الشباب المعاق: زواجنا حلم حياتنا
ماجدة أبو المجد
فما رأيكم دام فضلكم
ماجدة أبو المجد
ليس غلاء المهور، وارتفاع نَفَقات بيت الزوجية الجديد - هو العَقَبَةَ التي تحول دون تحقيق حلمهم بالزواج؛ ولكن هناك عَقَبة تسبقها لدى الشباب المعاق "ذوي الاحتياجات الخاصة"، وهى الإعاقة نفسها؛ فمنهم مَن فَقَدَ الأَمَلَ في أن يجدَ شريكًا للحياة في ظلِّ المقاييس الراهنة، والتي طغى فيها المظهر على الجوهر، ومنهم مَن لم ينطفئ بريق الأمل داخله في أن يجدَ مَن يرافقه مسيرة الحياة، ويكمل معه رحلة العمر، ومنهم مَن تَجَاوَزَ ذاك وتلك، وتَزَوَّجَ بالفعل، ويحيا الحياة دون أن يؤرقه شيء.
ضربٌ من الخيال:
بالرغم من ملامحها الجميلة وأنوثتها العالية، إلاَّ أنَّ إصابتها بمرض شَلَل الأطفال منذ طفولتها جَعَل مشاعر الإحباط تَتَمَكَّن منها، مما جَعَل حلمها بالزواج ضربًا منَ الخيال، فلا ترى ***** (27 عامًا) أنه يوجد الرجل الذي يرتضيها زوجة وأمًّا لأبنائه، إلاَّ إذا كان ذلك من باب الشَّفَقة، وهو ما لا تقبله، فقد سَئِمَتْ من نظرات الشفقة التي تلاحقها أينما ذهبتْ.
بالرغم من ملامحها الجميلة وأنوثتها العالية، إلاَّ أنَّ إصابتها بمرض شَلَل الأطفال منذ طفولتها جَعَل مشاعر الإحباط تَتَمَكَّن منها، مما جَعَل حلمها بالزواج ضربًا منَ الخيال، فلا ترى ***** (27 عامًا) أنه يوجد الرجل الذي يرتضيها زوجة وأمًّا لأبنائه، إلاَّ إذا كان ذلك من باب الشَّفَقة، وهو ما لا تقبله، فقد سَئِمَتْ من نظرات الشفقة التي تلاحقها أينما ذهبتْ.
أما **** (32 عامًا)، فليس محبطًا منَ الإعاقة، فقد رضي بقَدَرِ الله وحكمته، ولكن ما يؤرقه هو أنه كلما تَقَدَّمَ لخِطبة فتاة يتمُّ رفضه دون مُبَرِّر، مما يضخم في نفسه حجم إعاقته، ولكنه يتمنَّى اليوم الذي يلتقي فيه مع مَن تسعد به زوجًا، ويسعد بها زوجة.
أثبتت **** (38 عامًا) أنَّ الأمر ليس ضربًا منَ الخيال، فهي زوجة وأم لطفلين، لم تُسَبِّب إعاقتها الحركية يومًا لها أي نوع من الإحباط؛ بل زادتها إيمانًا وتعلُّقًا بالله - عز وجل - ولم تفقدِ الأمل مطلقًا في الزواج، فهي على يقينٍ بأنه رزق منَ الله، يقسمه على عبادة كيفما شاء، وبالفعل جاءَها رزقُها مبكرًا، وتزوَّجَتْ مِن رجل تمنتْهُ العديد من الفتيات، ولكنه فَضَّلَهَا هي بأن تكون له زوجة وأمًّا لأبنائه.
ولم يختلفِ الأمرُ كثيرًا لدى **** (26 عامًا)، فقد تجاوزتِ المقاييس السطحية لفتيات اليوم، ولم تتردد لحظة في قبول **** (30 عامًا)، والذي يعانِي من إعاقة في قدمه اليسرى، فقد وجدتْ في خُلُقِه وتديُّنه ما كانتْ تَتَمَنَّاه في شريك حياتها.
الأكثر نجاحًا:
في هذا الإطار يؤكِّد الدكتور ياسر نصر - أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة - أنَّ نظرة المجتمع المحيط بالمعاق لها تأثير كبير على صياغة أحلامه وطموحاته، فإذا كانت هذه النظرة سوية ولا تشعره بأنه مختلف عن الآخرين، فسيكون أكثر تجاوبًا مع الحياة، وقدرة على مواجهة ما بها مِن صُعُوبات، أما إذا كانت هذه النظرة تشعره بالدونية، فما من شك أنه سوف يصبح فريسة سهلة لمشاعر الإحباط واليأس، مشيرًا إلى أنه منَ المؤسِف أنه ما زالت مجتمعاتنا نامية فكريًّا تأخذ بالمظاهر في أغلب أمور الحياة، ومنها الزواج، فنجد المقياس الأول لقطاع كبير من الشباب - إلا من رحم ربى - هو الوسامة، وحسن المظهر، أما الجوهر الطيب، وحُسْن الخُلُق والتديُّن، فيأتي في مرتبة تالية، وهو سبب فَشَل كثيرٍ من الزيجات، مؤكِّدًا أنَّ أغلب الزيجات التي كان أحد طرفيها معاقًا "ذوي احتياجات خاصة" هي الأكثر نجاحًا واستمرارية، وذلك يرجع إلى أن الاختيار قد تجاوَزَ مثل هذه الأمور السَّطْحيَّة إلى ما هو أعمق؛ مما رسخ جذور الموَدَّة والرَّحْمَة.
في هذا الإطار يؤكِّد الدكتور ياسر نصر - أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة - أنَّ نظرة المجتمع المحيط بالمعاق لها تأثير كبير على صياغة أحلامه وطموحاته، فإذا كانت هذه النظرة سوية ولا تشعره بأنه مختلف عن الآخرين، فسيكون أكثر تجاوبًا مع الحياة، وقدرة على مواجهة ما بها مِن صُعُوبات، أما إذا كانت هذه النظرة تشعره بالدونية، فما من شك أنه سوف يصبح فريسة سهلة لمشاعر الإحباط واليأس، مشيرًا إلى أنه منَ المؤسِف أنه ما زالت مجتمعاتنا نامية فكريًّا تأخذ بالمظاهر في أغلب أمور الحياة، ومنها الزواج، فنجد المقياس الأول لقطاع كبير من الشباب - إلا من رحم ربى - هو الوسامة، وحسن المظهر، أما الجوهر الطيب، وحُسْن الخُلُق والتديُّن، فيأتي في مرتبة تالية، وهو سبب فَشَل كثيرٍ من الزيجات، مؤكِّدًا أنَّ أغلب الزيجات التي كان أحد طرفيها معاقًا "ذوي احتياجات خاصة" هي الأكثر نجاحًا واستمرارية، وذلك يرجع إلى أن الاختيار قد تجاوَزَ مثل هذه الأمور السَّطْحيَّة إلى ما هو أعمق؛ مما رسخ جذور الموَدَّة والرَّحْمَة.
وألمح الدكتور نصر إلى أن هناك حقيقةً يغفلها "المعاق المحبط"، وهى أنَّ الإعاقَة في ذاتها ليست انتقاصًا من قدره، إلاَّ إذا أراد هو ذلك، أما إذا فطن إلى أنَّ الله - عز وجل - له الحكمة في ذلك، وبأنه عَوَّضه من القدرات ما يفتقده أغلب الأصحاء، لَزَادَتْ ثقتُه في نفسه، وأصبح بإرادته وعزيمته مطلبًا للآخرين، ومِن ثَمَّ لا تُمَثِّل الإعاقة أية عَقَبة له في طريق الزواج.
مسؤولية المجتمَع:
ومِن جانبها أشارتِ الدكتورة إيمان القفاص - رئيس قسم تكافؤ الفرص بالجامعة الأمريكية - إلى أنَّ هناك مسؤولية كبيرة تقع على المجتمع في هذا الصدد، تَتَمَثَّل في أمرينِ:
الأول: هو تغيير تلك النظرة العقيمة للمعوق بأنه شخص ضعيف يستحِق الشفقة منَ الآخرين، وذلك من خلال الاعتراف بأنه فرد فَعَّال في المجتمع، له دور لا يقلُّ أهمية عن الآخرين، كما أن له مشاعرَ ورغباتٍ وأحلامًا لا يجب تجاهلها، وذلك من المؤسسات المؤثرة في ثقافة المجتمع، وعلى رأسها المؤسسة الإعلاميَّة والتربويَّة.
ومِن جانبها أشارتِ الدكتورة إيمان القفاص - رئيس قسم تكافؤ الفرص بالجامعة الأمريكية - إلى أنَّ هناك مسؤولية كبيرة تقع على المجتمع في هذا الصدد، تَتَمَثَّل في أمرينِ:
الأول: هو تغيير تلك النظرة العقيمة للمعوق بأنه شخص ضعيف يستحِق الشفقة منَ الآخرين، وذلك من خلال الاعتراف بأنه فرد فَعَّال في المجتمع، له دور لا يقلُّ أهمية عن الآخرين، كما أن له مشاعرَ ورغباتٍ وأحلامًا لا يجب تجاهلها، وذلك من المؤسسات المؤثرة في ثقافة المجتمع، وعلى رأسها المؤسسة الإعلاميَّة والتربويَّة.
أما الأمر الآخر - وهو لصيق بالأول - فهو توفير المِهَن المناسِبة مع إمكانية الترقِّي فيها، مما يزيد من ثقتهم في أنفسهم، ويجعلهم يَتَخَلَّصُون منَ الشعور بعدم القَبُول، خاصَّة في أمر الزواج؛ بل على العكس، فالمكانة الاجتماعية تكسبهم جاذبية يفتقدها الكثيرون.
وأكَّدَتِ الدكتورة إيمان على ضرورة إبراز نماذج منَ الزيجات الناجِحة للمعوقين؛ فمِن شأنها تغيير مفاهيمَ كثيرةٍ خاطئة، فضلاً عنْ تعزيز مبدأ تكافُؤ الفُرَص في المجتمع.
-------------------------
منقول عن موقع الألوكة
ملاحظة:تم حذف الأسماء
__________________________________________________ _____________________-------------------------
منقول عن موقع الألوكة
ملاحظة:تم حذف الأسماء
فما رأيكم دام فضلكم
تعليق