطفل وقد أكسب أساليب سلوكية سالبة ، ويأتي آخر قد لا يعاني من هذه السلوكات ولا غيرها ، ونتيجة التفاعل بين الطلبة في الصف قد يصبحوا بوضع أفضل أو أسوأ .
    وهنا يأتي دور المدرسة من خلال مدرسيها ومناهجها وأساليبها والقوانين التي تفرض والطلبة ، وغيرها من الأمور التي قد تنعكس على الطفل وتنمي لديه انحرافات سلوكية ، أو تعمل على إزاحة هذه الانحرافات السلوكية التي تم اكتسابها ، فعدم مراعاة المعلم للفروق الفردية بين الطلبة ، من شأنه أن يؤدي إلى سلوكات عدوانية ، ومعاناة الطفل من صعوبات تعلم وعدم استعمال الأساليب التدريسية المفيدة ، تجعله يظهر سلوكات غير مرغوبة لأجل إخفاء ما يعانيه من ضعف ، ويقترح (Kauffman , 1977) عدة أساليب يجب على المعلم أن بتعامل مع الأطفال من خلالها ، لتجنب الاضطرابات السلوكية وهي :
    - مراعاة الفروق الفردية .
    - تبني توقعات واقعية من سلوك الأطفال ، وتحصيلهم الأكاديمي .
    - الثبات في التعامل مع المشاكل السلوكية التي يظهرها الأطفال .
    - مكافأة السلوك المراد وتجاهل السلوك غير المراد .
    - مراعاة جواب الطفل التعليمية .
    4- مجال المجتمع
    قد يكون المجتمع أحد الأسباب في ظهور بعض الاضطرابات السلوكية ، ذلك لما يتميز به المجتمع من تنوع العوامل التي قد تؤدي إلى انحرافات سلوكية غير مرغوبة ويذكر كل من(Kirk & Gallagher , 1983) ثلاثة عوامل اجتماعية تؤثر على سلوك الأفراد وهي :
    1- الفقر : إن وجود التفاوت بين الطبقات والمستويات الاقتصادية في المجتمع ، من شأنه أن يكون سببا في ظهور الاضطرابات السلوكية ، ذلك أن الطبقة الفقيرة تعاني الحاجة والعوز ، وعدم القدرة على توفير ما يلزم من احتياجات متنوعة .
    2- التمييز العنصري : إن وجود التفرقة بين أبناء المجتمع الواحد ، وتمييز جماعة عن أخرى ، كما هو حاصل في الولايات المتحدة الأمريكية ، من تمييز بين البيض والسود ، وأن لهم معاملة خاصة أدنى من حيث المستوى مما عليه البيض ، سببا قويا في وجود الانحرافات السلوكية كالعدوانية وغيرها .
    3- الأقليات : قد يكون وجود عدد معين من الناس في مجتمع كبير ذو أغلبية وكثرة ، سببا في تولد بعض الاضطرابات السلوكية ، لما يمارس من ضغط على هذه الاقليات من قبل الأغلبية، وعدم الشعور بالانتماء والشعور بالغربة.
    وغيرها من الأسباب التي قد توجد في المجتمع وتسبب اضطرابات في السلوك ، كالشعور بفقدان الأهل ، وعدم الأمن ، والعنف ، وغيرها .
    خصائص المضطربين سلوكيا
    أولا : الذكاء
    إن الاضطرابات السلوكية لا تصيب الأطفال العاديين فقط ، بل والمتخلفين عقليا أيضا ، ولا يوجد هناك نسبة ذكاء محددة يندرج تحتها المضطربين سلوكيا، ولكن يمكن الإشارة إلى أن نسبة (90) درجة هي متوسط ذكاء الذين يعانون من الاضطراب السلوكي ، وقليل ما يجوز إلى أعلى من هذه النسبة ، ومما لا بد معرفته أن الاختبارات التي تطبق وتقيس أداء الأطفال في جوانب معينة ، لا بد وأن يتدخل السلوك غير السوي للطفل المضطرب سلوكيا ، ويؤثر على نتيجة الاختبار ، فيكون سبب الانخفاض في الاختبار هو الاضطراب وليس نسبة الذكاء .
    ويشير (Kauffman, 1981) إلى أن الاعتقاد الذي يقول بأن الأطفال المضطربين سلوكيا ، يميلوا إلى أن يكونوا أذكياء ، إنما هو من الخرافة . وأن اختبارات الذكاء متحيزة ضد الأطفال المضطـربين سلوكيا ، وأن ذكائهم الحقيـقي أعلى مما يشـير إليه الاختبار، ولكن لا يصل إلى نسبة عالية من الذكاء ، وعليه فنسبة كبير من المضطربين سلوكيا يقعون ضمن فئة التخلف العقلي البسيط .
    وقد وجد بورز (powers) من خلال دراسة عام 1961 م ، بأن معدل ذكاء الذكور أعلى قليلا من معدل ذكاء الإناث بين المعاقين سلوكيا ، والبالغ عددهم في تلك العينة (461) طفلا ، ولكن الفرق بينهم في الذكاء ليس له دلالة وفي المقابل فإن مستوى ذكائهم عادي ، ومقارب للتلاميذ العاديين . (القاسم وآخرون ، 2000)
    ثانيا : التحصيل الدراسي
    إن التحصيل الدراسي للمضطربين سلوكيا يعد منخفضا مقارنة بالأطفال العاديين ، وان معظم المضطربين سلوكيا تحصيلهم الأكاديمي في المدرسة متدن وتحت المتوسط مقاسا بالاختبارات الرسمية وغير الرسمية ، وإنهم يخفقون في أبسط مهارات القراءة والحساب ، بل أن بعض الذين يعانون من اضطراب سلوكي شديد ليس لديهم مهارات العناية بالذات أو مهارات الحياة اليومية .
    كما وان هناك ارتباطا بين اضطرابات السلوك وصعوبات التعلم ، فكثير من الذين يعانون الاضطراب السلوكي يكون لديهم ضعف ومشاكل دراسية . (Robins, 1979)
    وقد عزى (Kauffman, 1997) انخفاض التحصيل الدراسي عند الأطفال المضطربين سلوكيا إلى المدرسة ، لعدم مراعاة عدة جوانب في التعامل مع المضطربين سلوكيا وهي :
    - عدم مراعاة الفروق الفردية
    - توقعات المدرسين نحو المضطربين سلوكيا غير مناسبة .
    - عدم المتابعة وعدم علاج جوانب القصور عند المضطربين سلوكيا .
    - الاقتصار على مهارات غير وظيفية في التعليم .
    - استخدام طرق غير مناسبة للتعزيز .
    ثالثا : العدوانية
    إن سمة العدوانية من أهم سمات الأطفال المضطربين سلوكيا ، ومما لا بد الإشارة إليه في البداية ، بأن السلوك العدواني لا يخلوا منه مجتمع البتة ، بيد أن هذا السلوك العدواني قد يكون مقبولا ومطلوب ، كأن يدافع الإنسان عن نفسه إذا اعترضه من يريد أن يؤذيه ، ولكن حديثنا هنا عن السلوك العدواني غير المرغوب وغير المقبول ، والعدوانية لها أشكال عدة ، فقد تكون من خلال الإساءة اللفظية ، كالشتم والسباب ، وقد تكون إساءة جسمية للآخرين ، أو قد يكون من خلال التخريب وعدم الطاعة وعدم الاستجابة للقوانين .
    ومن المعلوم أن العدوانية يصاحبها فشل اجتماعي ، على عكس الرأي الذي يقول بأن الأطفال العدوانيين ، هم أفضل حالا من الأطفال الانطوائيين ، وأنهم أكثر اجتماعية وأكثر حبا للعمل ومشاركة الآخرين ، وهذا ما أثبتته دراسة (Robins, 1979) . وقد كان يعتقد في الثلاثينات من القرن العشرين بأن الإحباط هو سببا مؤديا إلى العدوان ، من خلال البحث الذي قدم عام 1939 م وهو بحث (الإحباط والعدوان ) ، إلا أنه من خلال ما اجري من دراسات حديثة جاء من يشكك في هذا الرأي ، كالدراسات التي أجراها باندورا ، والتي بين فيها أن السلوك العدواني سلوكا متعلما من خلال التقليد للآخرين ، وأوضحت دراسات التحليليين بأن العدوان ناتج عن دوافع لا شعورية . ويذكر ( فرويد وآخرون ، ترجمة ناصيف ، 1986 ) أن نظرية الإحباط والعدوان تعرضت للتوسيع وإعادة التفسير وكذلك لإساءة التفسير وذلك بأساليب شتى ، فالكثير على سبيل المثال فسروا خطأ القول بأن " العدوان هو دائما نتيجة للإحباط" على انه يعني أن الإحباط يؤدي دائما إلى السلوك العدواني الصريح ، عندئذ قام ميلر (1941) بتوضيح هذه النقطة وذلك بالافتراض أن التحريض على العدوان يعقب حتما الإحباط لكن ما إذا كان التعبير عن التحريض يتم فعلا أم لا يتم فإن ذلك يتوقف على قوة كل من التحريض والكبح .
    وهناك نقطة أخرى موضع جدل هي ما إذا كانت النظرية تعني أن الإحباط هو السبب الوحيد للتحريض على العدوان أم لا ، فقد ذكر (Boos) أن الهجوم أيضا يمكن أن يثير التحريض على العدوان ، كما وأوضحت دراسات عديدة عن الحيوانات أن البواعث المؤلمة كالصدمة الكهربائية ، أو الحرارة الشديدة ، أو الضربات الجسدية ، وغيرها يمكن أن تؤدي إلى العدوان . (فرويد وآخرون ، ترجمة ناصيف ، 1986)
    رابعا : النشاط الزائد وتشتت الانتباه والاندفاع
    تكاد هذه الخصائص الثلاث ـ النشاط الزائد ، وتشتت الانتباه ، والاندفاع - أن تتلازم فوجود واحد منها معناه وجود الخصائص الأخرى ، وقد وضع تعاريف عدة للنشاط الحركي الزائــد الذي يعد الأساس والعامل الرئيـس في الخصيصتين الباقيتيــن ( Kirk& Gallagher, 1983). و يعّرف النشاط الحركي الزائد بأنه : زيادة النشاط الحركي عن الحد المقبول ، بشكل مستمر ، ولا تتناسب والعمر الزمني للطفل ، وفي وقت غير مناسب ، ولا يمكن إيقافه بمجرد الطلب من الطفل. وأمـا الاندفـاع هو: السرعة والتهور والعشوائية في القيام بالعمل بمجرد أن تطرأ الفكرة على البال . وأما تشتت الانتباه هو : هو عدم القدرة على تركيز الانتباه في المهمة . والنشاط الزائد اضطراب شائع تشير الدراسات المسحية إلى أنه يظهر لدى ما يزيد على 5 % من الأطفال ، وتزيد نسبة انتشار هذا الاضطراب لدى الذكور بمعدل (9-3) أضعاف عنها لدى الإناث (الخطيب والحديدي ، 1998).
    ويتسم الأطفال الذين يعانون من النشاط الحركي الزائد بعدة سمات منها : عدم القدرة على الجلوس في مكان واحد ، سرعة الانفعال ، التهور ، عدم القدرة على تركيز الانتباه ، الإزعاج ، وغيرها من السمات التي قد يكون سببها جينيا ، أو عضويا كأن يكون هناك تلف بسيط في الدماغ ، أو نفسيا كأسلوب التنشئة المحفوف بالضغوط النفسية على الطفل ، والتقليد للآخرين ، وقد اقترح (Keogh & Margolis, 1976) ثلاثة احتمالات قد تكون سببا في وجود المشاكل التعليمية عند الأطفال الذين يعانون من النشاط الزائد، ذلك أن هناك ارتباط بين النشاط الزائد والمشاكل التعليمية، بأن من يعاني من النشاط الزائد يكون ضعيف التحصيل، وأدائه أقل من الطلبة العاديين ، وهذه الاحتمالات الثلاثة هي :
    1- إن حركات الرأس والعينين الزائدة ، وغيرها من الحركات غير الأساسية ، تؤدي إلى عدم وضوح المعلومات ، وبالتالي مشاكل في التعليم .
    2- الاندفاع في إبداء الرأي واتخاذ القرار ، مما يترتب على ذلك صعوبة لديهم في حل المشاكل ، لأنهم يستجيبون لأول بادرة أمامهم ، وعدم القدرة على تقديم استجابات أخرى .
    3- النشاط الزائد قد يكون أحد أعراض التلف العصبي .
    ومما لابد الإشارة إليه أن النشاط الزائد لا يقتصر على الأطفال المضطربين سلوكيا فقط ، بل أن هناك نسبة عالية من الأطفال ، ممن لا يعانون من اضطرابات سلوكية ، لكن يوجد عندهم نشاط زائد .
    خامسا : الانسحاب
    يعد السلوك الإنسحابي أحد السمات التي ينعت بها الأطفال المضطربين سلوكيا، ويصنف هذا السلوك ضمن السلوك الموجه للداخل ، على عكس العدوان والنشاط الزائد حيث يعد موجها للخارج ، والطفل المنسحب هو الذي يفشل في التكيف مع الوضع الاجتماعي ، لذا فهو مصدر خطر لذاته ، حيث يتم نسيانه لا سيما في المدرسة ، ويصف المدرسون الطفل المنسحب بأنه غير قادر على التواصل مع الآخرين ، وضعف في العلاقة مع الآخرين ، والانطواء ، وأحلام اليقظة ، وقلة الأصدقاء ، وادعاء المرض،ويلعبون مع من هم أقل منهم سنا ، وغيرها من الصفات التي تظهر عليهم .
    وإن الأطفال الذين يعانون من السلوك الإنسحابي ينتمون إلى آباء يعانون من نفس المشكلة وهي السلوك لانسحابي ، وكذلك الآباء الذين يعانون من ضعف في التوافق تجدهم يميلون إلى أن يكون أولادهم مثلهم من حيث سوء التوافق . (Kirk & Gallagher, 1983) .
    وقد ذكر (Green wood, et al, 1977) نوعان من السلوك الإنسحابي هما :
    1- الانسحاب الاجتماعي : ويتمثل بالأطفال الذين كانت خبراتهم وتفاعلهم مع الآخرين ضعيفة ومحدودة ، مما أنعكس على علاقاتهم الاجتماعية ، فكانت ضعيفة .
    2- الانعزال الاجتماعي : ويتمثل بالأطفال الذين تعرضوا لخبرات اجتماعية ، وتفاعل مع الآخرين، لكن تم تجاهلهم ،أو قوبلوا باستجابة سيئة من الآخرين، مما حملهم على الانعزال .
    سادسا : القلق
    يمكن أن نصف الطفل القلق بأنه : ذلك الطفل الذي يظهر انفعالات ومشاعر تتمثل في عدم الراحة الجسمية ، وعدم التنظيم في المهارات الادراكية ، وحل المشاكل ، ويصبح سريع الغضب عند الامتحان ، وأنه خواف ، وحـساس ، وتنـقصه الثـقة بالنفس . كما ويظهر القلق الشديد ميلا للانفصال عن العائلة أو الأصدقاء ، والانطواء الشديد عند الاتصال مع الغرباء ، والشعور بالقلق والمخاوف . (يحيى ، 2003) .
    ويحصل القلق من خلال ما يتعرض له الطفل من حالات الضغط ، ومواجهة المواقف الصعبة ، وعدم القدرة على التعامل معها ، أو أن يعيش في جو اسري غير مناسب . وترى نظرية القوى النفسية ( Psychodynamic) أن القلق سببا أساسيا لحدوث الاضطرابات السلوكية عند الأطفال ، أما السلوكيون لم يوافقوا على هذا الرأي ، بيد أن أصحاب كلا الاتجاهين السابقين يتفقان على أن الأطفال الذين يعانون من القلق غالبا ما يطورون نماذج سلوكية متعددة ينظر إليها على أنها مضطربة ، ومصدر عدم السعادة ، وأنها تعيق الوظائف العقلية والاجتماعية ، مما تجعل الفرد غير متكيف اجتماعيا . (السرطاوي ، سيسالم ، 1987)
    التوحد Autism
    يعد التوحد أحجية العصر ، لما يكتنف هذا الاضطراب من الغموض ، ويعد العالم النفسي (Kanner) أول من تحدث عن التوحد في عام 1943 م ، من خلال ملاحظته لسلوك إحدى عشر حالة من الأطفال ، وما يصدر عنهم من صفات غير عادية ،كالفشل في الكلام ، وعدم إدراك الناس وعدم استخدام اللعب الخيالي وغيرها من الصفات . (Wing,1976 ) .
    تعريف التوحد
    لقد عرّف التوحد تعاريف كثيرة ، بيد أننا سنتناول بعض التعاريف ومنها :
    - تعريف كانر : يعد تعريف كانر المرجع لجميع الذين يبحثون في التوحد ، من خلال ملاحظته لسلوك الأطفال ، والتي تشمل على عدم القدرة على بناء علاقات مع الآخرين ، وتأخر في اكتساب الكلام ، واللعب النمطي والتكراري والتماثل، وضعف في التحليل.
    - تعريف رتر: هم الأطفال الذين يتصفوا بثلاث خصائص رئيسة هي : إعاقة في العلاقات الاجتماعية ، ونمو لغوي متأخر ، وسلوك طقوسي أو استحواذي ، والتماثل .
    - تعريف كريك : هم الأطفال الذين يتصفوا بعدة خصائص منها : إعاقة في العلاقات مع الآخرين ، عدم الوعي بالهوية الشخصية ، المقاومة الشديدة للتغير ، فقدان الكلام أو الفشل في تطويره ،تشوه في الحركة ، تخلف عقلي ، وخبرات ادراكية شاذة .
    - تعريف الجمعية الأمريكية للتوحد : إعاقة في النمو ، توصف بأنها مزمنة وشديدة ، تظهر على الطفل خلال الثلاث سنوات الأولى ، نتيجة لاضطراب عصبي ، يؤثر على عمل الدماغ . (Johnson, and Dorman, 1996)
    - تعريف مجلس البحث الوطني الأمريكي :هو اضطراب يظهر خلال الثلاثين شهر الأولى من حياة الطفل ، ويشمل الاضطراب في سرعة النمو والتطور، الاستجابة للمثيرات ، القدرة المعرفية واللغوية ، العلاقة مع الآخرين والأشياء . ويقارب من هذا التعريف تعريف مجلس البحث الأمريكي (NRC)الذي يزيد على ذلك بأن أعراض التوحد تتنوع بين الأطفال، بل حتى عند الطفل نفسه.(National Research Council,2001 )
    - تعريف (shea & Bauer) : إن الأطفال التوحديين هم الذين يظهرون مجموعة من الخصائص وهي : صعوبة في إظهار رد الفعل المناسب ، وصعوبة في بناء وتطوير علاقات الصداقة ، ومشكلات في التواصل اللفظي ، وقصور في الجانب الاجتماعي والحركي والمعرفي . (shea & Bauer, 1994) .
    وقد وردت عدة تعاريف يوصف من خلالها التوحد ، وعليه يمكن القول أن التوحد هو : اضطراب نمائي ، تظهر أعراضه خلال الثلاث سنوات الأولى ، متمثلة في إعاقة في التفاعل الاجتماعي ، و إعاقة في التواصل ، والسلوك المحدود والنمطي والطقوسي ، واستجابة غير اعتيادية بالنسبة للخبرات الحسية ، ولم يحدد سببه المباشر بشكل قطعي حتى تاريخ اليوم .
    نسبة الشيوع
    إن اضطراب التوحد يظهر عند الذكور أكثر من الإناث ويكون بنسبة 1:4 ، ويوصف الأطفال التوحديون بجميع الدول بصفات مشابهة ، من عدم التصرف بطريقة عادية وتظهر لديهم الأعراض قبل سن ثلاث سنوات ، ولا ينحصر انتشاره في جنس معين دون أخر ، أو طبقة دون أخرى ، أو في بيئة محصورة ، بل تجده يصيب مختلف الأطياف . وهو أقل انتشارا في متلازمة داون (المنغولية) ، بينما مرتفع في حالات الفينيل كيتون يوريا(PKU) . (Knablock,1983)
    ومما نلاحظه أن نسبة انتشار التوحد قليلة ، لكنه موجود ، ويبقى اللغز المحير ، ولا زالت البحوث في هذا المجال جارية ، ونسب الانتشار تختلف من بحث لآخر ، والتوحد قد يأتي لوحده ، أو قد يكون مصحوبا باضطراب آخر ، كالصرع ، واضطراب الايض ، مما يؤثر على وظائف الدماغ ، ولا بد من الانتباه في عملية التشخيص لكي لا يحصل الخطأ في التشخيص ، لا سيما بين التخلف العقلي والتوحد.
    أسباب التوحد
    نتيجة للغموض الذي يكتنف اضطراب التوحد ، وعدم توصل البحوث العلمية في التوحد إلى سبب قاطع ونتيجة قطعية حول السبب المؤدي إلى التوحد ، فلا يمكن أن نقول أن سببا معينا ثبت علميا هو المسؤول عن حدوث التوحد ، بيد أن هناك بحوث ونظريات أشارت إلى أن أمورا معينة كانت السبب في حصول التوحد ، وسنأخذ بعض هذه الآراء - إن شاء الله - .
    إن بعض البحوث تعزى اضطراب التوحد إلى وجود عامل جيني مؤثر بشكل مباشر للإصابة بالتوحد ، من خلال ما أجري من بحوث على التوائم ، حيث وجد أن نسبة الإصابة باضطراب التوحد تزداد بين التوائم المتطابقة أكثر منها في التوائم غير المتطابقة ، وقد أظهرت بعض الصور الإشعاعية للدماغ أيضا كتصوير التردد المغناطيسي PET أو MRI وجود اختلافات وفروق واضحة في حجم وتركيب المخيخ.
    ويعتقد أن بعض العوامل قبل واثناء وبعد الولادة ، قد تكون سببا في حدوث اضطراب التوحد ، كالحوادث والصدمات ، التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي ،أو بعض العيوب العضوية في الدماغ،التي قد تتسبب في حالة التوحد وتسبب لهم فشلا اجتماعيا وعقليا ، أو الإصابة بالأمراض كإصابة الأم بالحصبة الألمانية، أو الإصابة بمرض (PKU) ، والالتهابات الدماغية ، وغيرها. وفي دراسة لأر يكسون Aricksn يذكر فيها أن نسبة التوحد ترتفع في حالات الولادة العسرة .(القاسم وآخرون , 2000)
    ومن العلماء من أرجع السبب في التوحد إلى أساليب التنشئة الآرية غير الصحيحة، لذا أكثر المتوحدين جاءوا من أسر تتسم بالبرود العاطفي ، وعدم الاكتراث والاهتمام بالطفل ، لا سيما في الأشهر الأولى من العمر ، وهذا ما يقوله أصحاب النظرية السيكودينامية ، وهذه النظرة من هذه النظرية مبالغة فيها. وأن عدد من المختصين ابتعدوا عن لوم الآباء لعدم ثبوت هذه النظرة ، وبسبب الاعتقاد بأن مجموعة من العوامل قد تتفاعل فيما بينها وتسبب اضطراب التوحد ، و أصبحت ينظر إلى أن العوامل البيوفسيولوجية والمعرفية كعوامل ذات أهمية في تفسر اضطراب التوحد. (Knoblock,1983) ، وكل يدلي بدلوه ، ويقول ما بخلده عن أسباب التوحد .
    وترى نظرية العقل بأن العجز الاجتماعي الملاحظ عند الأطفال المصابين بالتوحد ، ما هو إلا نتيجة لعدم القدرة على فهم الحالات العقلية لديهم ولدى الآخرين ، فالمشكلات المجتمعية ما هي إلا نتيجة للعجز الادراكي الذي يمنعهم من إدراك الحالات العقلية ، وبالتالي فإن العجز الاجتماعي يعود إلى عيوب في نظرية العقل (زريقات ، 2004)
    خصائص التوحد
    إن الأطفال الذين يعانون من اضطراب التوحد يتسمون بخصائص كثيرة ، ذلك أن لكل حالة من التوحد خصوصيتها ، بيد أنه هناك خصائص عامة مشتركة بينهم،ومن هذه الخصائص :
    1- إعاقة في التفاعل مع المجتمع .
    فلا تجدهم يقبلون على التفاعل مع الآخرين، ويعانون من قصور نوعي في التفاعلات الاجتماعية المتبادلة ؛ حيث لا يهتم الطفل المصاب بالتوحد بمشاعر الآخرين ، ولا يفهم حاجة الآخرين للخصوصية ، ولا يشعر بالحاجة إلى مساعدة الآخرين له. ويبدي التوحديون قصوراً كبيراً في القدرة على بناء علاقات صداقة مع الآخرين ، فهو غير قادر على فهم أصول التفاعل الاجتماعي ، كما أنه لا يشارك بالألعاب الجماعية بل يفضل أن يلعب لوحده.
    3- إعاقة في الاتصال .
    فطفل التوحد يعاني من ضعف نوعي في التواصل اللفظي وغير اللفظي ؛ حيث يظهر التوحدي أسلوبا شاذاً في التوصل حيث انه لا يرحب بالزائرين ، ولا ينظر إلى الشخص الذي يتفاعل معه ولا يبتسم له ، ويحملق بطريقة ثابتة في المواقف الاجتماعية، وهو يبدي قصوراً واضحاً في القدرة على تقليد الآخرين ، أو التحدث معهم رغم امتلاك الطفل القدرة على الكلام فهو أحيانا يكرر التحدث في موضوع معين على الرغم من عدم استجابة الآخرين له (اللغة التكرارية)، فمثلا إذا قال أحد له (ما أسمك) تجده يردد (ما أسمك). وقد يقوم التوحدي بإخراج الكلام بطرق شاذة سواء من حيث شدة الصوت أو إيقاعه أو معدله.
    1- النشاطات والاهتمامات المحددة :
    إظهار مدىً محدود من النشاطات والاهتمامات ، حيث يبدي الطفل إصرارا غير معقول على اتباع نفس النمط في النشاطات ، مثل الإصرار على اتباع نفس الطريق عند الأكل أو الإصرار على حمل شيء معين أو لبس شيء معين أو لمس شيء معين بشكل متكرر ، وتنزعج لأي تغير يحصل في البيئة ، كأن يغير شيء ما في الغرفة ، أو ترتيب الغرفة ، ويحافظ التوحدي على التماثل ومقاومة للتغيير. (Hallahan & Kauffman, 2003)
    2- إيذاء الذات ونوبات الغضب
    يظهر هذا السلوك كثيرا عند التوحديين ، فتجده يصرخ ويغضب ، ويعض نفسه حتى ينزف الدم منها ، وقد يضرب رأسه بالجدار ، وقد يتعدى الضرر إلى الغير ، كالضرب والعض .
    3- عيوب حسية
    إن الأطفال التوحديين تكون استجابتهم إلى الأحاسيس السمعية والبصرية واللمسة ، بطريقة غريبة وغير اعتيادية ، فهم إما شديدو الحساسية ، أو عندهم ضعف في الاستجابات الحسية ، وهذا يسبب مشكلات في معالجة المدخلات الحسية لدى الأطفال المتوحدين ، كما وأنهم لا يحبذون الاتصال الجسمي ، ولديهم حساسية من بعض الأصوات فيظهرون الانزعاج والهيجان كرد فعل عند سماع هذه الأصوات . فيعتقد كثير من آباء الأطفال التوحديين بأن أبنائهم عندما لا يستجيبوا إلى الأصوات بأنهم يعانون من صمم.(Edelson , 2003 )
    تشخيص التوحد
    إن عملية التشخيص عملية ليست سهلة ، ويجمع الأخصائيين أن عملية تشخيص التوحد تحتاج إلى فريق عمل متعدد الاختصاصات ، من طبيب نفسي ، وطبيب أطفال ، وأخصائي اجتماعي ، وأخصائي قياس سمع ، وأخصائي علاج نطق ، ومعلم التربية الخاصة ، والوالدان ، ويجب التأكد بداية من أن التخلف العقلي ، والاضطراب اللغوي غير موجودين قبل تشخيص الاضطراب على انه توحد. وأما الوالدان فلهما دور هام في عملية التشخيص ، من خلال تقديم المعلومات عن التاريخ التطوري للطفل وما يظهره من سلوكات، وكذلك يجب فحص الطفل فحصاً سريرياً وعصبياً ، ويجب إجراء بعض الفحوص المخبرية ؛ لاستثناء بعض المشاكل الطبية ، كمرض الفينيل كيتون يوريا (PKU) حيث يصاب الطفل وبشكل تدريجي بالتأخر العقلي الشديد الذي يترافق مع القيء.
    ويجب التفريق بين التوحد ومتلازمة الكروموسوم الهش، وهو اضطراب جيني في الكروموسوم الأنثوي (X) حيث يصاب الطفل بتخلف عقلي بسيط قد يصل إلى متوسط ترافقه استجابات حركية تكرارية وحساسية مفرطة للصوت مع اضطرابات في الجانب اللفظي.
    وقد أوردت جمعية الأطباء النفسيين الأمريكية (APA) أعراض التوحد في الدليل التشخيصي والإحصائي الرابع (DSM-IV ) ؛ حيث يذكر الدليل أنه لتشخيص التوحد بأنه موجود أو غير موجود لابد من ظهور مجموعة من القصور والعيوب قبل بلوغ الثالثة من العمر ، هذه العيوب هي :
    1- إعاقة في التفاعل الاجتماعي
    وذلك بظهور اثنين على الأقل من مجموع الأعراض التالية والتي تتمثل بـ
    أ‌- ضعف التواصل الاجتماعي غير اللفظي مع الآخرين ، كاستخدام تعبيرات الوجه بشكل غير مناسب ، عدم الاتصال البصري ، وغيرها .
    ب_ قصور كبير في المقدرة على بناء علاقات صداقة .
    ج- لا يقلد الآخرين ، كأن يشير بيده ويودع الآخرين تقليدا ً لأمه ، ولا يقلد أبوه في بعض الأعمال ، ولا يشارك أخوته الاهتمامات للتمتع .
    د- ضعف وقصور كبير في التفاعل الاجتماعي والانفعالي ، فتجده يلعب لوحده ، ويعامل الأطفال الآخرين وكأنهم أدوات يلعب بها.
    2- إعاقة في التواصل
    وذلك بظهور واحدة على الأقل من مجموع الأعراض التالية والتي تتمثل بـ
    أ‌- قصور كبير في الكلام ، ويصدر أصواتا شاذة ، وغير مفهومة .
    ب‌- قصور في النشاط التخيلي ، كلعب الأدوار، وعدم النظر الى من امامه، ولا يبتسم له .
    ج- استخدام كلام غير اعتيادي ، يشتمل على التكرار الميكانيكي ، وعكس الضمائر ، كأن يقول (أنا ) بدلا من (هو) و (أنت) بدلا من (أنا) .
    د- قصور في تقليد الآخرين، وعدم إمكانية التحدث معهم رغم أنه يستطيع الكلام.
    3- النمطية والتكرار في السلوك والاهتمامات والأنشطة المحددة
    وذلك بظهور واحدة على الأقل من مجموع الأعراض التالية والتي تتمثل بـ
    أ‌- حركات جسمية تكرارية ونمطية ، وذلك كأن يرفرف ويلوح أو ثني اليدين ، أو هز وضرب الرأس ، وغيرها .
    ب‌- الانشغال بالجزء بدلا من الكل (أجزاء الأشياء ) و التعلق غير الطبيعي بالأشياء ، كأن يهتم بالعجل من لعبة السيارة فقط ، أو اليد من لعبة البنت ، أو الإصرار على حمل لعبة معينة ، أو خيط ، أو ورقة .
    ج- التقيد بألعاب وأنشطة محددة وبشكل روتيني وطقوسي ، كأن يتبع نفس الطريقة في النزهة أو في الذهاب إلى النوم ، أو في الذهاب إلى السوق .
    و نؤكد من أنه يجب أن يكون الاضطراب قد ظهر خلال الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل . أشكال التوحد
    إن للتوحد أعراض يمكن من خلالها التعرف عليه ، ولكن هذه الأعراض تختلف من شخص لآخر ، فما يظهر من أعراض للتوحد عند طفل ليس بالضرورة أن تظهر نفس الأعراض عند طفل آخر مصاب بالتوحد، كما أن التوحد تختلف شدته بين التوحديين ، ويمكن الإشارة هنا إلى بعض أشكال التوحد والاضطرابات التي تشترك ببعض الخصائص مع التوحد ومنها مايلي :
    1- اضطراب اسبرجر : وتشمل أعراض اضطراب اسبرجر على اضطراب في العلاقات الاجتماعية ، والاكتئاب ، وحب الروتين ، والكلام التكراري ، وغيرها من الأعراض .
    2- اضطراب رت : وتشمل أعراضه على التخلف العقلي ، وفقدان الكلام ، وعدم القدرة على استعمال اليدين بشكل إرادي ، و قصور في المهارات الحركية، ويظهر عند الإناث أكثر من الذكور.
    3- متلازمة الكروموسوم الهش (Fragile X Syndrome): وهذا الاضطراب جيني يصيب الذكور فقط ، وسببه شذوذ في كر وموسوم (x) , ويظهر هذا الاضطراب عند المعاقين عقليا ، وعند التوحديين أيضا ، وتشمل أعراضه على وجه ضعيف وطويل ، عرض في الآذان ، وحساسية مفرطة للصوت ، واستجابات حركية تكرارية (الزريقات ، 2004).
    4- متلازمة توريت : ويوصف هذا الاضطراب بحصول تقلصات عضلية شديدة ، لا سيما في منطقة الوجه ، والحركات اللاإرادية والتكرارية ، وقد تكون مصحوبة بالقلق ، وضعف الانتباه ، وعدم التركيز . وعليه يمكن أن تتشابه أعراض متلازمة توريت مع التوحد ، خاصة في الأنماط الإيقاعية عند التوحديين .
    إستراتيجيات التدخل التربوي و العلاجي للمضطربين سلوكيا
    أولا : استراتيجية تعديل السلوك
    يعتمد العمل ضمن هذه الاستراتيجية ، وفق مفاهيم النظرية السلوكية ، التي تقسم السلوك إلى سلوك استجابي يتبع مثير محدد ، وسلوك إجرائي يعتمد في وقوعه على النتائج التي تتبع السلوك ، واستراتيجية تعديل السلوك تهتم وتركز على (المثير – الاستجابة ) . وأنه يمكن تعديل السلوك وتغييره من خلال التحكم بالمثير ، وتحليل المهمة واستخدام أساليب التعزيز المختلفة التي تعدل السلوك لا سيما عند الأطفال في الغرفة الصفية ، وزيادة احتمال ظهور السلوك المراد في المستقبل. (Axline, 1975)
    إن النظرية السلوكية تركز على الملاحظة في السلوك المراد علاجه ، وهناك عدة أساليب يمكن استخدامها لتعديل السلوك ومنها :
    1- التعزيز الموجب : يعد التعزيز الموجب من انجح الأساليب المستخدمة في تعديل وتغيير السلوك ، وذلك بأن نقوم بتقديم أمور وأشياء يحبها الطفل ، ومرغوبة عنده بعد قيامه بالسلوك المراد ، مما يزيد احتمالية ظهور ذلك السلوك في المواقف المماثلة في المستقبل .
    2- التعزيز السالب : ويكون التعزيز السالب من خلال إزالة أمور وأشياء غير مرغوبة عند الطفل ، وهذا يدفعه للقيام بالسلوك المراد. كأن يطلب من الطفل أن لا يخرج من الغرف الصفية في فترة الفسحة ، إذا لم يأتي حالا واجبه البيتي .
    3- النمذجة : ويكون استخدام هذا الأسلوب من خلال أن الطفل يحب تقليد من هو أكبر منه سنا ، سواء كان السلوك المقلد مرغوب أو غير مرغوب ، لذا نقوم بتقديم السلوك المراد أو المرغوب ، ويقوم الطالب بتقليده ، ويجب أن يكون السلوك المراد تحقيقه بالنمذجة بسيط بحيث يستطيع الطفل أن يقلده .
    4- العقاب : وهو أن يكون هناك مثير من شأنه أن يقلل من سلوك غير مرغوب ، وذلك إما بتقديم مثيرات منفرة لتجنب السلوك المراد حذفه ، أو حذف مثيرات مرغوب فيها من السياق السلوكي ، ويستخدم المعلمون هذا الأسلوب كثيرا ، ولكن يجب الانتباه إلى أن أسلوب عقاب معين لا ينفع مع جميع الطلبة ، ذلك للفروق الفردية بين الطلبة ، ومن أشكال العقاب : العبارات الكلامية ، الصدمة الكهربائية ، العزل ، وغيرها من الأشكال .
    5- التصحيح الزائد : ويستخدم هذا الأسلوب في حالة ظهور سلوك غير مرغوب أيضا ، وذلك كأن يقوم الطفل بإصلاح الخطأ أو السلوك غير المراد ، وزيادة عليه ، فالطفل الذي يرمي الأوراق على الأرض ، نطلب منه أن يقوم بجمع الأوراق التي رماها على الأرض ، وكذلك إكمال تنظيف جميع الغرفة . ولكن لابد قبل العمل بهذا الأسلوب أن نبرز السلوك الصحيح ، وأن نقوم بإصلاح البيئة .
    ثانيا : الاستراتيجية النفس دينامية
    يعتمد العمل ضمن هذه الاستراتيجية ، وفق مفاهيم نظرية التحليل النفسي ، وكان هذا الأسلوب هو الأسلوب الوحيد في البداية ، وتشير النظرية إلى أن مشكلة الاضطراب تكمن في مكونات الشخصية الثلاث وهي : الهو ، والأنا ، والأنا الأعلى . وكذلك تفترض النظرية التحليلية أن السلوك يتحدد بدرجة كبيرة بعمليات داخلية غير شعورية ، لذا فالعلاج يتركز على جذور المشكلة الأساسية ، والعودة إلى الخبرات السابقة لتحديد مصدر الصراع ، ثم إعادة بناء الشخصية ، فإزالة المرض يشفي من العرض .
    فالمعالج يعمل على تخليص الفرد من الصراعات الداخلية بين المكونات الثلاث للشخصية ، التي تؤدي إلى ظهور السلوك الشاذ ، ويركز المعالج على الشخص نفسه ، وخبراته ، و اللاشعور ، ويعمل على مساعدته ، لذا أطلق على هذه الاستراتيجية اسم النظرية التربوية. ومن الأساليب التي تستخدمها هذه الاستراتيجية في معالجة الاضطرابات السلوكية ما يلي :
    1- التداعي الحر : وذلك بجعل الفرد المضطرب سلوكيا يتحدث بحرية ، وبكل ما بداخله بدون قيود، وبصرف البصر عن المواضيع والخبرات التي مرّ بها ، ومن خلال تفسير وربط الخبرات التي يعبر عنها ، ويتحدث بها يتم الكشف عن خبرات اللاشعور ، الموصلة إلى سبب الاضطراب .
    2- التبصر : وذلك من خلال التحدث مع الفرد المضطرب بكل ثقة وصراحة عما في داخله ، وتبصيره وإطلاعه عليه حسب ما يحلله المعالج ، والعمل على طمأنته بوجود طرق مختلفة يستطيع أن يتواصل من خلالها ، وإحلال السلوك الموجب مكان السلوك السالب عند المضطربين سلوكيا .
    3- المقاومة والتحويل : يقوم الفرد المضطرب سلوكيا في البداية بالمقاومة وعدم الاهتمام بالعلاج من خلال ارتباكه ، أو التهجم والموقف العدائي الذي يتخذه من المعالج ، أو عدم الاهتمام والاكتراث بالمعالج وما يقوله ، وأما التحويل فهو قيام الفرد المضطرب سلوكيا بتحويل عواطفه ومشاعره نحو المعالج ، الذي يراه ، كبديل عن الأم أو الأب ، ومن خلال هذا التحويل للمشاعر يمكن الكشف عن خبراته المضطربة في اللاشعور .
    ثالثا : الاستراتيجية البيئية :
    إن هذه الاستراتيجية تقول بأن ما يحصل من اضطرابات للفرد ، إنما هو بفعل تفاعل هذا الفرد مع البيئة المحيطة، من أسرة ، ومدرسة ، والأصدقاء ، ومجتمع ، وعدم التوافق والتناسق مع هذه العناصر ، مما يولد عنده السلوكات الشاذة ، فالأسلوب العلاجي لا يركز في هذه الاستراتيجية على أمر واحد أو جهة دون أخرى، بل يبحث في جميع الجوانب ذات العلاقة بالفرد المضطرب سلوكيا ، ويضع الخطط آخذا بعين الاعتبار البيئة المحيطة بالفرد.
    لا حول ولا قوه الا بالله
    سبحان الله العظيم وبحمده
    سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر
    سبحان الله وبحمده زنه عرشه
    اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات الى يوم يقوم الحساب
    حسبى الله الذى لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم

  • Font Size
    #2
    رد: الاضطرابات السلوكية والانفعالية: النظرية والتشخيص والعلاج

    مشكورين على الجهود الجميله وجعله الله في موازين حسناتكم

    تعليق

    Loading...


    يعمل...
    X