الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من تأنى نال ما تمنى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • Font Size
    #1

    من تأنى نال ما تمنى




    من تأنى نال ما تمنى
    ---------------------

    من روائع أحمد شوقي قصيدة يتناول فيها قصة إحدى العصافير وهي تعلم ابنها الطيران، يقول فيها:

    رأيتُ في بعضِ الرياضِ قُـبَّرَةْ --- تُطَيِّرُ ابنَها بأَعلى الشَّـجَره

    وهْيَ تقولُ: يا جمالَ العـُشِّ --- لا تعتَمِدْ على الجَناح الهَشِّ
    وقِفْ على عودٍ بجنبِ عودِ --- وافعل كما أَفعلُ في الصُّعودِ
    فانتقلَت من فَننٍ إلى فَنَنْ --- وجعلتْ لكلِّ نقلة ٍ زمنْ
    كيْ يَسْتريحَ الفرْخُ في الأَثناءِ --- فلا يَمَلُّ ثِقَلَ الهواءِ
    لكنَّه قد خالف الإشـاره --- لمَّا أَراد يُظهرُ الشَّطارهْ
    وطار في الفضاءِ حتى ارتفعا --- فخانه جَناحُه فوقعـا
    فانكَسَرَتْ في الحالِ رُكبتاه ُ--- ولم يَنَلْ منَ العُلا مُناهُ
    ولو تأنى نالَ ما تمنَّـى --- وعاشَ طولَ عُمرِهِ مُهَنَّـا
    لكلِّ شيءٍ في الحياة وقتـهُ --- وغاية ُ المستعجلين فـوته!


    هذه قصة رمزية للذي يستعجل في أموره، وفي حكمه على الأشياء، وفي تقييمه للأفكار والأشخاص، ولا يتأنَّى حتى يتبين الصواب، ويتثبت من الأمر، وتلك العجلة طبع في كثير من الناس، وقد قال تعالى﴿خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ﴾ يعني طبعه العجلة في الأمر، حتى إنه ليستعجل الهلاك ﴿وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا
    ولكن من رحمة الله به أنه لا يعجل له الشر الذي يريده، بل يمهله ويريه الآيات، ويعطيه الفرصة بعد الفرصة ﴿وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾.

    والعَجُول كثيرُ الوقوع في الخطأ، قليلُ التقدير لعواقب الأمور، ومن كلام الحكماء: «إياك والعجلة، فإنها تكنّى أم الندامة، لأن صاحبها يقول قبل أن يعلم ويجيب قبل أن يفهم، ويعزم قبل أن يفكر، ويحمد قبل أن يجرب ولن تصحب هذه الصفة أحدا إلا صحب الندامة وجانب السلامة».

    وقد رأينا كيف أن استعجال سيدنا موسى عليه السلام فوَّت عليه وعلينا معرفة المزيد مما يفعله الخضِر عليه السلام، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما أخرجه البخاري: «وَدِدْنَا أَنَّ مُوسَى صَبَرَ حَتَّى يُقَصَّ عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِمَا».

    لهذا فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى التأني، وذم العجلة، فأخرج أبو يعلى أنه صلى الله عليه وسلم قَالَ: «التَّأَنِّي مِنَ اللهِ، وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ».
    وفي رواية الترمذي:
    «الأَنَاةُ مِنَ اللهِ، وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ». وأخرج أبو داود عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «التُّؤَدَةُ فِى كُلِّ شَيْءٍ خَيْرٌ، إِلاَّ فِى عَمَلِ الآخِرَةِ».
    ومن أسوإ ذلك أيضا: مسارعة البعض إلى الرد على الكلام قبل أن يتمه قائله، بل قبل أن يفهم ما يقصده قائله، فيفترض أن المتكلم يقصد شيئا ما ويأخذ في انتقاده، وهو بعيد كل البعد عما قصده المتكلم، ولله در يحيى بن خالد البرمكي الذي أوصى ابنه جعفراً فقال: «لا تَرُدَّ على أحدٍ جواباً حتى تفهم كلامَه؛ فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره، ويؤكد الجهلَ عليك، ولكن افهم عنه، فإذا فهمتَه فأَجِبْه، ولا تتعجلْ بالجواب قبل الاستفهام، ولا تَسْتَحِ أن تستفهمَ إذا لم تفهم؛ فإن الجواب قبل الفهم حمقٌ».







    إلهي.. أُحِبُّ طاعتَك وإِنْ قَصِرتُ عنها.. وَأكرَهُ مَعصِيَتَكَ وإِنْ رَكِبْتها.. فَتفَضَّل عَليَّ بالجنَّة وإنْ لم أَكُنْ أهلٌ لها.. وَخَلِّصني مِنَ النَّارِ وإنْ استَوْجَبْتها.. , كفاني عزا أن تكون لي ربا وكفاني فخرا أن أكون لك عبدا أنت لي كما احب فوفقني الي ما تحب ياارحم الراحمين ياالله


  • Font Size
    #2
    رد: من تأنى نال ما تمنى

    جزاج الله خيرا

    تعليق


    • Font Size
      #3
      رد: من تأنى نال ما تمنى

      المشاركة الأصلية بواسطة مذهلة مشاهدة المشاركة
      جزاج الله خيرا
      وجزاكي الله خير على مرورك الكريم
      إلهي.. أُحِبُّ طاعتَك وإِنْ قَصِرتُ عنها.. وَأكرَهُ مَعصِيَتَكَ وإِنْ رَكِبْتها.. فَتفَضَّل عَليَّ بالجنَّة وإنْ لم أَكُنْ أهلٌ لها.. وَخَلِّصني مِنَ النَّارِ وإنْ استَوْجَبْتها.. , كفاني عزا أن تكون لي ربا وكفاني فخرا أن أكون لك عبدا أنت لي كما احب فوفقني الي ما تحب ياارحم الراحمين ياالله

      تعليق

      Loading...


      يعمل...
      X