الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بحث تفصيلي عن الحجاب الشرعي وشروط الحجاب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • Font Size
    #1

    بحث تفصيلي عن الحجاب الشرعي وشروط الحجاب

    بسـم الله الرحمـن الرحيـم
    قضـايا شرعيـة الجـز الأول
    بحث تفصيلي عن
    الحجاب الشرعي- وشروط الحجاب
    فرض الله تعالى الحجاب على المرأة المسلمة تكريما لها ، و حفاظا على مكانتها السامية من أن تمس بسوء من الفساق و أشباه الرجال . كما أن الحجاب يمنع من وقوع الرجال في فتنتهن ، و يحفظهن من الأذى المترتب على ذلك . ففي الإسلام يجب على كل امرأة مسلمة أن تلبس الحجاب الشرعي أمام الرجال الأجانب ، و هم جميع الرجال باستثناء المحارم ، و هم :
    ( 1ـ الآباء 2 ـ الأجداد 3 ـ آباء الأزواج 4 ـ أبناء الأزواج 5 ـ أبنائهن 6 ـ الأخوة 7 ـ أبناء الأخوة 8 ـ أبناء الأخواتالأعمام 10 ـ الأخوال 11 ـ
    المحارم من الرضاع ) .
    و تحرم مخالفة شرط من شروط الحجاب الشرعي الثمانية
    أينما وجد الرجال الأجانب . فبعض النساء يرتدين حجابا شرعيا خارج بيوتهن ، و لكنهن يخالفن بعض هذه الشروط أمام بعض أقاربهن كأبناء أعمامهن ، أو أبناء أخوالهن فيغطين رؤوسهن ، و لكنهن يلبسن لباسا محددا للجسم كالبلوزة مثلا ، فيقعن بذلك في الحرام و الإثم .


    وشروط الحجاب الشرعي هي :
    1 ـ أن يكون ساترا لجميع العورة : أجمع أئمة المسلمين كلهم ـ لم يشذ عنهم أحد ـ على أن ما عدا الوجه و الكفين من المرأة داخل في وجوب الستر أمام الأجانب . قال الجزيري في كتابه الفقه على المذاهب الأربعة ج 5 / ص 54 : ( عورة المرأة عند الشافعية و الحنابلة جميع بدنها ، ولا يصح لها أن تكشف أي جزء من جسدها أمام الرجال الأجانب ، إلا إذا دعت لذلك ضرورة كالطبيب المعالج ، و الخاطب للزواج ، و الشهادة أمام القضاء ، و المعاملة في حالة البيع و الشراء ، فيجوز أن تكشف وجهها و كفيها . و عورة المرأة عند الحنفية والمالكية جميع بدن المرأة إلا الوجه و الكفين ، فيباح للمرأة أن تكشف وجهها و كفيها في الطرقات ، و أمام الرجال الأجانب . و لكنهم قيدوا هذه الإباحة بشرط أمن الفتنة . أما إذا كان كشف الوجه و اليدين يثير الفتنة لجمالها الطبيعي، أو لما فيهما من الزينة كالأصباغ و المساحيق التي توضع عادة للتجمل أنواع الحلي فإنه يجب سترهما ) . و كذا ورد في كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للدكتور وهبة الزحيلي ج 1 / ص 585 .


    يتبــــــــــــــــــــــــتع
    قال ابن القيم: (( فإن كل طائفة معها حق وباطل، فالواجب موافقتهم فيما قالوه من الحق ، ورد ما قالوه من الباطل ، ومن فتح الله له بهذه الطريقة فقد فتح له من العلم والدين كل باب،ويسر عليه فيهما الأسباب)) (طريق الهجرتين)
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    لا تدع لنفسك و للهوي حظاً في تقيم الحقائق
    وكن وقافاً عند الحق دائماً
    كِل لكل عبدٍ بمقدارِ عقليه وزن له بميزان فهمه حتي تسلم منه ويستفيد منك وإلا وقع الإنكار لتفاوت المعيار

  • Font Size
    #2
    رد: بحث تفصيلي عن الحجاب الشرعي وشروط الحجاب

    أما تفصيل أقوال الفقهاء فهي كالتـالي :
    1 ـ الحنفية : قال ابن عابدين ( المتوفى سنة 1200 هـ ) في كتابه رد المحتار ج 1 / ص 272 : ( تمنع المرأة الشابة ، و تنهى عن كشف الوجه بين الرجال لا لأنه عورة ، بل لخوف الفتنة ، أي : تمنع من الكشف لخوف أن يرى الرجال وجهها ، فتقع الفتنة لأنه مع الكشف قد يقع النظر إليها بشهوة ) و قال الزيلعي ( المتوفى سنة 700 هـ ) في كتابه البحر الرائق / كتاب الصلاة :( تمنع المرأة الشابة من كشف وجهها بين الرجال في زماننا للفتنة )وقال الطحطاوي في حاشيته على مراقي الفلاح ص( 131 ) :(و مَنْعُ الشابة من كشفه لخوف الفتنة ،لا لأنه عورة )

    2 ـ المالكية : قال الدسوقي ( المتوفى سنة 1230 هـ ) في حاشيته على الشرح الكبير للدردير ج 1 / ص 200 :(يجب ستر وجه المرأة و يديها إذا خيفت الفتنة بكشفها )وقال الدردير ( المتوفى سنة 1201 هـ ) في كتابه الشرح الصغير/باب الصلاة :( عورة المرأة مع رجل أجنبي منها أي : ليس بمحرم لها جميع البدن غير الوجه و الكفين ، و أما هما فليسا بعورة ، و إن وجب عليه سترهما لخوف الفتنة ) .و قال محمد الخطاب ( المتوفى سنة 954 هـ ) في مواهب الجليل شرح مختصر خليل /كتاب الصلاة :(إن خشي من المرأة الفتنة يجب عليها ستر الوجه و الكفين ) و قال القرطبي في تفسيره:ج 12 / ص 229: قال ابن خويز منداد ـ و هو من علماء المالكية ـ: المرأة إذا كانت جميلة ،و خيف من وجهها وكفيها الفتنة ،فعليها ستر ذلك

    3 ـ الشافعية : قال الباجوري في حاشيته ج 1 / ص 141 :(عورة المرأة جميع بدنها عند الرجال الأجانب) و في تحفة الحبييب (عورة المرأة بحضرة الأجانب جميع بدنها ) وقال الشرواني في حاشيته على تحفة المحتاج/ باب شروط الصلاة :(عورة المرأة بالنسبة لنظر الأجانب جميع بدنها حتى الوجه و الكفين)

    4 ـ الحنابلة : قال البُهوتي في كتاب كشاف القناع / باب الصلاة : ( و الكفان و الوجه من المرأة البالغة عورة خارج الصلاة ) و قال المرداوي في كتابه الإنصاف : ( المرأة كلها عورة حتى ظفرها ) ، وكذا ورد في كتاب المبدع شرح المقنع لإبراهيم بن مفلح المقدسي / كتاب الصلاة . و جاء في كشف المخدرات شرح أخصر المختصرات: ( كل المرأة البالغة عورة حتى ظفرها و شعرها مطلقا ، إلا وجهها في الصلاة ) .

    و هكذا ، فقد ثبت بالإجماع عند جميع الأئمة ( سواء منهم من يرى أن وجه المرأة عورة كالشافعية و الحنابلة ، و من يرى منهم أنه غير عورة كالحنفية و المالكية ) أنه يجب على المرأة أن تستر وجهها عند خوف الفتنة بأن كان من حولها من ينظر إليها بشهوة . كما أنهم اتفقوا على جواز كشف المرأة وجهها ترخصا وضرورة كتعلم، أو تطبب ، أو عند أداء شهادة ، أو تعامل من شأنه أن يستوجب شهادة .
    2 ـ ألا يكون زينة في نفسه، أو مبهرجا ذا ألوان جذابة تلفت الأنظار، لقوله تعالى:{ و لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها } [ النور :31 ] و معنى {ما ظهر منها} أي بدون قصد ولا تعمد ،فإذا كان في ذاته زينة فلا يجوز إبداؤه ،و لا يسمى حجابا ،لأن الحجاب هو الذي يمنع ظهور الزينة للأجانب.فأين هذا الشرط مما تفعله المتحجبات المتبرجات بأنفسهن ؟فعلى من يريد أن ينسب حقا إلى الحجاب الشرعي أن يراعي فيه أن يكون من لون داكن،وأفضل الألوان لذلك اللون الأسود لأنه أبعدها عن الزينة و الفتنة ،كما يجب أن يكون خاليا من الزخارف و الوشي مما يلفت النظر
    3 ـ أن يكون سميكا لا يشف ما تحته من الجسم ، لأن الغرض من الحجاب الستر ، فإن لم يكن ساترا لا يسمى حجابا لأن لا يمنع الرؤية ، و لا يحجب النظر ، لقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم : ( صنفان من أهل النار لم أرهما بعد : نساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ، و لا يجدن ريحها ، و إن ريحها ليوجد من مسيرة كذا و كذا ..) و في رواية مسيرة خمسمائة سنة .و معنى قوله صلى الله عليهوسلم : ( كاسيات عاريات ) أي :كاسيات في الصورة عاريات في الحقيقة لأنهن يلبس ملابس لا تستر جسدا ، و لا تخفي عورة . و الغرض من اللباس الستر ، فإذا لم يستر اللباس كان صاحبه عاريا . و معنى ( مميلات مائلات ) : مميلات لقلوب الرجال مائلات مشيتهن يتبخترن بقصد الفتنة والإغراء .و معنى (كأسنمة البخت) أي : يصففن شعورهن فوق رؤوسهن حتى تصبح مثل سنام الجمل،وهذا من معجزاته صلى الله عليه و سلم
    4 ـ أن يكون فضفاضا غير ضيق ولا يجسم العورة ولا يظهر أماكن الفتنة في الجسم ،وذلك للحديث السابق عن(الكاسيات العاريات) و ما تفعله بعض المتحجبات من ارتداء ملابس محددة للخصر و الصدر كالبلوزة و التنورة ، و لو كانت طويلة ، لا يفي بشروط الحجاب الصحيح
    5 ـ ألا يكون الثوب معطرا ،لأن فيه إثارة للرجال، فتعطر المرأة يجعلها في حكم الزانية ، لقوله صلى الله عليه وسلم :(كل عين زانية ، و المرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا و كذا يعني زانية ) رواه الترمذي . أي كالزانية في حصول الإثم لأنها بذلك مهيجة لشهوات الرجال التي هي بمنزلة رائد الزنا .
    6 ـ ألا يكون الثوب فيه تشبه بالرجال ، أو مما يلبسه الرجال ، للحديث الذي رواه الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه : ( لعن النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة ، و المرأة تلبس لبسة الرجل ) ، وقال صلى الله عليهوسلم فيما رواه البخاري و الترمذي و اللفظ له : ( لعن الله المخنثين من الرجال ، و المترجلات من النساء ) أي المتشبهات بالرجال في أزيائهن و أشكالهن ، كبعض نساء هذا الزمان .
    7 ـ ألا تشبه زي الراهبات من أهل الكتاب ، أو زي الكافرات ، و ذلك لأن الشريعة الإسلامية نهت عن التشبه بالكفار ، و أمرت بمخالفة أهل الكتاب من الزي و الهيئة ، فلقد قال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص حينما رأى عليه ثوبين معصفرين ـ مصبوعين بالعصفر ـ : ( إن هذا من ثياب الكفار فلا تلبسهما ) رواه مسلم .
    8 ـ ألا يكون ثوب شهرة ، لقول صلى الله عليه
    وسلم فيما رواه ابن ماجه : ( من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ) و ثوب الشهرة هو الثوب الذي يقصد بلبسه الاشتهار بين الناس كالثوب النفيس الثمين الذي يلبسه صاحبه تفاخرا بالدنيا و زينتها ، و هذا الشرط ينطبق على الرجال و النساء ، فمن لبس ثوب شهرة لحقه الوعيد إلا أن يتوب رجلا كان أو امرأة .


    و الشروط الثلاثة الأخيرة يجب أن تتقيد بها المرأة المسلمة سواء كانت في دارها ، أو خارجة عنه ، و سواء أكانت أمـام أجانب عنها أم محارم وهذه الشروط هي ( 1- عدم التشبه بالرجال 2- عدم التشبه بالكفار 3- عدم لبس ثوب الشهرة ) . فالواجب على المرأة المسلمة أن تحقق كل هذه الشروط في حجابها ، و كذلك يجب على كل مسلم أن يتحقق أن هـذه الشروط متوفرة في حجاب زوجته ، و كل من كانت تحت ولايته ، و ذلك لقوله صلى الله عليهوسلم فيما رواه البخاري : ( كلكم راع ، و كلكم مسؤول عن رعيته ) ، كما عليه أن يعود بناته منذ سن العاشرة على ارتداء الحجاب الشرعي ، و ليتذكر قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الحاكم: ( الحياء و الإيمان قرنا جميعا ، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر ). و ليتذكر أخيرا قول الله تعالى : { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } [ النور : 63 ] .

    ـــــــــ انتهى الحكـم في هـذه المسألة بالنسبة للمذاهب الأربعـة .
    قال ابن القيم: (( فإن كل طائفة معها حق وباطل، فالواجب موافقتهم فيما قالوه من الحق ، ورد ما قالوه من الباطل ، ومن فتح الله له بهذه الطريقة فقد فتح له من العلم والدين كل باب،ويسر عليه فيهما الأسباب)) (طريق الهجرتين)
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    لا تدع لنفسك و للهوي حظاً في تقيم الحقائق
    وكن وقافاً عند الحق دائماً
    كِل لكل عبدٍ بمقدارِ عقليه وزن له بميزان فهمه حتي تسلم منه ويستفيد منك وإلا وقع الإنكار لتفاوت المعيار

    تعليق


    • Font Size
      #3
      رد: بحث تفصيلي عن الحجاب الشرعي وشروط الحجاب

      رسالة الحجاب للشيخ محمد بن صالح العثيمين
      لما حصل ما حصل من الكلام حول رسالة الحجاب ورؤية من لا يفعلونه ولا يرون بأساً بالسفور صار عند بعض الناس شك في الحجاب وتغطية الوجه هل هو واجب أو مستحب؟ أو شيء يتبع العادات والتقاليد ولا يحكم عليه بوجوب ولا استحباب في حد ذاته؟ ولإزالة هذا الشك وجلاء حقيقة الأمر أحببت أن أكتب ما تيسر لبيان حكمه، راجياً من الله تعالى أن يتضح به الحق، وأن يجعلنا من الهداة المهتدين الذين رأوا الحق حقّاً واتبعوه ورأوا الباطل باطلاً فاجتنبوه فأقول وبالله التوفيق:
      اعلم أيها المسلم أن احتجاب المرأة عن الرجال الأجانب وتغطية وجهها أمر واجب دل على وجوبه كتاب ربك تعالى، وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلّم، والاعتبار الصحيح، والقياس المطرد:
      فمن أدلة القرآن :
      * الدليل الأول: قوله تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَـتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَـرِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَآئِهِنَّ أَوْ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى أَخَوَتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـنُهُنَّ أَوِ التَّـبِعِينَ غَيْرِ أُوْلِى الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْرَتِ النِّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }. (النور: 31).
      وبيان دلالة هذه الآية على وجوب الحجاب على المرأة عن الرجال الأجانب وجوه:
      1 ـ أن الله تعالى أمر المؤمنات بحفظ فروجهن والأمر بحفظ الفرج أمر به وبما يكون وسيلة إليه، ولا يرتاب عاقل أن من وسائله تغطية الوجه؛ لأن كشفه سبب للنظر إليها وتأمل محاسنها والتلذذ بذلك، وبالتالي إلى الوصول والاتصال. وفي الحديث: «العينان تزنيان وزناهما النظر». إلى أن قال: «والفرج يصدق ذلك أو يكذبه». فإذا كان تغطية الوجه من وسائل حفظ الفرج كان مأموراً به؛ لأن الوسائل لها أحكام المقاصد.
      2 ـ قوله تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَآئِهِنَّ أَوْ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى أَخَوَتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـنُهُنَّ أَوِ التَّـبِعِينَ غَيْرِ أُوْلِى الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْرَتِ النِّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }. فإن الخمار ما تخمر به المرأة رأسها وتغطيه به كالغدفة فإذا كانت مأمورة بأن تضرب بالخمار على جيبها كانت مأمورة بستر وجهها، إما لأنه من لازم ذلك، أو بالقياس فإنه إذا وجب ستر النحر والصدر كان وجوب ستر الوجه من باب أولى؛ لأنه موضع الجمال والفتنة. فإن الناس الذين يتطلبون جمال الصورة لا يسألون إلا عن الوجه، فإذا كان جميلاً لم ينظروا إلى ما سواه نظراً ذا أهمية. ولذلك إذا قالوا فلانة جميلة لم يفهم من هذا الكلام إلا جمال الوجه فتبين أن الوجه هو موضع الجمال طلباً وخبراً، فإذا كان كذلك فكيف يفهم أن هذه الشريعة الحكيمة تأمر بستر الصدر والنحر ثم ترخص في كشف الوجه.
      3 ـ إن الله تعالى نهى عن إبـداء الزينة مطلقاً إلا ما ظهـر منها، وهي التي لابد أن تظهر كظاهر الثياب ولذلك قـال: {إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَآئِهِنَّ أَوْ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى أَخَوَتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـنُهُنَّ أَوِ التَّـبِعِينَ غَيْرِ أُوْلِى الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْرَتِ النِّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } لم يقل إلا ما أظهرن منها، ثم نهى مرة أخرى عن إبداء الزينة إلا لمن استثناهم، فدل هذا على أن الزينة الثانية غير الزينة الأولى. فالزينة الأولى هي الزينة الظاهرة التي تظهر لكل أحد ولا يمكن إخفاؤها، والزينة الثانية هي الزينة الباطنة التي يتزين بها، ولو كانت هذه الزينة جائزة لكل أحد لم يكن للتعميم في الأولى والاستثناء في الثانية فائدة معلومة.
      4 ـ أن الله تعالى يرخص بإبداء الزينة الباطنة للتابعين غير أولي الإربة من الرجال وهم الخدم الذين لا شهوة لهم، وللطفل الصغير الذين لم يبلغ الشهوة ولم يطلع على عورات النساء فدل هذا على أمرين:
      أحدهما: أن إبداء الزينة الباطنة لا يحل لأحد من الأجانب إلا لهذين الصنفين.
      الثاني: أن علة الحكم ومداره على خوف الفتنة بالمرأة والتعلق بها، ولا ريب أن الوجه مجمع الحسن وموضع الفتنة فيكون ستره واجباً لئلا يفتتن به أولو الإربة من الرجال.
      5 ـ قوله تعالى: {وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }.
      يعني لا تضرب المرأة برجلها فيعلم ما تخفيه من الخلاخيل ونحوها مما تتحلى به للرجل، فإذا كانت المرأة منهية عن الضرب بالأرجل خوفاً من افتتان الرجل بما يسمع من صوت خلخالها ونحوه فكيف بكشف الوجه.
      فأيما أعظم فتنة أن يسمع الرجل خلخالاً بقدم امرأة لا يدري ما هي وما جمالها؟! لا يدري أشابة هي أم عجوز؟! ولا يدري أشوهاء هي أم حسناء؟! أيما أعظم فتنة هذا أو أن ينظر إلى وجه سافر جميل ممتلىء شباباً ونضارة وحسناً وجمالاً وتجميلاً بما يجلب الفتنة ويدعو إلى النظر إليها؟! إن كل إنسان له إربة في النساء ليعلم أي الفتنتين أعظم وأحق بالستر والإخفاء.
      قال ابن القيم: (( فإن كل طائفة معها حق وباطل، فالواجب موافقتهم فيما قالوه من الحق ، ورد ما قالوه من الباطل ، ومن فتح الله له بهذه الطريقة فقد فتح له من العلم والدين كل باب،ويسر عليه فيهما الأسباب)) (طريق الهجرتين)
      ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
      لا تدع لنفسك و للهوي حظاً في تقيم الحقائق
      وكن وقافاً عند الحق دائماً
      كِل لكل عبدٍ بمقدارِ عقليه وزن له بميزان فهمه حتي تسلم منه ويستفيد منك وإلا وقع الإنكار لتفاوت المعيار

      تعليق


      • Font Size
        #4
        رد: بحث تفصيلي عن الحجاب الشرعي وشروط الحجاب

        * الدليل الثاني: قوله تعالى: {وَالْقَوَاعِدُ مِنْ النِّسَاءِ اللاَّتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (النور: 60).
        وجه الدلالة من هذه الاية الكريمة أن الله تعالى نفى الجناح وهو الإثم عن القواعد وهن العواجز اللاتي لا يرجون نكاحاً لعدم رغبة الرجال بهن لكبر سنهن. نفى الله الجناح عن هذه العجائز في وضع ثيابهن بشرط أن لا يكون الغرض من ذلك التبرج بالزينة. ومن المعلوم بالبداهة أنه ليس المراد بوضع لثياب أن يبقين عاريات، وإنما المراد وضع الثياب التي تكون فوق الدرع ونحوه مما لا يستر ما يظهر غالباً كالوجه والكفين فالثياب المذكورة المرخص لهذه العجائز في وضعها هي الثياب السابقة التي تستر جميع البدن وتخصيص الحكم بهؤلاء العجائز دليل على أن الشواب اللاتي يرجون النكاح يخالفنهن في الحكم، ولو كان الحكم شاملاً للجميع في جواز وضع الثياب ولبس درع ونحوه لم يكن لتخصيص القواعد فائدة.
        وفي قوله تعالى: {غَيْرَ مُتَبَرِّجَـتِ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عِلِيمٌ }. دليل آخر على وجوب الحجاب على الشابة التي ترجو النكاح؛ لأن الغالب عليها إذا كشفت وجهها أن تريد التبرج بالزينة وإظهار جمالها وتطلع الرجال لها ومدحهم إياها ونحو ذلك، ومن سوى هذه نادرة والنادر لا حكم له.
        * الدليل الثالث: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً } (الأحزاب: 59).
        قال ابن عباس رضي الله عنهما: «أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عيناً واحدة». وتفسير الصحابي حجة، بل قال بعض العلماء أنه في حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلّم، وقوله رضي الله عنه «ويبدين عيناً واحدة» إنما رخص في ذلك لأجل الضرورة والحاجة إلى نظر الطريق فأما إذا لم يكن حاجة فلا موجب لكشف العين.
        والجلباب هو الرداء فوق الخمار بمنزلة العباءة. قالت أم سلمة رضي الله عنها لما نزلت هذه الاية: «خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها». وقد ذكر عبيدة السلماني وغيره أن نساء المؤمنين كن يدنين عليهن الجلابيب من فوق رؤوسهن حتى لا يظهر إلا عيونهن من أجل رؤية الطريق.
        * الدليل الرابع: قوله تعالى: {لاَّ جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِى ءَابَآئِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآئِهِنَّ وَلاَ إِخْوَنِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآءِ إِخْوَنِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآءِ أَخَوَتِهِنَّ وَلاَ نِسَآئِهِنَّ وَلاَ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ شَهِيداً }. (الأحزاب: 55).
        قال ابن كثير رحمه الله: لما أمر الله النساء بالحجاب عن الأجانب بيّن أن هؤلاء الأقارب لا يجب الاحتجاب عنهم كما استثناهم في سورة النور عند قوله تعالى: {وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَآئِهِنَّ أَوْ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى أَخَوَتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـنُهُنَّ أَوِ التَّـبِعِينَ غَيْرِ أُوْلِى الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْرَتِ النِّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }. الاية.
        فهذه أربعة أدلة من القرآن الكريم تفيد وجوب احتجاب المرأة عن الرجال الأجانب، والاية الأولى تضمنت الدلالة عن ذلك من خمسة أوجه.



        جزاك الله خيرا صمت الغروب على التنبيه

        يتبـــــــــــــــــــــــــع
        التعديل الأخير تم بواسطة غريب; الساعة 25-02-2010, 08:34 AM. سبب آخر: تعديل
        قال ابن القيم: (( فإن كل طائفة معها حق وباطل، فالواجب موافقتهم فيما قالوه من الحق ، ورد ما قالوه من الباطل ، ومن فتح الله له بهذه الطريقة فقد فتح له من العلم والدين كل باب،ويسر عليه فيهما الأسباب)) (طريق الهجرتين)
        ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        لا تدع لنفسك و للهوي حظاً في تقيم الحقائق
        وكن وقافاً عند الحق دائماً
        كِل لكل عبدٍ بمقدارِ عقليه وزن له بميزان فهمه حتي تسلم منه ويستفيد منك وإلا وقع الإنكار لتفاوت المعيار

        تعليق


        • Font Size
          #5
          رد: بحث تفصيلي عن الحجاب الشرعي وشروط الحجاب

          وأما أدلة السنة فمنها:
          الدليل الأول: قوله صلى الله عليه وسلّم: «إذا خطب أحدكم امرأة فلا جناح عليه أن ينظر منها إذا كان إنما ينظر إليها لخطبة وإن كانت لا تعلم». رواه أحمد.
          قال في مجمع الزوائد: رجاله رجال الصحيح. وجه الدلالة منه أن النبي صلى الله عليه وسلّم، نفى الجناح وهو الإثم عن الخاطب خاصة إذا نظر من مخطوبته بشرط أن يكون نظره للخطبة، فدل هذا على أن غير الخاطب آثم بالنظر إلى الأجنبية بكل حال، وكذلك الخاطب إذا نظر لغير الخطبة مثل أن يكون غرضه بالنظر التلذذ والتمتع به نحو ذلك.
          فإن قيل: ليس في الحديث بيان ما ينظر إليه. فقد يكون المراد بذلك نظر الصدر والنحر فالجواب أن كل أحد يعلم أن مقصود الخاطب المريد للجمال إنما هو جمال الوجه وما سواه تبع لا يقصد غالباً. فالخاطب إنما ينظر إلى الوجه لأنه المقصود بالذات لمريد الجمال بلا ريب.
          © الدليل الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلّم لما أمر بإخراج النساء إلى مصلى العيد قلن: يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «لتلبسها أختها من جلبابها». رواه البخاري ومسلم وغيرهما. فهذا الحديث يدل على أن المعتاد عند نساء الصحابة أن لا تخرج المرأة إلا بجلباب، وأنها عند عدمه لا يمكن أن تخرج. ولذلك ذكرن رضي الله عنهن هذا المانع لرسول الله صلى الله عليه وسلّم، حينما أمرهن بالخروج إلى مصلى العيد فبين النبي صلى الله عليه وسلّم، لهن حل هذا الإشكال بأن تلبسها أختها من جلبابها ولم يأذن لهن بالخروج بغير جلباب، مع أن الخروج إلى مصلى العيد مشروع مأمور به للرجال والنساء، فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم، لم يأذن لهن بالخروج بغير جلباب فيما هو مأمور به فكيف يرخص لهن في ترك الجلباب لخروج غير مأمور به ولا محتاج إليه؟! بل هو التجول في الأسواق والاختلاط بالرجال والتفرج الذي لا فائدة منه. وفي الأمر بلبس الجلباب دليل على أنه لابد من التستر. والله أعلم.
          © الدليل الثالث: ما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم، يصلي الفجر فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات بمروطهن ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن أحد من الغلس. وقالت: لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلّم، من النساء ما رأينا لمنعهن من المساجد كما منعت بنو إسرائيل نساءها. وقد روى نحو هذا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه. والدلالة في هذا الحديث من وجهين:
          أحدهما: أن الحجاب والتستر كان من عادة نساء الصحابة الذين هم خير القرون، وأكرمها على الله عز وجل، وأعلاها أخلاقاً وآداباً، وأكملها إيماناً، وأصلحها عملاً فهم القدوة الذين رضي الله عنهم وعمن اتبعوهم بإحسان، كما قال تعالى: { وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
          }. (التوبة: 100). فإذا كانت تلك طريقة نساء الصحابة فكيف يليق بنا أن نحيد عن تلك الطريقة التي في اتباعها بإحسان رضى الله تعالى عمن سلكها واتبعها، وقد قال الله تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً }. (النساء: 115).

          الثاني: أن عائشة أم المؤمنين وعبدالله بن مسعود رضي الله عنهما وناهيك بهما علماً وفقهاً وبصيرة في دين الله ونصحاً لعباد الله أخبرا بأن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، لو رأى من النساء ما رأياه لمنعهن من المساجد، وهذا في زمان القرون المفضلة تغيرت الحال عما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلّم، إلى حد يقتضي منعهن من المساجد. فكيف بزماننا هذا بعد نحو ثلاثة عشر قرناً وقد اتسع الأمر وقل الحياء وضعف الدين في قلوب كثير من الناس؟!
          وعائشة وابن مسعود رضي الله عنهما فهما ما شهدت به نصوص الشريعة الكاملة من أن كل أمر يترتب عليه محذور فهو محظور.


          يتبــــــــــــــــــــــــــــع
          التعديل الأخير تم بواسطة غريب; الساعة 26-02-2010, 11:34 AM.
          قال ابن القيم: (( فإن كل طائفة معها حق وباطل، فالواجب موافقتهم فيما قالوه من الحق ، ورد ما قالوه من الباطل ، ومن فتح الله له بهذه الطريقة فقد فتح له من العلم والدين كل باب،ويسر عليه فيهما الأسباب)) (طريق الهجرتين)
          ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
          لا تدع لنفسك و للهوي حظاً في تقيم الحقائق
          وكن وقافاً عند الحق دائماً
          كِل لكل عبدٍ بمقدارِ عقليه وزن له بميزان فهمه حتي تسلم منه ويستفيد منك وإلا وقع الإنكار لتفاوت المعيار

          تعليق


          • Font Size
            #6
            رد: بحث تفصيلي عن الحجاب الشرعي وشروط الحجاب

            © الدليل الرابع: أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة». فقالت أم سلمة فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال: «يرخينه شبراً». قالت إذن تنكشف أقدامهن. قال: «يرخينه ذراعاً ولا يزدن عليه». ففي هذا الحديث دليل على وجوب ستر قدم المرأة وأنه أمر معلوم عند نساء الصحابة رضي الله عنهم، والقدم أقل فتنة من الوجه والكفين بلا ريب. فالتنبيه بالأدنى تنبيه على ما فوقه وما هو أولى منه بالحكم، وحكمة الشرع تأبى أن يجب ستر ما هو أقل فتنة ويرخص في كشف ما هو أعظم منه فتنة، فإن هذا من التناقض المستحيل على حكمة الله وشرعه.
            © الدليل الخامس: قوله صلى الله عليه وسلّم: «إذا كان لإحداكن مكاتب وكان عنده ما يؤدي فلتحتجب منه». رواه الخمسة إلا النسائي وصححه الترمذي. وجه الدلالة من هذا الحديث أنه يقتضي أن كشف السيدة وجهها لعبدها جائز مادام في ملكها فإذا خرج منه وجب عليها الاحتجاب لأنه صار أجنبياً فدل على وجوب احتجاب المرأة عن الرجل الأجنبي.
            © الدليل السادس: عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان الركبان يمرون بنا ونحن محرمات مع الرسول صلى الله عليه وسلّم، فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها على وجهها من رأسها. فإذا جاوزونا كشفناه»، رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه. ففي قولها: «فإذا جاوزونا» تعني الركبان «سدلت إحدانا جلبابها على وجهها» دليل على وجوب ستر الوجه لأن المشروع في الإحرام كشفه، فلولا وجود مانع قوي من كشفه حينئذ لوجب بقاؤه مكشوفاً. وبيان ذلك أن كشف الوجه في الإحرام واجب على النساء عند الأكثر من أهل العلم والواجب لا يعارضه إلا ما هو واجب، فلولا وجوب الاحتجاب وتغطية الوجه عن الأجانب ما ساغ ترك الواجب من كشفه حال الإحرام، وقد ثبت في الصحيحين وغيرها أن المرأة المحرمة تنهى عن النقاب والقفازين. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وهذا مما يدل على أن النقاب والقفازين كانا معروفين في النساء اللاتي لم يحرمن وذلك يقتضي ستر وجوههن وأيديهن. فهذه ستة أدلة من السنة على وجوب احتجاب المرأة وتغطية وجهها عن الرجال الأجانب أضف إليها أدلة القرآن الأربعة تكن عشرة أدلة من الكتاب والسنة.
            الدليل الحادي عشر: الاعتبار الصحيح والقياس المطرد الذي جاءت به هذه الشريعة الكاملة وهو إقرار المصالح ووسائلها والحث عليها، وإنكار المفاسد ووسائلها والزجر عنها. فكل ما كانت مصلحته خالصة أو راجحة على مفسدته فهو مأمور به أمر إيجاب أو أمر استحباب. وكل ما كانت مفسدته خالصة أو راجحة على مصلحة فهو نهي تحريم أو نهي تنزيه. وإذا تأملنا السفور وكشف المرأة وجهها للرجال الأجانب وجدناه يشتمل على مفاسد كثيرة وإن قدر فيه مصلحة فهي يسيرة منغمرة في جانب المفاسد. فمن مفاسده:
            1 ـ الفتنة، فإن المرأة تفتن نفسها بفعل ما يجمل وجهها ويبهيه ويظهره بالمظهر الفاتن. وهذا من أكبر دواعي الشر والفساد.
            2 ـ زوال الحياء عن المرأة الذي هو من الإيمان ومن مقتضيات فطرتها. فقد كانت المرأة مضرب المثل في الحياء. «أحي من العذراء في خدرها»، وزوال الحياء عن المرأة نقص في إيمانها، وخروج عن الفطرة التي خلقت عليها.
            3 ـ افتتان الرجال بها لاسيما إذا كانت جميلة وحصل منها تملق وضحك ومداعبة في كثير من السافرات وقد قيل «نظرة فسلام، فكلام، فموعد فلقاء».
            والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم. فكم من كلام وضحك وفرح أوجب تعلق قلب الرجل بالمرأة، وقلب المرأة بالرجل فحصل بذلك من الشر ما لا يمكن دفعه نسأل الله السلامة.
            4 ـ اختلاط النساء بالرجال، فإن المرأة إذا رأت نفسها مساوية للرجل في كشف الوجه والتجول سافرة لم يحصل منها حياء ولا خجل من مزاحمة، وفي ذلك فتنة كبيرة وفساد عريض. وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلّم، ذات يوم من المسجد وقد اختلط النساء مع الرجال في الطريق فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «استأخرن فإنه ليس لكن أن تحتضن الطريق. عليكن بحافات الطريق». فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق به من لصوقها. ذكره ابن كثير عند تفسير قوله تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَـتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَـرِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَآئِهِنَّ أَوْ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى أَخَوَتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـنُهُنَّ أَوِ التَّـبِعِينَ غَيْرِ أُوْلِى الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْرَتِ النِّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }.
            وقد نص شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على وجوب احتجاب المرأة عن الرجال الأجانب، فقال في الفتاوى المطبوعة أخيراً ص 110 ج 2 من الفقه و22 من المجموع: (وحقيقة الأمر أن الله جعل الزينة زينتين: زينة ظاهرة، وزينة غير ظاهرة، ويجوز لها إبداء زينتها الظاهرة لغير الزوج وذوات المحارم، وكانوا قبل أن تنزل آية الحجاب كان النساء يخرجن بلا جلباب يرى الرجل وجهها ويديها وكان إذ ذاك يجوز لها أن تظهر الوجه والكفين، وكان حينئذ يجوز النظر إليها لأنه يجوز لها إظهاره. ثم لما أنزل الله آية الحجاب بقوله: {يأَيُّهَا النَّبِىُّ قُل لاَِزْوَجِكَ وَبَنَـتِكَ وَنِسَآءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَـبِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } (حجب النساء عن الرجال). ثم قال: (والجلباب هو الملاءة وهو الذي يسميه ابن مسعود وغيره الرداء وتسميه العامة الإزار وهو الإزار الكبير الذي يغطي رأسها وسائر بدنها، ثم يقال: فإذا كن مأمورات بالجلباب لئلا يعرفن وهو ستر الوجه أو ستر الوجه بالنقاب كان الوجه واليدان من الزينة التي أمرت أن لا تظهرها للأجانب، فما بقي يحل للأجانب النظر إلى الثياب الظاهرة فابن مسعود ذكر آخر الأمرين، وابن عباس ذكر أول الأمرين) إلى أن قال: (وعكس ذلك الوجه واليدان والقدمان ليس لها أن تبدي ذلك للأجانب على أصح القولين بخلاف ما كان قبل النسخ بل لا تبدي إلا الثياب). وفي ص 117، 118 من الجزء المذكور (وأما وجهها ويداها وقدماها فهي إنما نهيت عن إبداء ذلك للأجانب لم تنه عن إبدائه للنساء ولا لذوي المحارم) وفي ص 152 من هذا الجزء قال: (وأصل هذا أن تعلم أن الشارع له مقصودان: أحدهما الفرق بين الرجال والنساء. الثاني: احتجاب النساء). هذا كلام شيخ الإسلام، وأما كلام غيره من فقهاء أصحاب الإمام أحمد فأذكر المذهب عند المتأخرين قال في المنتهى (ويحرم نظر خصي ومجبوب إلى أجنبية) وفي موضع آخر من الإقناع (ولا يجوز النظر إلى الحرة الأجنبية قصداً ويحرم نظر شعرها) وقال في متن الدليل: (والنظر ثمانية أقسام...).
            الأول: نظر الرجل البالغ ولو مجبوباً للحرة البالغة الأجنبية لغير حاجة فلا يجوز له نظر شيء منها حتى شعرها المتصل أ.هـ
            وأما كلام الشافعية فقالوا إن كان النظر لشهوة أو خيفت الفتنة به فحرام قطعاً بلا خلاف، وإن كان النظر بلا شهوة ولا خوف فتنة ففيه قولان حكاهما في شرح الإقناع لهم وقال: (الصحيح يحرم كما في المنهاج كأصله ووجه الإمام باتفاق المسلمين على منع النساء من الخروج سافرات الوجوه وبأن النظر مظنة للفتنة ومحرك للشهوة).
            وقد قال الله تعالى: {قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـرِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }. واللائق بمحاسن الشريعة سد الباب والإعراض عن تفاصيل الأحوال ا.هـ. كلامه. وفي نيل الأوطار وشرح المنتقى (ذكر اتفاق المسلمين على منع النساء أن يخرجن سافرات الوجوه لاسيما عند كثرة الفساق).


            انتهت رسالة الشيخ العثيمين
            يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
            قال ابن القيم: (( فإن كل طائفة معها حق وباطل، فالواجب موافقتهم فيما قالوه من الحق ، ورد ما قالوه من الباطل ، ومن فتح الله له بهذه الطريقة فقد فتح له من العلم والدين كل باب،ويسر عليه فيهما الأسباب)) (طريق الهجرتين)
            ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
            لا تدع لنفسك و للهوي حظاً في تقيم الحقائق
            وكن وقافاً عند الحق دائماً
            كِل لكل عبدٍ بمقدارِ عقليه وزن له بميزان فهمه حتي تسلم منه ويستفيد منك وإلا وقع الإنكار لتفاوت المعيار

            تعليق


            • Font Size
              #7
              رد: بحث تفصيلي عن الحجاب الشرعي وشروط الحجاب

              الحجـاب الشرعي للمـرأة
              يكثر الحديث في وسائل الإعلام بين حين وآخر عن المرأة وحجابها وكأنه لم يكن عند المسلمين من القضايا والأمور الواجب الاهتمام بها غير حجاب المرأة والدعوة إلى مشاركتها الرجل في الأعمال.. ونبذ الاحتشام الذي تقتضيه الفطرة.
              والمرأة في التاريخ الطويل لم تحظ بمكانة بمثل ما حظيت في الإسلام: حقوقاً وواجبات، واحتراماً وتقديراً، ومعاملة مع ما يتلاءم مع فطرتها..
              ويأتي بعض طلاب العلم وفقهم الله لكل خير ليفتحوا باباً من أبواب الفتنة، بدعوتهم إلى أن وجه المرأة ليس بعورة، وأن الوجه والكفين، موطن خلاف، محتجين بحديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن المرأة إذا بلغت المحيض لا يصلح أن يُرى منها غير هذا وهذا»، وأشار إلى الوجه والكفين.. وقد تتبع الشيخ عبد العزيز بن باز يرحمه الله، هذا الحديث، وبان له ضعفه، وأنه لا يحتج به.
              بل إن حديث عائشة رضي الله عنها في قصة الإفك، الذي جاء فيه عن صفوان بن المعطّل قالت: «فرأى سواد إنسان نائم، فأتاني فعرفني حين رآني، وقد كان رآني قبل الحجاب، فاستيقظت باستراجه، حين عرفني فخمّرت وجهي بجلبابي، والله ما كلمني كلمة» الحديث )تفسير ابن كثير 3268 270(.
              وقولها رضي الله عنها، وهي حاجّة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: فكَنّا.. وهنا للجمع لها ولنساء الصحابة جميعهن «نكشف عن وجوهنا، فإذا حاذينا الرجل سدلنا الحجاب علي وجوهنا».
              هل يعني هذا أن نساء الصحابة، لم يفهمن النص الشرعي، بأمر الله الصريح في سورة الأحزاب: «يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن» )59(.
              إن الإدناء كما قال ابن عباس: أمر الله نساء المؤمنين، إذا خرجن من بيوتهن في حاجة، أن يغطّين وجوههن، من فوق رؤوسهن بالجلابيب، ويبدين عيناً واحدة، وقال محمد بن سيرين، سألت عبيدة السلماني، عن قول الله عز وجل «يدنين عليهن من جلابيبهن»، فغطى وجهه ورأسه، وأبرز عينه اليسرى، قالت أم سلمة رضي الله عنها، لمّا نزلت هذه الآية: «يدنين عليهن من جلابيبهن» خرج نساء الأنصار، كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة، وعليهن أكسية سود يلبسنها.
              يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في حجاب المرأة ولباسها في الصلاة: وكانوا قبل أن تنزل آية الحجاب، كان النساء يخرجن بلا جلباب، يرى الرجال وجهها ويديها، وكان إذْ ذاك يجوز لها أن تظهر الوجه والكفين، وكان حينئذ يجوز النظر إليها، لأنه يجوز إظهاره.. ثم لما أنزل الله عز وجل آية الحجاب بقوله: «يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن» حجب النساء عن الرجال.
              وكان ذلك لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم، زينب بنت جحش، فأرخى النبي صلى الله عليه وسلم الستر، ومنع أنساً أن ينظر.. ولما اصطفى صفية بنت حيي بعد ذلك، عام خيبر، قالوا، إن حجبها فهي من أمهات المؤمنين، وإلا فهي مما ملكت يمينه، فحجبها فلما أمر الله ألاّ يسألن إلا من وراء حجاب، أمر أزواجه وبناته ونساء المؤمنين أن يدنين عليهن من جلابيبهن.
              والجلباب: هو الملاءة، وهو الذي يسميه ابن مسعود وغيره: الرداء وتسمية العامة الإزار، وهو الإزار الكبير الذي يغطي رأسها وسائر بدنها.. وقد حكى أبو عبيدة وغيره: أنها تدنيه من فوق رأسها فلا تظهر إلاّ عينيها، ومن جنسه النقاب. فكن النساء ينتقبن.
              فإذا كنّ مأمورات بالجلباب لئلا يعرفن، وهو ستر الوجه، أو ستر الوجه بالنقاب، كان حينئذٍ الوجه واليدان من الزينة التي أمرت ألا تظهرها للأجانب، فمن يحلّ للأجانب النظر إليه، إلاّ الثياب الظاهرة، فابن مسعود ذكر آخر الأمرين، وابن عباس أول الأمرين. )68(.
              وما ذلك إلا أن المرأة، يجب أن تصان وتحفظ، بما لا يجب مثله في الرجل، ولهذا خصّت بالاحتجاب، وترك إبداء الزينة، وترك التبّرج، فيجب في حقها الاستتار باللباس والبيوت، ما لا يجب في حق الرجل، لأن ظهور النساء سبب الفتنة، والرجال قوامون عليهن.
              والنساء أمرن خصوصاً بالاستتار، وألا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن ومن استثناه الله تعالى في الآية فما ظهر من الزينة، هو الثياب الظاهرة، فهذه لا جناح عليها في إبدائها، إذا لم يكن في ذلك محذور آخر، فإن هذه لا بدّ من إبدائها، وهذا قول ابن مسعود وغيره، وهو المشهور عن أحمد.
              وقال ابن عباس: الوجه واليدان من الزينة الظاهرة، وهي الرواية الثانية عن أحمد، وهو قول طائفة من العلماء، كالشافعي وغيره. وأمر سبحانه وتعالى، بإرخاء الجلابيب لئلا يعرفن ولا يؤذين، وهذا دليل على القول الأول، وقد ذكره عبيدة السلماني وغيره: إن نساء المؤمنين كن يدنين عليهن الجلابيب من فوق رؤوسهن حتى لا تظهر إلا عيونهن لأجل رؤيـة الطريق، ثم قال رحمه الله: وإنما ضرب الحجاب على النساء، لئلا تُرى وجوههن وأيديهن، ورخص الشارع للعجوز التي لا تطمع في النكاح، أن تضع ثيابها، فلا تلقي عليها جلبابها ولا تحتجب، وإن كانت مستثناة من الحرائر لزوال المفسدة الموجودة في غيرها.. كما استثنى التابعين غير أولي الإربة من الرجال، في إظهار الزينة لهم، في عدم الشهوة، التي تتولد من الفتنة.. وكذلك الأمة، إذا كان يُخاف بها الفتنة، كان عليها أن ترخي من جلبابها وتحتجب، ووجب غض البصر عنها ومنها )2427(.
              ومن المعلوم أن الوجه هو مجمع محاسن المرأة، وموضع الفتنة، ومن هنا جاء الأمر بستره، حتى تكتمل حشمة المرأة، فيطهر قلبها، ويطهر قلب الرجل عن التعلق بأسباب الفتنة، أو سلوك دواعيها، وحجاب النساء، الذي هو أمر الله، العالم سبحانه بأحوال عباده، وما تنطوي عليه قلوبهم، هو سبب لطهارة القلب، ووسيلة من وسائل السلامة، حيث جاءت آية الحجاب في سورة الأحزاب، التي مرّ ذكرها، بأمر الله سبحانه لجميع نساء المؤمنين، بإدناء جلابيبهن على محاسنهن، من الشعور والوجه، واليدين وغير ذلك، حتى يعرفن بالعفّة، فلا يفتتنّ، ولا يفتنّ غيرهن، فتحصل بذلك الأذية.
              ولما كان حديث أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها وعن أبيها، الذي رواه أبو داود في سننه، عن عائشة بنت أبي بكر زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها وعن أبيها، أن أسماء أختها دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «يا أسماء، إن المرأة إذا بلغت المحيض، لم يصلح أن يُرى منها إلاّ هذا وهذا» وأشار إلى وجهه وكفّيه.
              هذا الحديث الذي يأخذه بعضهم حجة على كشف الوجه واليدين، ووجد عند بعض الناس قبولاً، قد تتبعه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز، رحمه الله وهو حجة في الحديث، ومعرفته بالرجال.. وقال فيه في رسالته: حكم السفور والحجاب، المطبوع ضمن: مجموعة رسائل في الحجاب والسفور، وطبعته الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، عام 1405ه الطبعة الأولى..
              في هذه الرسالة يقول الشيخ عبدالعزيز رحمه الله عن هذا الحديث: هو حديث ضعيف الإسناد، لا يصح عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، لأنه من رواية خالد بن دربك، عن عائشة وهو لم يسمع منها، فهو منقطع.. ولهذا قال أبو داود بعد روايته لهذا الحديث، في إسناده سعيد بن بشير وهو ضعيف، لا يحتجّ بروايته، وفيه علة أخرى ثالثة، وهي: عنعنة قتادة عن خالد بن دريك وهو مدلّس.
              ثم قال: ومعلوم ما يترتب على ظهور الوجه والكفّين من الفساد والفتنة وقد تقدّم في ص 54 من هذه الرسالة قوله تعالى: «وإذا سألتموهن متاعاً، فأسألوهن من وراء حجاب» (الأحزاب 53)، ولم يستثن شيئاً، وهي آية محكمة، فوجب الأخذ بها، والتعويل عليها، وحمل ما سواها عليها، والحكم فيها على نساء النبي صلى الله عليه وسلم، وغيرهن من نساء المؤمنين.
              وتقدم في ص 55 من هذه الرسالة، في سورة النور الآيتين 30 31، ما يرشد إلى ذلك، وهو ما ذكره الله سبحانه في حقّ القواعد، وتحريم وضعهن الثياب إلاّ بشرطين: أحدهما: كونهن لا يرجون النكاح. والثاني: عدم التبرّج بالزينة، وسبق الكلام على ذلك، وأن الآية المذكورة حجة ظاهرة، وبرهان قاطع على تحريم النساء، وتبرجهنّ بالزينة، ولا يخفى ما وقع فيه النساء اليوم، من التوسّع في التبرج، وإبداء المحاسن.
              فوجب سدّ الذرائع، وحسم الوسائل المفضية إلى الفساد، وظهور الفواحش. ثم زاد الأمر توضيحاً سماحته يرحمه الله بقوله: ومن أعظم أسباب الفساد: خلوة الرجال بالنساء، وسفرهم بهن من دون محرم، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تسافر امرأة إلا مع محرم، ولا يخلونّ رجل بامرأة، إلا ومعها ذو محرم».. وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يخلوّن رجل بامرأة، إلا كان الشيطان ثالثهما». وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يبيتنّ رجل عند امرأة، إلا أن يكون زوجاً أو ذا محرم». رواه مسلم في صحيحه.
              فاتقوا الله أيها المسلمون، وخذوا على أيدي نسائكم وامنعوهنّ مما حرّم الله عليهن من السفور والتبرج وإظهار المحاسن، والتشبه بأعداء الله من اليهود والنصارى، وسائر الكفرة، ومن تشبه بهم، واعلموا أن السكوت عنهن مشاركة لهن في الإثم، وتعرض لغضب الله، وعموم عقابه، عافانا الله وإياكم من شر ذلك، ثم أورد أحاديث صحيحة، منهنَّ قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فناظر كيف تعملون؟. فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء».
              وهذا تحذير شديد من التبرج والسفور، ولبس الرقيق والقصير من الثياب، والميل عن الحق والعفة، وإمالة الناس إلى الباطل، وتحذير شديد من ظلم الناس والتعدي عليهم، ووعيد لمن فعل ذلك بحرمان دخوله الجنة، نسأل الله العافية من ذلك .
              يتبـــــــــــــــــتع
              قال ابن القيم: (( فإن كل طائفة معها حق وباطل، فالواجب موافقتهم فيما قالوه من الحق ، ورد ما قالوه من الباطل ، ومن فتح الله له بهذه الطريقة فقد فتح له من العلم والدين كل باب،ويسر عليه فيهما الأسباب)) (طريق الهجرتين)
              ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
              لا تدع لنفسك و للهوي حظاً في تقيم الحقائق
              وكن وقافاً عند الحق دائماً
              كِل لكل عبدٍ بمقدارِ عقليه وزن له بميزان فهمه حتي تسلم منه ويستفيد منك وإلا وقع الإنكار لتفاوت المعيار

              تعليق


              • Font Size
                #8
                رد: بحث تفصيلي عن الحجاب الشرعي وشروط الحجاب

                وبعض الناس، الذين يتلمّسون المداخل لتحقيق ما تصبو إليه بعض النفوس، في البحث عن المداخل إلى الرخص، رغم أن شرائع الدين، ليست تأتي حسب رغبات النفوس، ولا من أجل تحقيق لذة زائلة، ولكنها شرائع عميقة، أنزلها الذي قامت السموات والأرض بعدله، ومن له الحكمة البالغة، ويعلم طبائع النفوس البشرية، وما يطرأ عليها من تغييرات، وما تصلح به المجتمعات وتستقيم، وما يفسدها بحسب ما أودع الله سبحانه في طبائع البشر، من شهوات ورغبات، خاصة عندما يضعف الحارس الإيماني، والحاجز اليقيني، بمراقبة الله في السرّ والعلن..
                نقول رغم كل ذلك، فإن بعض من يلتمس المداخل بالحجج، يستشهد بحادثتين حصلتا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأولى: قصة المرأة الخثعمية، التي كانت تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج حجة الوداع ووصفت بأنها سفعاء الخدّين مما يدل على أنها كانت كاشفة وجهها.
                الثانية حكاية المرأة التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، وجاء فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعّد فيها النظر، ولم يأمرها بالتستر عن الحاضرين، مما يدل على أنها كانت كاشفة وجهها..
                والردّ على هؤلاء، كما قال به كثير من العلماء: أن الأولى وهي الخثعمية.. كانت في الحج، وهي لا تزال محرمة، والمرأة المحرمة: إحرامها في وجهها، فلا تنتقب، ولا تلبس ما تغطي به الكفين كالمداسّ والقفازين وغيرها مما يخاط على قدر اليد، ومن ورع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ومن معها من نساء المؤمنين، أنها كانت في الحج تكشف وجهها، فإذا حاذين الرجال سدلن الخمار على وجوههن، فإذا تجاوزوهم كشفن.
                أما الحالة الثانية: في المرأة التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، وصعَّد فيها النظر، فإن هذا أولاً يدل على جواز نظر الخاطب للمرأة، التي يرغب الزواج منها، وأهم ما ينبغي النظر إليه الوجه، وما يظهر عادة كاليدين والقدمين، لأن الوجه هو مجمع المحاسن للمرأة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اذهب فانظر إليها، لعله يؤدم بينكما».. فصار النظر في حالة الخطبة كالإدام مع الطعام، الذي يشهّي الطعام، وعلّله المصطفى أيضاً، بما عند الأنصار من أثر للنظرة، التي بها ينجذب القلب للإقدام، أو ينصرف فيحصل الإحجام..
                هذا من جهة، ومن جهة أخرى: فلعل ذلك الوقت الذي جاءت فيه المرأة لتهب نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم كان قبل فرض الحجاب، مما جعل النبي صلى الله عليه وسلم، لم يأمرها بالتستر عن الحاضرين.. ويرى كثير من العلماء منهم الشيخ عبد العزيز بن باز يرحمه الله في دروسه عن: بلوغ المرام حيث قال: كان هذا والله أعلم قبل الحجاب، ويجب حمله على هذا (شريط 19).
                وفي الوقت الذي يرغب، بل يدعو كثير من المسلمين للمرأة المسلمة أن تدع الحجاب، لتتشبه بالمرأة الغربية التي لم تستمد منهجها من تعاليم الإسلام، مثل ما قاد هذه الحملة قاسم أمين وغيره بكتبهم ومقالاتهم.. نرى المرأة الغربية تتوق لهذا الحجاب، وترى فيه حماية ووقاراً للمرأة.. كما سنوضح ذلك ضمن حديث الشيخ النورسي في الجزء الثاني من هذا المقال.
                أدب النساء:
                ألّف عبد الملك بن حبيب كتاباً سمّاه الغاية والنهاية، وسمي أيضاً أدب النساء، وعبد الملك هذا قد توفي عام 238ه في قرطبة وفيها ولد، وسمي عالم الأندلس وفقيهها في عصره، وهو رأس في الفقه المالكي، وقد جاء في كتابه هذا تحت عنوان: باب ما ينبغي للمرأة أن تضعه فيما بينها وبين زوجها: قال: حدثني إسماعيل بن بشر أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن لي امرأة إذا أتيتها مهموماً، قامت إليّ، فأخذت بطرف ردائي ومسحت على وجهي ثم قالت: إن كان همّك الدنيا، فقد صرفها الله عنك، وإن كان همّك الآخرة فزادك الله همّاً. فقال صلى الله عليه وسلم: هذه لها أجر الشهداء ورزقهم .
                وقال أيضاً: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أتي بسبي فقال علي بن ابي طالب رضي الله عنه: «يا فاطمة اذهبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاسأليه خادماً» فأتت رسول الله، فاستحت أن تكلمه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألحاجة جاءت فاطمة، أم جاءت زائرة؟».
                فأخذتها العبرة فقالت: يا رسول الله، أما الماء فإني أغرفه من البئر، في جوف الدار لا يراني أحد، وأما العجين فإني أخبز في بيتي، لا يراني أحد، والغسل أغسل في بيتي لا يراني أحد، وأرته يديها، قد خلقتا من العمل، «ولكن يا نبيّ الله، إنما يشق عليَّ الحطب، احتطب من مكان بعيد، والمرأة يا نبي الله عورة، فذلك الذي يشق عليّ».
                فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن ذلك على ما هو، خير لك من خادم وخادم وخادم، إذا انصرفْتِ إلى بيتك، فأصلحي فراش زوجك، فإذا جاء فتلقيه بالباب، وخذي منه رداءه، ثم إذا قعد على فراشه فاخلعي نعليه، فإن كان مفطراً، فقرّبي إليه ما في بيتك، فإذا فرغ وفرّغْت ما بين يديه، فاقعدي قريباً منه، فإذا دعاك إلى فراشه فأجيبيه، وإن لم يدعك فادني إلى فراشك، فإذا استويتِ فيه فكبّري الله ثلاثاً وثلاثين مرة، وسبِّحيه ثلاثاً وثلاثين مرة، واحمديه ثلاثاً وثلاثين مرة، واختمي المائة بلا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلى آخرها..
                فذلك يا فاطمة، خير لك من خادم وخادم وخادم، قالها ستَّ مرات.. فلما انصرفت سألها علي رضي الله عنه: ما قال أبوك؟. فأخبرته بالذي قال لها، فقال علي: والذي خلقني، لهذا خيرٌ لك من خادم وخادم..
                وروي عن إبراهيم بن الأدهم: أن أبا الدرداء قال لأم الدرداء: إذا غضبتُ فأرضيني، وإذا غضبتِ أرضيتك، فإنا إلاّ نفعل يوشك أن نفترى (كتاب آداب النساء 161162).



                يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
                قال ابن القيم: (( فإن كل طائفة معها حق وباطل، فالواجب موافقتهم فيما قالوه من الحق ، ورد ما قالوه من الباطل ، ومن فتح الله له بهذه الطريقة فقد فتح له من العلم والدين كل باب،ويسر عليه فيهما الأسباب)) (طريق الهجرتين)
                ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                لا تدع لنفسك و للهوي حظاً في تقيم الحقائق
                وكن وقافاً عند الحق دائماً
                كِل لكل عبدٍ بمقدارِ عقليه وزن له بميزان فهمه حتي تسلم منه ويستفيد منك وإلا وقع الإنكار لتفاوت المعيار

                تعليق


                • Font Size
                  #9
                  رد: بحث تفصيلي عن الحجاب الشرعي وشروط الحجاب

                  خلاصة القول في الحجاب الشرعي
                  أعتذر كتبت الخلاصة وضاعت علي
                  أعتقد كتبته في نسخة أخرى سابقة قبل هذه
                  البحث مكتوب قديما نسبيا
                  قال ابن القيم: (( فإن كل طائفة معها حق وباطل، فالواجب موافقتهم فيما قالوه من الحق ، ورد ما قالوه من الباطل ، ومن فتح الله له بهذه الطريقة فقد فتح له من العلم والدين كل باب،ويسر عليه فيهما الأسباب)) (طريق الهجرتين)
                  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                  لا تدع لنفسك و للهوي حظاً في تقيم الحقائق
                  وكن وقافاً عند الحق دائماً
                  كِل لكل عبدٍ بمقدارِ عقليه وزن له بميزان فهمه حتي تسلم منه ويستفيد منك وإلا وقع الإنكار لتفاوت المعيار

                  تعليق


                  • Font Size
                    #10
                    رد: بحث تفصيلي عن الحجاب الشرعي وشروط الحجاب

                    التبرج والسفور دعوة إلى الفاحشة والفساد
                    إن المرأة إذا تبرجت وتكشفت للرجال - غاض ماء وجهها، وقل حياؤها، وسقطت من أعينالناس، وعملها هذا دليل على جهلها وضعف إيمانها ونقص في شخصيتها، وهو بداية الضياعوالسقوط لها، وهي بتبرجها وتكشفها تنحدر بنفسها إلى مرتبة أدنى من مرتبة الإنسانالذي كرمه الله وأنعم عليه بفطرة حب الستر والصيانة، ثم إن التبرج والسفور أيضا ليسدليلا على التحضر والتحرر كما يزعم أعداء الإسلام ودعاة الضلالة، وإنما هو فيالحقيقة انحطاط وفساد اجتماعي ونفسي، ودعوة إلى الفاحشة والفساد، وهو عمل يتنافى معالأخلاق والآداب الإسلامية، وتأباه الفطر السليمة. ولا يمكن أن تعمل هذا العمل إلاامرأة جاهلة قد فقدت حياءها وأخلاقها؛ لأنه لا يتصور أبدا أن امرأة عاقلة عفيفةيمكن أن تعرض نفسها ومفاتنها هذا العرض المخجل والمخزي للرجال في الأسواق وغيرهادون حياء أو خجل.
                    وريما تعتقد بعض النساء أنها إذا خرجت متبرجة كاشفة وجهها ومفاتنها للناس أنهابذلك ستكسب إعجاب الناس واحترامهم لها، وهذا اعتقاد خاطئ؛ لأن الناس لا يمكن أبداأن يحترموا من تعمل مثل هذه الأمور، بل إنهم يمقتونها وينظرون إليها نظرة ازدراءواحتقار، وهي في نظرهم امرأة ساقطة معدومة الكرامة والأخلاق، فكيف ترضى امرأة عاقلةلنفسها بكل ذلك؟! وما الذي يدعوها إلى أن تهين نفسها وتنزل بها إلى هذا المستوى؟! أين ذهب عقلها وحياؤها؟ .

                    لحــدِّ الرُّكبتينِ تُشـمِّرينـا بربـِــكِ أيُّ نهرٍ تعبرينَ
                    كأن الثَّـوبَ ظلٌ في صبـاحٍ يـَزيـدُ تقلصاً حيناً فحينا
                    تظنـــينَ الرجالَ بلا شعور ٍ لأنكِ ربُما لا تَشـــعُرينا
                    أفا ونحن بشنبات
                    قال ابن القيم: (( فإن كل طائفة معها حق وباطل، فالواجب موافقتهم فيما قالوه من الحق ، ورد ما قالوه من الباطل ، ومن فتح الله له بهذه الطريقة فقد فتح له من العلم والدين كل باب،ويسر عليه فيهما الأسباب)) (طريق الهجرتين)
                    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                    لا تدع لنفسك و للهوي حظاً في تقيم الحقائق
                    وكن وقافاً عند الحق دائماً
                    كِل لكل عبدٍ بمقدارِ عقليه وزن له بميزان فهمه حتي تسلم منه ويستفيد منك وإلا وقع الإنكار لتفاوت المعيار

                    تعليق


                    • Font Size
                      #11
                      رد: بحث تفصيلي عن الحجاب الشرعي وشروط الحجاب

                      القصيدة التي أبكت البنات ...؟

                      قالت وفي عينها من رمشها كحل
                      قف وانتظرني فقد أودى بي الحول

                      أنا الغريبة يا عمري وكم نــظرت
                      إليك عيــــني بقلب ملؤه الوجل

                      أنا المحبة والولهى على مضـــض
                      فكن رحيمـــــا وقف يا أيها الرجل

                      لا تتركني فإني بت مغرمــــة
                      بحسن وجهـــــك لما اختاره الخجل

                      صددت عني فكاد الصد يقتلـــني
                      وغبت عني فكـــــاد العقل يختبل

                      فكرت أنساك لكني كواهــــمة
                      ظنـنــت أن قلوب الغيد تنتقل

                      فرحت أرسل طرفي في الوجوه فما
                      علـــمت قلبي إلا فيك يشتغل

                      ينام كل الورى حولي ولا أحــد
                      يدري بأن فؤادي منك يشتعل

                      فكن شفيقا وجد لي بالوصال فمـا
                      أريـد غيرك أنت الحب والأمل

                      جد لي ولا تك مـــغرورا فما أحد
                      رأى جــــمالي إلا اغتاله الغزل

                      ألا ترى قدي المياس لو نظـــرت
                      إليه أجمل مـن في الأرض تختجل

                      ووجهي الشمس هل للشمس بارقة
                      إذا شخــصت إليها فهي ترتحل

                      فقلت والحزن مرسوم على شـــفتي
                      وفي فــــؤادي من أقوالها دخل

                      أختاه لا تهتكي ستر الــــحياء ولا
                      تضيعي الدين بالدنيا كمن جهلوا

                      والله لو كنت منحور الجــنان لما
                      نظرت نحوك مهما غرني الهدل

                      أختاه إني أخاف الله فاســـــتتري
                      ولتعلــــمي أنني بالدين مشتمل

                      تمسكي بكتاب الله واعتصـــــمي
                      ولا تكوني كمن أغراهم الأجل

                      أختاه كوني كأسماء التي صـــبرت
                      وأم ياســــــر لما ضامها الجهل

                      كوني كفاطمة الزهراء مؤمنــــة
                      ولتعلمي أنــــها الدنيا لها بدل

                      كوني كزوجات خير الخلق كلهمو
                      من علم الـناس أن الآفة الزلل

                      من صانت العرض تحيا وهي شامخة
                      ومن أضاعـته ماتت وهي تنتعل

                      كل الجراحات تشفى وهي نافـــذة
                      ونافذ العرض لا تجدي له الحيل

                      من أحصـنت فرجها كانت مجاهدة
                      كمريم ابنت عمران التي سألوا

                      ومن أضاعته عاشت مثل جاهلة
                      تريـد تسير من قد عاقه الشلل

                      أختاه من كانت العلياء غاــــيته
                      فـــــليس ينظر إلا حيث تحتمل

                      أختاه من همه الدنيا سيخسرها
                      ومن إلى الله يسعى سوف يتصل

                      أختاه إنا إلى الرحمان مرجعنــــا
                      وســــوف نسأل عما خانة المقل

                      أختاه عودي إلى الرحمان واحتشمي
                      ولا يـــــغرنك الإطراء والدجل

                      توبي إلى الله من ذنب وقعت به
                      وراجعي النفس إن الجرح يندمل



                      انتهى البحث
                      جمع وتقديم أخوكم غريب 1431 هـ

                      شكرا صمت الغروب على التنبيه
                      وعلى المشاركة
                      وإياك
                      التعديل الأخير تم بواسطة غريب; الساعة 25-02-2010, 08:15 AM. سبب آخر: تعديل
                      قال ابن القيم: (( فإن كل طائفة معها حق وباطل، فالواجب موافقتهم فيما قالوه من الحق ، ورد ما قالوه من الباطل ، ومن فتح الله له بهذه الطريقة فقد فتح له من العلم والدين كل باب،ويسر عليه فيهما الأسباب)) (طريق الهجرتين)
                      ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                      لا تدع لنفسك و للهوي حظاً في تقيم الحقائق
                      وكن وقافاً عند الحق دائماً
                      كِل لكل عبدٍ بمقدارِ عقليه وزن له بميزان فهمه حتي تسلم منه ويستفيد منك وإلا وقع الإنكار لتفاوت المعيار

                      تعليق


                      • Font Size
                        #12
                        رد: بحث تفصيلي عن الحجاب الشرعي وشروط الحجاب

                        بارك الله فيك أخي الكريم
                        وفقك الله لما يحبه ويرضاه
                        أخي الكريم في المشاركة الرابعة يوجد تكرار في الآية الأولى

                        جزاكم الله خيرا


                        يا حي يا قيوم
                        برحمتك أستغيث
                        أصلح لي شأني كله
                        ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين
                        اللهم آمين
                        ربِّ اشرح لي صدري
                        ويسر لي أمري
                        واحلل عقدة من لساني
                        يفقهوا قولي
                        اللهم آمين

                        اللهم اروي قلبي بالإيمان
                        من فضلك افتح الرابط واقرأ المحتوى:
                        http://www.7alm-3shg.com/M7AL/7c7/Index.htm

                        تعليق


                        • Font Size
                          #13
                          رد: بحث تفصيلي عن الحجاب الشرعي وشروط الحجاب

                          بارك الله فيك وجزاك الله كل خير علي موضوعك الهام القيم

                          وجعله الله في ميزان حسناتك

                          تقبل مودتي
                          الوردة الجريحة

                          تعليق


                          • Font Size
                            #14
                            رد: بحث تفصيلي عن الحجاب الشرعي وشروط الحجاب

                            المشاركة الأصلية بواسطة صمت الغروب مشاهدة المشاركة
                            بارك الله فيك أخي الكريم
                            وفقك الله لما يحبه ويرضاه
                            أخي الكريم في المشاركة الرابعة يوجد تكرار في الآية الأولى

                            جزاكم الله خيرا
                            صمت الغروب
                            الله يبارك فيك ويسعدك
                            شكراً على الملاحظة والتنبيه
                            أختنا الوقورة صمت
                            زادك الله من فضله ووفقك لما يحب ويرضى
                            شكرا على المشاركة
                            قال ابن القيم: (( فإن كل طائفة معها حق وباطل، فالواجب موافقتهم فيما قالوه من الحق ، ورد ما قالوه من الباطل ، ومن فتح الله له بهذه الطريقة فقد فتح له من العلم والدين كل باب،ويسر عليه فيهما الأسباب)) (طريق الهجرتين)
                            ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                            لا تدع لنفسك و للهوي حظاً في تقيم الحقائق
                            وكن وقافاً عند الحق دائماً
                            كِل لكل عبدٍ بمقدارِ عقليه وزن له بميزان فهمه حتي تسلم منه ويستفيد منك وإلا وقع الإنكار لتفاوت المعيار

                            تعليق


                            • Font Size
                              #15
                              رد: بحث تفصيلي عن الحجاب الشرعي وشروط الحجاب

                              المشاركة الأصلية بواسطة الوردة الجريحة مشاهدة المشاركة
                              بارك الله فيك وجزاك الله كل خير علي موضوعك الهام القيم


                              وجعله الله في ميزان حسناتك

                              تقبل مودتي

                              الوردة الجريحة

                              أهلا بالوردة الجريحة
                              شكرا على حضورك الذي أسعدني
                              أهل غزة في قلوبنا
                              بارك في فيك وأمدك بالصحة والعافية وراحة البال
                              شكرا على دعائك ولك مثله وزيادة
                              قال ابن القيم: (( فإن كل طائفة معها حق وباطل، فالواجب موافقتهم فيما قالوه من الحق ، ورد ما قالوه من الباطل ، ومن فتح الله له بهذه الطريقة فقد فتح له من العلم والدين كل باب،ويسر عليه فيهما الأسباب)) (طريق الهجرتين)
                              ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                              لا تدع لنفسك و للهوي حظاً في تقيم الحقائق
                              وكن وقافاً عند الحق دائماً
                              كِل لكل عبدٍ بمقدارِ عقليه وزن له بميزان فهمه حتي تسلم منه ويستفيد منك وإلا وقع الإنكار لتفاوت المعيار

                              تعليق

                              Loading...


                              يعمل...
                              X