أهلا وسهلا جملة نرددها بين حين وآخر ولا نعرف اول من نطق بها
أول من قال: أهلا وسهلا .. وكذلك أهلا ومرحبا
ملك اليمن قبل الاسلام سيف بن ذي يزن.
الذي استرد ملكه بمساعدة كسرى الفرس
وقد قال أهلا وسهلا لجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
عبدالمطلب بن هاشم وكان عبدالمطلب سيد قريش فوفد على سيف بن ذي يزن مهنئا له باسترداد ملكه الذي غلبته عليه الحبشة.
وكان مع عبدالمطلب سادات قومه، فوقف وقال لسيف بن ذي يزن بعد ان هنأه بالملك:
نحن اهل حرم الله، وسدنة بيته، اشخصنا اليك الذي ابهجنا لك،
فنحن وفد التهنئة لا وفد المرزئة.
فقال له: وأيهم انت؟ فقال عبدالمطلب بن هاشم، فبش في وجهه وقال ابن اختنا وكان
بنو النجار اخوال عبدالمطلب ثم قال الملك:
"مرحبا وأهلا، وناقة ورحلا، ومناخا سهلا، وملكا ربحلا، يعطي عطاء جزلا"
وقيل: أن سيف بني ذي يزن قال أولا: أهلا وسهلا
والحقيقة ان كثيرا من الناس يظن ان ليس لعبدالمطلب الا هذا الاسم
ولكن الحقيقة ان اسمه شيبة الحمد ثم سمي بعد ذلك عبدالمطلب فعرف به
وكان السبب ان عمه المطلب شقيق أبيه هاشم جاء به الى مكة المكرمة من عند
اخواله بني النجار بعد وفاة هاشم ودخل مكة وهو مردفه على بعيره
فسأل الناس المطلب بن عبد مناف من هذا الذي معك يا مطلب؟
فلم يشأ ان يخبرهم أنه ابن شقيقه هاشم خوفا عليه فقال المطلب:
هو عبد لي فسمي منذ ذلك اليوم عبدالمطلب .
ثم ساد وقاد واصبح كبير قريش الا ترى الشاعرة رقيقة بنت صيفي بن هاشم تقول:
بشيبة الحمد اسقى الله بلدتنا
وقد فقدنا الحيا واجلوذ المطر
فجاد بالماء جوني له سبل
سحا فعاشت به الانعام والشجر
منا من الله والميمون طائره
وخير من بشرت يوما به مضر
مبارك الأمر يستسقى الغمام به
ما في الانام له عدل ولا خطر
وكان عبدالمطلب قد دعا الله أن يسقيهم المطر بعد جفاف اصابهم
فما برح مكانه حتى سالت وديان مكة المكرمة.
وحتى هاشم والد عبدالمطلب لم يكن اسمه هاشما وانما كان يدعى عمروا
وسبب تسميته هاشما ان أهل مكة المكرمة اصابهم قحط وجفاف ومجاعة
فهشم لهم الخبز وجعله ثريدا واطعمهم فقال فيه مطرود بن كعب الخزاعي:
عمرو الذي هشم الثريد لقومه
ورجال مكة مسنتون عجاف
سُنت اليه الرحلتين كلاهما
سفر الشتاء ورحلة الاصياف
فسمي هاشما وترك عمروا
وكان هاشما شديد الثراء كريما جوادا ثاقب البصيرة مشهورا عند العرب وقورا مبجلا
اليه امر السقاية والرفادة وهو سيد مكة بلا منازع
كما انه اول من سن الرحلتين، رحلة الشتاء والصيف اللتين ذكرهما الله تعالى في قرآنه
المنزل في سورة قريش واليه ينسب الهاشميون، وكذلك والده عبد مناف
لم يكن هذا اسمه انما كان اسمه زيد وكذلك قصي بن كلاب كان اسمه مجمع.
أما سيف بن ذي يزن فقد ذهب لكسري الفرس طالبا مساعدته على استرجاع ملك ابائه
فلم يأبه له كسري ورأى ان اليمن بعيده ولا يمكن المخاطرة بجيشه من اجل ان يسترجع
رجل عربي ملك آبائه فوهبه عشرة آلاف درهم وقيل مئة الف.
فخرج من عند كسرى وفرقها على الناس، فأخبر كسرى بما فعله سيف بن ذي يزن
فاستدعاه وقال له عن طريق الترجمان:
أمجنون انت؟ احبوك بهذه الدراهم كرامة مني لك وتفرقهما على الناس .
قال له:
بلادي بها من الذهب والفضة الكثير، ولم آتيك للمال وانما الرجال
فاستشار كسرى وزيره فقال:
ابعث معه من في سجوننا فإن ماتوا استرحنا منهم، واذا انتصروا على الحبشة كان ملكا
جديدا لك ففعل وبعث بهم معه، فانتصربهم سيف بن ذي يزن على جيش الحبشة واخرجهم
من اليمن وجدد ملك ابائه.
وهو الذي بشر عبدالمطلب بن هاشم بنبوءة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قبل أن يولد واخبره انه من صلبه.
أما معنى قول سيف بن ذي يزن : أهلا وسهلا
فأهــــلا تعني وجدت اهلا كأهلك
وسهـلا كلمة ترحيب فالسهل المكان المستوى.
اما أهلا ومرحبا فأهلا عرفناها..
أما مرحبا فقد قال الاصمعي: أنها تعني لقيت رحبة وسعة.
واكتفي بهذا القدر.
دمتم سالمين
المصـــــــــــدر
تعليق