الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة آلهة من الحلوى(5-20)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • Font Size
    #1

    سلسلة آلهة من الحلوى(5-20)

    السلام عليكم

    الحـُـرية المهـْدُورة


    من الأشياء التي أصبحت ضرورية لكل من أراد أن يتكلم أو يكتب : كلمة (( حرية المرأة )) فهي بالنسبة لهم كوسائل الإيضاح في المدارس لا يمكن أن يتعلم الانسان بدونها ، وأينما اتجهت قابلتك هذه الكلمة كما تقابلك نصائح شرطة المرور في اللافتات على جوانب الطرق .

    تقابلك في كل جريدة وجلة حتى المدرسية منها وفي مختلف مراحلها ومن البنين والبنات ، وفي الندوات ، وفي المؤتمرات ، وفي كل مكان .

    بل إنها لو أمكن أن تقدم في طبق مع ألوان الطعام أو الشراب لقدمت .

    ولا شك أن الحرية التي يتحدث عنها كل فريق من هؤلاء ليس لها مفهوم واحد ولا معنى واحد ولا مظهر واحد ، وإنما تختلف مفاهيمها ومعانيها ومظاهرها من شخص إلى شخص ومن مستوى إلى مستوى ، ولعل أحر الناس دعوة لها وتشبثاً بها وحماسة لتحقيقها إنما هم المراهقون فكرياً أو عمرياً ، وعندما يتحدث الفتى أو الفتاة من المرحلة الأعدادية أو الثانوية عن حرية المرأة فإنما يقصدان صورة معينة محدودة هي أن لا يحرمها المجتمع من لقاء في الخلوات والمنتزهات يتبادلان أحاديث الإعجاب والحب والشغف والقلب المطعون بسهام العيون .

    وما مع ذلك ، فلو سمح للفتاة بذلك لكانت في نظر نفسها ونظر صاحبها حرة قد نالت حقوقها ، وربما أضافت إلى ذلك أن لا ينتقدها أحد وهي تقلد نجوم السينما والتمثيل التي تشاهدها في السينما والإذاعة المرئية في لباسها وحركاتها وتزينها ، بل وفي لهجة حديثها وفي استعمال مساحيق الزينة إذا كانت أمها تستعملها أما إذا لم تكن أمها كذلك فتعتبرها رجعية وتحاول هي أن تحصل على ما لم تجده عند أمها لتقنع الزملاء ، والزميلات وتقنع نفسها أنها فتاة حرة متقدمة تتصرف كما يحلو لها .

    وعندما نجتاز هذا المعنى البسيط للحرية عند المراهقين والمراهقات ونحاول أن نجد له مدلولاً – في واقع الحياة – حرمت منه المرأة عند من يتخذون لأنفسهم سمعت المفكرين والفلاسفة أو على الأقل سمعت الأدباء والكتّاب ، فإنه يعسر علينا أن نجد مدلولاً للحرية حرمت منه المرأة بقسوة الرجل وتحكمه ، ولعل الدعوة القائمة اليوم إلى تحرير المرأة والتي لا تفتأ تنعق في كل زاوية ومكان هي في حقيقتها وجوهرها تحمل معنى الاستعباد والاسترقات أكثر من أي موقف آخر .

    إن المرأة التي تختار بكامل حريتها أن تبقى في بيتها، وأن لا تخرج منه إلا لشأن من الشؤون الضرورية ، يعتبرونها غير متحررة وهم يعملون بجهد ومشقة لإخراجها مستعملين كل ما يجدون من وسائل ، فإذا استسلمت لهم وخرجت متسكعة في الشوارع مبحلقة في المتاجر قالوا عنها إنها تحررت وإلا فهي في منطقهم لا تزال مستعبدة ، هذه المرأة بقيت في بيتها مختارة وخرجت منه مكرهة فمتى كانت حرة ؟ ومتى كانت أمة ؟ أعندما كانت ملكاً لإرادتها وتفكيرها ، أم عندما كانت ملكاً لإرادتهم ودعايتهم وغوايتهم .

    والمرأة التي تخرج إلى الشارع مرتدية عباءتها الضافية الفضفاضة ساترة كل جسمها بكامل حريتها وإرادتها يعتبرونها غير حرة ، ولا يزالون بها حتى تخلع عنها ثوبها الساتر وتستجيب لطلبات الموضة وأعين المتفرجين ، فمتى كانت هذه المرأة حرة ؟ عندما لبست ثوبها الساتر برغبتها وإرادتها وتفكيرها ، أم عندما نزعته عنها استجابة لرغبتهم وخوفاً من لذعاتهم وانسياقاً لإرادتهم .

    ولعلّ مشكلة المرأة عندنا اليوم في ليبيا بين الحرية وعدم الحرية تبرز بروزاً واضحاً ، لقد اختارت المرأة المسلمة في ليبيا موقفها الكريم بحرية وإرادة ، ولكننا في الواقع لم نتركها لحريتها وإرادتها واختيارها وإنما جندنا كل ما نملك من القوى لتسييرها في المنهج الذي يراه شراذمة من مقلدة الغرب ونكاد نجلدها بالسياط لنضعها في طابور مع بنات لندن وباريس .

    وليس من الغريب أو النادر أن تشاهد مدرسة فاضلة أو ربة بيت محترمة كانت إلى يوم قريب تسلك مسلكها الحي الكريم ، فإذا بها في مناسبة حفلة أو دعوة اجتماع قد غيرت مسلكها فجأة وطلعت عليك بطلعتها الجديدة التي ما كانت تجول في حسابك ولا حسابها ، وعندما تسألها عن سبب هذا التغير تحبك في حسرة : إنه ضغط المجتمع الصغير الذي تعيش فيه والذعات الفارغين والفارغات ممن يقدرون الثقافة والحضارة بالثوب والحلية .

    هذه المدرَّسة الفاضلة التي قضت فترة صالحة من عمرها في مسلك رصين ارتضته لنفسها وتخرجت عليها أجيال من فضليات الفتيات كانت توصيهن بالحياء والحشمة والسترة ، ثم وجدت نفسها مضطرة إلى أن تخلع عنها ثوبها لتستطيع أن تواصل حياتها في مجتمعات قد انحرفت ، ولا أسهل عليها من نبذ الفضائل بالتحجر والجمود ووصف الرذائل بالتقدم والتحرر .

    متى كانت هذه المدرَّسة مستعبدة ، حينما كانت تسير بوحي من فكرها وضميرها وإرادتها أم عندما خضعت لإرادة الآخرين خوفاً من أن يصفها الواصفون بالتأخر والجهل ؟ .

    الألسنة والأقلام اليوم تسوق المرأة في سرعة وعنف إلى نمط من السلوك غريب عنها وعن إرادتها ، وهي حريصة أن لا تترك لها فرصة التريث والتفكير في هدوء قبل أن تصل بها إلى نتائجها ، وإنما تسوقها في غير وعي ولا إدراك بعد أن خدرتها بوسائل الدعاية والإعلام المختلفة .

    والواقع أن المرأة لم تستعبد في يوم من الأيام ولم تهدر حريتها وتفقد كرامتها كما يقع ذلك في هذا العصر الذي جعلها تتصرف راضية فرحة حسب رغبة غيرها دون أن تملك حتى مجرد التفكير السليم في موقفها .
    إت

    الحـُـرية المهـْدُورة



    من الأشياء التي أصبحت ضرورية لكل من أراد أن يتكلم أو يكتب : كلمة (( حرية المرأة )) فهي بالنسبة لهم كوسائل الإيضاح في المدارس لا يمكن أن يتعلم الانسان بدونها ، وأينما اتجهت قابلتك هذه الكلمة كما تقابلك نصائح شرطة المرور في اللافتات على جوانب الطرق .

    تقابلك في كل جريدة وجلة حتى المدرسية منها وفي مختلف مراحلها ومن البنين والبنات ، وفي الندوات ، وفي المؤتمرات ، وفي كل مكان .

    بل إنها لو أمكن أن تقدم في طبق مع ألوان الطعام أو الشراب لقدمت .

    ولا شك أن الحرية التي يتحدث عنها كل فريق من هؤلاء ليس لها مفهوم واحد ولا معنى واحد ولا مظهر واحد ، وإنما تختلف مفاهيمها ومعانيها ومظاهرها من شخص إلى شخص ومن مستوى إلى مستوى ، ولعل أحر الناس دعوة لها وتشبثاً بها وحماسة لتحقيقها إنما هم المراهقون فكرياً أو عمرياً ، وعندما يتحدث الفتى أو الفتاة من المرحلة الأعدادية أو الثانوية عن حرية المرأة فإنما يقصدان صورة معينة محدودة هي أن لا يحرمها المجتمع من لقاء في الخلوات والمنتزهات يتبادلان أحاديث الإعجاب والحب والشغف والقلب المطعون بسهام العيون .

    وما مع ذلك ، فلو سمح للفتاة بذلك لكانت في نظر نفسها ونظر صاحبها حرة قد نالت حقوقها ، وربما أضافت إلى ذلك أن لا ينتقدها أحد وهي تقلد نجوم السينما والتمثيل التي تشاهدها في السينما والإذاعة المرئية في لباسها وحركاتها وتزينها ، بل وفي لهجة حديثها وفي استعمال مساحيق الزينة إذا كانت أمها تستعملها أما إذا لم تكن أمها كذلك فتعتبرها رجعية وتحاول هي أن تحصل على ما لم تجده عند أمها لتقنع الزملاء ، والزميلات وتقنع نفسها أنها فتاة حرة متقدمة تتصرف كما يحلو لها .

    وعندما نجتاز هذا المعنى البسيط للحرية عند المراهقين والمراهقات ونحاول أن نجد له مدلولاً – في واقع الحياة – حرمت منه المرأة عند من يتخذون لأنفسهم سمعت المفكرين والفلاسفة أو على الأقل سمعت الأدباء والكتّاب ، فإنه يعسر علينا أن نجد مدلولاً للحرية حرمت منه المرأة بقسوة الرجل وتحكمه ، ولعل الدعوة القائمة اليوم إلى تحرير المرأة والتي لا تفتأ تنعق في كل زاوية ومكان هي في حقيقتها وجوهرها تحمل معنى الاستعباد والاسترقات أكثر من أي موقف آخر .

    إن المرأة التي تختار بكامل حريتها أن تبقى في بيتها، وأن لا تخرج منه إلا لشأن من الشؤون الضرورية ، يعتبرونها غير متحررة وهم يعملون بجهد ومشقة لإخراجها مستعملين كل ما يجدون من وسائل ، فإذا استسلمت لهم وخرجت متسكعة في الشوارع مبحلقة في المتاجر قالوا عنها إنها تحررت وإلا فهي في منطقهم لا تزال مستعبدة ، هذه المرأة بقيت في بيتها مختارة وخرجت منه مكرهة فمتى كانت حرة ؟ ومتى كانت أمة ؟ أعندما كانت ملكاً لإرادتها وتفكيرها ، أم عندما كانت ملكاً لإرادتهم ودعايتهم وغوايتهم .

    والمرأة التي تخرج إلى الشارع مرتدية عباءتها الضافية الفضفاضة ساترة كل جسمها بكامل حريتها وإرادتها يعتبرونها غير حرة ، ولا يزالون بها حتى تخلع عنها ثوبها الساتر وتستجيب لطلبات الموضة وأعين المتفرجين ، فمتى كانت هذه المرأة حرة ؟ عندما لبست ثوبها الساتر برغبتها وإرادتها وتفكيرها ، أم عندما نزعته عنها استجابة لرغبتهم وخوفاً من لذعاتهم وانسياقاً لإرادتهم .

    ولعلّ مشكلة المرأة عندنا اليوم في ليبيا بين الحرية وعدم الحرية تبرز بروزاً واضحاً ، لقد اختارت المرأة المسلمة في ليبيا موقفها الكريم بحرية وإرادة ، ولكننا في الواقع لم نتركها لحريتها وإرادتها واختيارها وإنما جندنا كل ما نملك من القوى لتسييرها في المنهج الذي يراه شراذمة من مقلدة الغرب ونكاد نجلدها بالسياط لنضعها في طابور مع بنات لندن وباريس .

    وليس من الغريب أو النادر أن تشاهد مدرسة فاضلة أو ربة بيت محترمة كانت إلى يوم قريب تسلك مسلكها الحي الكريم ، فإذا بها في مناسبة حفلة أو دعوة اجتماع قد غيرت مسلكها فجأة وطلعت عليك بطلعتها الجديدة التي ما كانت تجول في حسابك ولا حسابها ، وعندما تسألها عن سبب هذا التغير تحبك في حسرة : إنه ضغط المجتمع الصغير الذي تعيش فيه والذعات الفارغين والفارغات ممن يقدرون الثقافة والحضارة بالثوب والحلية .

    هذه المدرَّسة الفاضلة التي قضت فترة صالحة من عمرها في مسلك رصين ارتضته لنفسها وتخرجت عليها أجيال من فضليات الفتيات كانت توصيهن بالحياء والحشمة والسترة ، ثم وجدت نفسها مضطرة إلى أن تخلع عنها ثوبها لتستطيع أن تواصل حياتها في مجتمعات قد انحرفت ، ولا أسهل عليها من نبذ الفضائل بالتحجر والجمود ووصف الرذائل بالتقدم والتحرر .

    متى كانت هذه المدرَّسة مستعبدة ، حينما كانت تسير بوحي من فكرها وضميرها وإرادتها أم عندما خضعت لإرادة الآخرين خوفاً من أن يصفها الواصفون بالتأخر والجهل ؟ .

    الألسنة والأقلام اليوم تسوق المرأة في سرعة وعنف إلى نمط من السلوك غريب عنها وعن إرادتها ، وهي حريصة أن لا تترك لها فرصة التريث والتفكير في هدوء قبل أن تصل بها إلى نتائجها ، وإنما تسوقها في غير وعي ولا إدراك بعد أن خدرتها بوسائل الدعاية والإعلام المختلفة .

    والواقع أن المرأة لم تستعبد في يوم من الأيام ولم تهدر حريتها وتفقد كرامتها كما يقع ذلك في هذا العصر الذي جعلها تتصرف راضية فرحة حسب رغبة غيرها دون أن تملك حتى مجرد التفكير السليم في موقفها .

    من الأشياء التي أصبحت ضرورية لكل من أراد أن يتكلم أو يكتب : كلمة (( حرية المرأة )) فهي بالنسبة لهم كوسائل الإيضاح في المدارس لا يمكن أن يتعلم الانسان بدونها ، وأينما اتجهت قابلتك هذه الكلمة كما تقابلك نصائح شرطة المرور في اللافتات على جوانب الطرق .

    تقابلك في كل جريدة وجلة حتى المدرسية منها وفي مختلف مراحلها ومن البنين والبنات ، وفي الندوات ، وفي المؤتمرات ، وفي كل مكان .

    بل إنها لو أمكن أن تقدم في طبق مع ألوان الطعام أو الشراب لقدمت .

    ولا شك أن الحرية التي يتحدث عنها كل فريق من هؤلاء ليس لها مفهوم واحد ولا معنى واحد ولا مظهر واحد ، وإنما تختلف مفاهيمها ومعانيها ومظاهرها من شخص إلى شخص ومن مستوى إلى مستوى ، ولعل أحر الناس دعوة لها وتشبثاً بها وحماسة لتحقيقها إنما هم المراهقون فكرياً أو عمرياً ، وعندما يتحدث الفتى أو الفتاة من المرحلة الأعدادية أو الثانوية عن حرية المرأة فإنما يقصدان صورة معينة محدودة هي أن لا يحرمها المجتمع من لقاء في الخلوات والمنتزهات يتبادلان أحاديث الإعجاب والحب والشغف والقلب المطعون بسهام العيون .

    وما مع ذلك ، فلو سمح للفتاة بذلك لكانت في نظر نفسها ونظر صاحبها حرة قد نالت حقوقها ، وربما أضافت إلى ذلك أن لا ينتقدها أحد وهي تقلد نجوم السينما والتمثيل التي تشاهدها في السينما والإذاعة المرئية في لباسها وحركاتها وتزينها ، بل وفي لهجة حديثها وفي استعمال مساحيق الزينة إذا كانت أمها تستعملها أما إذا لم تكن أمها كذلك فتعتبرها رجعية وتحاول هي أن تحصل على ما لم تجده عند أمها لتقنع الزملاء ، والزميلات وتقنع نفسها أنها فتاة حرة متقدمة تتصرف كما يحلو لها .

    وعندما نجتاز هذا المعنى البسيط للحرية عند المراهقين والمراهقات ونحاول أن نجد له مدلولاً – في واقع الحياة – حرمت منه المرأة عند من يتخذون لأنفسهم سمعت المفكرين والفلاسفة أو على الأقل سمعت الأدباء والكتّاب ، فإنه يعسر علينا أن نجد مدلولاً للحرية حرمت منه المرأة بقسوة الرجل وتحكمه ، ولعل الدعوة القائمة اليوم إلى تحرير المرأة والتي لا تفتأ تنعق في كل زاوية ومكان هي في حقيقتها وجوهرها تحمل معنى الاستعباد والاسترقات أكثر من أي موقف آخر .

    إن المرأة التي تختار بكامل حريتها أن تبقى في بيتها، وأن لا تخرج منه إلا لشأن من الشؤون الضرورية ، يعتبرونها غير متحررة وهم يعملون بجهد ومشقة لإخراجها مستعملين كل ما يجدون من وسائل ، فإذا استسلمت لهم وخرجت متسكعة في الشوارع مبحلقة في المتاجر قالوا عنها إنها تحررت وإلا فهي في منطقهم لا تزال مستعبدة ، هذه المرأة بقيت في بيتها مختارة وخرجت منه مكرهة فمتى كانت حرة ؟ ومتى كانت أمة ؟ أعندما كانت ملكاً لإرادتها وتفكيرها ، أم عندما كانت ملكاً لإرادتهم ودعايتهم وغوايتهم .

    والمرأة التي تخرج إلى الشارع مرتدية عباءتها الضافية الفضفاضة ساترة كل جسمها بكامل حريتها وإرادتها يعتبرونها غير حرة ، ولا يزالون بها حتى تخلع عنها ثوبها الساتر وتستجيب لطلبات الموضة وأعين المتفرجين ، فمتى كانت هذه المرأة حرة ؟ عندما لبست ثوبها الساتر برغبتها وإرادتها وتفكيرها ، أم عندما نزعته عنها استجابة لرغبتهم وخوفاً من لذعاتهم وانسياقاً لإرادتهم .

    ولعلّ مشكلة المرأة عندنا اليوم في ليبيا بين الحرية وعدم الحرية تبرز بروزاً واضحاً ، لقد اختارت المرأة المسلمة في ليبيا موقفها الكريم بحرية وإرادة ، ولكننا في الواقع لم نتركها لحريتها وإرادتها واختيارها وإنما جندنا كل ما نملك من القوى لتسييرها في المنهج الذي يراه شراذمة من مقلدة الغرب ونكاد نجلدها بالسياط لنضعها في طابور مع بنات لندن وباريس .

    وليس من الغريب أو النادر أن تشاهد مدرسة فاضلة أو ربة بيت محترمة كانت إلى يوم قريب تسلك مسلكها الحي الكريم ، فإذا بها في مناسبة حفلة أو دعوة اجتماع قد غيرت مسلكها فجأة وطلعت عليك بطلعتها الجديدة التي ما كانت تجول في حسابك ولا حسابها ، وعندما تسألها عن سبب هذا التغير تحبك في حسرة : إنه ضغط المجتمع الصغير الذي تعيش فيه والذعات الفارغين والفارغات ممن يقدرون الثقافة والحضارة بالثوب والحلية .

    هذه المدرَّسة الفاضلة التي قضت فترة صالحة من عمرها في مسلك رصين ارتضته لنفسها وتخرجت عليها أجيال من فضليات الفتيات كانت توصيهن بالحياء والحشمة والسترة ، ثم وجدت نفسها مضطرة إلى أن تخلع عنها ثوبها لتستطيع أن تواصل حياتها في مجتمعات قد انحرفت ، ولا أسهل عليها من نبذ الفضائل بالتحجر والجمود ووصف الرذائل بالتقدم والتحرر .

    متى كانت هذه المدرَّسة مستعبدة ، حينما كانت تسير بوحي من فكرها وضميرها وإرادتها أم عندما خضعت لإرادة الآخرين خوفاً من أن يصفها الواصفون بالتأخر والجهل ؟ .

    الألسنة والأقلام اليوم تسوق المرأة في سرعة وعنف إلى نمط من السلوك غريب عنها وعن إرادتها ، وهي حريصة أن لا تترك لها فرصة التريث والتفكير في هدوء قبل أن تصل بها إلى نتائجها ، وإنما تسوقها في غير وعي ولا إدراك بعد أن خدرتها بوسائل الدعاية والإعلام المختلفة .

    والواقع أن المرأة لم تستعبد في يوم من الأيام ولم تهدر حريتها وتفقد كرامتها كما يقع ذلك في هذا العصر الذي جعلها تتصرف راضية فرحة حسب رغبة غيرها دون أن تملك حتى مجرد التفكير السليم في موقفها .
    أنتظروا طلتنا القادمة

  • Font Size
    #2
    للرفع

    تعليق


    • Font Size
      #3
      مشكور اخوي Black Magic
      اللهم يارب مسني وأهلي الضر وأنت أرحم الراحمين

      تعليق


      • Font Size
        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة تناهيد مشاهدة المشاركة
        مشكور اخوي Black Magic
        العفو أخي
        شاكرا تواجدك

        تعليق

        Loading...


        يعمل...
        X