كتاب إذن... اعطه الحوت
كتاب مترجم ... اتمنى يعجبكم ... وان شاء الله تستفيدوا منه ...
اشتريته من معرض الكتاب بالشارقة ... واكتفيت بالنقل الحرفي لاول فصل تقريبا من الكتاب ... دون تصريف او تغيير ، وان شاء الله باقي صفحة او اتنين ساضيفهم باقرب وقت... تحياتي للجميع
المقدمة
أعتقد ان التوحد حدث من أحداث الطبيعة المدهشة وغير المتوقعة ، وليس مثالاً مأسوياً لعقل فقد رشده . في كثير من الحالات ، يمكن أيضاً ان يكون التوحد نوعاص من العبقرية غير المكتشفة . جاسمين لي أونيل Jasmine Lee O,Neill ( امراه مصابة بالتوحد )
كثير من الأفراد من ذوي التوحد ومتلازمة اسبرجر لديهم ميل عميق إلى مضوع أو موضوعات متعددة. " ستيفن شور" Stephen Shore . الرجل ذو متلازمة أسبرجر ، يقول : إنه في وقت ما في حياته ، كان مفتونا بالطائرات والطب والإلكترونيات وعلم النفس والجغرافيا والساعات وعلم الفلك والكيمياء والحاسب الآلي والموسيقى والأقفال ودراجات السياتسو والميكانيكا والمعدات الثقيلة والصخور طط واليوجا والبراكين والكهرباء والعُدد وعلمطبقات الأرض والديناصور والتوحد .
ويبدو أن بعض الناس من ذوي طيف التوحد ياركون فتونا (اهتمامات ) معينة ( مثل ، القطارات ، الماكينات والطقس ، الحاسب الآلي) واهواء أخرى تبدو نادرة وخاصة بأفراد معينين . مثلاً "سين بارون" Sean Barron ، الرجل ذو متلازمة أسبرجر ، قرر أنه كان له ميل عميق للرقم 24 وفي وقت آخر من حياته ، أصبح مفتونا بالشوارع المسدودة ) .
غالبا ما يركز الفريق التربوي للطالب على كبح هذا التثبيت على هذه الاهتمامات ، وكم من مقابلات عُقدت أو خُطط لها ومن برامج سلوكية كُتبت لسحق أو إخماد " حواز " ( السلوك الاستحوازي ) الطالب ، وفي بعض هذه اللحظات ، قد لا يكون الطالب حتى مدركاً أن القرار لتحديد أو محو الافتنان (التعلق) قد وضع ، لذلك قد يكون أو تكون في حيره أو تحت ضغط نفسي عندما يُحرم عليها أو عليه شي~اً يفضله أو تُقيد حريته للولع به .
وتُحذر " ليان هوليداي ويلي " Lian Holiday Willey ، المؤلفة ووالدة لابنه ذات متلازمة اسبرجر من أنه من الخطورة بمكان أن يُصدر الناس ممن ليسوا ذوي توحد حكماص عن الميول أو أشكال الحواز ( الاستحواز ) . في الحقيق ، تقول أن يكون لدى الشخص ميول قوية فهذا يعتبر من الامور الإيجابية وحتى المثيرة للإعجاب :
في الأساس ، أقول يا تُرى ؟ هل نحن مختلفونتماماً عن الرياضيين في سباق المارثون أو رؤساء الإدارات وملاحظي الطيور أو الآباء والامهات للمرة الأولى ويهم يعُدون كل نفس يأخذه طفلهم حديث الولادة ؟ يبدو ان الكثير من الناس ، (غير ذوي التوحد ) لديهم نوعاص من الحواز ( السلوك الاستحوازي ) . بالنسبة لي هذه حقيقة راسخة ،لأن أشكال الحواز في حد ذاتها ليست عادات سيئة . إن الكثير من الجوانب الحسنة. يتميز الحواز بالتركيز والمثابرة . إن العظمة تحتاج الى الحواز . أنا أعتقد أن العظماء المرموقين - الفنانين والموسيقيين والفلاسفة والعلماء والكتاب والباحثين والرياضيين - كان عليهم أن يحوزوا على مجالاتهم المختارة وإلا ما كان لهم أبداً أن يصبحوا عظماء.
وبالمثل ، مثل " لوك جاكسون" Luke Jackson لشاب ذو متلازمة أسبرجر ، انتقد فكرة أن يكون من المقبول اجتماعيا أن يكون لدى الاخرين من غير ذوي التوحد ميول عميقه ولكن من غير المقبول أن يكون لدى التوحد هذه الميول :
لدي سؤال للمراهقين ها :
س: متى لا يكون الحواز حوازا ؟
ج: عندما يكون عن كرة القدم .
أي ظلم هذا ؟! يبدو أن مجتمعنا يقبل تماماً حقيقة أن الكثير من الرجال والأولاد " يأكلون وينامون ويتنفسون" كرة قدم ويبدو أن الناس تفكر أنه إذا لم يفعل شخص ما هذا يكون ناقص الرجولة ، يا للغباء ! .
ويستمر "جاكسون" في الحديث ليشير إلى مدى جمود المجتمع في نظرته إلى قضايا الاختلاف والسواء :
أنا متأكد أنه إذا ذهب والدان إلى الطبيب وقالوا : إن ابنهم المراهق لا يتوقف عن الحديث عن كرة القدم، قد يضحك ويقول هذا في منتهى السوء ، يبدو كما لو كنا يجب أن نكون متشابهين . لماذا ليس هناك من يرى أن الدنيا ليست هكذا ؟ في الواقع أحب أن أرى الجميع يتحدثون عن الكمبيوتر طوال اليوم ، ولكن أنا لا أتوقع منهم هذا وسيطلب مني الناس تواً أن اسكت .
نوافق مع "ويلي" wILLY و "جاكسون" jackson ونشعر بعمق أنه إاستطاع المربون وضع الحواز (السلوك الاستحوازي ) في إطار جديد لتصبح معناه فتوناً ، أو عواطف جياشة أو أنواعاً ميول أو الحماس . (بارك Park 2002) على أن يروهم كأدوات من الممكن استخدامها بأساليب مختلفة ، سيكون المربون وطلابهم أكثر رضاء ويغمرهم الهدوء والتوفيق . والحقيقة ، أننا نرى أن مجالات ميول الطلاب يمكن أن تُقدم مساعدة لا مثيل لها للمعلمين ، وهذا هو السبب الذي دفعنا إلى كتابة كتاباً بأكمله عن هذا الموضوع .
وجدير بالذكر انه حتى إن كنا دائما ما نشعر بأهمية مناشة مميزات الطلاب الفريدة معهم باحترام ونثعلي من شان فرديتهم بكل الطرق الممكنة ، فكرة كتابة هذا الكتاب ليس من محادثاتنا كمؤلفين الواحد مع الآخر ، ولكن من محادثاتنا مع السيدة " جوميز" ، ناظرة مدرسة تعليم عام بشيكاغوز فقد حضرت هذه السيدة المحترمة إحدى اللقاءات عن التعليم الشامل بالمدارس التي كنا (المؤلفان) نرأسها معاً . وجاء إلى اللقاء مجموعة من الحقوقيين والمعلمين والآباء والإداريين ، جاءوا معاً لوضع خطة لإنشاء مدرسة للتعليم الشامل ( الذي يجمع بين تعليم الطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والطفال الآخرين في صفوف التعليم العام ) وعند نقطة في اللقاء ، بدأ الحضور مناقشة حاجة المدارس إلى أن تكون أكثر حساسية لحاجات المتعلمين ذوي التوحد . وعندئذ أومأت السيدة " جوميز" برأسها مؤكدة أهمية ذلك . وحكت هذه القصة :
"بدرو" Pedro صبي صغير ذو توحد ، كان يصرخ في صف الحضانة في اليوم الأول للمدرسة ، وسمعت السيدة "جوميز" ناظرة المدرسة ، صراخات الطفل وسارت إلى الحجرة ، لاحظت معلمتين تناقشان الطريقة المناسبة للتعامل مع لموقف . وكان يبدو أن "بدرو" بدأ يصرخ ، لأنه معلمة الحضانة أخذت منه لعبته المفضلة - الحوت. معتقدة أن تلميذها الجديد سيكون أكثر نجاحاً بدون هذه الدمى. وقررت أن تحاول تخبئها منه . ولكن المعلمة الآخرى التي كانت تشاركها التدريس وهي معلمة تربية خاصة كان لها رأي آخر في الموقف. فسألت زميلتها "ماذا تريديه أن يفعل ؟ أجابت معلمة الحضانة " أنا اريده أن يؤدي عمله. أنا أريده أن يشارك " ، فكرت معلمة التربية الخاصة لدقيقة ثم أجابت، " إذن.. أعطه الحوت" .
أحببنا هذه القصة ، خاصة عندما أخبرتنا السيدة " جومز" أن بعد هذا الموقف ، بدأ الأطفال في الحضانة يحضرون "لبدرو" صور للحيتان ليُدخلوا السرور إليه ويساندوه ويتواصلوا معه. ومعلمة الحضانة من جانبها بدات تدمج الحيتان في دروسها وفي أمثلتها وبيئة الصف ( مثلاً قراءة قصص عن الحيتان واستخدام ملصقات بصور الحوت على كراسات التلاميذ ) .
قصة " إذن أعطه الحوت " سارت مركز مناقشاتنا لعدة ايام أتت. وفكرنا أنها قد تكون استعارة ممتازة لأيدلوجية ، إذا تبنتها المدارس ، قد تغير الطريقة التي يُنظر بها إلى الطلاب، والتي يُطور بها المنهج والتدريس، والتي تستخدم في تصميم أساليب الدعم. وقد كُتب هذا الكتاب الصغير والبسي استجابة لهذه القصة، واحتفالاً بالسيدة"جومز" والآخرين من أمثالها، واحتراماً لأصدقائنا وزملائنا من ذوي التوحد الذين ظلوا يحاولون إخبارنا وإطلاعنا منذ وقت بعيد أن التعدد والاختلاف بين البشر مفيد للمجتمع وللصفوف الدراسية. أحيانا ما تكون الميول مُقيدة، ولكنها يمكن أن تكون مُحررة أيضاً، ومدعاة للهدوء والدافعية والإلهام. في هذه الصفحات نأمل أن نُحسن التعبير ونوصل الرسالة عن الفتون والأهواء والميول ومجالات الخبرة التي غالباً ما تكون مهمة للطلاب ذوي التوحد( والطلاب الاخرين كذلك) نوليها ما تستحقه من التقدير والاحترام، وأن تُستخدم كأداة للتدريس والدعم واحتواء كل الطلاب في حجرة الدراسة.
أ
فكار إضافية
لإقامة علاقة
مع طالب من خلال الميول والأهواء
ترسم خطى السيد"راي" وادع متعلم إلى تناول الغداء معك أو إلى مقابلة أثناء إفطار سريع قبل بدء اليوم المدرسي. دع الطلب يتحدث عن مجال ميله وإحضار صور أو بعض العمال المختارة والمرتبطة بهذا الميل، كن مستعداً لأن توجه أسئلة وتهيأ لتعلم شيئاً جديداً.لإقامة علاقة
مع طالب من خلال الميول والأهواء
اسأل الطلاب في صفك لكي تتزود بالمعلومات عن مجالات مهاراتهم وميولهم وما يتقنونه ومواهبهم. استخدم هذه المعلومات لكي تبني قنوات تواصل مع المتعلمين وان تساعدهم في فعل نفس الشيء بين كل منهم والآخر. تأكد من مواءمة المسح للوفاء باحتياجات المتعلمين في صفك والمتباينين في خصائصهم، يمكن أن تكون الأسئلة مفتوحة النهاية ( مثل" ما بعض الأشياء المفضلة لك؟" أو يمكنك تقديم قائمة لاختيارات مكتوبة يمكن وضع دائرة أو خط تحت عنوان يسأل، " أي الأنشطة يمكنك الاستماع بها؟" الطلاب المفتقرين إلى أساليب تواصل يمكن الاعتماد عليها يحتاجون إلى أداة يمكنهم إكمالها بمساعدة. ويمكن لهؤلاء المتعلمين أخذ هذا المسح باستخدام وسلة تواصل معززة او باستخدام اختيار آخر أقل تقنيه مثل اختيار صور تمثل ميولاً خاصة او أنشطة او أشياء.
أحضر ميولك الخاصة إلى حجرة الدراسة، جزء من بناء جماعة صفية هو ان تشارك بنفسك. لا يوجد طريقة أحسن لنمذجة هذا السلوك من أن تُدلي بميلك الذي تولع به لعمل وتجميع نماذج طائرات أو المشاركة في مسابقات الفرزبي أو خبيز الفطائر. بعض المعلمين يشاركون حكاية القصص مع طلابهم، ومعلمون آخرون يحضرون صورا فوتوغرافية او حتى شرائط فيديو لخبراتهم المرتبطة بأهوائهم. معلمة نعرفها احتفظت بكراسة في صفها تشرح بالتفصيل رحلاتها إلى الغابات الممطرة. وكانت ترحب بالطلاب أن ياتوا للاطلاع على هذا الكتاب في أي وقت ويكتبوا تعليقاتهم في القسم الخاص بضيوف الكتاب.
لإقامة علاقة مع الطالب
إحدى أكثر الطرق شيوعاً لمعرفة شخص آخر هي تبادل معلومات عن الميول. وسواء كنت غطاساً تستكشف أعماق البحار أو محباً للقطط، فلا بد أنك تتحين الفرص لإخبار الآخرين عن مجال خبرتك. بعضنا حتى قد يذهب أبعد من ذلك كأن"نعلن" عن ميولنا من خلال طباعتها على القمصان، أو الملصقات أو حقائب النقل أو فناجين القهوة( مثلاً ، طباعة شعار،" كرة القدم ليست هي كل شيء . بل هي الشيء الوحيد). ونحن نشارك هذه المعلومات ربما لأننا نأمل في بدء محادثات مع آخرين عن موضوعاتنا المفضلة. أو قد نكون باحثين عن هؤلاء ممن لديهم ميول مشابهة أو قد نكون ببساطة مؤكدين لذواتنا " هذا هو انا- هذا شيء خاص عن نفسي ". سؤال الطلاب ما يفضلونه هي إستراتيجية عظيمة لمعرفتهم ، ولأن الكثير من الطلاب من ذوي التوحد لديهم انبهارات قد تكون غير عادية ولا يشتركون فيها مع الكثير من الناس الآخرين- مثل صديقنا "جاك" الذي يحب أدوات الربط ، وهم سيكونون في غاية الامتنان لهؤلاء الذين يضحون بعض الوقت للاستماع إليهم. والأسلوب الرسمي لاستخدام ميول الطالب لتطوير علاقة هي أن تلقي به في مقابلة ( أو بعائلته أو عائلتها ، إذا لم يكن لدى الطالب ما يمكن الاعتماد عليه من القدرة على التواصل) بقصد الحديث عن مجال ميوله أو ميولها. مثلاً " كب" طالب يعشق الجرارات الزراعية، كاد يُصدم من شدة فرحته عندما دعاه السيد "راي" معلمه، لتناول الغداء معه وبدا يسأله عن "جون دير" و "كيس" وشركات أخرى والتي كان هذا الطالب مغرم بها. وكانت هذه نقطة تحول في حياه "كب" التعليمية، فلم يحدث أبدأ أن أي معلم تعامل مع حبه لأدوات المزرعة أكثر من موضوع عليه أن يتحمله على مضض, ورغم أن "كب" لم يحدث أن عوقب بسبب حديثه عن أدوات الزراعة، إلا أنه لم يلق من يشجعه، ونتيجة لذلك، كان يشعر بالإحباط في المدرسة وكثيراً ما كان يسأل أمه السماح له بالمكوث بالمنزل، وبعد هذه المقابلة مع السيد "راي" أصبح الذهاب إلى المدرسة من دواعي سروره وقررت والدته انه يعمل باجتهاد للسيد "راي" أكثر من مدرس آخر. وعندما يسأله السيد"راي" ان يجازف أو يخاطر ويتحدى نفسه، ياخذ هذا المر بجديه ويعمل ليحوز على رضاء معلمه. وعندما سُئل عن سبب هذا التحول، أجاب "كب" : أنا أعمل بجد للسيد "راي" ، كلانا يحب الجرارات، نحن نفهم الواحد منا الاخر".
تعليق